9:12 AM | Author: Al-Firjany
قبل ما تسوبيل يمشي ويسيب مصر، قال كلمة حكمة في حديث لأخبار الرياضة: "الفرق بينكم وبين أوروبا تغليب المصلحة الشخصية على المصلحة العامة". في مصر، طالما ظل تغليب الانتماءات على أمور من البديهيات، يبقى تطبيق أي عقوبة من رابع المستحيلات. مع الاسف مشكلة عمرو زكي مش مجرد لاعب شتم أو تفوه بكلمتين في لحظة انفعال على قرار حكم، مع تركيز مخرج على حركة الشفاه، ولكن تعامل اطراف أخرى مع المشكلة إضافة إلى مشاكل أخرى – قبل وبعد المشكلة الأساسية - يبين غياب أساسات وأساسيات كثيرة جدا في التعامل مع كرة القدم بشكل عام، أو مع الإدارات المرتبطة باللعبة بشكل أخص.

أولى الغرائب كان في إعتراض البعض على تركيز المخرج على لقطة عمرو. في حين التقاط الانفعالات موجود وبنحبه في الملاعب الأوروبية أو كأس العالم بتركيز المخرجين على انفعالات اللاعبين والمدربين في حالات الفرح والحزن. ولكن عند عمرو يبقى المخرج مترصد ومتصيد وما يصحش وكخة. لكن الخطأ الأكبر كان من أطراف كثيرة جدا التقطت الخيط الرديء ولعبت بيه بشكل أكثر رداءة. مبدئياً الرفض لمشاهدة حركة الشفاه يمكن يبين عدم مقدرة الشعب المصري بصفة عامة على رؤية نفسه في المرآة. المصارحة مع النفس غائبة .. تماماً كما أن القدرة على رؤية نفسي في موقع الخطأ، بل وعدم القدرة على مواجهة الخطأ غير موجودة بالمرة. الخطأ موجود، والتعامل الخاطيء موجود، ولكن لا عقوبات على الخطأ، حتى في حالة ثباته وإثباته. ويظل الكل على سباته

خطأ زكي سبقه عدة أخطاء، زي ما هييجي بعده أكيد أخطاء ويجوز أن الخطأ هنا ركز عليها وسلط عليها الأضواء واسترجعنا معاه شريط ذكريات الشتائم(!). (شوف لما تركيزنا على فعل خارج يخلينا نركز على أفعال خارجة أخرى، لتبرير الفعل الحالي!). الغريب إن الدفاع عن عمرو لم يكن بالدفاع عن الفعلة نفسها، لأنه الفعلة نفسها لا تحتاج إلى دفاع بالأساس، ولكن في قبح الدفاع في ذاته ووصوله إلى مرحلة من السفالة والدنو بتركيزه على طريقة "طب ما فيه لاعيبة بتعمل". (كان ممكن الدفاع يبقى أوقع لو قالوا "طيب ما احنا بنعمل كدة!!"، علشان نفهم سر الدفاع المستميت). ولكن لأن الطابق مستور، واحنا عاوزينه مستور ومطمور، يبقى لابد من الدفاع، بل ولصقها بالآخرين.
هنا تظهر أولى الأخطاء في غياب التطبيق على الكافة، أو العقوبات الرادعة أو الحكام الأقوياء أو الاتحاد الشجاع. أصبح تكرار حالات السب والشتم في الماضي (وربما في المستقبل) هو المبرر لفعلة في الحاضر. بل الدفاع الحالي عن عمرو يعطي تبريراً وجيهاً جداً لأي لاعب يريد السباب والتعبير عن غضبه "بالطريقة اللي تعجبه". وجود الفعلة والتبرير الحالي والدفاع المقيت عن السب يفسح المجال بشدة لظهور المصطلح المصري الأصيل "اشمعنى!". بل والمستفز هو تركز المدافعين - في مرحلة متطورة من الدفاع - على شفاه لاعبين آخرين - ومنهم الأجانب – للتدليل على وجود السباب في الملاعب مباحاً ومتاحاً. كله بيشتم، وعمرو كمان!! مش سخان أونو بالزيت، والتانيين كمان!! وامسك الزيت وولع

شوف لما الانتماء والدفاع عن الخطأ يوصلك للتركيز على وجود قلة أدب مماثلة في الملاعب ... للدفاع عن فعل هو ذروة قلة الأدب.
شوف لما تلاقي واحد قاعد قدام التليفيزيون .. مستني ومنتظر ومتلهف لحركة شفايف فيها سب، ليضمها إلى عريضة الدفاع!!!! ء
شوف لما الدفاع عن فعل قميء يوصل إلى فتح ملف الشتم في مصر، والتركيز على السابق واللاحق واستدعاء كل من سبوا والسباب في الملاعب المحلية والأوروبية!! ء

واضح إن الانتماء صار هو الأقوى في مصر، وصار المغيب الأول للوعي وغياب احترام الذات، واحترام الآخرين. صحفيين (...) وحتى أعضاء منتديات يتكلموا كما لو كان الأمر عادي جداً وبتفاهة لا تطيق معها الاستماع أو حتى النظر إليهم. طالما اللي قدامك فقد احترامه لنفسه، يبقى لا داعي ليك إنك تحترمه.

كان الغياب الأول لمباديء الإدارة عمن يديرون شؤون اللعبة في مصر وهي "التطبيق على الجميع". بل كان المبدأ الغالب واللي احنا عارفينه هو "التطبيق ع الكيف". مجلس الإدارة لا يعلم كيف يطبق العقوبة، وإن طبقها يعدلها، وإن عدلها وأقرها فهناك سوابق تؤكد أنه لم يطبقها من الأصل. مع الأسف غوغائية التعامل تمتد إلى الجماهير بلا وعي، وتغيب الأسباب الحقيقية للتعامل مع ملف زكي في أروقة اتحاد الكرة. فالمصالح هي القاعدة الموجودة لدى الاتحاد الكروي في تطبيق أو عدم تطبيق أي قاعدة من أي نوع. وجود المصالح في السابق منع الأخذ والتعاطي مع الاعادة التليفيزيونية في واقعة ابراهيم سعيد "طالما الحكم لم يذكرها في تقريره". ووجود المصالح منع انزال العقوبة على عمرو زكي حتى مع ذكر السب للحكم الأسباني في تقريره لمباراة نهائي الكأس (كما ذكر د. علاء صادق). ليه؟ لأن المصالح موجودة، بالتالي ممنوع أي حد يمس اللاعب طالما العلاقة سمن على عسل مع المجلس المتحكم في اللاعب. أما دلوقت فلا وجود لمصالح، يبقى نطبق القانون! لاحظ تبادلية العلاقة بين تقرير الحكم والمصالح، وكأن التقرير أداة تظهر في غياب المصالح ، وتختفي في وجودها. مش عارف ليه حاسس كأن شوبير أو مجلس الاتحاد عامة كما لو كان لقى لَقطة لُقطة، لتصفية حساب ما، أو لوجود خطأ ما في المصالح، أو للضغط لصالح بيزنس خفي. (ولاحظ وجود أحمد شوبير وحده في المواجهة حتى الآن). رد الفعل الفوري من الزمالك ممثلاً في ممدوح عباس (في أسبانيا) جايز يكون رد على اتخاذ شوبير لعمرو زكي كأداة. تركز رد الفعل الأبيض عليه، يبين إن ممدوح عارف الفولة ويبدو إن الصفقة المطلوبة صعبة التمرير. بالتالي كانت الحرب على خناقة تافهة بخصوص لاعب، تخفي وراءها حرب أخرى دائرة من وراء الستار. وجود المصالح وترابطها بشكل رديء في كرة القدم (التي لم تعد ترفيهية) يمكن يتساوى مع نفس رداءة فعل عمرو زكي نفسه، إن لم يكن أقل. وهنا نقدر نلمس تحرك الجماهير غير الواعي في الاستاد ودفاعه عن السباب بسباب، بعد تمرير بيان ممدوح بمقاطعة أحمد شوبير، والسبب اكلاشيه وبيظهر وقت اللزوم : "محاربة الزمالك"!! (ولاحظ توقيت البيان قبل الماتش مباشرة، علشان المشاعر تبقى مؤججة وطازة، بعد أما البيان سواها، ولكن على نار حارقة). ء
في حالات الدفاع كان فيه فلاش باك للتذكير بحالة متعب، في اعتراضه على التغيير في مباراة أفريقية (خارج نطاق اتحاد الكرة المصري)، وربما خارج نطاق الكاف أيضاً، ولكنها داخل حدود النادي الأهلي وكان التطبيق السلس لمبدأ العقاب ولم يدخل اللاعب تمريناً رسمياً داخل النادي إلا بعد 10 أيام، مع دفع غرامة كبيرة (40 ألفاً). ولكن الواقعة نفسها دليل إدانة أكثر منها دليل براءة لعمرو (وللمدافعين).

وفي حين كانت واقعة عمرو داخل الملعب .. ومواجهة للكاميرا
كانت واقعة متعب خارج المستطيل الأخضر، وخلف الكاميرا (لم يستطع أي مصور التقاطها) ه
وفي حين لم يدافع أي أهلاوي عن واقعة متعب .. بل وكان الحديث والهمس والجدل عن "قسوة" العقوبة (مع عدم رفض مبدئها او توقيعها من الأصل)ه
دافع عن عمرو زكي أسطول من المحامين الأفذاذ .. وكان الشخط والنطر و"السباب" حول توقيع العقوبة في حد ذاته (!!)

