2:06 AM | Author: Al-Firjany

تركيزنا على تركيز العالم على قضية عربية أمر مهم، لكن فيه قضية تانية – عربية برضه - وممكن تكون الأهم. مشهد أبو تريكة مميز، ولكنه مجرد دقيقة في مسرحية من 90 دقيقة بين بطلين من العرب. الاسم الحركي لكرة القدم كان "وسيلة التوحيد بين الشعوب" وفي الاوساط العربية "وسيلة لتقريب الشباب العربي"، والحلويات دي. على ما يبدو إن كلام الانشا مدهون بزبدة، تو ما يصفر الحكم .. يسيح


كل زمان تختلف فيه لغة كرة القدم، ووسائل متابعتها، ورؤية متابعيها ليها، إضافة إلى اختلاف اللغة المستخدمة لوصف اللعبة نفسها. بمعنى إنه فيما مضى كانت اللعبة تميل إلى الهوائية، مع قلة حدة العنف، واتخاذها كوسيلة ترفيهية في المقام الأول، مع بقاء بعض حزازات المشجعين في اطار ضيق للغاية. ولكن مع دخول التيار الرأسمالي تدريجيا إلى اللعبة، بدأت حدة العنف تزيد، ومعها اتخذت كرة القدم سمة الصناعة والربحية، وأصبح اللاعب "سلعة"، والبطولات كما المحلات التجارية لجذب أنظار السماسرة. لا أذكر إني سمعت عن أي شجارات في اللقاءات العربية – العربية فيما مضى، ولا أذكر أي تأصيل تاريخي لحالة التوتر الموجودة ما بين العرب في لقاءاتهم الكروية تبدأ مثلا من منتصف القرن الماضي. وجود الخلافات العربية – العربية كرويا يمكن نرجعه إلى بداية التسعينيات أو نهاية الثمانينات ولا أظنه يسبق هذه الفترة بأي حال من الاحوال.

في تحليلي لمباراة مصر والسودان اتكلمت عن الراحة النسبية لدى الشعب المصري أول ما عرف خلو المجموعة من أي فريق شمال أفريقي (حاجة كدة زي ما تشوف علبة سمنة وتعرف إنها خالية من الكوليسترول). لكن الكوليسترول ظهر في المجموعة، على نحو غير متوقع بالمرة. البدايات كانت مع بعض الصحفيين المصريين لدى البعثة السودانية، وتصريحات مازدا مدرب السودان، مرورا بالمباراة نفسها (ده لو عرفت تمُر من غير عرقلة)، ثم بعض الاحتكاكات مع زيدان، وانتهاءا بعصبية الجالية السودانية في غانا. كان ممكن أمر على المباراة بلا تحليل لجزئية العلاقات العربية – العربية لو لم أسمع تعليق سوداني على تحرك أبو تريكة بعد الهدف الثاني. يبدو إن قومية كرة القدم قد زادت بشكل حاد في بعض الاقطار.

التركيز الاعلامي على أبو تريكة كان جيد، ومعه تحدث المحللون على وجود عمق عربي حي وتوجه أخوي إيجابي من العرب على بعضهم. كان اللقاء من طرفين عرب، داخل قارة واحدة، واستدعى تريكة طرفا ثالثا من قارة مجاورة لجذب الانظار إليه. الجميل في فانلة أبو تريكة هو تركيزها على جانب إيجابي وسط مباراة أكدت بالنسبة لي معنى سلبي. المنتخب السوداني ممكن ينهزم من زامبيا، ومؤكد هينهزم من الكاميرون، لكن على ما يبدو إن الهزيمة من مصر (أو فريق عربي عامة) من المحرمات. حالة التحفز من الفريق السوداني قبل المباراة (مع الصحفيين أو تصريحات مازدا) وأثناء المباراة بوجود بعض أشكال العنف، وبعد المباراة (تصريحات المحلل السوداني على شبكة راديو وتليفيزيون "العرب" وغليان الجالية السودانية) يعطي بعض اللمحات عن حالة تحفز سودانية للجار الشمالي في وادي النيل. وبمناسبة الكلام عن الجيرة، كنت ناوي أقسو في تحليلي لعنف المنتخب السوداني كأحد أسوأ المنتخبات لعبا رأيتها إلى الآن، بعد أن اتضح أن الجار أولى بالدفعة، أو أولى بالزقة، ولكني آمنت أنه الجار أحيانا ما يكون أولى بالشفقة.

