1:08 AM | Author: Al-Firjany

توقعات كتيرة خابت قبل وبعد مباراة مصر والارجنتين. حاجات كتيرة بتعرفها بعد المباراة، لأنها نتائج، عكس اللي قبل المباراة لأنها مجرد توقعات. مباراة كبيرة ولكن أحداثها خارج المستطيل أكبر. أكبر من المدربين واللاعبين .. وأكبر من القناة الناقلة وعدد المنقول إليهم. لم تحظ المباراة بحديث عن فنياتها أو أسلوب لعب الفريق المصري أو أسباب هزيمته ومعاها أسباب فوز المنتخب الارجنتيني. كنت أتوقع مقاومة أشرس وأداء هجومي أعنف من المنتخب الوطني، حتى مع الهزيمة. الأرجنتين عملت اللي ما حدش في أفريقيا عرف يعمله بالمبادرة بالتسجيل في المباراة وترك رد فعل – لم يظهر – للمنتخب المصري. جايز تحليلي هنا يكون متأخر، لكن لابد منه، ولا أرى داعي للحديث عن الدوري الممل حاليا. زيارة الارجنتين لمصر ما بتحصلش غير كل قرن، ولازم نحلل الوجود اللاتيني في ليلة لاطينية.

مش هأزعجك بكلام تكتيكي أو بحديث عن تحركات لاعبين ولا تشكيله، لأنه أساسا ماتش خانق جدا على المنتخبين، وإن كان أشد خنقة على المصري. أسلوب لعب المنتخب الأرجنتيني الهجومي والسريع نسبيا خنق المنتخب المصري، بالذات مع تحركات بطيئة وشبه منعدمة من مصر في حالة الهجوم. كان مهم تعامل المنتخب المصري مع ضيق المساحات بفعالية أكتر، خصوصا مع وجود ثنائي مهاري زي زيدان وتريكة، ولكن لم يستطع كلاهما تشكيل الخطورة المتوقعة والمعروفة، يمكن لأن المنتخب الأرجنتيني نفسه عارف ومعروف. غياب مهارة المراوغة من الارجنتين طبيعي لغياب ميسي وتيفيز (وإن حضرت مهارات أخرى أهم)، وإن تواجد ماسكيرانو وكروز وردوريجيز، لكن غير الطبيعي هو غيابها في مصر، في وجود اتنين من أعلى لاعبيها مهاريا. اللي يلفت انتباهي هنا هو ازاي منتخب يقدر يغلق مساحات مهمة في خطه الخلفي ومعاها يمنع مساحات للاعبين مهاريين في الخصوم، وده يدينا سبب مهم لفوز المنتخب بالكأس الأفريقية ضد منتخبات لم تحسن غلق مساحاتها، بالتالي عَلّم عليها الثنائي المصري الرهيب . . أفريقياً. مهارات التانجو في المباراة قليلة، لكن المهارة الخفية المميزة هنا هي كيفية غلق المساحات بشكل يصعب اختراقه. تقريبا الفرصة الوحيدة في الشوط الأول لزيدان كانت من خطأ وهي تنم عن تمركز وتحرك ذكي جدا، ولكن النتيجة للأسف صفر.



قبل المباراة حطيت عيني على أربع لاعبين لأرى تأثير مواجهة ما يسمى بالفرق الكبرى عليهم: محمد شوقي، أحمد حسن، محمد زيدان، وأخيرا سيد معوض. ليه دول بالذات؟ بالنسبة لشوقي بأحاول أتلمس أثره كلاعب مهم ومحوري على أداء المنتخب في مواجهة الفرق الكبيرة وإيه اللي البورو أضاف له في مواجهة خطوط وسط أقوى. للأسف لم يسعفني الوقت ولم يمهلني شحاتة للحكم عليه فسحبه إلى الدفاع (!). نفس الأمر ينطبق على زيزو ومعوض، وإن كان الأخير بالذات خارج الاختبار حاليا، واستعجلت شوية على وضعه تحت المنظار. تطور أيمن عبد العزيز الإيجابي أجبرني على وضع معوض، ورؤية أثر الترانزيت التركي (طرابزون) على مستواه خصوصا إنه مستوى غانا لسة طازة في ذهني وذاكرتي. فيه بعض التواجد الهجومي لمعوض، والرهبة اللي شفتها أمام كيتا في كوتديفوار ومن قبلها في اليابان زالت بعض الشيء بزيادة إلى الأمام، وإن كانت بأدب جم، وعلى استحياء يغم. أحمد حسن وضعي له تحت المنظار كان لحاجة في نفسي هأتكلم عليها بعدين في تحليلي لانتقاله إلى الأهلي، وهي باختصار عدم قدرة الصقر على قيادة مجموعة الفراخ في مواجهة الحدايات الأقوى! فكرتني قلة حيلة حسن مع منتخب منكمش بعض الشيء وهايب "اسم" الارجنتين بغضب هاني رمزي يوم ماتش الكاميرون 2002 (مبوما) (مع الجوهري) أو ميدو مع نفس المنتخب (مع محسن صالح)، وإن تطورنا بعض الشيء مع شحاتة ضد الارجنتين بوجود هجومي ملموس، ولكن غير مؤثر في كتير من أوقات المباراة. لكن الوجود الهجومي جيد في حد ذاته. نفس تطور شحاتة اللي لاحظناه أمام منتخبات أفريقية قوية (كاميرون والكوت) لاحظناه أمام الأول عالميا. في غانا قدرنا على الفوز المتتابع، ومع ممثل اللاتينية لم نقدر، وهو فارق بين قوتين وبين قارتين. الأرجنتين قدرت تعلم المنتخبات الأفريقية القدرة على البدء بالتسجيل والمبادرة، وترك رد الفعل للخصوم. نفس اللي أذاقه المنتخب للأفارقة ذاق منه مع الارجنتين، وتلك الأيام نداولها بين الناس.



الجيد في المباراة هو وجود الندية في حد ذاتها من المنتخب المصري مع منتخبات قوية، حتى مع وجود الهزيمة لأنها طبيعية وواردة. لكن العنصر الهجومي هو اللي يسترعي الانتباه. أينعم كان قليل جدا وعشوائي في أغلب الاحيان خصوصا مع رجوع زيدان إلى المراوغة غير المجدية وقلة التعاون مع متعب أو تريكة، إضافة إلى الزيادة النادرة من طرفي الملعب (والتي انقرضت بنهاية المباراة)، ولكن الكرة الوحيدة الجيدة كانت في رأسية متعب الضعيفة باتجاه المرمى أو فرصة أبو تريكة وهي كرة فيها ذكاء ومهارة ضغط جيدة من المنتخب على الارجنتين وبعدها تسديدة أبو تريكة. لم يحظ متعب بتمويل من توأمه تريكة، ولم يمول زيدان زميليه أو العكس في المباراة إلا حسب المزاج وحالة الدفاع الارجنتيني. كان الوجود الهجومي لمصر عجيب جدا، لأنه نادر جدا، قياسا إلى حجم القوة الهجومية. حتى مع غياب مؤثر من زكي، يبقى زيدان وتريكة بقوتهما قادرين على التأثير والردع الهجومي، وجايز لأن زيدان عارف إن أبو تريكة لسة طالع من رقدة، ففضل الاحتفاظ بالكرة وشال عنه حمل تقيل. فيما عدا مهاجم هامبورج، الهجوم المصري في تلك المباراة خارج التقييم نسبيا لقوة وتلاحم الدفاع الارجنتيني ولضعف التمويل من الخلف للأمام، وكلها عوامل ساعدت زيدان بشدة على الظهور السيء في الهجوم بصفة عامة. الحسنة الوحيدة لزيدان انحصرت في مجرد تحرك ذكي في كرة واحدة وبس

الجميل في المنتخب الأرجنتيني هو تطبيق مبدأ الضغط بشكل مميز طوال المباراة في حين لم ينجح المنتخب المصري فيه إلا بعض فترات من المباراة، حتى وإن كانت طويلة. فرق كبير إنك تنفذ تكتيك 90 دقيقة .. وإنك تنفذه 80 أو حتى طول الماتش وتسرح دقيقة! زي ما قال جوزيه بعد ماتش الأهلي وانترناسيونال البرازيلي (إيه رأيك نسميه لاتيني؟) "المباراة تبين الفارق بين الاحتراف الكامل، وشبه الاحتراف".

مش بس شحاتة اللي فضل الحضري على غيره في حراسة المرمى، ولكن المنتخب نفسه انجذب للحارس لا إراديا في كثير من فترات المباراة. شفنا التراجع الدفاعي للمنتخب المصري باتجاه مرمى الحضري. تقسيم الملعب وانحصار اللعب في بعض الفترات في الملعب المصري أمر غير مفهوم، خصوصا مع غياب الخطورة الهجومية الفردية للمنتخب الأرجنتيني بغياب نجومه. الوجود الجماهيري دافع قوي للمنتخب، ومحفز إيجابي جدا؛ ولكن المنتخب المصري لعب على أرضه، في غياب جماهيره، ومع غيابها غابت حمية 2006. الوجود الهجومي لمصر كان صعب وعسير بعض الشيء نتيجة لتماسك الخط الارجنتيني حتى الفرصة الوحيدة في الأول كانت من خطأ قاتل ونادر، ولم تسمح الارجنتين باستغلاله بضغط مميز من جاجو (!) أو بتهديد عكسي من بعيد من بورديسو. وهو ما لم يرد عليه المنتخب المصري في الهدف الأول أو الأريحية في تسجيل وتنشين الثاني. خسارة شوقي في خط الوسط مش لازم نحصرها في الاستغراب من وجود شادي على الدكة ومعاه فتح الله (حتى وإن كان السبب الوجيه هو خلاف شادي مع الحضري) ولكن الخسارة كانت في غياب أهم لاعب وسط في مصر (بعد غالي) كان ممكن يعطي أفضلية جيدة في مواجهة خط وسط قوي جدا للأرجنتين. بالتالي ظهر معاه حسن بمجهود عالي ولكنه غير مجدي (قريت
تصريحه بعد الماتش؟)، وحسني عبد ربه بوجود هجومي نادر. باختصار خسر المنتخب كتير في الوسط، وكان طبيعي إنه يخسر المباراة، لوجود معايير غير فنية تحكمت في التشكيل، أمام خصم أعلى فنياً.

مهم متابعة الأداء الأرجنتيني لأنه منتخب يبحث عن نجم في غياب نجمه. عاملين زي رحالة جاء إلى الصحراء المصرية، ويبحث عن الطريق الصحيح عن طريق الاهتداء بالنجوم. بحث كروز وجاجو وغيرهم عن ميسي فلم يجدوه، فاعتمدوا على أنفسهم، تماما كما بحث عنه الجمهور فلم يحضر. أداء الارجنتين كان جماعي ويثبت كلام باسيلي قبل المباراة في ضرورة اعتماد منتخب بلده على الكرة الجماعية في غياب النجوم، حتى وإن لم يقدر على بعاد ميسي في أول فرصة بعد التعافي (لاحظ هنا انتقاد منتخب الارجنتين عادة بإنهم فريق النجم الأوحد، ومع غياب هذا النجم تغيب البطولات والانتصارات، وافتكر آخر كأس عالم للتانجو كان امتى). من الجانب المصري، كان زيدان وتريكة في شرف استقبال الارجنتيني؛ الأول هو النسخة المعدلة من عبد الستار صبري والثاني بحث عن التأهيل بعد الاصابة، فوجد المباراة التأهيلية أمام الأرجنتين! شوف التخبط لما يوصل بالمنتخب إلى قمته، وشوف المنتخب لما يحتفل أمام أحد قمم العالم الكروية وهو في قمة السُكر الفني.