التطبيق السلس كان من النادي الأهلي داخل جدرانه، ومن إدارته على أبنائه. ولنجاح التطبيق الإداري (والأدبي)، لم تظهر احتجاجات كما كان الحال عند الفشل الإداري في تطبيق عقوبة ما خارج نطاق الأهلي. لم يستطع طرفان التوصل إلى صيغة تتيح توقيع عقوبة على لاعب أخطأ، فيما كان توقيع العقوبة موجوداً وحاضراً في واقعة أخرى.

رفع شعار المباديء والأخلاق كان مفاجئاً بالنسبة لي، من ناحيتين: من قائلها ثم توجيهها إلى جمهور معين! شوبير رفع مصحف عثمان في وجه الآخرين، ولكن لو كان المصحف مرفوع من قبل دوماً، كانت الأمور مشيت. في صراع أحمد شوبير – الزمالك (عباس)، كل واحد استخدم لغته وأدواته، وكانت المباديء والأخلاق في يد شوبير ووجود لائحة طرية تستعمل عند اللزوم، وكان الجمهور في خدمة عباس. الموضوع كان بالأساس قيمة أخلاقية نحاول اثباتها، ولكن لم تثبت، لأننا فشلنا في قضايا سابقة، أو لم يكن هناك تطبيق من الأصل. وفجأة حاولنا التطبيق ودخلت في النص لعبة المصالح والتعصب والانتماء. حتى القيم والمباديء صارت مطوعة لخدمة المصالح. ولكن لأن التطبيق مشوه، فلا يمكن "نمشي على سطر ونسيب سطر"، فكان الصدام.

دفاع جمهور الزمالك عن فعلة عمرو غريب، ولكنه غير مستغرب بالنظر إلى كون الجمهور ينظر إلى العطاء في الملعب ولا ينظر كثيراً (ولا داعي لقول إنه لا ينظر أساساً) إلى الجانب الأخلاقي. جمهور الزمالك أو النادي في العموم ينظر إلى اللاعب نظرة فنية بحتة، دون النظر إلى أخلاقه. الخطأ في التعامل إن الكلام موجه ضد لاعب سجل هدف، ولكنه شتم. الطبيعي وجود كلام على الفعل بوصفه قبيح، ولكن الجمهور مستغرب، لأنه تركيزه أكثر على هدف التعادل، ثم الفوز. لأنه الجمهور يهمه الفوز، حتى لو الفريق كله شتم!! ولأن البعد الأخلاقي غير موجود بالمرة (اللي مقتنع إن عمرو غلط (وهم قلة)، يجيب فلافيو والحضري في جملة غير مفيدة، حتى لو لم يثبت شيء على اللاعبين!!). ء

الجانب الثاني كانت في غياب الدفاع بالمنطق – أي منطق – في عز الكلام، وكنا نسمع أي كلام والسلام. جمهور ولا يفهم برتغالي، ويتكلم عن ويترجم ويشرح كلام فلافيو، وانفعالاته بعد الأخطاء المحتسبة ضده (ونترك قليلاً حكاية اضطهاد فلافيو من الحكام). جمهور يترك الفعل الأساسي (من عمرو زكي) لينشغل ويشغلنا معه ضد أحمد شوبير (يلاحظ وجود هذا الفكر الأبيض المتمثل في ترك الأساس، للمرور إلى الفرعيات، لنسيان الفعل الأساسي). بقدرة قادر تركنا الموسم الحالي وعدنا إلى الوراء لموسم سابق لاعادة حركة شفاه لعصام الحضري، وبقدرة قادر تحول عمرو زكي إلى
· بيشتم نفسه
· بيشتم الحظ
· ما بيشتمش .. وإيه يعني الكلمة أساسا؟!!!! ء

الانتماء محا العقل، والدفاع بأي كلام والهذيان بقى الغالب. فلافيو صار المتهم، بعد أن كان عمرو. وفلاش باك يتعمل، لاثبات أن الخارج عن الآداب العامة يجب أن يمر مرور الكرام (أو غير الكرام)، بل ونضرب له تعظيم سلام، طالما مر من قبله! ولا عارفين نعاقب، ولا عارفين نطبق أخلاق، حتى ولا عارفين نلعب كورة! على رأي د. صادق، نحاول نطبق الأخلاق، وأهو نكون نجحنا في حاجة واحدة.

كلمة أخيرة
من عجائب الأقدار في الكرة المصرية، إنه لما يقع نادي أو لاعب في نادي في خطأ، تدخل لعبة المصالح: جمهور المنافس يعيب في الفعلة واللاعب، وجمهور اللاعب يدافعون عنه. ومع الأسف ده الحاصل حالياً. ولكن العجيب هو تكرر الحركة أو الفعلة من المنافس وتبدل الأدوار وتبادلها ما بين الجماهير، ليصبح المهاجم مدافعاً، والمدافع مهاجماً. ومع حالة عمرو زكي الحالية، وفي ظل أخلاق منحدرة لبعض لاعبي الكرة، كل الأمور واردة جدا.
بعض من جمهور الأهلي يطلب ابراهيم سعيد لأنه الأمل في تعديل حال دفاع الأهلي المايل. وابراهيم سعيد حالياً يقود حملة تسويقية عالية، والسلعة هي ذاته ومهاراته. يمكن يكون الفتى العائد (أو الهارب- الراغب في العودة) لاعب مقاتل فنياً، ولاعب ممتاز في مركزه + مراكز أخرى؛ ولكن لو رجع إلى الأهلي على الحالة الحالية، فبلاش استغراب لو لقيناه يعمل حركة زي عمرو زكي .. أو أعنف. وساعتها لا تلوموا إلا أنفسكم. وساعتها جمهور الزمالك هيلاقي سبب أوجه لضمه إلى عريضة الدفاع ضد جمهور الأهلي، لو لقوا جمهور أهلي ساعتها (لأن حاجات كتيرة هتكون اتغيرت)ء
Category: | Leave a comment
3:42 AM | Author: Al-Firjany
الأوضاع المختلة في البيئة المصرية لكرة القدم أوجدت صراعات من أنواع مختلفة، وبين أطراف متباينة القوة والحجم. ومع اختلاف الأطراف في القوة والضعف، ومع اختلال الاوضاع، نلاقي الأطراف الضعيفة تكسب بعض الجولات، مع خسارة مرحلية للطرف القوي. وبوجود ميزان أعرج، يتراوح مؤشر الميزان إلى كل طرف على فترات زمنية متقاربة، ومعاه وبيه تستمر الاوضاع على نفس النسق، ويستمر الفوز للضعفاء، فيما لا يعلم ولا يعترف الأقوياء بخسارتهم، ليبقى الوضع المعوج على ما هو عليه.

من ضمن الملاحظات المدونة والظاهرة في مشكلات كل من المعتز بالله اينو وشريف أشرف مع الزمالك والأهلي على التوالي والترتيب، نلاقي تواجد الناديين بقوة رهيبة ضد لاعبين صغيري السن بمفرديهما. ولكن الغريب في الحالتين هو استعمال اللاعبين كأداة من قبل كل نادي ضد النادي الآخر. بمعنى إن فوز اللاعبين كان لوجود دعم ومساندة قوية من قِبل أيهما ضد الآخر، وإن كان النادي واقف خلف الستار، وظهوره على المسرح كان بيتراوح تبعا لقوة موقفه (أو موقف اللاعب)، أو ضعفه.

كنت اتكلمت في السابق – في عز مشكلة إينو – عن غياب فترة ما قبل الفريق الأول في تحليل المشكلة. بمعنى إن نصف الحقيقة الآخر غاب في أثناء تعاملنا مع مشكلة إينو – الزمالك،

نظرتنا للاعب على إنه خان النادي وتركه في حين إنه السبب في تألقه، إلخ
وتغاضينا عن الظلم الواقع على اللاعب في مرحلة الناشئين وهي مرحلة غير مرئية

وما بين المرئية وغير المرئية يظهر التناقض .. أو ردود الفعل الانفعالية غير السوية
بمعنى إن الظلم الواقع على إينو كان السبب في تركه للزمالك
في حين الظلم نفسه لم يكن مرئي بالنسبة لنا .. وهو المسبب للفعل (ترك النادي


ونفس الأمر بالنسبة لشريف
شريف حس بالظلم في الأهلي
تصعيد لاعبين قبل منه، اغتيال حلمه بالاحتراف في بلجيكا، عدم تصعيده للفريق الأول ،إلخ
أول ما الزمالك دق الباب .. قال لك فرصة وعض عليها بالنواجذ


في الحالتين شعور بالظلم، والشعور غير مرئي وغير محسوس بالنسبة لنا (زي ما مرحلة الناشئين مرحلة غير مرئية بالنسبة لنا) وهو المسبب في رد فعل اللاعبين. والمثير إن الشعور بالانتقام من اللاعبين جاء بانتقال إلى غريم كل واحد (شوف الرغبة في الانتقام لما توصل بيك إلى الوصول إلى أقصى درجات الكره للنادي اللي انت متربي فيه بالذهاب إلى ألد الأعداء). ونظرا لطول القصة، فالراوي يكتفي باللمحات في القصتين الحاليتين، أملا في تناول القصة بشكل أوسع؛ عن حال الناشئين في الأهلي أو الزمالك. [ونكتفي بذكر حماس أحمد جلال ضد الأهلي في مباراة المصري، وحماس هاني العجيزي في مباراة بلدية المحلة ] ويتواصل مسلسل الفعل من النادي بالتسريح أو المعاملة، ورد الفعل بترك النادي من قبل الناشيء