في بعض المباريات، ومن ضمن تكتيكات اللاعبين داخل المستطيل الاخضر، الضغط النفسي على أهم لاعبي الفريق المنافس. أحيانا اللاعب يهرب من الحكم ليحتك بالمنافس، وقد لا يهرب من الكاميرا، وأحيانا يهرب من الاثنين معا. من متابعتي لزيدان في مباراة الكاميرون لاحظت وجود الضغط بعد تسجيل الهدفين (ده مين العيل اللي هيعمل لنا فيها الواد قُمع ده؟!) ولكن 45 دقيقة لم تكن كافية لمحترفي الكاميرون لاظهار مهاراتهم في اللعب بأعصاب زيدان، في حين كانت كافية جدا للسودانيين. بعد تسجيل الهدفين كان العنف على زيدان واضح بعض الشيء، وأظهرت فرصة زيزو في الشوط الثاني تعرضه لضربة متعمدة أخرجته من المباراة مصابا. الغريب هو استعمال المنتخب السوداني لنفس التكتيك المستفز مع لاعبين آخرين؛ منهم عمرو زكي وفتح الله. كان الأسلوب غريب بعض الشيء خصوصا مع حالات استفزاز سابقة لأندية مصرية في مباريات العام الماضي (الاهلي مع الهلال، والاسماعيلي مع المريخ؛ وقبلهما الزمالك مع الهلال). شعار وحدة وادي النيل كان على المحك، مع احتمال تدخل مباريات كرة قدم في اثارة بعض المشكلات بين مصر والسودان كما تدخلت في غيرها

في استوديو التحليل عقب المباراة، الكل أجمع على تحية أبو تريكة، وفوجئت بوجود النشاز من المحلل السوداني. الاستفزاز والنغمة النشاز موجود حتى بعد المباراة. كان الموقف عصيب بعض الشيء، لأنه أبو تريكة سجل هدفي الفوز على منتخب بلد المُحلل، وبالنسبة لي كان الأمر كأنه اثبات ولاء لبلد على حساب ولاء لقضية. الأمر حسم بانتصار الاول على الثاني. جايز حالة السودان بفصل الدين عن الدولة وفصل السياسة نفسها عن شتى مناحي الحياة عنصر محدد لإجابة المحلل، ولكن القضية الفلسطينية ليست خاضعة حسب الأهواء المحلية، وعلى السادة المقيمين في فلسطين مراعاة فروق التوقيت.

أبو تريكة غطى على بعض العنف السائد في اللقاءات العربية بحركة تلفت النظر إلى قضية بحاجة إلى التوحد والاتحاد، لا إلى استخدام العنف الداخلي. ممكن هنا نتكلم برمزية ونقول إن تريكة بحركة بسيطة، طلب منا الكف عن العنف، وإعطاء مساحة للتعاطف والتسامح. مباراة كرة القدم بعنفها المتبادل بين الفرق العربية، ترمز للحال السياسي بوجود خلافات عربية عميقة، تظهرها (أو تزيدها) المباريات وتلقي بها في دائرة الضوء، فلا تترك فرصة لمجرد التعاطف مع قضية وشعب يطلبه منا إلى حد الاستجداء.