شحاتة في المباراة تخلى عن التزام سابق، وتخلى عن طريقة لعب، ودون أن يشعر تخلى عن جمهور. بالطبع أولى مراحل التنازل كانت مع الحضري، غير المؤهل نفسيا ولا بدنيا، ولا لياقيا. تخلى شحاتة عن سوابق أخلاقية مع أندية أخرى، فدفع الثمن، وأشرك لاعبا بحاجة إلى تأهيل ومشاركة مصغرة، فزادت الفاتورة، وتخلى عن طريقة لعب مربحة أمام خصوم أضعف، فدفع الغرامة أمام الخصم الأقوى .. وكان الرد حقنتين في العضل، وإن كان أقل بكتير من حجم الخطأ، وكان ممكن يتضاعف. أشفق خط الدفاع المصري على المدرب المحاصر فقللوا عدد الصفعات إلى 2، وقدر اللاعبون على تقليل حجم الفارق الرهيب لصالح الأرجنتين ومنعوا هزيمة ثقيله، ولم يقدروا على منع السخط الجماهيري. ممكن كلاعب تمنع خسارة داخل الملعب، لكن المدرجات خارج حدودك وبرة ملعبك ولا يمكن تعرف تؤثر هنا. استمر الجمهور المصري على منازعة دور البطولة من اللاعبين في المستطيل، وأوجد الجمهور حالة من الجدل أشد من الجدل عن المباراة نفسها، فبدلا من السؤال لماذا خسر المنتخب، كان السؤال: لماذا غابت الجماهير؟ بدلا من البحث عن سبب الفوز، كان البحث عن سبب العزوف. كنت خايف من الليلة أن تصبح مطينة بطين، ولكني وجدت الخسارة داخل الملعب وخارجه، أمام خصم أجنبي "لاطيني"، وجماهير محلية لم يعجبها أن تنغمس في الوحل. حتى وان كان غريب من الجماهير عزوفها عن المباراة الكرنفالية، يبقى رد الفعل ذاته بحاجة إلى الاعجاب لشدته وقوته، كنوع من المقاومة السلبية. كأن الجمهور يجرب حظه مع الاضراب الشعبي المنتظر في ابريل .. أو إنه يحاول فرض رؤية ما ووجهة نظر عكسية، حاول آخرون فرض عكسها بالقوة الجبرية.

المباراة بينت أمور مهمة على طريقنا نحو كأس العالم، وإن كان العند الفني يولد الفشل. شحاتة نجح سابقاً بأسلوب لعب ما، والأسلوب جيد جدا، سواءا فني أو لياقي، ولكن فيما بعد لم يفطن إلى أن حراسة المرمى أكبر بكتير من حصرها في حارس من البدو الرحل، مرة في القاهرة ومرة في سيون، وبخطوة واحدة خاطئة زل إلى هاوية بلا قاع. مفيش داعي المنتخب ينجر وراء تهور غير محسوب من لاعب لا يعرف إن كان حارس مرمى الأهلي أم سيون، أقوم رازعه حارس منتخب!! الجانب الثاني هو وجود بعض الخيار والفاقوس في المنتخب في التشكيل وحتى من خارج التشكيل. الجاهزون أكبر بكتير من الهاربين والمصابين أو العائدين، ودكة فينورد وستراسبورج أو أساسي طرابزون موجود فيها بدلاء ممتازين. المنتخب الارجنتيني غاب عنه لاعبين بحجم السوبر، وبنظرة على محترفي مصر حاليا ممكن تشوف الحجم العائلي من البورو أو ديربي أو أنورثيس. القاعدة أمام شحاتة أعرض مما يتخيل وتتخيل ونتخيل جميعا، بالتالي مفيش أي داعي لأي كوسة مصرية، لأنه ساعتها ممكن نبص حوالينا ما نلاقيش حد بيطبخ معانا.


Category: | Leave a comment
2:48 AM | Author: Al-Firjany

التجارة الكروية لا يزال لها رواجها على أرض مصر. وبعد ما كانت الأندية تجلب أندية أخرى اسمها زي الطبل، أحضر المنتخب المصري نادي الطبل نفسه، بالرقاصين بطقم الملابس. كل واحد على قد المولد بتاعه، وكل واحد عارف حجمه وبيجيب الفريق حسب المقاس. المنتخب المصري وجد مقاسه على مقاس الأرجنتين .. وأهو واحد أول أفريقيا والتاني أول العالم، ونقدر نقول إن المباراة تحديد لموقع قارة عالميا، أكتر ما هي تحديد لموقع منتخب. يمكن المباراة أهم من مشاركة حارس هارب – عائد مشكلته معلقة مع ناديه، أو مشاركة لاعب عائد من الاصابة لم يشارك مع نفس النادي، أو لاعبين لسة بيحاولوا يستثمروا الفوز بالكأس في غانا أفضل استغلال عن طريق الاحتراف الأوروبي (قريت تصريح متعب؟)، أو جهاز عاوز يطوي صفحة اللي فات، والتفكير في النهائيات. ولم أتعلم الاسبانية بعد لأعرف كيف يفكر الأرجنتينيون؟ ربما طمع أحدهم في لعب دورالبطولة في غياب ميسي .. أو ربما حاولوا تعريف منتخب مصر حجمه الطبيعي، أو جايز جايين يتفسحوا شوية ويشموا هوا، خصوصا إن الجو اليومين دول مش ولابد، واحنا بس اللي مكبرين الموضوع حبتين.

السبب البديهي لحضور الأرجنتين هو احتفال مصري بالكأس على أرض مصر؛ حتى وإن احتفل بنا غيرنا قبلنا ... وحتى وإن كانت الاجواء نفسها غير احتفالية بالمرة. قبل معظم المباريات المهمة نحاول نشغل أنفسنا ببعض الأمور، والمرة دي لم يبخل علينا شحاتة بما يشغلنا! ضم الحضري، وحب يزودها شوية، فضم أبو تريكة، والغريب هو الاهتمام بالهارب "الخائن" (حسب كلام الجماهير) وهو اللاعب الأقل أهمية بالنسبة لجماهير الأهلي باعتباره "في عداد الأموات"، وترك الأهم وهو أبو تريكة وهو لا يزال حياً يلعب (بالمناسبة حسب كلام بعض المواقع إن أبو تريكة متردد في قبول عرض أسباني يقال إنه من خيتافي، ودي مقارنة كدة ع الماشي ما بين لاعبين). بالنسبة لي لم أستغرب قرار شحاتة، لأن المنظومة نفسها مختلة، وجيلي يذكر قرار الجوهري بضم ابراهيم سعيد، ولا أدري لم نستغرب قرار شحاتة؟! المحدد لاتخاذ القرارات في مصر هو الشعور النفسي والمجاملات وشعور المدرب تجاه اللاعب .. بالتالي لا أستطيع إني أتدخل في قرار أبو علي وأطلب منه عدم ضم الحضري. دي حاجة تبع المزاج، بالذات مع اعتقادي إن مندوب سيون لم يتسلل إلى معسكر المنتخب دون علم الجهاز، وإلا كان سليمان رفع الراية. طالما الجهاز راضي واللاعب راضي، والقرار اتخذ في الماضي، يبقى هأتعب نفسي على إيه؟ خصوصا وإن الحضري دلوقت بقى مسرحية معادة ومملة، والناس زهقت من وجوده البهلواني على المسرح، بالتالي شحاتة ممكن يحاول يخليه برة الخشبة بعض الوقت، علشان يشوف رد فعل الجمهور. المهم هو إن الغرض من الاحتفال المفروض يتحقق، وأتمنى إنه يتحقق، وإن كنت أشك بشدة.



جميل إننا نحاول نحتفل بأمر ما وإن كانت المنغصات موجودة والسهام مرفوعة، والتحفز حاضر ومستحلف. حاسس إنه زي ما يكون حفلة زفاف في قرى الصعيد والعريس خايف على نفسه من ثأر بايت .. أو رصاصة طائشة. الليلة زفة المنتخب المصري، والكلام موجود عن احتمال وجود هتافات عدائية انفعالية من جمهور الاهلي، والسبب معروف والجمهور معذور، والعبد لله مقهور لأن السلوك مرفوض، غير إن جمهور مصر أساسا متعود على الاحتفال بشكل تاني، بمعنى إنه طالما المنتخب جايب فريق يحتفل معاه يبقى لازم نغلبه ونسففه النجيلة!! تلك ثقافة شعب وثقافة كروية ضحلة، وتابع ردود فعل هزيمة الأهلي الرباعية أمام برشلونة لتعرف إنه هزيمة الأهلي (وليس فوز البرسا) كان زي الكرسي في كلوب الاحتفال. شيء مش ممكن وثقافة بحاجة إلى النسف. كل مباراة مع منتخب أقوى أو نادي أقوى نتوقع حدوث معجزة الفوز عليهم متناسين أو مطنشين على الفوارق الكبيرة ما بينا وبينهم، وبعد الفوز نعيش في وهم كبير إننا أفضل منهم وأحسن، وإن ده الرجل المصري، ومع عار الهزيمة نلعن ونسب ونحرق ولا نحاول تضييق الفوارق. العاطفة الحكم في الحالتين ... وتظل حكما إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا.

لا أعرف إن كان بمقدورنا الفوز اليوم .. دي الأرجنتين برضه، ولكن ماذا سيحدث إن فزنا؟ في حالات وجود أندية كبرى سابقة على مصر لا نزال نذكر ونحتفل بفوزنا عليها، رغم إن جماهير تلك الأندية نسيت وطرمخت على الماتش في اليوم التالي (روما والريال مع الأهلي، ولاتسيو مع الزمالك، أو حتى جلادباخ مع الزمالك من أكتر من 20 سنة! أو البايرن من نصف قرن!، إلخ). مع الأسف تدخل المواجهات الأوروبية الودية في تاريخنا، في حين إنها ليست جزءا من تاريخهم. نحن نذكرها وهم لا يكادوا يعرفوها. جزء من ذاكرتنا .. وجزء من نسيانهم. مدرب الارجنتين صرح وقال إنه فريقه لعب مباريات كتيرة خارج الشرق الاوسط، و"أعتقد إن الدور قد حان للعب مباراة هنا" (تغيير يعني). مين عارف لو فزنا اليوم كيف سيكون الحال، وإلى متى سنظل نذكر المباراة؟؟ ربما توارثها أحفاد أحفادي، ومين عارف لو ذهب حفيدي إلى الأرجنتين مفتخرا بفوزنا عليهم، سيفاجأ برد الأرجنتيني عليه: "
روح استحمى ياللا!" يصبح الودي جزءا من تاريخنا في حالة الفوز على منتخب أقوى. جايز السبب هو محاولة إقناع أنفسنا أن المعجزات لا تزال ممكنة وجايز تتكرر، او أن تلهينا عن التفكير في واقع الكرة الفاسد أو أنها سبب مهم لبقاء الوضع على ما هو عليه. في كل الحالات، تذكر الفوز دعوة لنسيان الواقع. لكن مين عارف لو الأرجنتين كسبت باسكور فربما طالبنا بإطاحة شحاتة كما أطحنا بالجوهري بعد اليونان . . او محسن بعد فرنسا، وتنضم الأرجنتين إلى الثلاثي، وتدخل التاريخ .. المصري الحديث