مشكلة إينو استمرت قرابة موسم كامل، وكان ظهورها مصاحب لضجة على مراحل متفاوتة. فيما انقضت مشكلة شريف أشرف بسرعة، مقارنة بمشكلة إينو. يمكن لأن شريف سنه صغير، أو مجرد ناشيء، أو لانسحاب الأهلي من الصفقة بفعل الخطأ الاداري، في حين إن إينو كان لاعب فريق أول. ولكن كل نادي حاول اللعب ضد اللاعب، وكل حسب طريقته، وتعامل الأهلي أو الزمالك، كان مثال لتعامل كيان ضخم، ضد لاعب فرد واحد (صغير السن، قليل الحيلة). ولكن قوة الفرد الواحد كانت بتزيد بانضمام الكيان الضخم الآخر في صف اللاعب. ومع كل نادي تلاقي الإعلام، أداة أخرى من الأدوات في يد كل نادي تظهر عند اللزوم:

في مشكلة إينو يُتهم بإنه خاين، وعلى الجانب الآخر تلاقي الدفاع بإنه لاعب يطبق الاحتراف، "ولازم نتعود يا جماعة على عصر الاحتراف". إلخ الكلام الجميل غير العملي

وفي مشكلة شريف يظهر الاتهام بالخيانة (من اللي كان لسة بيتكلم على الاحتراف)؛ ويظهر من يتحدث عن الاحتراف (من اللي كان لسة بيتكلم على الخيانة) ويستمر التلاعب بالألفاظ طالما الجمهور المستهدف كان مصاباً بالزهايمر!

وهكذا تختلف اللغة والحوار تبعا لتغيير وجهة كل لاعب. وهنا نقدر نعتبره أحد نماذج الأوضاع المختلة في ميزان المزاج "الرياضي" المتقلب والمختل.


يجوز إن سِن إينو أو شريف لا يسمح لهما بإدراك كونهما مجرد أدوات في يد كل نادي للرد على الآخر. مجرد دُمى يحركها مجلس ادارة كل نادي فيهم لاثارة الجماهير وإظهار كل نادي كالبطل على المسرح. ولكن جايز إن اللاعبين هم من يحركون الخيوط الخفية .. أو جايز إنهم عارفين إنهم دمى ومستمتعين لأنهم مستفيدين .. أو جايز عارفين ومطنشين .. ولكن في كل الحالات هم أطراف داخلة في الصراع، وخرجت مستفيدة في النهاية مادياً، وإن كانت الاستفادة الفنية لم يحن أوانها بعد. الوضع المختل في السوق الرياضية، ورغبة كل نادي في الرد على صاع الآخر، مع وجود الإعلام الغبي كطرف مهلل ومساعد ومحفز، تجعل انتقال لاعب من أيهما إلى الآخر مهول، ورغبة النادي في الانتقام، مهما كان الثمن، تجعل اللاعب المستفيد رقم واحد.

الناس تتكلم على منافسات القطبين الموسم الحالي، وهل هيستمر الأهلي في الفوز باللقب، أم ينازعه الزمالك بصفقاته الجديدة، أم يظهر الاسماعيلي كطرف ثالث من بعيد ويقلب الطاولة. ولكن فيه منافسة من نوع آخر بين اللاعبين شريف أشرف وإينو (في حالة مشاركة شريف مع الفريق الأول). كل لاعب انتقل إلى النادي الآخر، وصاحب انتقاله ضجة وجعجعة، ولكن هل هنشوف طحن؟؟ الملاحظ في انتقال كل لاعب من ناد إلى الآخر إن النادي يساعد اللاعب جدا في أزمة الانتقال (بمعنى الدعم المادي والمعنوي، ونظام "اصبر وإن شاء الله هتنول في الآخر، وما تخافش احنا وراك يا رأفت"). ولكن فيما بعد وبعد انقضاء المولد، ومع دخول اللاعب نفسه المعترك الفني داخل الملعب، تفاجأ بعدم وجود دعم فني، وترك اللاعب وحيدا في مواجهة المدير الفني (في الغالب أجنبي). ولأن المدرب الأجنبي لا يعترف بالكلام الفارغ الموجود حاليا، ولا النزاعات ولا الانتقام ولا "ما تلعب ده والنبي يا خواجة"، يتركن اللاعب (لأنه في الغالب قادم بالعند). ويمكن دي أوضح في الأهلي عن الزمالك. ولكن الغريب هو إن كل نادي يستطيع أن يقف أمام النادي الآخر بآلة اعلامية جبارة، ويستطيع أن يجند كل أسلحته للوقوف خلف اللاعب إدارياً، وبعد انتهاء الخلاف ودخوله أمام المديرالفني، لا يقوى نفس النادي على مواجهة الخواجة الأجنبي. وضع غريب، وعجيب، ولكن لأننا اتفقنا إن الوضع كله مختلف في خلفية الانتقالات، لا مانع من اختلال الوضع الفني. وده ينقلنا للتحليل الفني لكلا اللاعبين.

المقارنة بين الاثنين في حد ذاتها غير عادلة لاختلاف ظروف كل واحد فيهم في النادي المنتقل إليه، مع اختلاف وضعه في الفريق، ولا داعي للحديث عن فارق السن. المعتز بالله إينو قادم من نادي هو أفضل لاعب في خط وسطه، ولكنه ذهب إلى غابة وحوش في نفس الخط (شوقي – حسن – عاشور – بوجلبان). ولكن قدوم إينو كان لتوالي العروض (الخفية) على محمد شوقي (زي ما محمد صديق انتقل للأهلي لوجود عرض على وائل جمعة من بلاك بيرن)؛ إضافة إلى وجود عروض لحسن مصطفى من الخليج وتركيا، ووجود مشاكل في التجديد. بالتالي كان فيه داعي فني لوجود إينو وللتمهيد بالدفع به قبل رحيل متوقع لأحد لاعبي الارتكاز المهمين. وحاليا إينو يشارك على هذا الأساس. إذن هناك داعي فني لإينو، أما توفيقه أو عدم توفيقه فأعتقد الظروف مهيأة لظهوره مع الفريق حاليا، لغياب شوقي المتوقع، والتدريج الموجود في الدفع بيه يوحي بإنه عرف يفهم دماغ جوزيه. على الجانب الآخر شريف أشرف شايف إنه يستحق اللعب في الفريق الأول، وهو يستحق لأنه الكلام عليه في قطاع "الناشئين" كله ايجابي، وهو شايف إنه "لو اتحط في منافسة مع حد، يقدر ينجح بسهولة، وده اللي ما لقاهوش في الأهلي" (ده كلامه على دريم). ولكن هجوم فيه لاعبين من مختلف الأعمار والمراحل السنية، ومنهم العائد من احتراف خارجي والمحترف داخليا وابن النادي، ومهاجم كبير ومهاجم صغير، هل هيسمح هؤلاء بعبور ناشيء صغير؟؟ هل شريف نفسه هينجح في اثبات نفسه مع الفريق الأول؟ ظروف الاحتراف لشوقي مهدت الظهور لإينو، ولكن مجلس الزمالك لم يفتح الباب لزكي إلى البريميير ليج، ولو كان حصل، كانت زادت جدا فرص شريف. أعتقد فرصة شريف الموسم الحالي ممكن تكون صعبة في اللحاق بالفريق الأول، إلا لو كرول اقتنع بامكاناته، أو "سانده وسنده مجلس الإدارة". شريف مهاجم متميز وكان يقال عليه "خليفة متعب"، هنشوف ناشيء الأهلي السابق هينجح في ازاحة لاعبي الزمالك، وهل رغبة الانتقام هتساعده على الظهور وتدفعه لاظهار مهاراته؟ ولا سرعة انقضاء مشكلته وعدم استمرارها فترة طويلة هيخليه ينسى اللي حصل، ورغبته الانتقامية هتقل بفعل الزمن والنسيان؟! هل ممكن يحترف عبد الحليم علي ويمهد لظهور شريف؟ ولا هو كان جاي لمهمة معينة، وانقضت وحقق المطلوب منه؟! كل شيء جايز، وان بدأت تجربة إينو سابقة على تجربة شريف، وفي الحالتين علينا انتظار النتيجة.

جايز الوضع المختل السبب فيه كلا الناديين، وجايز هما أصلا نتاج وضع رياضي متخلف، في بلد لا تعرف النجاح الكروي على مستوى قمة الهرم (اتحاد الكرة) أو قاعدته (اللاعبين). ولكن الوضع يسمح بوجود استفادة في القمة والقاعدة وما بينهما، مع وجود طرف مهلل، لا يقوى على مقاومة انتماءه، ويتحدث تبعاً للون الفانلة، ويكتب كلاما هو نفسه غير مقتنع به، أو كلامه يتغير على حسب الكيف. ولكن حكاية اللاعبين المذكورين تنذر بتحول ساحة القتال وانتقالها من ملعب الفريق الأول، إلى ملاعب الناشئين.