كان الاسم الكودي لكرة القدم فيما مضى محاولة التجميع بين الشعوب، ومع أخذ المباريات العربية بعض المناحي السياسية ودخول التيار الرأسمالي، عرف العنف والعنف المضاد سبيله إلى اللقاءات الكروية. الحساسيات المفرطة تجاه هزيمة أي فريق عربي من رفيقه موجودة في لقاءات الشمال الأفريقي، وبعض لقاءات الخليج في كأس "خليجي" وتظهر في مباريات دوري أبطال العرب. (بعد كتابتي للمقال، قريت اليوم على في الجول تغطية لمباراة بين الكويت وعمان، وسايب لك وقت كافي لعد الكروت الحمراء). المنتخب السوداني التقط طرف الخيط – على استحياء. والحمد لله إنه لا توجد أي مضايقات أو مشاحنات داخل أفراد الجالية السودانية الكبيرة في مصر وإلا اتسعت رقعة الخيط، وكر وراه خيوط


حالة السودان ومصر خاصة بعض الشيء، لوجود الجالية وطبيعة "وادي النيل نفسه" والحمد لله لم أجد أي ذكر لصحفي سوداني عن وضع سيء او احتكاكات بعد المباراة (نفس ما يحدث بعد هزيمة أي فريق مصري في الخليج، من التنبيه على معايرة الخليجيين للمصريين، ودخول الكرامة المصرية في الموضوع، وتحويل المباراة إلى ساحة حرب). السودانيين لديهم بعض الحساسية من تعامل بعض المصريين معهم، أو حتى من تعامل السينما مع السودانيين (الاسم الكودي عثمان، والمهنة بواب أو خادمة). أخشى من تكرار نفس سيناريوهات اللقاءات العربية، بالذات مع دخول عنصر "يا غالب يا مغلوب" (يا قاتل يا مقتول) في اللقاءات الكروية (لقاء مصر كان مهم بالنسبة لمصر للصعود، وأهم للسودان لتجديد الأمل في الصعود أو الخروج). حساسية كانت موجودة في لقاءات مصر من ساعة ما عرفتها (احتياج مصر إلى الفوز في لقاء تونس للصعود إلى كأس العالم، وفازت تونس برباعية، أو احتياج مصر إلى الفوز على المغرب في بطولة 86، أو احتياج مصر إلى الفوز على الجزائر للصعود إلى كاس العالم 90 أو المنافسة على الصعود إلى نهائيات كأس العالم، إلخ). صناعة الكراهية تبدأ هنا، ومعها تبدأ المعاناة واضفاء سخونة المباريات واحلال ثقافة الجيرة والأخوة (والكلام الفاضي ده) ليحل محلها ثقافة المنافسة والصراع والقتال. (قبل أحد مباريات مصر والمغرب – غالبا مباراة حجي في المغرب 0/1، كتبت أحد الصحف المغربية تعليقا: غدا مباراة مصر تحت شعار: الانتصار أو الانتحار!). الميديا باضفائها عنصر السخونة ممكن تلعب دور مهم، رايناه في مباريات الأهلي والاسماعيلي تحديدا، وأخشى أن ينضم المنتخب إليهما.


كرة القدم كما أحالت الحب إلى كراهية فيما بين بعض الدول، أظهرت نطاق الكراهية بشكل بغيض في داخل الدولة نفسها. ثقافة الديربي الموجودة وإراقة الدماء في لقاءات بعض الفرق داخل الدولة (تحديدا إيطاليا) ممكن نوسعها إلى دول أخرى. لا داعي إلى الحديث عن قارة أخرى وبلد آخر، وعندنا مثال الأهلي – الاسماعيلي واضح جدا، مع تحويل الكرة ما بين محافظتين إلى بلد وبلد، بل وإلى ما يشبه دولتين متناحرتين، لا ينقصهما سوى ترسيم الحدود أو اللجوء إلى التحكيم الدولي (بالفعل تم اللجوء إلى التحكيم الدولي في بعض القضايا مع الفيفا). الكرة مستديرة بالفعل، وكما تدير ظهرها إلى الخصم، قد تدير العقول وتدير القلوب. الفيفا يطلب عدم رفع شعارات سياسية، وتريكة يقول إن شعاره انساني، أخشى على تريكة في مباراة قادمة محلية أن يرفع شعار: Stop the Hate ! أوقفوا الكراهية، أوقفوا الحرب.