لا أعلم لم صارت عادة عندنا في إحضار نادي مشهور إلى مصر من أجل الاحتفال؟ بقى سلو بلدنا كدة، وسلو غيرنا مقرين بتقدم الآخرين، وبشهرتهم الطاغية عنا وعلينا. طالما كدة يبقى طبيعي المتقدم يفوز على المتأخر. طبعا الحال غير مقتصر على مصر ولكنها حالة عامة من منتخبات الدول النايمة كرويا مع الدول المتقدمة، وهكذا حال الدنيا، وكتر خير القوي لو من على الضعيف بماتش. تشعر إن الاحتفال قد لا يكتمل إلا بحضور منتخب قوي وعالمي (ولاحظ سقوط مباراة بنفيكا من احتفالية الأهلي، يمكن ماتش برشلونة كان سره باتع). استغلال شركات التسويق والدعاية الرياضية لأي حدث رياضي في العالم جيد جدا، وربحي، وطالما انت عاوز تنبسط .. أنا حأبسطك ع الآخر، بس لازم تدفع. الجمهور سيسعد من أجل حضور الارجنتين جايز أكتر من لعب المنتخب المصري، وإن كان غياب ميسي (تيفيز؟) مؤثر على التشجيع، أو على الحضور عامة (غريبة عدم وجود مشكلة تذاكر كالتي حدثت يوم مباراة البرسا). أكاد أذكر تعليق أحد الأهلاوية قبل مباراة برشلونة: "بقى معقول ميسي يبقى في القاهرة وما أروحش أشوفه؟"، بالتالي لما غاب ميسي لم يحضر المشجعون. معلش يا سيدي وأهو البركة في زانيتي وشلته. أتمنى لك ولكم الاستمتاع برقصة التانجو. اتفرج عليها كويس .. جايز تكون الرقصة الأخيرة. افرح وانبسط، ولا يعكر صفوك حارس هارب، ولا مدرب خائب، أو نجم غائب. طالما بتحتفل بمنتخب بلدك، خليك أصلي وشجع المصري.
Category: | Leave a comment
10:53 AM | Author: Al-Firjany
كنت انتقدت الغياب التام من الاعلام المصري في الحديث عن دخلتي الأهلي والزمالك في الديربي الأخير. ولكن اتضح إن التأخيرة فيها الخيرة وإني استعجلت شوية حبات، لأن قناة مودرن سبورت مشكورة عرضت اللقطات بشكل حي وبتصوير حصري فيما قبل المباراة. الفيديو متاح أدناه. الحمد لله إن فيه قطرة وانتبهت القناة للموضوع وصار هناك اهتمام بالدخلات، خصوصا مع تعب أفراد ألتراس من القطبين في التحضير أو التكلفة الباهظة في الاعداد (حوالي 12 ألف جنيه مصري حسب ما قرأت).
الغريب مصاحبة العرض المصور من قناة دريم لحديث أ. فتحي سند. التحليل كان فني بالاساس في الأول، ثم انتقل إلى حديث عابر جدا عن الدخلتين، ثم خصص باقي الحديث عن ضرورة عقاب جمهور النادييين ومطالبة اتحاد الكرة بانزال العقاب. بالتأكيد فيه خروج، ولكن المصور أساسا لم يظهر فيه سبة واحدة (وإن حدثت أثناء المباراة نفسها). كنت قلت في الحديث عن دخلتي الدور الأول عن التركيز على الجانب السلبي وترك الإيجابي. أ. سند من الجيل القديم وتحدث أكثر عن الخروج عن النص، في حين النص نفسه فيه حاجات تانية. بالطبع كان فيه خروج لم تمنعه عقوبات الدور الأول وربما لن يمنعه أي شيء، ولكن مجهود دخلتين كان يستحق أكثر من ثلاث كلمات. سكاكين جاهزة لأي جانب سلبي، وإن كان بالكلام، ولكن الجانب الإيجابي يضيع في خضم السلبيات.
جيل أ. سند لم يجد في الاستادات مثل تلك الدخلات وربما لا يعرف مفهوم التيفو وما شابه مثلما حار أ. المستكاوي في فهم المفهوم عند مقابلة أحد أبناء رابطة الزمالك. جيل الستينات أو القرن الماضي عموما لا يزال يتحكم في الاعلام المقروء، وإن كان حاليا في مرحلة النزع الأخير مع نزاعه مع اعلام انترنت أو القنوات الفضائية (صورة موردن سبورت ضد كلام أ. سند). الصورة الجمالية لم تستدعي الحديث عنها ولتاني مرة كان التلوث السمعي طاغي على المشهد الجمالي الممتع للعين. ربما نحن أسرع للحديث عن السلب من الايجاب، وأسرع في المطالبة بالعقوبات أكتر من منح الميداليات. العقوبات موجودة والميداليات لا وجود لها .. الاستهجان موجود، والتصفيق خارج الحدود. أكيد الخروج كان موجود وسيظل موجود، لأنه مع الأسف الرابطة لم يعد لها وجود (إلا نذر غير يسير)، بالتالي ممكن نحاول نشدد على الجانب الإيجابي أكتر ونركز عليه، جايز يمنع ظهور السباب والشتيمة. نوجه الشباب إلى جمال الصورة، مين عارف يمكن يمحوا بأيديهم قبح اللسان.
* الفيديو من تسجيل العضو أبو ميدو من مالتيميديا كورة مصرية، ومن رفعي الخاص على يوتيوب


Category: | Leave a comment
11:33 AM | Author: Al-Firjany



كالعادة، استطاعت رابطتي ألتراس أهلاوي وزمالكاوي أن تشبع عين المشاهد بمشاهد يتحسر على مشاهدتها في مدرجات أوروبا .. ومدرجات أخرى مجاورة. أشياء جميلة جدا حدثت قبل المباراة ومهدت لظهور جيد للدخلتين، وإن لم تظهر كلاهما بمشهد بالغ الروعة كما في الدور الأول. ولأن الكمال لله وحده، لم تكتمل الصورة بالكلية في استاد الكلية، وإن بدت دخلة الأهلي أفضل من دخلة الزمالك، ولكن الأهم من مين أفضل ومين أحسن بين خصمين لدودين، وجود الصورة نفسها وإنها عرفت طريقها إلى المدرجات.

صعب بعد أن رسمت صورة دخلة الدور الأول أن أجد كلام يعبر عن دخلة التاني، وإن ساعدني مخرج المباراة واختيار استاد الكلية الحربية على توفير الكلام. فيه خدوش على صورة الديربي، والجودة ليست كما المطلوب، والصورة مشوشة، ولكن البورتريه حاضر. لا يعرف كم صعوبة دخول الأعلام أو الدخلات إلى المدرجات إلا من يعرفها. جمهور الأهلي عانى من الاضاءة وتجاهل المخرج، والدخول المتأخر، فيما عانى جمهور الزمالك من نفس الشيء وجعل فرد الدخلات الثلاثة أقرب للمستحيل، في زمن قياسي (حوالي ساعة حسب كلام بعضهم). بالتالي كانت صعبة جدا وجود صورة ممتازة وبجودة عالية كما في دخلات الفرق الأوروبية أو حتى فرق الشمال الأفريقي. ولكن الدخلتين اتفردوا. والإعلام لا مبتدأ ولا خبر.

في مباراة الدور الأول حدث التركيز على السباب والخروج عن النص والجانب السلبي (وتحدثت كما تحدث آخرين، لأنه كان خروج جماعي)، ولكن لم يحدث التركيز على النصف الممتليء الآخر، وهو ما لم يحدث لا في الدور الأول ولا التاني، ومش عارف هييجي الدور إمتى. أما في الدور التاني لا حديث عن دخلة ولا عن خارجة. لا وجود لأي تغطية، لا في القنوات اللي مصدعانا بنقل دبة السبة، أو عطسة لاعب في وجه آخر، أو بصقه، او رفعة جزمة، ولا في إعلام مكتوب، يحاول أن يرجع إلى البساط بعد أن سحبته منه انترنت والقنوات الفضائية، ولا في راديو حتى!!! التذوق الفني لم يعرف طريقه إلى السادة النقاد، وانحصر الكلام وانحصرنا في ركلة جزاء لم تحتسب، سافر من لم يحتسبها إلى إيطاليا، وحتى لم نتركه بعد أن خرج، وهاتك رنات وتليفونات. مفيش أي جانب إيجابي في حياتنا عاوزين نركز عليه، ولا أي لوحة تخرج بنا ونخرج بها من مجتمع طفحت منه السلبية.

لم أجد أي صورة كاملة طوال بحثي إلا ما حواه الإطار. على ونجين المدرجات كانت اللوحة تفرد، إلا أنه لم يشأ لها الاكتمال، وأصابت لوحة ألتراس أهلاوي نصيبا من النجاح، لم تحظ به لوحة الوايت نايتس، والصعوبة كانت قوية، والرياح عفية ومستقوية. كأن واحد مأجر معرض لفنان، وطلب منه وضع اللوحات في ساعة زمنية واحدة، ثم انزالها وافراغ المعرض في نفس الساعة!! ومع ذلك نجح الفنان نجاحا يوازي مقدار فترة السماح. ولأنه فنان مغمور، لم يحظ بتغطية تليفيزيونية قوية، وجايز يقعد فترة على ما يحن عليه مذيع ناشيء أو حتى كهل بتغطية.
تقمصت هنا دور التليفيزيون، وحاولت نقل جزء من الصورة، حتى تنصلح الصورة، ولحد ما تنصلح، تبقى الصورة مكسورة. حاولت البحث عن بورتريه يغلف اللوحة، فلم أجد إلا تليفيزيون الستينات، لأن عقلية المخرج لا تزال حبيسة تلك الحقبة. نفس التشويش على العقول، على المشاهدين، نفس الرؤية المتجمدة، نفس الإيريال، نفس المصور، بنفس العدسة. جمود حاول كل جمهور شاب كسره، فوجد الزمن أقوى منه، ومنهم ومن اللوحة .. فكسرها. كما وُجد الاهتمام بألتراس الشمال الأفريقي وبالذات في تونس، مع تغطية من بعض الصحفيين والاعلاميين من خارج القطر، سمعت إن بعض الاعلاميين من خارج القطر المصري من المهتمين بظاهرة ألتراس حول العالم جاءوا إلى مصر من أجل التغطية. كما عادتنا دائما ننتظر الخواجة ليرشدنا إلى شيء ما داخل بلدنا. مفيش فايدة وبرضه مفيش مشكلة. الكلمة والظاهرة الجماهيرية مستوردة، وربما بات على من استوردوها أن ينتظروا المدد من الخارج.
Category: | Leave a comment
1:49 AM | Author: Al-Firjany


أمر غريب اجتماع جوزيه وكرول، بدون سابق معرفة، على التركيز على خط الوسط في لقاءهما معا. الأول نزل بثلاث لاعبين ارتكاز وقابله الثاني بنفس العدد. كثرة لاعبي الوسط أفادت كرول بتعادله السلبي في الشوط الأول، ومع إن الكثرة تغلب الشجاعة، إلا أنها لم تغلب البراعة، وفاز الأهلي. ليه كرول غش من جوزيه - وغير جوزيه - أسلوب التركيز على الوسط؟ في قمة الدور الأول، جوزيه لعب بثلاثة ديفيندر في الوسط، وتوهج على ما أذكر يومها بوجلبان، واستمر على نفس المنوال في قمة الدور الثاني. ليه تحديدا خط الوسط؟

في حالات اهتزاز الدفاع وقلة لاعبي الاطراف، بيكون الوسط حل جيد للمدربين لزيادة العدد وقلة ضغط المنافس الهجومي. مورينيو لجأ لحيلة الثلاثي في قلب الوسط نتيجة لاهتزاز دفاعه بشدة مع فيضان إصابات (تيري، كول، إلخ)، ويمكن في الاطار ده ممكن نحط الاستعانة بخدمات الالماني بالاك للعب بجوار لامبارد وإيسيان (قبل أن يزيحه مورينيو إلى الخط الخلفي). نرجع لمصر ونقول إن كرول استخدم الزيادة العددية في الوسط لأنه كان عنده رقع كتيرة وأمامه خصم متفوق على الطرفين ودفاعيا حاطط إيده على قلبه بوجود أحمد مجدي. لم يحظ الأهلي بجس نبض مجدي وإيقاف نبض كرول بقلة هجماته في الشوط. على الطرفين كان على طارق السيد البعيد نسبيا عن مشاركات الزمالك الأخيرة إنه يواجه المتوهج بركات أو المنطلق فتحي، مع ميل من أحد أضلاع مثلث الأهلي الهجومي (بلال أو متعب باتجاه اليمين). بلال لم يلعب، ولكن بوجا مال إلى اليمين مشكلا بعض الخطورة على السيد السيء. على الجانب الأيسر جلبرتو كان أعلى من عبد الله، وعلى رأي أ. المستكاوي اكتفى عبد الله بمتابعة ومشاهدة عرضيات جلبرتو مع الجماهير، ربما ليتعلم منه فن العرضيات. كرول حاول المداراة على كل تلك الرقع من خلال خط الوسط، حتى وإن نزل أبو العلا
بالباراشوت على الفريق قبل الماتش بنصف ساعة (الأهرام، عدد 18 مارس). نزول الرباعي في خط الوسط كان سببه اعتقاد كرول بتكرار جوزيه لنفس المثلث الهجومي في المقاولين .. ولكن جوزيه سحب واحد، وأضاف كرول على خط الوسط واحد.