ما احنا أصلنا ناقصين، ما دمنا في مقاعد المتفرجين المصفقين

Category: | Leave a comment
12:58 AM | Author: Al-Firjany

الاسبوع الماضي كان موعد جمهور الاهلي مع حادثتين سيئتين ولا داعي للتهويل والقول بانهما كارثيتين: واحدة فنية والاخرى إدارية، وكانت ردود الفعل عنيفة من بعض جمهور القلعة الحمراء. الحادثة الفنية الأولى كانت الهزيمة الثلاثية في أم درمان، والادارية الثانية كانت واقعة تزوير شريف أشرف. مفيش شك إن الهزيمة الافريقية ثقيلة، ونادرا ما تحدث للأهلي على مدار تاريخه الطويل، أما الثانية فهي واقعة التزوير والتي لم تحدث داخل النادي الاهلي على مدى تاريخه كله. المشكلة بالنسبة لي لا تكمن في الهزيمة في حد ذاتها، لأنها واردة، وإنما في التزوير لأنه غير وارد أساسا، ولكن في العلامات والنذر التي يعطيها كل حدث على سير العمل الفني أو الاداري داخل النادي الأهلي.

نبدأ مع الحدث الاداري لأنه ممكن يعطينا بعض الضوء ويمهد الطريق إلى الحدث الفني. مع الاسف كانت فيه مؤشرات أولية بالنسبة لي في نهاية الموسم الماضي لبعض أحداث الفشل الاداري للأهلي، وكنت أعتقد أنها مؤشرات بسيطة، ولكن وجود واقعة التزوير كان العامل المحفز لظهورها وتسليط الضوء عليها. النادي الأهلي حاول مع لاعبين كثيرين لضمهم لصفوف الفريق، ولكن لم ينجح. ولكن مش ده الفشل المقصود، لأنه مش كل صفقة تدخل فيها لازم تجيبها، وعلى هذا تسير جميع الاندية وهذا قانون الصفقات، ولكن الجماهير اعتادت المكسب لأي صفقة كما اعتادت المكسب في أي مباراة. المشكلة ظهرت في التعامل مع أزمة أسامة محمد تحديدا، وظهر فيها الأهلي كأنه عاجز عن الاتيان باللاعب ثم الذهاب إلى وزير البترول شخصيا، كتدليل على قلة حيلة الأهلي. الأسوأ بالنسبة لي كان رد أحد اعضاء مجلس إدارة بتروجيت، بعد وصول فاكس الأهلي الرسمي إليهم يطلب شراء اللاعب أسامة محمد، وكان رد فعل عضو مجلس بتروجيت الرفض القاطع للتفريط في اللاعب، والجميل أنه قال إنه النادي رفض الرد بالرفض على طلب الأهلي لأنه أكبر من إنه يترد عليه بالرفض. فوجئت بتصريح تاني يوم من القيعي بيقول فيه إنه ينتظر رد رسمي من ادارة بتروجيت، ردا على الفاكس الرسمي، ولا ينظر إلى تصريحات!! بصراحة كان غريب جدا التصريح من القيعي، لأنه بتروجيت أساساً لمح إلى رفضه البيع، وكان التلميح بالسعر المبالغ فيه أولا (10 ملايين جنيه) ثم كان التلميح بالتصريح إلى الصحافة بأنه المجلس لن يقبل بيع أسامة محمد لحاجة النادي إلى جهوده. وبناءاً على اصرار عدلي القيعي، رفض بتروجيت رسميا طلب الاهلي. محاولات الأهلي كانت كثيرة، ولكن النتيجة صفر. هذا جانب واحد من الجوانب الإدارية ولا داعي للحديث عن ظهور نائب رئيس النادي في قناتين تليفيزيونيتين في يوم واحد، واستخدامه كمفعول به أو أداة في اطار منافسة القناتين (أو المذيعين) حول الاسبقية أو توجيه الضربات للأخرى (أو الآخر)، أو الحديث عن الفشل الاداري في مباراة برشلونة وأزمة التذاكر، أو أزمة بروتوكول التعاون مع نادي جراتس النمساوي، مع وجود مشاكل إدارية في النادي النمساوي نفسه أدت إلى هبوطه إلى دوري القسم الثاني (وعودة وائل رياض وقبله اثنين من الناشئين)، أو الحديث عن غياب التنسيق بين القيعي وجوزيه، حول جدوى التعاقد أو التفاوض مع فتح الله، قبل أن يعلن جوزيه عدم جدوى اللاعب فنيا، ثم انسحاب الأهلي من الصفقة؛ لأن كل هذا يتضاءل وينزوي أمام واقعة التزوير. طبعا هي ليست جوهرة التاج، ولكنها دراميا تمثل ذروة المأساة.

فيما قبل اكتشاف التزوير، كانت المعالم غير واضحة بخصوص سفر شريف أشرف إلى بلجيكا، ورجوعه. وهنا بداية المشكلة بشكوى الأهلي اللاعبين شريف والشناوي للسفارة البلجيكية وتعطيل اجراءات السفر، ومن ثم تعطيل اجراءات الانضمام إلى ستاندرد لييج، وفشل الانضمام لتجاوز الموعد المحدد (ولا داعي للحديث عن نظرة النادي الأجنبي للأهلي، أو تعاقده مع النادي – إن تم – ورؤية إدارة النادي البلجيكي لمستقبل التعاون مع النادي الأهلي أو شراء ناشئين منه في المستقبل). النادي الأهلي كان خايف على ضياع حقوقه أولاً، أو ذهاب الناشئين إلى ناد آخر ثانياً. ولو حللنا السبب الأول، فهو حصل وفيه سوابق، وتكررت، ولهذا السبب خُلقت مادة "حق التنشئة". أما السبب التاني فحصل فعلا، وذهب أحدهما إلى الزمالك. بل والانتقال نفسه لم يتم بشكل سلس دون وقائع مؤسفة، والأدهى كان الرد الانتقامي من الأهلي على يد الناشئ – وعن غير قصد – ليكشف عن واقعة مؤسفة بطلها أحد العاملين به، مع همس عن أطراف أخرى! فيما قبل واقعة التزوير، لم يكن الأهلي يعرف بالضبط ما يريد، والكلام وارد في حديث أحد الصحفيين مع اثنين من مسؤولي الأهلي، لما طلب منهم تحديد ماذا يريد الأهلي بالضبط من شريف أشرف؟ فكانت الاجابة من الثنائي واحدة: "مش عارف"!! والاجابة على بساطتها تكشف سطحية ادارية وعقلية لا تعرف بالضبط لماذا دخلت القضية، أو لماذا طلبت تحويل الامر إلى النيابة، لتفاجأ بنفسها تقوم بدور النيابة وتكشف التزوير، ثم تطلب سحب الشكوى، بعد أن كانت صعدتها أصلا!! التخبط الاداري وتخبط اتخاذ القرارات بالنسبة لي كان مساو لفداحة خطأ التزوير، إن لم يكن أعلى منه. ولا داعي للحديث عن تصريحات القيعي بقوله إنه "اتقال له" إن شريف وقع بالفعل، وهو ما اتضح كذبه فيما بعد. خطأ جر وراه أخطاء، ليكشف عن سلسلة خطايا.

الجميل في الأهلي هو سرعة تدارك الأمر ووجود آليات للعودة على الطريق الاداري الصحيح. على سبيل المثال ما جرى من اتفاق توأمة مع نادي جراتس النمساوي، وفشل الأخير اداريا وهبوطه كان سبب إن الأهلي لا يوافق فوريا على اتفاقية توأمة مع نادي بيروزي الايراني (ربما بوجود ضغوط سياسية) أو ربما بعد موضوع نادي جراتس. وبالنسبة لأزمة تذاكر مباراة برشلونة الأهلي تدارك المشكلة في مباراة بنفيكا البرتغالي، ولم تحدث مشكلة، وربما ساعد الجمهور الادارة دون قصد بقلة حماس الذهاب، لقلة شهرة نجوم بنفيكا مقارنة بنجوم البرسا. وده ممكن يعطي بعض الامل في تطوير هيكلة إدارة الأهلي بما ينفي وقوع نفس الحادثة مستقبلا مع سلامة الاجراءات. بالاضافة إلى قدرة الاهلي على معرفة الأخطاء في بعض المفاوضات مع اللاعبين، فالفشل في استجلاب محمود عبد الرازق نتج عنه اتجاه الأهلي إلى مسؤولي الأندية مباشرة دون النظر إلى وكلاء اللاعبين، أو إلى أطراف أخرى، طبعا بعد اللاعب، أو محاولة تحييد وكلاء اللاعبين قدر الامكان. كما إن الأهلي فيما بعد فطن إلى مسألة عقود الناشئين وقرأت إن الأهلي عهد إلى هادي خشبة مسؤولية التوقيع مع الناشئين، والانتهاء من عقود كل الناشئين، إضافة إلى اضطلاع المجلس ببعض مهام العقود ومراجعة العقود السابقة للاعبين لضمان عدم التلاعب. كلها اجراءات تصحيحية تشير إلى قدرة الأهلي كمؤسسة على الرجوع، مع القدرة على الاعتراف بالخطأ.