==

الموقع التالي يحمل بعض الصور والرسوم الكاريكاتيرية المعبرة غاية التعبير (واخترت منها الصورة أعلاه)؛ ترسم ما حاولت التعبير عنه بالكلمات. كل واحد وريشته .. وكل واحد وقلمه. تظل التجربة الانسانية واحدة حتى وإن حالت بيننا الحدود السياسية

http://www.cartoonstock.com/directory/f/free_kick_gifts.asp







Category: | Leave a comment
9:04 AM | Author: Al-Firjany
كانت مجرد راحة ظاهرية عدم وجود أي من فرق الشمال الأفريقي مع مصر الدور التمهيدي، ولكن فوجئنا بقدوم نوع آخر من الحمية قادم من الجنوب. الظاهر إن اللي تخاف منه، ممكن ييجي أسوأ منه. المنتخب المصري واجه بعض الحمية في الملعب من منتخب عربي يسمى بالشقيق. كنت أود إلقاء بعض الاضواء على الجانب السياسي في اللقاء، ومنها ظهور غزة أو فانلة أبو تريكة الثانية، ولكن التحليل الفني أدعى للكلام عنه. فنيات المباراة قليلة ولكنها جديرة بالتحليل لأنها على ما يبدو ملازمة للمنتخب المصري، ومعها يتلازم المكسب وممكن يتتابع حتى منصة التتويج، أو يتوقف عند فريق "شمال أفريقي". كل شيء جائز في بطولة فرق العجائز.

انخفاض مستوى المنتخب المصري أمام السودان غريب، ولكن له أسبابه. بعض المنتخبات تبدأ البطولات قوية لقوة البداية (مواجهة خصم في حجم وقوة الكاميرون)، ثم يصيبه الفتور والضعف في اللقاءات التالية. القرعة أوقعت مصر أمام خصم قوي في البداية فكان الصعود المفاجيء في المستوى لمواجهة قوة الخصم، ولأن الكاميرون "لم تكن مستعدة بما يكفي" حسب كلام سونج، خسرت اللقاء بسهولة، ولكن منحناها ارتفع فيما بعد. منحنى مصر هبط بعض الشيء وساعد على الهبوط مستوى فريق السودان في بداية اللقاء.

المنتخب السوداني استعمل أحد أقسى أنواع التكتيكات على الفرق المصرية عامة – الضغط رجل لرجل (بفتح الراء وكسرها) بطول الملعب وعرضه. تكتيك جيد جدا ولكنه لم يلحظ في المباراة السابقة للسودان أمام زامبيا. ولكن تكتيك زي ده محتاج لياقة عالية بدنية وذهنية ورقابة قوية على كل لاعب بكرة أو من غير كرة. التكتيك منهك جدا للفريق الخصم .. ولكن اتضح إنه منهك أكتر للفريق المنفذ. لياقة الفريق السوداني بدأت تقل كلما تقدم الوقت في الشوط الأول .. والمساحات بعدت بعض الشيء بين كل لاعب سوداني وإن ظلت الرقابة لصيقة ولزجة جدا على محمد زيدان الوحيد القادر على ضرب التكتل والرقابة بالمراوغة المجدية (وأحيانا الزائدة) ولاحظ إن بعض الخشونة في الشوط الأول والثاني تركزت عليه تحديدا، ودي نقطة نتكلم عليها بعدين. الفريق السوداني كان ند للمنتخب المصري واستمرار الوضع على ما هو عليه كان ينذر بنتيجة عكسية، ولكن ظرف عكسي واحد أعطى الافضلية للمنتخب المصري.