النقطة الأخيرة كانت في وجود عبد الرؤوف أو أبو العلا والتغطية المستمرة على التائه عبد الله. وجد جلبرتو بعض الصعوبة في اختراق الجانب الأيسر في الشوط الأول بانضمام لاعب وسط ومقابلته للأنجولي قبل مشواره المعتاد، والنتيجة استعانة جلبر بلاعب ارتكاز أهلاوي لضرب التكتل (هات وخد) أو مساندة فلافيو له بفتح سكة.

في المقابل، استمر جوزيه على اللعب بثلاثي ديفيندر في غياب أبو تريكة، وهو تكتيك محفوظ في غياب وزير الهجوم. اختيار جوزيه كان سببه جلبرتو اللي الكل بيبص على دوره الهجومي، ولكن لا يعمل حسابا للمسافة خلفه. الاحتمال الثاني كان تفكير جوزيه في بداية الزمالك بشيكابالا، وبالتالي احتياجه للاعب وسط ساقط يعاون الدفاع على مواجهة مهاريات شيكا، خصوصا مع وجود هجوم قوي جدا – على المستوى الفردي - للزمالك بوجود زكي وجعفر (حمزة). جوزيه بيضرب عصافير كتير بثلاثي ديفيندر في الوسط، واللي فاكره من تحليل الدور الاول إني قلت إن الثلاثي أعطوا جوزيه تأمين دفاعي جيد جدا (كانت إحدى أفضل مباريات بوجا) ودور هجومي مميز (مساندة عاشور في هدف أبو تريكة).


معتمد جمال قال في المؤتمر الصحفي إن خطة فريقه كانت في الخروج السلبي بالشوط الأول، ثم محاولة المبادرة في الثاني. هنا ممكن نحط النزول الرباعي في إطاره الدفاعي الصحيح، ولكن مش معنى إنك نجحت دفاعيا، تقدر تنجح هجوميا. الطبيعي بنزول شيكابالا سحب أحد لاعبي الوسط، وهنا حصل تغييرين في الملعب، بخسارة الوسط الزمالكاوي لمحمد ابراهيم، ونزول غير الموفق لشيكابالا. ونفس الأمر تقريبا حصل عند جوزيه وإن استمر جوزيه على نفس الزيادة العددية في الوسط..


ساعد على نجاح خطة جوزيه الحرفية الشديدة في تعامله مع اللاعبين، والانضباط العالي من فريقه، في وجود شبه عشوائي من لاعبي الزمالك. سرحان في هدف الأهلي الأول، وغياب التغطية على فلافيو في الثاني وخطأ دفاعي ساذج، والأهم وجود ثغرات أخرى في الخط الأيمن برجوع محمد ابراهيم في اليمين.

الجانب الهجومي من وسط الفريقين كان موجود ولكن على استحياء. جوزيه اعتمد على فتحي في العمق في محاولة للزيادة والاستفادة منه تهديفيا، ولكنه لم ينجح، فحركه باتجاه بركات في اليمين، ورجع بركات تحت رأسي الحربة للتركيز الهجومي. في حين كرول حاول استغلال ابراهيم في العمق الأهلاوي بكرات ساقطة، نجح في واحدة ولم يظهر بعدها. مورينيو كان يعتمد على مهارة التسديد من لاعبي وسطه، ولذلك رأينا تهديف متعدد من مدفعجية زي لامبارد وأحيانا إيسيان .. أو دروجبا لما ينزل يستلم من الوسط. في الزمالك رأينا تسديدة يتيمة من عبد الرؤوف وشكلت بعض الخطورة، في حين الأهلي لم تظهر له تسديدة إلا من فتح الله والتابعي.

المثير للاهتمام هنا هو عدم دفع جوزيه بثلاثي ديفيندرز في وجود شوقي وحسن (لو فاكر تفكرني). ذكاء شوقي الرهيب في الارتكاز لا يسمح بإهانته بوقوف لاعب آخر معه على نفس الخط، مع سرعة حسن ويصبح معها أي لاعب ارتكاز ثالث كالمتفرج على اثنين قادرين يصدوا أعتى هجوم بمدة رِجل .. وراجل تعدي. نفس الأمر للزمالك ولا أكاد أذكر وجود تامر عبد الحميد مع ثنائي ارتكاز بجواره في أيام عزه. اختيار التوقيت الجيد والموقع الجيد للارتكاز أمر في غاية الأهمية، وهو ما يفسر حرفية شوقي في ارتكازه وقبله تامر عبد الحميد والراحة التي يعطوها لمدربيهما، ولاحظ غياب تامر عن الفريق الأبيض، وشوف الزمالك لعب بكام ارتكاز. الارتكاز الثلاثي أمر مهم ولكن له لاعبين معينين، ولا أظن جوزيه سيعطي إينو أو عاشور بعد الأمان الكامل للوقوف في وسط الملعب مع لاعب آخر، لسة بدري شوية، وإن كان الاثنين على الطريق، وعلى الجانب الآخر لا يزال عبد الرؤوف وابراهيم يتحسسوا طريقهم في الزمالك. تطور عاشور ووجود إينو ممكن يمنح الأهلي أفضلية أعلى كما منحها له حسن – شوقي. والأمر الاهم هو إن الأهلي بعد بيع غالي قدر على الاتيان ببديل وإن انتظر بعض الوقت (خصوصا بعد رجوع هادي خشبة للدفاع) ثم أتى بشوقي، وباعه، وقدر يظهر البديل بسرعة أسرع من ظهور بديل شوقي. وهنا تظهر أفضلية أخرى للأهلي على الزمالك في الوسط، مع ترنح الزمالك في بديل تامر عبد الحميد من فترة طويلة، ومصرع اللاعب علاء عبد الغني في ظروف غامضة جدا. زي ما الأهلي قادر على الفوز داخل الملعب، قادر على الفوز بلاعبين أفضل خارجه. فوز على أكثر من مستوى، خارج الملعب يؤدي إلى فوز داخله
Category: | Leave a comment
7:36 AM | Author: Al-Firjany

النادي الأهلي مستمر في الفوز على الزمالك، ويستمر في الفوز بدون أبو تريكة، ويستمر في تجربة فتحي كارتكاز ناجح، مع استمرار نفس اللاعب في التسجيل، ومرارة الاستمرار على الجانب الآخر. وعلى الرغم من مرارة الهزيمة إلا أنها يمكن من المرات القليلة التي أرى لكرول فيها بصمة على الزمالك، وأداء فني جيد جدا حتى مع الخسارة، وإن واكبه أداء فني أقل لشيكابالا، مع آخرين. فاز الأهلي والفوز بالعادة، وانهزم الزمالك وكان أحوج وربما الأقرب للفوز، في حين يظل الأهلي القادر على فرض الكلمة العليا في معظم مبارياته، حتى وإن تقدم خصمه.


غابت اللمحة الفنية المهارية في المباراة بفعل قسري وآخر فني. أبو تريكة لم يلعب للاصابة، في حين الرؤية الفنية لكرول أخفت شيكابالا عن تشكيل الزمالك في بداية الماتش. البلاي ميكر لكل فريق خارج المباراة أو خارج الخطوط، فطبيعي تقل الفرص وتقل الخطورة ومعها تتحول المباراة باتجاه الالتزام الحرفي بدون رتوش فنية، وهو الفارق بين 20 لاعب .. ولاعبيْن. خوف كرول من المباراة أجبره على التضحية بشيكابالا في مقابل زيادة لاعبي الوسط، تاركاً جعفر وزكي بدون ممول ماهر، في حين قلق جوزيه من وجود الأسمر الحتمي أجبره على التضحية بأحد أفراد مثلث المقاولين، وكان الضحية بلال. أسباب خنقة وسلبية الشوط الأول كتيرة جدا:
· زيادة لاعبي الوسط بشكل مبالغ فيه من كلا المدربين عن غير قصد لدرجة إنه أحيانا ما كنت تجد ثلاثة من لاعبي الأهلي في مواجهة 4 من لاعبي الزمالك .. لتشعر إنك تشاهد مباراة في ميدان رمسيس!
· لعب الأهلي على الواقف في كثير من الاحيان وعدم تحرك بوجلبان طولياً (أحيانا ما كان تبادل الكرة بين ارتكاز الأهلي يتم في متر مربع واحد!)
· الهجوم المرتد عن طريق الكرات الطولية ... وغياب التمرير الأرضي

قدرة الزمالك على الوجود الهجومي تمثلت في تحرك ذكي من محمد ابراهيم (مستقبل ممتاز للزمالك) وهنا يبان دور مهم لكرول. في الدور الأول كان المدرب الهولندي يعتمد على تحرك زكي إلى الأطراف ثم ارسال عرضية إلى القادم من الخلف، ولكن في المباراة الحالية تحرك زكي إلى منطقة الوسط مع تحرك عامودي من محمد ابراهيم أتاح له تهديد مرمى أمير مرة واحدة. ده تحرك إيجابي مهم، وإن لم يستمر لالتزام محمد الدفاعي وأحيانا للارتداد الدفاعي بعد تحول بركات إلى الهجوم.

تكررت خطورة الأهلي من الجانب الأيسر عند الأنجولي الأسمر وإن قلت خطورته كلما تقدم العمر بالمباراة، وانعدمت تقريبا في الشوط الثاني إلا من بعض محاولات نادرة. عبد الله يثبت إنه لاعب متوسط هجوميا ولكنه قليل الحيلة دفاعيا، ويحتاج للمساندة ووجدها من فتح الله أو مقابلة أحد لاعبي الارتكاز لجلبرتو لمنع التقدم. ومع ذلك استطاع جلبرتو تشكيل بعض الخطورة خصوصا بوجود مساندة من فلافيو .. أو من بركات بعد تراجع فتحي للجانب الأيمن (تبديل مراكز ذكي ومعتاد من جوزيه). بدل جوزيه مراكز الطرفين بتوزيع ذكي ما بين فتحي وبركات، كمحاولة لإغراء طارق السيد بالتقدم وفتح ثغرة لتحرك بوجا أو بركات. وعلى الجبهة الاخرى، اعتمد الأهلي على إيجاد مساحة تسمح لجلبرتو بالمرور أو الرفع، ومنها وجدنا فرصة متعب وعرضيات خطيرة أخرى بالذات مع سوء حالة عبد الله الدفاعية.

هناك شبه إجماع على خطأ كرول في عدم البداية بشيكابالا، ولكن مستوى الثاني في الشوط الثاني يعطي تبرير جيد للأول. كرول راهن على معرفة واستكشاف طريقة لعب الخصم في الشوط الأول لمعرفة أي المناطق سيستغلها المندفع في الشوط الثاني، زائد إنه حاول الزيادة العددية أمام هجوم متوقع من الأعلى فنياً خصوصا مع حالة ترهل دفاع الزمالك وغيابات الصفوف. كانت الزيادة العددية في الوسط شبه حتمية نتيجة للهجوم المتوقع من الأهلي بثلاثي هجومي أي واحد فيهم قادر على تحية شباك عبد المنصف في أي وقت (بلال ومتعب وفلافيو) ولكن جوزيه سحب أحدهما. الغريب انه كان نفس توقع جوزيه للزمالك بوجود الهجوم لكونها بطولة خاصة (،إلخ). لكن ولا ده هاجم .. ولا ده هاجم. والاتنين حرصوا من بعض وما خونوش، ظنا إن الفرص القليلة تمنع بلاوي كتيرة، وإن لم تمنع جعفر أو متعب من أن يحوما حول الـ6 ياردات ولكن الثنائي مررا الكرة إلى جماهير المنافس مبتعدين عن المرمى.