* وجود أو ظهور أخطاء إدارية في مؤسسة ما، معناه وجود خلل في الفكر الاداري، اللي ممكن يعطي شك حول صحة أو جدوى قرارات إدارية أخرى. خطاب الاهلي في التسعينات كان "لا للمزايدة على لاعبين، ولا لرفع أسعار اللاعبين" . ومع ذلك اسعار اللاعبين ارتفعت وبشدة، وإن قلت المزايدات من ناحية الأهلي وشراؤه للاعبين. استمرت الأسعار في الارتفاع على مدار بدايات القرن الحالي إلى أن وصلت لشدتها بقرب نهاية العقد الأول (أسعار معوض وفتح الله وعمر جمال، إلخ) وإن صاحبتها ظروف استثنائية. ممكن هنا نطرح السؤال: هل قرار الاهلي الاستراتيجي طويل المدى صحيح، أم سيجلب عواقب كارثية على الفريق الأول على المدى القصير، مع احتمالات تأثير أقوى على المدى الطويل؟ الاجابة على السؤال للأسف لا تجدي في حينه، لأنه القرارات طويلة الأجل، تحتاج مدى موازي طويل للاجابة عليها، وإن كانت تجلب معها خسائر على المدى القصير (ويجوز المرحلة الحالية في النادي الأهلي هي خسائر المدى القصير، وربما امتد الأثر إلى البطولة الافريقية الحالية، ومعها بطولة الدوري، ولكني أستبعده). ولكن فيه احتمالات لنجاح الفكرة أو الرأي السابق، لأن الفكر الاستراتيجي نفسه لا ينظر إلى ما هو أسفل القدمين، ولكن رؤيته أبعد. ولكن هل الجمهور الأهلاوي مستعد لتقبل مثل تلك القرارات؟ هل الفريق نفسه مستعد للتحمل؟؟ أشك! وده ينقلنا للجانب الجماهيري من القرارات الإدارية - الفنية الخاطئة.

قصور تدعيم الفريق الأهلاوي في فترة الانتقالات الحالية والسابقة جاء نتيجة لقرار الأهلي بعدم المزايدة، مع استناده إلى قرار فني (مثال التدعيم بفتح الله، أو محمد ابراهيم ورؤية جوزيه في اللاعبيْن). ولكن على الجانب الآخر الرؤية الفنية رأت ضرورة التعاقد مع أسامة محمد، والأهلي رأى المبلغ المعروض كبير جدا، بالتالي رفض الدخول في مهاترات ومزايدة مع مجلس ادارة النادي البترولي مالك اللاعب. ومع وجود عروض احتراف لمحمد شوقي، دخل الأهلي في سباق ضم حسني عبد ربه، ولكنه – إلى الحين لم ينجح – لتشابك القضية خارج اطار اختصاصات ودوائر الاهلي. في الحالة الأولى (أسامة) كان القرار من مجلس الادارة ولجنة الكرة بعدم المزايدة على لاعب، وعدم وجود لاعب في مصر يستحق الملايين العشرة. وفي الحالة الثانية، كان الأساس الإداري بدخول الاهلي استنادا إلى صحة موقفه، ومعاه كان تصريح القيعي لما سئل عن احتمالات خسارة الأهلي : "الأهلي لا يدخل قضية خاسرة". ولكن مع الاسف الأهلي دخل معركة أسامة، ولكن لم تكلل بالنجاح لأن الطرف الآخر لم يرض وهو المتحكم في الموضوع. ولم تكلل قضية حسني بالنجاح ولو مؤقتا، لأنه القضية بيد أطراف أخرى غير الأهلي. ده يلفت نظرنا إلى إن الأهلي داخل معركة صفقات لاعبين والمعارك بيد أطراف أخرى أو كونها صاحبة اليد العليا في التفاوض وتملي شروطها المالية (المرهقة أحيانا) على الأهلي، مما تجعل الاخير ينفر من مجرد التفاوض ((استنادا إلى مقولة: الأهلي لا يقف على لاعب، لا للمزايدة، لا لرفع أسعار اللاعبين)). بالتالي فرص النجاح هنا تتضاءل لأن سوق الاحتراف في مصر حاليا، (ويا رب مؤقتا) صار في أيدي رجال الأعمال أو الشركات الكبرى (ويلاحظ وجود رجال الأعمال في ناديين تاليين على الأهلي في الترتيب، إلى جانب شركات البترول) مما يجعل خزائنها مفتوحة للشراء بمبالغ كبيرة اعتادت عليها، أو يجعل لغة الملايين – التي لم يعتدها الأهلي – موجودة ومتداولة ولها قواميسها في سوق انتقالات اللاعبين: باب البيع والشراء. ومع وجود بضاعة لاعبين جيدة في الناديين، يصبح الأهلي أمام خطر الرضوخ فيما بعد لمطالبها المالية.

الاهلي رفض الدخول في مزادات لاعبين، ولكن نادي "تاني" دخل وبقوة (يدعمه رجل أعمال). الأول لا يزال يعافر، وبمكسب هزيل لبطولة المباراة الواحدة، ومع تعادل وخسارتين خارجيتين كان القلق على مستقبل الفريق، وما إذا كان الفريق فعليا قادر على الصمود أكثر على مدار موسم طويل ومرهق أم لا(سواءا مع النادي الأهلي، وبطولاته المحلية والافريقية، واحتمالا العالمية أو المنتخب واشتراكه في كأس الأمم القادمة). هل الأهلي هيصمد فعلاً؟ هل هيكمل المسيرة؟؟ ولا الموسم هيبقى بداية لانهيار أو مؤشر على قرار إداري خاطيء؟ هل فعلا يجب عليك الاستماع إلى اختيارات المدير الفني دون توجيه أو تدخل حذر؟؟ هل الصلاحيات للمدير الفني يجب أن تكون مطلقة أم نسبية؟ لا داعي للحديث عن مبدأ الصلاحيات المطلقة او المساس بها، لأنه مدير فني آخر هرب بسبب عدم اطلاق يده في أمور فريق، هو مديره ومدبر شؤونه. هل لابد من الاطلاق أم النسبية؟ بصراحة الأمر معقد جدا، لأنه حتى الآن جوزيه مستمر بشكل جيد مع الفريق ككل (مع استحضار كامل الانجازات مع الفريق). ولكن اكتمال البورتريه في آخر مواسم جوزيه هو المشكلة، والمجلس المساند ممكن يكون هو الهادم لكل انجازاته في موسم رفض فيه الاهلي مبدأ المزايدة، في زمن صارت المزايدة أساس التفاوض.

جمهور الأهلي حاليا غير راض عن أداء الفريق. ولأن وجهة النظر ضيقة جدا، ولا تنظر أبعد من مباراتي السودان وتونس (خارج القطر المصري، وبعيدا عن الجماهير) فكان تحميل جوزيه ولجنة الكرة مسؤولية الهزيمة، وهو الأمر الطبيعي والغالب في انفعالات الجماهير ولعدة أسباب. الأول بسبب لاعبي الوسط وعدم ايجاد البدلاء ورفض التعاقد مع فتح الله، والثانية بسبب رفض المزايدة على لاعبين أو اعطاء الصفقات التمويل اللازم والاهتمام الأكثر الزاما بما يجعل الفريق قادرا على حصد البطولات. مع الأسف رغم تشجيع الجماهير للأهلي بجنون وبطريقة تحسده عليها الأندية أو اللاعبون في الأندية الأخرى، إلا أن ردود أفعال شريحة كبيرة منها، وانفعاليتها وتشنجها، تجعل تفادي تلك الردود في أوقات الكوارث وأزمات الفريق أمر صعب المنال. جماهير الأهلي تمثل السواد الأعظم من الشعب المصري، ولأننا شعب انفعالي، ولأن انفعالاتنا وليدة اللحظة ولا تترك لنفسها لحظات للتفكير أو للتأمل، يصبح رد فعلنا مع الأسف مبالغ فيه، والمبالغة تصبح مضاعفة في أوقات الأزمات والهزائم والانكسارات. وربما تكون إدارة الفريق ولجنة الكرة هي من أعطت للجماهير الحق أو المبرر للتنفيس. من اتهامات الجماهير إلى لجنة الكرة بالتقاعس أو البخل، أو التعامل بمنطق الماضي، أو التوفير في النفقات أو ترك الفريق دون تدعيم وانتهاءا بالغرور والتكبر أو التفريط في عقد الفريق، تتراوح انفعالات الجماهير وتشنجاتها وربما تصل إلى حالة سخط عام في حالة الخروج الافريقي. لأن قرار اللجنة زي ما قلت سابقا قرار يعتمد على طول الأجل، وقرار استراتيجي أو قرار يستند إلى مبدأ ("لا لرفع أسعار اللاعبين") فالأهلي ممكن يتحمل نتيجة أخطاء الفكر القائم على مبدأ، حتى وإن كان سليم أخلاقيا، أو سليم نظرياً. ولكن لطول فترة الانتظار لما سيسفر عنه القرار على اللجنة والجهاز الفني تحمل ردود فعل الجماهير واللافا المتطايرة من البركان الثائر.

زي ما حملوكم على الاعناق فترات الانتصار، عليكم تحمل لعنات الانتظار، ولكن المشكلة أن التوقيت سيء قبل موسم الانتخابات.

Category: | Leave a comment
8:36 AM | Author: Al-Firjany

معاييرنا دايما واحدة وجامدة لا تتغير في الحكم على لاعب متألق في الدوري المحلي

وحكمنا واحد في حتمية احترافه للخارج .. لأنه لاعب فلتة وما حصلش!!

أول ما لاعب يظهر أو يتألق ولا يسجل له كام هدف أو حتى يتألق مؤقتاً في الدوري المصري

(مؤقتاً هنا بمعنى ماتش أو ماتشين)

تبقى النتيجة الفعلية والحتمية احترافه للخارج

لفائدة المنتخب وفائدة اللاعب .. او افتراضاً على إن الاتنين هيستفيدوا !!