في أمم أفريقيا 2006 (مصر)، كان فيه ندية يواجهها المنتخب المصري في بعض الادوار، (تحديدا في دور: 8 وقبل النهائي) والحل الوحيد كان في الحصول على ضربة جزاء. لا أعني هنا إن ضربات الجزاء كانت خاطئة أو مشكوك فيها، ولكن المنتخب كان يستفيد بالحصول على ضربة جزاء بشدة في المكسب والعبور إلى المباراة التالية. الغريب إن المسألة تكررت في البطولة الحالية بشدة، بلقاء الكاميرون ثم السودان، وإن كان المنتخب بغير حاجة إلى واحدة في لقاء الأول لتحكمه في اللقاء، واحتاج إلى الضربة بشدة في اللقاء الثاني. فريق الكاميرون لا يدافع بطريقة رجل لرجل وطريقة لعبه مفتوحة بعض الشيء، بالتالي ممكن وسهل بالنسبة لك التسجيل، زائد إنه تغيب معه العصبية العربية اللي حضرت نسبيا في لقاء وادي النيل. السودان لعب كأنه لوح ثلج صعب التكسير، وضربة الجزاء أشبه ببعض الماء الساخن فك ترابط الفريق ككل، وحولها إلى كتل صغيرة مبعثرة، وإن تأخر استغلال مصر للبعثرة والتمزق في الفريق السوداني إلى الشوط الثاني. في بعض المباريات ممكن تحتاج إلى بعض الظروف الخاصة من أجل العبور (كارت أحمر أو ركلة جزاء) تغير سير اللقاء لصالحك. وركلة الجزاء وحالة حسني عبد ربه تنقلنا إلى الحديث عن دور خط الوسط في الفريق المصري.

حسني استمر في أداء دور هجومي فعال في المنتخب، وشايف إنه مع شوقي هيلعبوا دور حيوي في الابقاء على الكأس بإذن الله، لو قدر الله لنا متابعة الانتصارات إلى محطة النهاية. التناوب الدفاعي والهجومي ما بين الثنائي جيد جدا، والبعض مركز على تسديد حسني لركلات الترجيح بنجاح، ولا يعير انتباها إلى كون حسني نفسه المتسبب فيها. زيادة حسني مع ثلاثي الهجوم ممتاز، واللي اعطى له درجة الامتياز هو ايجابيته. ممكن تزيد للهجوم 90 مرة في الـ90 دقيقة، ولكن لا تستطيع التسجيل، بل ويدخل مرماك أهداف بسبب غياب التغطية. ولكن الجيد في شوقي – حسني هو إيجابية الثنائي سواءا الهجومية أو الدفاعية. المنتخب السوداني كان يضغط بالفعل على مصر، ولكن خط الوسط كان يضغط بفاعلية أكثر على القادمين من الخط الخلفي السوداني، وإن كان يعيب على خط الوسط كثرة التسديد على عصام الحضري وبالذات كرة بدر الدين وهيثم مصطفى، وممكن يشكل خطورة مستقبلية مع تعاظم شكوى حراس المرمى من خفة حركة الكرة الجديدة. كنت أتمنى وجود غالي في المنتخب، ولكن أظن إن وجود حسن مصطفى وأحمد حسن قادر على اعادة أي توازن في حالة غياب حسني أو شوقي، وإن كنت أفضل أبو علي على أبو حميد في خط الوسط.