بعد مخاطرة كرول في الشوط الأول بعدم الدفع بشيكابالا، خاطر مرة تانية بالدفع بيه. ازاي؟ الفريق كان يؤدي هجوميا ودفاعيا جيدا نسبيا، خصوصا مع أداء حماسي من لاعبي الارتكاز حتى وإن كان أقلهم ابو العلا حماسا وإن كان الأكثر تركيزا في الارتكاز. ولكن انت قدامك فريق يلعب جيدا ومحافظ على سجالية المباراة والردع المضاد أمام خصم أعلى فنيا، أي سحب قد ينتج عنه هزة في الفريق، وقد كان. فلافيو لما كان بينزل في الشوط الأول (نادرا) إلى وسط الملعب كان يجد المقابل والخصم من أقرب ارتكاز للزمالك وهو ما يفسر عدم قدرته على التحكم في الكرة في أكثر من مرة. في الهدف الأول لم يجد فلافيو مشاكسة أثناء التسديد ولم يجد فتحي الرقيب في كرة هات وخد مع فلافيو. حتى مع قرار الأخير بالتسديد لا يوجد رقابة على المسدد أو الممرر إليه. ضحى كرول بالزيادة العددية في الوسط في الشوط الأول لصالح زيادة أخرى في منطقة جزاء الاهلي، محاولا المبادرة بالتسجيل ولكن لم يوفق، في حين وجد الأهلي المساحة الكافية للتسجيل كانت غائبة في الشوط الأول. خسر وسط الزمالك ابراهيم العائد إلى الجانب الأيمن. حتى نزول جمال حمزة لم يثمر إلا عن ركلة جزاء غير محتسبة، ويكاد ينحصر كل دور جمال في الماتش في تلك الكرة، وهو تقريبا دوره في مباريات أخرى. تغييرات كرول كانت هجومية بعد التأمين الجيد في الشوط الأول. دافع الزمالك جيدا في الأول فلم يسجل الأهلي، وحاول الهجوم في الثاني ولكن دفاعه انكشف واستقبل هدفين وانحصرت فرصه تقريبا في ضربة جزاء غير محتسبة، حتى لو زودها جمال حمزة. (وقرأت اليوم إن انذار اللاعب بسبب لعبه الكرة بعد احتساب تسلل).


في المقابل ضحى جوزيه ببلال لصالح زيادة في الوسط، ودفع ببوجا من البداية. كان دور بوجا في الشوط الأول جيدا دفاعيا، ولكنه لم يقدم مردود إيجابي في الهجوم بالذات خلف طارق السيد. أعطى عاشور أفضلية ممتازة لخط الوسط الأحمر، وأعتبره نجم المباراة الأوحد وكان فعال في الارتكاز مع زيادة بحرص في الهجوم وتغطية ممتازة على جلبرتو الرامح للهجوم. جوزيه معاه فريق جيد والتغيير فيه بحساب مع وجود فتحي وبركات كأحد أهم قطع الشطرنج جاهزة للتحريك في غياب الكينج، وتحريك جوزيه للثنائي بشكل مبدع، خصوصا مع قدرات ابتكارية رائعة قادرة على التهديد في أي وقت. بمعنى: تبديل جوزيه بين الثنائي في الشوط الأول مع قلة زيادة الوسط الأهلاوي للهجوم فتحرك فتحي للخلف لعدم قدرته الهجومية الجيدة على إيجاد عمق هجومي جيد أمام دفاع الزمالك (وهو أحد أدوار الارتكاز عند اللعب بثلاثي وسط الملعب) وبالتالي كان لابد من وجود بركات في تلك المنقطة لتخفيف زحام الوسط الزمالكاوي بتحرك أحد لاعبيه إلى الخلف، ومعاه ممكن يتراجع المنطلق محمد ابراهيم أو تخف تمويلات أبو العلا مع تحرك عبد الرؤوف إلى التغطية على طرف الزمالك الايسر (الانذار) أو تحرك أبو العلا وغيره للتغطية على ثقب عبد الله.


الجانب الثاني من تغيير جوزيه كان في إعادة فتحي للوسط (تاني) وبركات للعمق، مع نزول أحمد عادل في اليمين. حاجة تبرجل. جوزيه بتغيير واحد قلب خطة وطريقة لعب وغير مركزين دفعة واحدة. وساعد عاشور بشدة على إنجاح الخطة من خلال ضغط رائع على شيكابالا أو تركه إلى الأقرب (تقريبا لم تتواجد الكرة مرة بصحبة شيكابالا إلا ورافقه اثنان من لاعبي الأهلي). تلك نقطة استفاد منها جوزيه ولم يستفد كرول، وساعده ابتعاد شيكابالا بعض الشيء عن مستواه أو ربما كان هذا مستواه أمام الكثرة مع ميل لعبه إلى المظهرية من بداية نزوله. لم يتعاون جمال – زكي – شيكابالا على التسجيل، إلا في كرة ركلة الجزاء، حتى دي كانت كرة طولية بغير تعاون حقيقي، وهو نفس ما عانى منه هجوم الأهلي، وإن تكفل التابعي بدور أبو تريكة فمول متعب بكرة الهدف الثاني (هل تذكر هدف متعب في الرجاء المغربي، بنفس التمريرة من إدجار ليبرو الرجاء 2005).


كل تغييرات جوزيه بعد التقدم كانت هجومية، وهو نفس طابع تغييرات كرول باستثناء أسامة حسن. جرب جوزيه محمود سمير ثم أضاف بلال بغية التركيز الهجومي بعد انفتاح دفاع الزمالك وتلك نقطة خطيرة هأتكلم فيها في نهاية المقال. الأهلي لم يستغل حالة التفكك في دفاع الفريق، وظهر سمير بحاجة إلى المزيد من الانسجام والتمرير السريع الأمامي لتشكيل خطورة.

دفاع الأهلي بوجود النحاس وشادي وأمامهم عاشور تشعر معاه بنوع من المعلمة. عاشور هو نجم اللقاء الأوحد (وإن نازعه ابراهيم من الزمالك، ولكن بعض الأخطاء والمهارات الغائبة حالت دون وضعه في نفس مرتبة عاشور) وإن كان ثنائي دفاع الأهلي من النجوم المعتادين. النحاس كان يلعب مرتاح جدا مع جمعة وتشعر بوجود كيميا تجمعه مع المساكين، ظهرت في التعاون مع شادي (كرات التسلل أو التغطية المتبادلة على ثلاثي هجوم الزمالك، أو التناوب على شيكابالا نظام واخدينه بالدور كمقاولة، إلخ). دفاع قوي للغاية، نتج عنه محاولات للتسديد من بعيد أو إراحة أمير في اللعب، راحة لم يشعر بها عبد المنصف مع محاولة فتح الله والتابعي في تسجيل هدف ثالث بكرة ماركة كارتون كابتن ماجد، تدل على تعب الحارس مع الدفاع في الشوط الثاني تحديدا. تحليل كابتن إكرامي يقول إنه أمير لعب مرتاح نفسيا بدون سكاكين، ويمكن نزيد على كلام المحلل الكبير ونقول إنه أمير لعب مرتاح أكتر بوجود ثلاثي صلب أمام هجوم قوي، توقعت له التسجيل ولم يسجل.



النادي الأهلي كان أهدأ في المباراة من كذا ناحية، وهو هدوء أتاح لجوزيه اجراء حوالي 5 تغييرات أو أكتر في مباراة لم تسمح له إلا بثلاث، ومع تشكيل محدود بغياب وزير هجومه. ولكن وجود فتحي مع بركات (وفتحي بالذات) قلب موازين الوسط لصالح الأهلي مع وجود ارتكاز مذهل زي عاشور. ابتكار فتحي سمح له باستغلال سرحان من وسط ودفاع الزمالك من الجانب الأيمن بوجود ثغرة من كرة مرتدة من أقدام المدافعين. وجود فتحي في تلك المنطقة أكثر أهمية من تسجيل الهدف، لأنه يدل على تحرك ذكي من لاعب قادر على الإضافة على واجبات مركزه. في المقابل حاول كرول التأخير بدفع شيكابالا ولكن الأسمر لم يعطي للهولندي ما نزل لأجله، في حين إنه شكل عبء نتيجة لقلة لاعبي الوسط مع وجود مساحة سمحت لبركات وفلافيو وفتحي بالتحرك وتغطية من عاشور على حوالي أربع لاعبين! العيب المزمن في الزمالك هو غياب الانضباط التكتيكي بعد دخول هدف في مرماه. العشوائية في الأداء غلبت جدا، والاحباط بدا على وجوه اللاعبين بعد الهدف الثاني، بالذات عمرو زكي، ودي مش طريقة لعب أو أسلوب أداء فريق في مباراة ديربي، وتعيد التأكيد على معاملة الزمالك لنفسه كفريق مستوى ثاني. تقدم فتح الله ثم بشير إلى الهجوم تاركين الدفاع مفتوح ولم يحسن الأهلي استغلال تلك الحالة مع اقتراب المباراة من النهاية. رضي الأهلي بالنتيجة كعادته في حالة تحقيق الفوز، تاركا محمود سمير في محاولة البحث عن الذات أمام فريق مفكك، وبلال الباحث عن تسجيل جديد في لقاء القمة، في حين لم يحاول الزمالك التهديد بالتسجيل أو حتى التلويح بفيتو هدف أمام أمير عبد الحميد.


الأهلي جرب لعب مباراة قمة بدون أبو تريكة، كما جربها بدون الحضري، ونجح في غياب الثنائي في حين إنه حارس نصف الفريق (حسب تعليق بركات)، ولاعب نصف قوة الفريق الإجمالية. في المقابل انتظر الجميع شيكابالا ثم تحدثوا عن خطيئة عدم البدء به، أو تأخيره إلى الشوط الثاني. باختصار شيكا كان محور كلام الزمالك ومحور لعبه ومحور هجومه. في الشوط الأول غاب بيد كرول، وفي الشوط الثاني غاب بيد عمرو. لكن مجرد الحديث حول شيكابالا مع نسيان غياب أبو تريكة، يجاوبك عن "لماذا فاز الأهلي"، ويثبت سبب آخر لهزيمة الزمالك.

Category: | Leave a comment
7:43 AM | Author: Al-Firjany
ربما كان سبب سخونة مباريات الديربي وجود عنصر الصراع والشحن الجماهيري فيها، أو وجود طابع الندية حتى وإن اختلف موقع كل فريق عن الآخر، حبة فوق وحبة تحت. حتى وإن كان الزمالك قعدته تحت طولت شوية، استطاع إنه يفرض طابع الندية عليها، وده وضح في آخر مباراتين (الكأس والدوري). كنت على وشك انتقاد النقاد والاعلام المصري على عمله من مباراة غير مهمة أهمية لا تستحقها، ومباراة القطب الاوحد إلى مباراة من قطبين، لأن التاريخ يعطي النقاد الأحقية في إعادة نفس الكلام، ولكن جغرافيا موقع كل فريق في الجدول تحدد بعض الشيء وجهة الثلاث نقاط.


الكلام عن نتيجة المباراة انتقل من وضع "مين هيكسب؟" إلى "الأهلي هيكسب كام؟" وده كلام اتكرر على مدار السنوات الأربع إلا فيما ندر، وفيما ندر تتضمن آخر مباراة بالتحديد. ساعد على إعادة صياغة السؤال غيابات الزمالك وانخفاض المستوى بشدة، زائد المشهد الختامي أمام أسمنت السويس، إضافة إلى وجود المكبل كرول. أزاح الأهلي الحديث عن غياباته برباعية أمام المقاولين، فيما أشعل الزمالك الحديث عن نفس الغيابات بعرض ضعيف وفوز أضعف أمام إنبي. لكن فيه نقطة مهمة أحب أتكلم عنها. المقاولون لا يملك القوة الهجومية التي تتيح له التسجيل من بعض أخطاء الأهلي في المباراة، وممكن يستغلها الزمالك، وإن كان الزمالك ليس بقوة المقاولين الدفاعية التي تتيح التسجيل من هدفين من ضربتين ثابتتين أو مبادلة الهجوم. طرفي المقاولين كانوا عاليين جدا، بالذات في الناحية اليسرى وهي نفس ناحية تفوق الزمالك بوجود المتحمس أسامة حسن واحتمالات الدفع بخالد سعد(!). الأهلي واضع البطيخ الصيفي في بطنه، حتى مع هروب وعودة حامل مفاتيح البطيخ، والزمالك يحاول تلمس الضوء في نهاية النفق. وبين هذا وذاك، فيه نقطة مهمة لابد من ذكرها عند تحليل الزمالك تحديدا.