المهم إن معاييرنا نفسها - وكلها - فــنــيــة فقط .. مع إهمال وإغفال عوامل ومعايير أخرى

في الحكم على بقاء لاعب أو تألقه في القارة الأوروبية

-------

المتابع لأخبار المحترفين من حوالي أسبوعين أو أكتر

يلاقي كلام هواة وتفكير ضحل في التعامل مع الأندية أو حتى التعامل مع فرصتهم

وكونهم نفدوا من قبضة الاندية المصرية وقدروا على الخروج إلى ما كانوا يحلموا بالخروج إليه

أو حتى التعامل مع موهبتهم ووجودهم في مكان يحسدهم عليه لاعبي قارة بحالها

____

عوامل نجاح أو فشل لاعب مصري في القارة الأوروبية

مش بس العوامل الفنية أو كونه لاعب ممتاز في مصر ويبقى بالضرورة لاعب ممتاز في اوروبا

وعرف يجذب انظار نادي في اوروبا وحنوا عليه، وجابوا له عقد

وتعالى يا بني العب معانا !!!

ولكن العوامل الاخرى نفسية متعلقة بتصريحات اللاعب أو طبيعة وجوده داخل فريقه

أو حتى وضعه في الفريق، وتفكيره في مستقبله مع أمور أخرى لها علاقة بعمله الاحترافي

وده يخليني اقول مبدئياً إن عنصر اتخاذ القرارات يعتبر من أضعف الحلقات لدى المحترفين

لتوضيح الكلام فيه أمثلة كتيرة (للأسف)

____

أمير عزمي مجاهد


كان بيلعب بشكل أساسي في فريق باوك اليوناني

لاعب مميز وفيه مقومات مدافع جيد (من طول وقوة وانقضاض)،

لدرجة لفت الانظار والكلام على انتقاله لنادي ريدينج الانجليزي

فجأة ودون أي مقدمات أو طواريء (ومنها خروج من التشكيل للفريق اليوناني)

طلع في دماغ أمير الذهاب إلى نادي الشباب السعودي !!

بصراحة أمر غريب، ازاي تكون في أوروبا، وتفكر ترجع على دوري خليجي ؟؟

خط أوروبا – الخليج لا يستقبل إلا اللاعب كبير السن، أو اللي بيشطب

ويبقى الفريق الخليجي مجرد محطة أخيرة كتمهيد لاعتزال وشيك!!

أمير في عز عنفوانه وبدل ما ياخد قرار بالصعود إلى دوري أقوى ويعلي من مستواه

ياخد قرار أهبل في توقيت حرج بالذهاب إلى دوري أضعف

المثير - للدم والضغط - في حالة أمير هو وجود فرصة ماسية للعودة إلى اوروبا من جديد

عن طريق الدوري النمساوي (فريق ديبيرسيني وهو بطل الدوري والكأس في بلد ليالي الأنس)

وتفاجأ بتردد خطير من أمير عزمي

رايح ديبير وفوجيء "بتضاؤل فرص الفريق باللعب في البطولة الاوروبية" ..

لأ طالما طلع من بطولة UEFA يبقى مش رايح

لأ أنا بأفكر في الاسماعيلي . (بعد شوية) لأ مش رايح الاسماعيلي وشكرا على جدية المجلس

لأ أنا هأكمل في ديبيرسيني وخلاص !!

(أي واحد يعمل بحث على أمير عزمي في أي موقع أو يتابع تصريحاته على دريم

يفاجأ بكلام يناقض اللي قبله، ومع الخروج المعجزة من فريق الشباب

اللي رفض قبلها عروض من أندية أوروبية، تبص تلاقي تردد من أمير نفسه في الوجهة!)

(اتخاذ القرار الخاطيء في الوقت غير المناسب)

____

أحمد أبو مسلم

كان ماشي مع ستراسبورج الموسم الماضي لحد فترة ما قبل الاصابة

وكان نموذج لمحترف جيد جدا لأنه قرر المضي مع ستراسبورج وعدم العودة إلى مصر

في حين تركه لاعب آخر وقرر الرجوع بعد الهبوط

كانت المكافأة لأبو مسلم بوجوده في التشكيل الاساسي،

بعد عودة ستراسبورج للأضواء، المدرب اعتمد على لاعب فرنسي آخر

كانوا يا دوب ماتشين بس (وبالمناسبة النهاردة أبو مسلم أساسي)

هنا صرح أبو مسلم إنه يفكر جديا في الرحيل عن ستراسبورج !!

كدة من الباب للطاق . . مدرب ركنه ماتشين برة التشكيل

على طول فكر في الرحيل عن النادي!!

مشكلة أبو مسلم إن الفريق غير مدرب، رحل جان بيير بابان

والمدرب الجديد جرب اللاعب الفرنسي أولا، وركن أبو مسلم

بالطبع دي مشكلة معروفة .. مدرب ييجي بفكر جديد وأسلوب جديد

الطبيعي يجرب لاعب أو يعتمد على لاعب، لكن الاحتياطي تحت النظر والمنظار

او حتى جايز يركن الاحتياطي جدا

((ودي كانت نفس مشكلة أحمد حسام ميدو في روما، لما المدرب اللي طلبه اتغير

بالتالي ميدو رحل، لأنه المدرب الجديد لم يكن يريده))

بس مش معنى ميدو رحل، يبقى أبو مسلم يفكر في الرحيل!

التفكير الانفعالي واتخاذ موقف بناءا عن مباراة أو مباراتين تفكير غلط

والمفروض يكون ما يسمى بالمحترف المصري تخطاه من زمان

أو تركه على باب الطيارة وهو متجه إلى أوروبا!

(ثقافة الجلوس احتياطي وانتظار الفرصة حتى لو كنت برة التشكيل

والتفكير في الرحيل لسبب تافه)

__

شريف إكرامي

حارس مرمى فوق الممتاز .. وعليه شبه إجماع إنه غالباً

حارس مرمى مصر المستقبل

كان اشتراكه غير مستمر مع فينورد .. وإن كانت له مشاركات بناءا على اصابة الحارس الأساسي

"هينك تايمر"

قبل بداية الموسم وفي أثناء فترة الاعداد، هب فقع تصريح آخر سلطنة:

"لو لم ألعب أساسيا، سأرحل عن فينورد"!!

وطبعا رد الفعل الطبيعي إن المدرب قال "هذا تصريح لا يخرج من لاعب محترف"

وكان القرار بوجود هينك تايمر حارس أساسي (كما هو الطبيعي)

ووجود اكرامي حارس احتياطي (حاجة كدة زي ما أمير قال قبل كدة

لو فضلت احتياطي، حأمشي من الأهلي)

وطبعا الفارق محفوظ للحضري (مع الاعتراف بامتياز أمير)

ولكن التصريح نفسه وتشابهه مع نفس تصريح أمير (أو حالة أمير)

يبين لك إن اكرامي رحل عن مصر، ولكن نفس العقلية الهوائية موجودة فيه

((لاحظ تصريح المدرب نفسه لما قال إنه تصريح لا يخرج من لاعب محترف))

مع كون فينورد من فرق المقدمة في هولندا!

من النادر لما حارس مرمى مصري يحترف وفي فريق مقدمة زي فينورد

(بالاضافة لكون الدوري الهولندي نفسه عليه العين من الدوريات الأخرى

مثال شنايدر والدوري الانجليزي والاسباني بيموتوا عليه وفي النهاية الريال فاز)

يعني شريف اكرامي حاليا في مكان جيد جدا، وتصريحاته أو بقاءه

لازم تبقى بحساب، ومركز حراسة المرمى من المراكز صعب التبديل فيها

وتصريحاته لازم تبقى أوقع من كدة، مش اجبار المدرب على اشراكي

ولو ما أشركتنيش شوف مين هيقعد لك فيها!

(عقلية الهواة حتى وانت محترف .. أو يفترض إنك محترف

وغياب الاحترافية في التصريحات !)

___

حسام غالي

لاعب كان مهم وله دور قوي في توتنام السنة اللي فاتت وكان يتوقع استمراره

له واقعة واحدة خارج النص وهي رمي الفانلة!

ولكن التقرير الفني بعد الواقعة يتحدث عن تطور أداء غالي الفني

وإن غالي مستواه جيد بل إن غالي نفسه كان من ضمن 6 لاعبين فقط في السبيرز

تحدث عنهم التقرير (لنهاية السنة، وهو تقييم سنوي للاعبين)

ساعتها قلت إن الجهاز الفني للفريق فعلا أثبت إنه جهاز لا يعرف العاطفية ولا يقيم الامور

بناءا على واقعة نرفزة في ملعب ... والامور الفنية غير الامور السلوكية!

ولــــكــــن

مارتن يول لم يأخذ غالي في رحلة الفريق إلى جنوب أفريقيا !

ليه وليه بقى؟!!! غالي على طول يدور على فريق تاني

قعدة مع وكيل الاعمال، وميدو كمان ظبط مع بريمينجام علشان يجيبوا غالي معاهم

وغالي طلب الرحيل .. ويول وافق (ولكن الموافقة مش زي موافقة ميدو)

بعد المشاكل اللي عرفناها وحصلت لغالي في بريمينجهام

رجع للسبيرز ، وفوجئت بتصريحات من يول يرفع فيها من شأن غالي

بل إن يول نفسه قال إن غالي نمرة 2 عنده في خط الوسط (بعد لينون)

يعني المدرب قيم غالي على أساس فني محض وأثبت إنه ولا كان في نيته تركه أو لأ

غالي أساسا ما كانش على قائمة المعروضين للبيع من سبيرز

ولاحظ إن يول ما قالش نفس الكلام على ميدو لما فشلت مفاوضاته مع فولام

او لما فشلت مع بريمينجام

بمعنى إن المدرب محتاج غالي، ولكنه وافق على تركه للفريق

فيه لاعيبة كدة أنا محتاجها كمدرب، أو بألعب بيها، بس عاوزة تمشي .. مفيش مانع!!