تغييرات حسن شحاتة في أثناء المباراة جيدة ولكن تغييرات ما قبل المباراة غير موجودة (تغيير التشكيل أو تغيير مراكز اللاعبين). تزيد الحراسة على زيدان مباراة بعد اخرى، وممكن تشتد يوم مباراة زامبيا، وما بعدها من مباريات في الأدوار التالية بإذن الله، ووجود تريكة على البدلاء زي ما كان مفاجأة لحسام غالي، هو مفاجأة بالنسبة لي. تريكة يتميز عن زيدان بالمراوغة المجدية، في حين زيدان يذكرني ببعض أنانية عبد الستار صبري. مش بس زيدان لوحده غير المتعاون، ولكن التعاون ما بين رأسي الحربة متعب وزكي قليل وغير مثمر والثنائي استمر للمباراة الثانية غير مسجل، وإن كانت حسنة زكي الوحيدة في تمريرة الهدف الثاني، وإن قلت فاعليته في فترات كثيرة من المباراة. متعب يحاول ولكن تحركاته خارج المنطقة فعالة أكتر منها داخل المنطقة. أعتقد إن تجربة فضل كرأس حربة أو دخول عمر جمال بعض الوقت ممكن يزيد من الفاعلية الهجومية للمنتخب. دفاع السودان في الشوط الثاني كان مهلهل جدا لدرجة القدرة على التهديد المصري في أكثر من كرة، ولكن غياب التعاون ما بين المهاجمين حال دون مضاعفة النتيجة.

أسلوب لعب وتغييرات شحاتة مستمر في التركيز على التغيير الدفاعي. أحمد فتحي لاعب يمتلك قدرات ممتازة في الثلث الأول من الملعب (بقدرته على اللعب كظهير أو مساك)، ولكن التغيير في المركز ده تحديدا يوحي إن المشكلة فيه هو. الدفاع كان يؤدي بامتياز خصوصا مع وجود نجم المباراة الأول وائل جمعة مع سعيد وفتح الله. وجود التناوب الدفاعي ما بين الثلاثي متميز جدا، وأعتقد إن شحاتة ممكن يستفيد بالتغييرات في الخطوط الأمامية للمنتخب، خصوصا مع الاطمئنان للنتيجة. ثبت بالتجربة خطأ تجربة أحمد حسن في مركز الظهير الأيمن (حتى لو لعب مع المنتخب في نفس المركز من فترة، مركزه ودوره في اندرلخت هجومي بالأساس) بالتالي لابد من اعطاء دور هجومي له، مع نزول المحمدي، تقدم وتطور دور احمد حسن من سيء إلى متوسط، ولم يتطور مستواه إلى الأفضل. (كنت خايف على جمعة من انخفاض مستواه باللعب في الدوري القطري، ولكن اتضح إن الدوري البلجيكي سره باتع).


تكرار الفوز أمر جيد بالنسبة لمنتخب مصر، ولكن محتاج بعض التعقل في قياسه. لا يمكن الحكم على فوز الفريق المصري بالبطولة من دورها الأول (الكلام ده بيفكرني بكلام المحللين الرياضيين في مصر بالحديث عن منافسة طلائع الجيش على اللقب في أسابيعه العشرة الأولى، أو كلام بعض المحللين عن فوز أرسنال بالدوري قبل لقاء المان يونايتد الماضي). مشجع الجنرز قال لا يوجد فريق يكسب في نوفمبر، وبالمثل لا يوجد فريق يفوز ببطولة بناءا على مستواه في الدور الأول. مشوار البطولة طويل، ومع إلقاء نظرة على مستوى أنجولا وغينيا، توحي إن المنتخب الأقوى لم يأت بعد. في بطولات أفريقيا للمنتخبات (كما في الأندية) متعودين على ظهور بعبع جديد للقارة كل بطولة (وأحيانا كل ماتش) وانزواء آخر. ممكن نلعب دور البعبع، وجايز غيرنا يلعب نفس الدور. أيا كانت البعابيع، متابعة البطولة في حد ذاتها أمر أكثر امتاعا وتشويقا، بس يا ريت نبطل تصفيق للسماسرة أو للأندية الأوروبية التي تريد نيل خدمات متعب أو الحصول على توقيع زيدان. لو لم تعرف السبب تابع أين يقبع غالي حاليا، ولو ما فهمتش ... تابع أخبار منتخب زامبيا بعد مباراة السودان. ولو الموضوع لسة صعب، يبقى استنى عليّ المقالة الجاية .. ويحيينا ويحييك ربنا.
Category: | Leave a comment