حتى وإن كان الفريق يعاني من بعض الغيابات أو من انحدار في المستوى تلاحظ بوجود ارتفاع مستوى واستنفار شديد في مباريات الأهلي. الزمالك كنادي وفريق صار يعامل نفسه كزعيم لفرق المستوى الثاني، ومعه يرتفع المستوى بشدة مع علو مستوى الخصم أو وجود عنصر المنافسة على البطولة (تصريحات جمال حمزة تبين ده بوضوح) أو يرتفع أمام فرق بحجم الأهلي أو الاسماعيلي، وبالذات في الأول (الأمثلة هنا هي عودة الاهلي من اليابان وتأهب الجميع لفوز ساحق على الزمالك لم يحدث، زائد مثال المباراتين الأخيرتين). بالتالي الفريق الأبيض يرتفع لمواجهة الأهلي – كما يرتفع غيره من فرق الدوري – ويحاول يتغلب بالحماس والقتال على عناصر في مواجهة الأعلى فنياً. فيه فرق كدة، حماسها يغلبها ويتغلب عليها وعلى منافسيها، ويحضرني هنا مباريات الانتر والميلان مع سوء حالة الأخير بشدة، ولم تحدث هزيمة مسدسة، ولاحظ فارق موضع كل فريق بالجدول. هنا يمكن نعرف طابع الندية ليه يغلب ويتغلب على مباريات تراها سهلة، حتى وإن تكرر فوز الأول على الثاني، يبقى طابع المباراة نفسها مفروض عليها، وعلى لاعبي الفريق الأضعف. الكلام الشائع عن فوز الأهلي المحتم يوحي لك إن لو الزمالك فاز – وهو وارد جدا بالطبع لقوة هجومه – الصحافة ستصدر مانشيتات بعنوان: "الزمالك يفجر كبرى مفاجآت الأسبوع العشرين"!! سخونة المباراة تزداد لتصل إلى سخونة في الجسم وينتج عنها بعض الهلوسات التحليلية.

كالمعتاد، وفيما قبل المباراة حاول الزمالك فرض سخونة على أجواء ما قبل المباراة ببيان أهبل وساعده بعض الاعلاميين (والجماهير) على تحديد المقصود منه صراحة. ولو هنتكلم بالصراحة، لم أتخيل أن يصل الحال إلى ما كتب
اليوم في الاهرام " وسيخرج شيكابالا من الملعب إذا تعرض للسب من الجماهير بالهتافات المعادية‏" والعنوان نفسه مقزز "كيف يتصرف شيكابالا مع الهتافات المعادية؟". مع لاعب زي شيكابالا أكيد الهتافات مؤثرة، ولكن أنا أفهم إن التوجيه يكون للاعب (كما يحدث للاعبين المصريين الذاهبين إلى الحرب على جبهة شمال أفريقيا بالتعامل مع الجمهور بأقصى درجات ضبط النفس)، مش يخرجوا من الملعب!! تصريح ساذج وكلام أخرق وينم عن أن مشكلة الزمالك الادارية تتعدى بكثير مدرب ساذج مقيد حول المستطيل الأخضر، لتصل إلى المستطيل الأخطر وهو قمة الهرم الرياضي والاداري. تشعر أن إدارة النادي تنافس إدارة الفريق: من أغبى ممن؟ كرول يشعر بقلة حيلته وعدم تحكمه في اللاعبين، فتطوع رئيس النادي بالدفاع عنهم والتحكم فيهم "تصريحات حول جمال حمزة بعد مباراة الأسمنت، أو دفاعه عن شيكابالا قبل مباراة الاهلي". الأغرب هو إن مجلس الإدارة اختزل المشكلة في لاعب، ودافع عن لاعب في حين ترك الفريق بلا دفاع. جمهور الزمالك اختزل فريقه في لاعب واحد، والإدارة سارت وراءه فلم تعد ترى إلا النجم الأسمر (سامحوني على كلمة الأسمر، لدواعي العنصرية). ومع فريق زي الزمالك، تنازع النجومية أمر يجلب كوارث على الفريق، وشعور الأنا في لاعب قد ينتج عنه مشاكل كارثية، وإسألوا مؤرخ. اختلاط الأوراق وتبني الدفاع أمام جمهور ثائر يُميّل كفة الترجيح للنادي الأهدأ. الغريب هو تركيز البعض عن الجانب الفني للأهلي كونه أعلى من الزمالك وهو المرجح، ولكن لما يكون الخصم بمثل هذه السذاجة إداريا لا أظن إنه قادر على المكسب. التصريحات جانب مهم يكشف عن شخصية أهم في الناديين، وهدوء الأهلي يعطيه نقطة إضافية، فيما تسحب التصريحات من رصيد الزمالك، السالب من الأصل.

الجانب المهم والمفيد في المباراة هو وجود ألتراس في الناديين وانتظارنا إلى دخلتي كل معسكر قبل المباراة وده جانب مهم أتمنى التركيز إيجابيا عليه، وعدم التركيز على الخروج (المتوقع) وحسب. البورتريهات موجودة في لقاءات ديربي الشمال الأفريقي وجمالها يدفع محللين من خارج القوس الشمال افريقي إلى تحليلها والتعليق عليها. تخطي اللهفة لنتيجة المباراة إلى دخلة كل معسكر جماهيري أمر رائع، حتى وإن كانت هناك مشاحنات. الجانب الإيجابي أمر يجب التركيز عليه.

المباراة مهمة حتى وإن قال جوزيه العكس، وأهم بالنسبة لكرول حتى لو لم نسمع له صوتا سمعناه لرئيس ناديه. مباراة صراع على رأي أ. المستكاوي، وانتزاع بطولة على مسرح يفتح كل موسم: موسم صيفي وموسم شتوي. ربما رجحت الكفة باتجاه الأهلي، كما يرى الشباب، ولكن الأكبر منهم سنا يعرفون أن الكلام عن نتيجة المباراة مسبقا، كمن يجزم بتأهل مصر إلى كأس العالم القادم. بلاش العشم الزيادة، وأحلام وردية، لئلا تتحول إلى كوابيس. كبر دماغك وما تكبرش الموضوع.

شد لحاف النهاردة ويا مين يحييك بكرة. وربنا يدينا ويديك طولة العمر.
Category: | Leave a comment
2:33 AM | Author: Al-Firjany

مهم جدا للأهلي (وكذلك للزمالك) تحقيق الفوز فيما قبل الاجتماع الثنائي المرتقب يوم الإجازة. ولكن الأهم من الفوز للأهلي كان تجريب اللعب (الفوز) بدون أبو تريكة. مباراتي المقاولين وانبي لم تأخذ حيز من الاهتمام ربما للانشغال بالمباراة القادمة. وهي عادة مهنية صحفية مقيتة، مع إنها تجربة مهمة لكلا المدربين وكلا اللاعبين، حتى لو كان القلق والترقب عوامل مؤثرة على أداء الأحمر أو الأبيض. المباراة جديرة بالتحليل لحاجتين: غياب تريكة عن الأهلي، والثاني طريقة لعب المقاولين بـ4-4-2.

المباراة أظهرت اعتماد جوزيه على جلبرتو بشكل لافت، مع وجود تمويل من حوالي ثلاث لاعبين: أحيانا من عماد النحاس، أو بميل عاشور باتجاه الجانب الأيسر، أو بوجود رامي عادل كمساند خلفي. طريقة لعب المقاولون بالرباعي الدفاعي أوجدت ثغرة في الجانب الأيمن بشكل غريب، وأتاحت لجلبرتو عرضيات كثيرة، وإن لم تستغل تهديفيا. ولكن الملفت هنا استغلال جلبرتو بالذات، مع ميل بركات إلى الانزواء الدفاعي (حتى مع مساندة فتحي). ظني إن جوزيه اعتمد على بعض الاستنفار لجلبرتو بوجود احتياطي كفء (أحمد عطوة) والثناء عليه في مؤتمرين صحفيين ورا بعض، مع بعض التلميح بوجود تهديد للأنجولي من المصري. ده نوع من الاستنفار اتبعه جوزيه مع متعب فيما قبل، ولم يسفر عن شيء، إلا إنه أسفر عن تألق لافت لجلبرتو في مباراة المقاولين مرشح للتكرر أمام الزمالك.

استعان جوزيه بفتحي في وسط الملعب، والتجربة الجديدة كانت جيدة نسبيا، وإن تخللها بعض الثقوب في التغطية الدفاعية. لم يستغل المقاولون حداثة عهد فتحي بالأهلي والمركز وطاشت بعض التسديدات إلى خارج الملعب، وتكفل أمير بالباقي. في نهاية الشوط الأول ومع تاخر فتحي إلى الخلف للقيام بالواجب الدفاعي، لاحظت تقدم بركات إلى المنتصف كلاعب ارتكاز أمام فتحي – عاشور، حتى مع وجود خطورة من جانب المقاولين الأيسر (شاكوري وعبد العزيز). الدور الهجومي للاعبي الوسط الأحمر كان محدود بعض الشيء ولكنه مؤثر ودي هأتكلم فيها بعدين. طريقة لعب المقاولين الحديثة اوجدت ضغط على الأهلي في وسط الملعب والدفاع، قابلها الأهلي باللعب بثلاث مهاجمين في محاولة لاجبار المقاولين على التمركز الدفاعي في الخلف، ولو سرح واحد فيهم، انقلبت الخطورة على فريقه بشدة.

التواجد الهجومي الثلاثي للأهلي كان سببه غياب تريكة، ورغبة جوزيه في شحن بطاريات الصواريخ قبل موقعة الجمعة. تناوب بلال وفلافيو على السقوط في المنطقة ما بين خط وسط المقاولين وخط دفاعه، وإن كان فلافيو الأكثر حضوراً، فيما كان عماد الأقل (وده تفسيري لتغييره وتفسيري لهدفي الاهلي الثالث والرابع). عانى الاهلي هجوميا من قلة التعاون ما بين ثلاثي الهجوم، ويمكن يفسر تأخر التسجيل إلى الشوط الثاني. جرب جوزيه التناوب الثلاثي ما بين لاعبي الهجوم في تمويل بعضهم، وبان في فرصة متعب ولكن كان تعاون غير مقصود. اثنين من مهاجمي الأهلي (متعب وبلال) لا يمولوا ولكن ينتظروا التمويل، وبالتالي لم يستطيعوا التسجيل في الشوط الأول. ولما اتعدل الموضوع في الشوط الثاني، ظهر التعاون وأتيح لفلافيو وبلال التهديف.

قلة فرص الأهلي سببها أسلوب لعب المقاولين الضاغط، وكعادة بعض فرق المستوى الثاني لا تحسن استغلال الضغط .. أو توزيع الجهد وبالتالي قل مجهود (ومعنويات) الفريق فيما قبل نهاية المباراة (نفس سيناريو أسمنت السويس مع الزمالك، والاثنين قربعوا بالأربعة). الهدفين الأول والثاني يبينوا بعض اللزوجة في لعب المقاولين بفرض رقابة قوية على لاعبي الاهلي أو حتى عدم وجود تهديد متكرر على المرمى، بتسجيل الهدفين من ضربتين حرتين. التركيز على تسجيل احمد فتحي للهدف الأول أمر مقبول، ولكن زيادة عاشور الهجومية أمر يجب ألا نغفله، وهو دور نادرا ما يجود به عاشور. جوزيه بانت بصمته في الضربتين الثابتتين بتمويه النحاس على الحائط في الركلتين أو بوجود هجوم الأهلي مع حائط المقاولين. استغل الأهلي الضربات الثابتة، فيما منع أمير عبد الحميد المقاولين من استغلال ضرباته.