لأني مش هأموت عليها اوي وفيه عندي اللي يسد!

بالتالي غالي كان تفكيره خاطيء لأنه كان هينزل على مستوى فريق أقل بكتير

وراح وبنفسه شاف مستوى لاعبي بريمينجام

بل إن غالي كان هيستغنى عن فرص ذهبية مع السبيرز في الظهور الجيد

لأنه فريق يلعب أوروبياً، وفريق من فرق الوسط – المتقدم في انجلترا

إضافة إلى كونه فريق يهاجم دوماً، مما يتيح لغالي فرص التسجيل والظهور أفضل من غيره

والانتقال إلى فريق أعلى .. مش أقل!!

اللاعب المصري بنقول إنه لما يحب ينتقل إلى دوري قوي، يكون الانتقال إلى ناد صغير

ثم الانتقال إلى ناد أعلى .. مش العكس!!

زيدان من بريمن إلى ماينز . . لأن بريمن حب يعرفه على البوندزليجا

((زي الأهلي كدة ما يحب يباصي ناشيء على فريق صغير، علشان يرجع وتد))

غالي أخد القرار بالعكس وكان هينزل على فريق صعب جدا يطلع منه !!

وأدينا شايفين مستوى السبيرز وهزيمة في أول مبارياته

مما يجبر المدرب على الاختيار بين الدكة ودخول متوقع جدا لغالي!!

(سوء اتخاذ القرار بل واتخاذ القرار الخاطيء في التوقيت الخاطيء

والانتقال الاختياري إلى فريق أقل!!)

__

شيكابالا وأحمد مجدي والحلواني

القرار الخاطيء جدا بالرجوع إلى مصر، في ظل النجاح أو حتى الاستمرار الناجح اوروبياً

رجوع ما يسمى بالمحترف المصري لمصر حالة من حالتين:

1- هبوط المستوى أو بقاءه خارج التشكيل فترة طويلة

2- استمرار طويل الأجل في اوروبا، وراجع بقى يلعب له ماتشين علشان يسوق نفسه محلياً

ده غير طبعا حالات عدم التأقلم والجو وعوامل الطقس والالتزام بقواعد المرور

وربط حزام الأمان، ونظام 24 ساعة تمرين وكورة، والتزام بتعليمات داخل وخارج الملعب

ومنع الشيشة عن المحترف ومنعه من الجلوس على المقاهي، إلخ

ولـــكــن

الشلة اللي فوق (ومعاهم أمير عزمي) كانت تشارك أساسي مع الفريق الأول

(فيما عدا عمرو الحلواني مؤخرا)

في حين إن سنهم صغير أصلا ووجودهم في أوروبا "فريق أول" يعتبر جيد جدا

ولكنهم رجعوا مصر أو قرروا الرجوع!!

والحلواني بالذات قرر قبل أسبوع الرجوع لمصر بسبب إنه بقى وحيد في اليونان!!!

((يجوز اليونانيين هيخطفوه، أو هو مش متعود يقعد لوحده في شقة ضلمة))

بعدين قرر الهروب من كالاماريا لأنه قابع احتياطي !!

مفيش فكر إني أطور نفسي أو أقاتل في التمرين أو أحاول أطور أسلوب لعبي

من أجل نيل رضا المدرب .. لأ على طول المدرب غلطان وما بيفهمش وازاي يقعدني

وانا سايبها له مخضرة!!

((نفس الفكر "الاحتياطي" .. والخروج من فريق أول وعدم القدرة على الخروج إلى مستوى أعلى))

____

ممكن نتكلم على حسني عبد ربه وازاي إنه ساب ستراسبورج لأنه لم يتحمل الغربة

(بالرغم من وجود أبو مسلم هناك .. وأهو يونسوا بعض)

او أحمد حسن وإنه قرر العودة وتلاعب بأكبر راسين في مصر وفي الآخر قعد في بلجيكا !!

أو على ميدو وازاي عمال يتنطط بين الاندية ولو إنه معاه حق لأنه في الطراوة!

أو على محمد جودة اللي واخدها اوروبا رايح - جاي!!

أو أيمن عبد العزيز اللي بعد فترة من الجلوس في تركيا، أخيرا مرتبه السنوي زاد جدا

ولما زاد فوجيء بطلب الزمالك ليه .. ورفضهم بشكل غير تقليدي

وشنعوا عليه في مصر واتعلم عليه لو فكر يرجع مصر تاني!!

أو عمرو زكي لما رجع لعدم التأقلم في روسيا ، والدنيا برد وعم خليل بيسقي الورد!

فيه حد في الدنيا يرجع من روسيا علشان الدنيا برد؟!!

(غير طبعا الركنة والتقارير الطبية، إلخ)

أو ابراهيم سعيد .. "قلت لرئيس النادي "إما أنا أو المدرب" "

****

مفيش أي تفكير محترف إلا في حالتين تقريبا ومرشح لهم تالت

1- احمد فتحي وقراره بالبقاء في شيفيلد حتى مع الضغوط المستميتة من الفرق المصرية

لجذبه إليها (وإن كان تغير بعد البقاء احتياطياً، وفكر في عرض خليجي)

2- محمد زيدان لما قال جملة عجبتني جدا إنه واخد الاحتراف مراحل وحلمه الريال في النهاية

ولكن ليس حالياً، لأنه لسة أوانه !!

والمرشح التالت وهو محمد عبد الله وقراره بالبقاء طويل الأمد في تركيا

((استبعاد أحمد حسن لأنه مغامرته الاوروبية قاربت على الانتهاء))

____

النسبة والتناسب ما بين المحترفين من ذوي الفكر الاحترافي الجيد

وغيرهم من ذوي الفكر الهاوي تكاد تكون قليلة جدا

في حين إنهم كلهم من ذوي المستوى العالي فنياً (فيما عدا شلة اليونان لصغر السن)

ولكن اللاعب يضيح لضيق فكره أو تصريحاته غير المسؤولة

او انتقال يندم عليه، وهو عمره صغير في الملاعب (الاوروبية)

ومش عاوز أتكلم على إفادة المنتخب .. لأنها لم تحدث بعد

وهنا ننتقل للحديث عن نسبة نجاح شوقي و/أو متعب في الليج الانجليزي

متعب وشوقي يفكران في الاحتراف .. وميدلزبره نشن عليهم

لا يخفى على أي حد المستوى "الفني" العالي جدا للثنائي

وبالأخص متعب

شوقي كلنا لينا ملاحظات عليه واهمها الميس باص

ولكن ده عيب عاشور وكمان عيب غالي .. ومع ذلك غالي بيلعب

زي ما عاشور وشوقي بيلعبوا .. لأن نظرتنا للاعب هجومية بحتة أو مش زي المدرب!!

((ما بنشوفش دور الديفيندر الدفاعي وبنحصره في الدور الهجومي

في حين إنه أساسا دفاعي بحت ثم هجومي!!))

ولكن الرصة اللي فوق تبين إن فكر اللاعب المصري في اوروبا بيبقى لسة عليه الجلخ

المدرب الاوروبي بيقول له انسى اللي اتعلمته عن الكورة في مصر

بس اللاعب ما بينساش الفكر المصري الأصيل

شوقي دماغه متربنة وعاوز أحترف ، ونفسي أبقى زي غالي حرام عليكم!

لما عيط على احتراف

عاوز تروح الليج، روح، وانت كمان يا متعب .. روح يا بني ما يهمكش!!

ولكن شوف القدر يا أخي .. الربط ما بين انتقال ميدو إلى ميدلزبره

وشوقي ومتعب إلى نفس الفريق (ودي عاوزة لها مقال لوحدها)

((وهو فريق مستواه جيد جدا وأنهى الليج في مركز متقدم قياساً إلى فرق انجلترا))

ولكن هل متعب او شوقي نضمن بقاءهم في الدوري الانجليزي؟؟

هل نضمن لعبهم .. أو حتى نضمن فكرهم يرتفع بما يوازي الدوري والمكان اللي هم فيه؟؟

هل نضمن عدم خروج تصريح أهبل من شوقي، أو تصريح خرنج من متعب؟؟

((زي اكرامي، أو الحلواني أو غيرهم من الرصة اللي فوق؟))

أو تفكير شوقي في الرحيل، لأنه المدرب مش عاوزه، أو تفكير متعب في عرض

من نادي (أول هام) لأنه المدرب مش مدي له ريق حلو؟؟ (حسام غالي)

أو إن متعب يفكر في العودة إلى النادي الاهلي، لأنه الغربة صعبة (حسني عبد ربه)؟؟

اللاعب نجم في مصر .. مش متعود بسلامته يقعد احتياطي ولا متعود على دكة

يطلع إيه المدرب ده علشان يقعدني احتياطي؟؟

العامل النفسي للمصريين المغتربين في الحضيض

(هل فعلا فيه ضرورة للاستعانة بمدرب نفسي في الفرق المصرية؟؟)

بلاش كدة ... النادي الأهلي استحمل متعب في مباريات كتيرة لم يسجل فيها

لما صام صام وفطر في نهائي الكأس!

هل البورو هيقدر يصبر؟ هل أي فريق أوروبي هيصبر على ضياع الفرص؟

أنا جايبك علشان تضيع لي فرص، ولا علشان تحطها لي؟!!

محمد شوقي .. هل يضمن نجاحه في الليج؟ غالي مستواه أعلى

ومع ذلك فرصته لسة محل شك، وقعد فترة في فيينورد على ما صعد فريق أول

وفي توتنام من فريق تاني إلى فريق اول

هل شوقي هيفضل في نفس الحالة؟ هل هيتأقلم؟؟

هل ادائه بشكل جيد؟ هل هيستمر على تناكته والميس باص الفظيع اللي بيعمله؟

على رأي واحد صاحبي : "تخيلوا الكورة مع شوقي . . والفريق كله فتح سبرنت

منتظرين الباصة منه .. وهب شوقي قام مسلمها للمنافس أو في الأوت!!!!

ده يبقى لاعب صح؟ ده لاعب جيد؟ هل هيستمر؟ فيه تطور ولا هتبقى زي اللي قبلك؟!

****

اللاعب المصري يبقى هيموت على احتراف. .. ونفسه ومنى عينه يمشي

وهب أول ما يروح::

الغربة صعبة .. وتبص تلاقيه قلب عايدة الأيوبي!!

حسني عبد ربه كان نفسه في الاحتراف وسيبوني أخوض التجربة

ولكن لما رجع ... نسمع منه رأيه في التجربة ؛؛

قال إنه جرب إنه يكون في نادي اوروبي وفي دوري قوي

وياخد فلوس كتير .. ويلبس أحسن ملبوس وياكل ما تشتهيه النفوس

ولكن كل ده لا يوازي البقاء بجوار الأهل أو داخل مصر

لأنه ارتبط عاطفيا بيهم ولما ابتعد أو جرب البعاد لم يتحمل!!!

[مش قصدي إن العاطفة غلط أو ان الارتباط بالأهل غير محمود أو عيب وما يصحش

لكن طالما انت عاطفي كدة .. وما لكش في الغربة وبأحب أقعد في بيئة صح

بتحترف على أي أساس؟؟ قرار الخروج أخدته ليه؟؟؟]

الارتباط الأسري والعاطفي مع الأب والأم أمر محمود جدا .. ولكن يعيب اللاعبون المصريون عدم معرفة التبعات

قبل السفر .. بمعنى إنه عارف إنه لما حيحترف، أكيد هيبعد عن أهله وأصحابه واحبابه

ومع ذلك يتضايق من النتيجة الطبيعية المترتبة على قرار الاحتراف --وهي البعد عن الأسرة!!

تفكير أطفال ولاعبين لم تبلغ بعد سن الرشد .. أو لم تنفطم

((على رأي عالم اجتماع مصري تحدث عن ارتباط الشاب المصري بصفة عامة بالأسرة أو بالوالدين))

وجايز إننا لما بنطلب من او نطالب الاند ية ترك اللاعبين في سن مبكرة
ما بنعرفش إن الضرر بيكون أكبر من النفع على اللاعب

لأنه مسافر وهو صغير السن والعقل والتفكير، زائد وجود تشويش في فكره وهو محترف
لا يجيد معه التعامل مع أحداث أو أمور من حوله تؤهله للبقاء والتألق وتسمح لموهبته بالظهور
ويمكن الأمثلة فوق تبين ده بشكل عملي
والسبب التاني كون اللاعب غير مؤهل نفسيا للتعامل مع بيئة خارج البيئة المحلية
ويمكن اهمال الطب النفسي بشكل عام محليا، سبب من الاسباب دي

وهنا نفس الراي ذُكر في حوار عدلي القيعي على موقع في الجول، لما سألوه:

"لماذا لا نسمح للشباب بالاحتراف لم يصبحوا أساسيين في فرقهم ولن يشعر أحد بضرر رحيلهم وفي الوقت ذاته سيتيحون لنا ميزة الاستفادة من خروجهم؟

على عكس كل نقاد الكرة المصرية فرأيي أن الاحتراف المبكر ضرره أكبر من نفعه، العملية تحتاج لدرجة عالية للغاية من النضج والثقافة وهو مالا نمتلكه للأسف والأهلي بالفعل له تجربة مع هذا الفكر إذ تعاقدنا مع نادي جراتسر النمساوي وسافر إليه ثلاثة لاعبين شباب منهم وائل رياض عادوا كلهم بعد أقل من أسابيع معدودة وتبعهم شيتوس في نهاية الموسم."

أحمد غانم نفسه لم يقوى على اللعب في الدوري الاذربيجاني!!

ولم يستطع زملاءه في المنتخب الاوليمبي الاستمرار في الدوري اليوناني

في حين كان معدل النجاح ميدو وزيدان (البدء من الصغر)

يعني اتنين vs. خمس لاعبين!!

نسبة النجاح لم تتعد 40% !!!!

بالتالي الكلام على احتراف لاعبين في الخارج لازم يبقى مدروس شوية

ولازم نتعلم إن المستوى الفني مش هو وبس المعيار الأساسي في الاستمرار

أو حتى كافي للحكم على استمرار لاعب في الدوريات الاوروبية

ممكن جدا لاعب ناجح جدا فنيا، ولكنه غير منضبط نفسيا أو سلوكيا

ولا يكمل مسيرته في اوروبا

ثقافة الجلوس احتياطي أو التغيير أو احترام اختيارات المدرب غير موجودة

الانضباط النفسي وتحمل تبعات الاحتراف والبعد عن الأهل والأحباب غير موجودة

الشللية وحب الاصحاب وعدم القدرة على العيش لوحدك في بلد أوروبي غير موجودة

(الحلواني فكر يرجع لأنه مفيش غيره دلوقت في اليونان!!!!)

القدرة على التأقلم على الاجواء الاوروبية بالبرد أو اختلاف درجات الحرارة غير موجودة (عمرو زكي)

القدرة على اتخاذ القرار الصحيح في التوقيت الصحيح غير موجودة

في حين إن القدرة الفنية والجانب المهاري (مراوغة، تسجيل، لياقة) موجودين

ولكن هل نضمن وجودهم فعليا في الفريق؟؟؟ هل نضمن التألق؟؟

هل نضمن الاستفادة والافادة؟؟

أكيد المستوى أعلى ومفيش شك .. ومفيش أصلا وجه للمقارنة

بين أول الدوري المصري، ومتوسط الدوري الانجليزي (وشوف الرصة الموجودة في توتنام

أو البورو .. ومفيش داعي للكلام عن كبرات القعدة الأربعة)

ولكن هل انت مستعد للدخول على المستوى الأعلى؟!!!

من التصريحات التي لا تنسى لعبد الظاهر السقا (أحد المعمرين في تركيا)

قال إنه اللاعب المصري بيمشي من تركيا بسرعة، لأنه بيدور على الفلوس الأول

وبعدين يبقى يدي!! وبيلعب نظام على قد فلوسكم!!

((مثال بسيط ترك ابراهيم سعيد لريزا سبور بعد الأزمة المالية وغيره كتير)

ثــقــافــة الأخــذ قـبــل الــعــطـاء

"هتدوني كام؟؟ طيب يا بني ورينا لعبك!!

كام الأول بعدين أوريكم !!"

فتكون النتيجة إن اللاعب نفسه قصير وتفكيره ما تحت قدميه يورده المهالك!!

عبد الظاهر قال كمان إنه اللاعب المصري بيمشي بسرعة، لأنه مش مستعد يقعد

ويلاقي في الآخر .. وأنا لقيت لما قعدت في تركيا فترة طويلة!!!

((زي ما أيمن نفسه لقى لما قعد في تركيا فترة، ونفس الحال أحمد حسن

بس شوفوا دوبوا كام واحد !!))

المعمر التاني هاني رمزي كان مرة قال إنه أحد اللاعبين المصريين قال له إنه ينوي الرحيل

لأنه يمشي في الشارع والناس لا تعرفه أو تشاور عليه .. أو يركب تاكسي والسائق لا يعرفه

(ما هو متعود إنه لما يمشي في الشارع يبص يلاقي مظاهرة حواليه، ده لو بسلامته تكرم

ومشي في الشارع من الأساس!)

____

لا أقصد من كلامي الحديث عن كون متعب أو شوقي

أكيد هيفشلوا .. أو الفشل مؤكد ولا حتى إن النجاح مؤكد

لأن زي ما فيه محترفين لا يجيدوا لغة التصريحات او التعامل مع المدرب

ممكن جدا ينجحوا .. والنجاح هيبقى استثنائي

لأن اللي قبلهم صادفهم فشل فظيع

ولكن توقعي هو انعدام النجاح طويل الاجل أو حتى النجاح المؤقت مع الأسف

لأنه كان قاعدة!!

بالتالي معاييرنا احنا لازم تتغير شوية

مش شرط لاعب يتألق في الدوري المحلي، يروح يقطع الدنيا برة

أو بفرض إنه قطع الدنيا ولعب كويس (حسني عبد ربه) إنه يفضل في الخارج متألق

وجوده خارج الملعب يؤثر عليه بشكل قاطع داخل الملعب

العامل النفسي غير مستقر، ويؤثر انعدام الاستقرار على قدرته على الاستمرار

بالتالي يكون القرار بالعودة

وده اللي اللاعب لا يفهمه عند تمنيه الذهاب إلى أوروبا

قَدّرْ لنفسك قبل المشي خَطوها

**** فمَن علا زَلقا، مِن غِرةٍ زَلَجا

Category: | Leave a comment