الجميل من علاء نبيل مدرب المقاولين هو محاولة تطبيق طريقة 4-4-2 ببعض المشتقات، والماتش يبين طريقة التنفيذ على أرض الملعب لفرق المستوى الثاني في مصر بعدما سئمنا من قراءتها على الورق من النقاد المصريين، والفرق كبير جدا بين الاثنين، لصالح نبيل. هي مغامرة وجيدة، ونفذها المقاولون جيدا في الشوط الأول، ولكن اللاعب المصري غير منضبط تكتيكيا مع طريقة لعب تحتاج أعلى قدر من اللياقة والتركيز للتنفيذ. بعد هدفي الأهلي المقاولون هاجم، وسجل هدف، ولم يدافع فاستقبل هدفين. تكرر دخول أحد لاعبي الأطراف – جلبرتو – إلى الوسط مع ميل بلال إلى اليسار، ومنح الأهلي الابقاء على فارق الهدفين مع المقاولين في الهدف الثالث. كان تحرك جماعي جميل من لاعبي الأهلي خصوصا في جزئية التعاون ما بين بلال وفلافيو (بعد خروج متعب). التعاون اتكرر ما بين الثنائي في الهدف الرابع بتحرك رائع من بلال وتمركز جيد لفلافيو خلف الدفاع. الاثنين كانوا الأكثر ميلا إلى السقوط في الشوط الأول وقاموا بدور تمويلي جيد (الأكثر فلافيو ويليه بلال) وكأنهم كانوا بيدوروا على بعض أو في مرحلة تسخين، وكان التطبيق في الشوط الثاني. الغريب في الهدف الرابع بالذات هو وجود نفس حالة التوهان في المقاولين وعدم وجود تمركز جيد لخط الوسط. في البداية لاحظ توقيت الهدف (ق83) بعدين لاحظ الكرة وسيرها من حدود منطقة جزاء الأهلي إلى حدود المقاولين، دون أي اعتراض لأي لاعب أصفر. هنا الفارق بين الورق والتطبيق وهنا فارق في بعض الامكانيات، وتوزيع الجهد في طريقة لعب تتطلب مجهود اعلى مما أظهره المقاولون. التمريرة نفسها من فلافيو إلى بلال تشكل العيب الثاني في الطريقة وهو وجود العمق الدفاعي. أوقع دفاع المقاولين لاعبي الأهلي في التسلل كثيرا، وهي من ايجابيات الطريقة خصوصا مع عدم قدرة حاملي الراية على التمييز في بعض الاحيان، ولكن بكرة واحدة انضرب التسلل مع انطلاقة جيدة جدا من فلافيو في العمق.

ظني إن المقاولين في حالة استمراره على نفس الطريقة ربما يشكل خطرا على المنافسين على المدى الطويل مع نجاح التجربة مستقبلا أو هضم لاعبي الفريق لها، خصوصا بوجود هجوم قوي ممثل في عطية وربيع وطرفين هايلين هجوما، وأقل دفاعيا. الزمالك درس الأهلي من خلال المباراة .. ولكن أنا شايف المقاولين أحرى بالدراسة لوجوده في كأس مصر، ويمكن يشكل بعض الخطورة. لاحظت وجود خطورة من المقاولين في حالات هجومه (بعد الهدف الأول ولم يسجل، وبعد الثاني وسجل من ضربة جزاء بخلاف التسديدات). جوزيه نجح في غياب تريكة في التسجيل الرباعي والمثال اللي يحضرني هنا هو الفوز على خصم بحجم حرس الحدود بأربعة في مباراة خلع القميص. ولكن جوزيه لم يخلع هنا قميصه وحاولت في المقال خلع فكره كي أرى كيف يلعب البرتغالي. على أرض الملعب وجدت اثنين ارتكاز، منهم واحد باك يمين، وثلاثي هجوم أتاح التسجيل المربع، مع استغلال مميز للضربات الثابتة. ضرب جوزيه طريقة علاء، مجريا بعض الاحماء فيما قبل الجمعة.


ه* ملحوظة: لم يتسنى لي متابعة مباراة الزمالك حتى لو مسجلة، ولا أحبذ التحليل من الملخصات. ولكن سأحاول وضع تحليل ولو بسيط اليوم إن أمكن.
Category: | Leave a comment
1:14 AM | Author: Al-Firjany

قليلة عدد مباريات الندية في مصر، خصوصا مع أهل القمة، ولكن في بعض الأحيان تلاقي الندية مندية. ولأن المباراة كانت مهمة وحماسية وفيها بعض الملامح التي تستحق التحليل كان لابد من الحديث عنها، حتى وإن كانت مفاجئة في أحداثها، وانفعالاتها، أبعد من الدهشة لفرحة الزمالك الطاغية، أو لطرد لاعب انفعالي. كانت مباراة بين فريقين قوة كل منهم تبدأ هجوميا، وتقل القوة كلما اتجهنا نحو الجنوب، وإن ساعد الحارسين على تخفيف غلة مرماهما. يبقى التحليل مهم لمجريات الاحداث لنعرف كيف فاز الزمالك، وكيف خسر الاسمنت


الأسمنت استغل في البداية ترهل حالة الدفاع الزمالكاوي، ووجود الثلاثي غير المتفاهم كريم وبشير ودخول غانم كعنصر غريب على التشكيل والمكان. قبل المباراة كان محتمل احراز هدف في الزمالك نتيجة للغيابات في الفريق، وتحول الاحتمال إلى الحتمية مع ضعف واضح في خط الزمالك الخلفي، ساعد عليه وجود ثغرة في الناحية اليمنى (محمد عبد الله). استغل الأسمنت ضعف العمق والأطراف في الزمالك مرة ولم يستغلها مرات، ودفع الثمن في استقبال رباعي من واحد من أقوى الخطوط الهجومية في الدوري.

استعمل كرول تكتيك تقليدي بوجود زكي وجعفر بميل قليل ناحية الأطراف، ولكن مع قلة التعاون ما بين الثنائي أو حتى في المساندة مع الطرفين (عبد الله أو حسن) تأخر تسجيل الزمالك كثيرا. عانى الزمالك من أزمته الأزلية في لعب كل لاعب بنفسه لنفسه، حتى مع بعض الضعف الواضح في خط الأسمنت بوجود المتوسط بكري أو شبيطة (كان خط وسط مهاجم في ناشئي الأهلي، ومع بعض الاصابات في خط أسمنت السويس الخلفي، فوجيء بازاحته كمساك). الاسمنت استعان بالكثافة العددية لقتل هجوم الزمالك الجامح، وساعده هجوم الزمالك كثيرا بكثرة الاحتفاظ بالكرة، وقلة تعاون حازم، وغيره، في التمويل.

كان لابد من التنشيط الهجومي، ونزل كرول ببديل بديل شيكابالا (جمال حمزة) وعلى ما يبدو إن الزمالك لم يجد بعد من يسد اللاعب الأسمر (المباراة شهدت تناوب تلات لاعبين على مركز واحد، بما يعني عدم وجود بديل للبديل). اعتمد كرول على ميل زكي وأحيانا حمزة قبل الطرد إلى الجانب الأيسر، مع معاونة ممتازة من أسامة حسن. الغريب إنه مع تعدد المحاولات الطرفية من الهجوم الزمالك استمرت عدم المعاونة، إما بكسر إلى الداخل للتسديد، أو بالمراوغة المنهكة وفقد الكرة. كرول حاول معالجة خط وسطه المتعَب بنزول محمد ابراهيم، وإن كان أفضل نسبيا وخفف من سرعة وحدة هجمات الاسمنت المرتدة القاتلة، وساعده بعض الميل الاستعراضي للاعبي السويس.

زي ما الزمالك استثمر الخط الأيمن للأسمنت من خلال أسامة، استغل الأخير تقدم عبد الله السارح وتأخره في العودة عن طريق انطلاقات من المُتعب الفيومي أو عمران مع تقدم حذر جيد جدا من سعيد عبد العزيز. كان كل فريق يلعب على مساحات، والغريب في المباراة المهمة دي هو المساحات والفدادين اللي زادت أكتر بعد الطرد. سال لعاب الأسمنت الهجومي وحاول استغلال مساحات مفترضة في دفاعات الخصم الأبيض ولكن المساحة زادت ومعها زادت مساحة الجري والمجهود وقلت اللياقة البدنية كلما اقتربنا من نهاية الشوط الثاني. الغريب إن جيمي ساعد على الفوز عن غير قصد، مع طمع الاسمنت وتحركه في مساحات خالية في الفريق الناقص، ولم يعرف أن لياقته قد لا تساعده على ملـء الفراغ حتى الدقيقة 90.

المباراة أظهرت بعض من ملامح الفرق المصرية عند اللعب بنقص عددي، منها لعب الحماس والقتال دور في تقليل الفارق العددي لصالح الخصم، مع زيادة معدل اللياقة بشكل هائل، واحراز النتيجة المرجوة (مثال ع الماشي، مباراة مصر والمكسيك في كأس العالم للقارات، 2-2). ساعد حماس أسامة وقتال التابعي، ومعاهم سرعة زكي وجعفر في ميل الكفة لصالح الزمالك. الأهداف الثلاثة تكشف عن دور محدود لكرول، محدد باختيار اللاعبين والتشكيل، تماما كما كان دور الحكم محدودا ومحجوبا بكثرة الاعتراضات. الحماس منح بشير القدرة على الزيادة الهجومية في مرتدة زكي، ولحَسَن التقدم وصنع ركلة جزاء، أو استغلال مهارة التصويب من زاوية شبه ميتة.

الأهداف الثلاثة الأولى مهارات فردية بحتة وحماس من اللاعبين، وإن كشفت عن روح قتالية للفريق لم تظهر منذ فترة (طويلة؟)، ساعدها انخفاض لياقة وحماس لاعبي الاسمنت (لاحظ الهدف الثاني وشوف رفيق جعفر لما وقف مرة واحدة في حين قاتل جعفر على كرة المفترض انها هدف لزكي). فاول حسن، ومرتدة زكي – جعفر، وركلة جزاء زكي، لا تكشف عن لمحة فنية من مدرب، بقدر ما تكشف عن ذكاء لاعب، وتحرك جيد خلف فريق مندفع للهجوم بغية زيادة الغلة (!!). حتى الهجوم لم يكن بأنياب، مع تعويض أحمد غانم خطأ الهدف الأول بالحماس الدفاعي أو انضمام أسامة حسن إلى الدفاع ثم الهجوم المرتد (ركلة الجزاء) أو انضمام محمد ابراهيم للخط الخلفي أمام مهارات واستعراض الخصم. الأسمنت لعب للهجوم ولم يسجل، ولم تسعفه اللياقة للارتداد للدفاع (لاحظ الهدف الثاني وتعرض لاعب لشد نتيجة الانهاك ونقص اللياقة). بالتالي استغل هجوم الزمالك قوته أمام دفاع ضعيف، حاول المداراة على ضعفه بالزيادة العددية، ولكنه انكشف في النهاية.

الهدف الرابع يعطي إشارة مهمة عن دور جيد لمحمد عبد الله في الهجوم، من خلال كرة ماكرة خلف دفاعات الخصم المنهك، عوض بيها ترهله الدفاعي. تمركز لاعبي الزمالك في المباراة عامة كان فيه نوع من العشوائية ساعد عليها النقص العددي وغياب الانسجام نتيجة لغيابات ما قبل المباراة، بالتالي ممكن يكون فيه بعض العذر لعبد الله، وإن كانت المعاناة لا تزال قائمة مع خصوم أكثر صعوبة، ولا داعي للحديث عن لقاء الجمعة.


المباراة بصفة عامة فكرتني بمباراة أسبانيا وتونس في كأس العالم، لما الشوالي قعد يعدد ويودد في سجلات لاعبي تونس الأبطال، قبل 15 دقيقة من نهاية المباراة (تقريبا نفس توقيت تعادل الزمالك) وفوجيء بتسجيل ثلاثي من الأسبان. انهارت لياقة تونس بالكامل، وتمكنت أسبانيا من معادلة النتيجة ثم الفوز، ثم الاكتساح. لو هنتكلم بصيغة أبلة فضيلة، نقول إن اللياقة والحماس قد يعوضوا جانب مهم من أوجه نقص أي فريق. الميلان كسب بطولة اليويفا الماضية قدام عتاولة انجليز (المان ثم الليفر) في حين إن الثنائي أعلى منه فنيا بكثير، وإن تغلب على الثنائي بحماس وقتال ملحوظ، وجاتوزو يتقدم الصفوف. أسلوب لعب الزمالك لم يكن فنيا بقدر ما كان قتالي عالي، والفنيات من اللاعبين – كالعادة – أكتر مما هي من المدرب، ولقطة خلاف حلمي – كرول تبين قلة حيلة كرول الفنية، ولو محمود بكر سماها لقطة الأسبوع، فهي لقطة الموسم (بتفكرني بوشوشة مختار مختار للاعبي الأهلي أيام الفقير فنياً هانز ديكسي). شعرت بإن كل خيوط كرول في الملعب هي التشكيل، أما تحركات اللاعبين أو أسلوب أدائهم فهي من وحي خيالهم، أو فنياتهم.

استمر الزمالك في معاملة نفسه كقائد لفرق الأقاليم أو المستوى الثاني، بحالة الفرحة العارمة بعد الفوز على الأسمنت. كان مشهد غريب، ببكاء عبد الله أو هيستيريا جعفر، أو نزول احتياطي الفريق الأبيض. ترجمة كلمة انحدار مستوى أو غياب بطولات صعب جدا في القواميس الحياتية، ومشاهد مباراة كفيل بإنه يعبر عن ألف كلمة وألف مقالة. بالطبع كل جمهور من حقه التعبير عن الفرحة بأي شكل، ولكن حالة اليأس وصلت إلى حد اغلاق التلفاز في وجه اللاعبين، أو ترك المباراة ومعرفة نتيجتها بعد نهايتها بساعتين!! الهيستيريا وصلت إلى ما أبعد من النجيلة والمدرجات، لتصل إلى خارج مصر حيث أقيم حالياً، وربما ما هو أبعد. ربما كان اليأس أعمق بكثير من كلمة من ثلاث حروف، والقشاية تخطت الفوز بأكثر من هدف على فريق يصارع من أجل الهبوط. المباراة بينت بشدة حال فريق الزمالك؛ على الملعب بميله إلى العشوائية (تقدم بشير في حين فريقه ناقص) وإن أفادت الزمالك عشوائيته في المغامرة الهجومية، وثانياً على دكة البدلاء بقلة حيلة الجهاز وفرحه بالهدف بانفعالات جماهيرية تلقائية، أو حال الجمهور عامة سيان أثناء المباراة أو بعدها.
وآدي حال الدنيا، ومعاها يظهر حال الزمالك، ولو كان حال حمزة صعبان على ممدوح عباس، "واللي عنده ما يخليش أي حد يلعب"، فأحوال الفريق "ما خليتش بعض جماهيره تتابع"، وإن أعطاها الفريق قبلة الحياة في المباراة وبعدها، فهل يستمر الانتعاش .. أم يحال إلى الإنعاش؟!

Category: | Leave a comment
5:47 AM | Author: Al-Firjany

في اللحظات الأولى للصدمة ممكن تصدر ردود فعل انفعالية. تحرك الجمهور في الأزمات أحيانا يكون بوعي، وأحيانا من غيره. الصدمات تحدد السلوك الجمعي للجمهور تجاه قضية معينة، ومع كبر حجم القضية بالحجم العائلي (داخل العائلة)، ممكن جدا تظهر التناقضات. كان التعامل مع عصام الحضري واخد كل المساحة وواكل الجو، ولكن ظهر أمير عبد الحميد كمعطر جو. التعامل الجماهيري مع صدمة بحجم الحضري ملفت .. والتعامل مع أمير مثير أكثر للاهتمام.

ردود الفعل الجماهيرية على شدتها وجماعيتها تعتبر ترمومتر مهم لقياس الرأي العام عامة؛ وأحيانا تستخدم لأغراض تسويقية أو لدراسة شعب. اختيار أمير عبد الحميد كسد تالي على الحضري كان اختيار جيد (وبمعنى أدق مفيش غيره)، وإن كان الجمهور بادعاءه إنه نسي الحضري يثبت إنه لا يزال عايش جوة فلكه: "بنينا سد واتهد .. وهنبني التاني أشد" .. بمعنى اختيار السد العالي كلقب لأمير، أو الصيحة "أرقص يا أمير" وغيرها من الكلمات، حتى مع كون أمير نفسه "يتمنى التوفيق لعصام في الخطوة اللي أخدها". بعض ناشئي الأهلي او الزمالك لما بيحبوا يخرجوا من جنة أحدهما يختاروا الذهاب إلى الغريم كنوع من النكاية فيه (ولاحظتها في بعض آلام إينو، أو مرارة شريف أشرف، أو بين سطور هدوء العجيزي أو في الانتقال الصامت للملا إلى المحلة). الجمهور تعامل مع أمير بنفس التعامل مع عصام، والمعروف بوجود بعض الحزازات ما بينهم، ورفع أمير إلى أعلى من السحاب، باستخدام نفس الأسلوب المتبع مع عصام.

الأمر الثاني كان في اختيار شريف إكرامي كحارس بديل، وده كان رد فعل أعنف، مع اهمال وتغييب كامل لكل تصريحات اللاعب المحترف، وتفضيله البقاء في هولندا (أو أوروبا، القارة اللي لسة مشرف منها أفضل حارس في أفريقيا). الجمهور عَدّد الحراس الموجودين مع غياب الوعي بعض الشيء (والصحافة الجماهيرية مشيت ورا الموضوع كالعهد بها دائما). الغريب في الموضوع هو التركيز على حراس بدلاء، وغياب للكلام عمن صنع الحراس (طبعا بعد الموهبة من المولى سبحانه). الحضري استفاد بشدة من وجود جوزيه ووجود أحمد ناجي في الجهاز الفني، استفادة قصوى وممكن تقارن مستوى الحارس فيما قبل 2001 والفترة ما بين ولايتي جوزيه الأولى والثانية لتعرف الفارق. البديهي إن شريف لا يترك ثالث الدوري الهولندي من أجل أول المصري (حتى مع كامل اعترافه بفضل الأهلي عليه بعد المولى سبحانه) ولكن الجمهور أقحمه كطرف في قضية لم يتدخل فيها من الأساس. طموح شريف حالياً هو اللعب والوجود من أجل ما هو أفضل من فينورد، وليس العودة إلى نقطة الصفر من جديد. فيما بعد ابتدينا نتكلم على طموح اللاعب بالوجود في اوروبا (في أعقاب عرض متعب، وبعده تريكة واحتمالات خروجهما) وأتمنى الجمهور يبدأ يقتنع بالصراع الأوروبي داخل اللاعب المصري ووجوده كعنصر محدد لوجوده في فريق، أو هروبه.

في تحركات الجماهير الانفعالية ممكن تضيع بعض الأشياء من الذاكرة، وتصحى أشياء، يمكن بسبب التركيز على المصيبة الحالية. الجمهور حاول ينسى "كائن اسمه الحضري" .. أو اعتباره مات، ونسي تاريخه مع النادي، ومع النسيان (ورفع أمير) نسيوا مشكلات أمير السابقة (خناقتين في أسبوع مع أحمد ناجي، تغيب عن التدريب بدون إذن، بعض الصواريخ الصامتة ضد ركنه على الدكة، إلخ). شيء عجيب فعلا في نسيانك لتاريخ حارس هارب، ومعاه نسيت تاريخ لاعب آخر له حالات خروج عن النص. بعض الزلات محتمل شفاها، والتغاضي عنها، ولكن واحدة بس ممكن تضيع تاريخ (أساسي واحتياطي). غلطة الحضري ضيعت تاريخه، وضيعت تاريخ أمير أيضا. غلطة الاساسي بألف، وغلطة الاحتياطي بواحدة.

نسيان التاريخ كان على ونجين: تاريخه على الدكة، وتاريخ لعبه، (التخوف الساذج من أمير وعدم قدرته على سد مكان الحضري). سقطت مباراة بنفيكا أو مباراة الزمالك والاسماعيلي نهاية الموسم الماضي (هزيمة الأهلي الثنائية وقتها)، ومباراة أخرى مع الاسماعيلي بالاسماعيلية، أو مباراة كلوب أمريكا (ثالث العالم باليابان) ومباريات أخرى شهدت وجود قوي جدا لأمير، واختبار على مراحل أثبت أمير فيها نجاحاً فاق 95%. في الطب النفسي، بعض الصدمات القوية قد ينتج عنها حالات زهايمر أو نسيان جزئي لأمور لا يود الانسان أن يذكرها فيدفعها إلى العقل الباطن، وفي حالة تذكرها قد ينتج عنها ضرر عكسي. يعني الجمهور لا يذكر، وليس بحاجة إلى تذكيره.. وإلا –

في مراسم هدم السد وبناء الأشد تجد الجمهور في حالة هيستيريا وترقب ملفت لعامل البناء. على طول تشجيع جمهور الاهلي للنادي لم يعرف أن عنصر حراسة المرمى مقفول بالضبة والمفتاح، وإنه أقل المراكز تدعيماً من الخارج (باستثناء تابان سوتو)، ولم يلحظ قدرة النادي الأهلي (مع معظم أندية مصر) في إيجاد حارس ممتاز، مع استثناءات قليلة، ويمكن ده مرجح قوي للمنتخب عموما في مواجهاته الأفريقية. تشجيع جمهور الأهلي أغلبه حماسي، مهمل للجانب الفني، وجوانب أخرى. مع حالة الهدوء النسبي الحالية فيما بعد عودة السد المنهد، ومع حالات احتراف بعض لاعبي الأهلي، تسمع كلام عن الدورة الطبيعية لطموح اللاعب، بالاحتراف الأوروبي، وده كلام جميل، خصوصا مع وجود الاسلوب الاحترافي لو ناوي تحترف. الجمهور ناوي وعاوز يبني أمير. هل ممكن أمير - بعد إحكام البناء – هياخد نفس السكة؟ ولا السد هيغير مجراه؟ لم يتوقع أحد فعلة الحضري، هل الجمهور بتكراره نموذج البناء، هيكرر نفس المشكلة أو بالأحرى هيتلقى نفس الصدمة لو تجاوز طموح أمير سقف الأهلي؟ بالطبع الجمهور بعيد عن مشكلة الحضري، ولم يدفعه للهروب، وإن حاول الحضري جلبه إلى صفه بمختلف الوسائل (الإعلامية)، ولكن الجمهور عنصر قوي محدد لأوامر أكبر من الحضري (مساندة الادارة، أو قراراتها، تقوية لاعب على حساب آخر، أو دعم الفريق ككل، أو بعض القرارات الفنية).


برد فعل الجمهور العنيف ضد الحضري أعطى الضوء الأخضر لقرار أعنف (استعمال أقصى عقوبات متاحة ضد اللاعب، وتلميح بعقوبات أقسى من الفيفا بتوقيع لاعب لناديين). الفعل ورده يبين البير ويشيل غطاه عن العلاقة ما بين الجمهور والنادي، وكونها أبعد من علاقة الجمهور باللاعب. مساندة اللاعب موجودة، ولكن مساندة الإدارة والجهاز أكبر. أهل الأهلي أدرى بشعابهم، ورد الفعل ضد الحضري يورينا واحد من تلك الشعاب. ممكن الجمهور يساند اللاعب، ولكن مستحيل يكون ضد النادي أو الإدارة. حب الكيان أكبر من حب الأفراد، ومع الحب يظهر لنا تفضيل المصلحة الجماعية على المصلحة الفردية، حتى وإن كان في الحياة العامة العكس هو المطبق، بتفضيل الفردي على الجماعي تقريبا في كل شيء.

Category: | Leave a comment
3:06 AM | Author: Al-Firjany




شيء غريب وجود فرح العمدة الحالي بعودة الحضري، كأنه ابن العمدة فعلا ورجع بعد انتهاء دراسته في أفخم جامعات سويسرا، أو كأنه رجع بلا عزم على العودة! المهم هنا هو إنه في الرحلة الأسبوعية ظهرت بعض المظاهر والظواهر، وشد أطراف للخيوط، بعد ترخيها، وأحاديث وأحوال مصرية طفت على سطح بِركة الحضري .. وعلى بركة الله العملية مشيت، وبالبركة كانت أغلب التعليقات .. وع البركة نكتب بعض ملاحظات مصرية عن أحوال المصريين

أول الملاحظات كان تكرار ظهور صورة عصام الحضري الأول، لحظة مجيئه للنادي الأهلي من دمياط. عادة أهلاوية (ونقدر نسميها مصرية) في اظهار صورة اللاعب لحظة دخوله إلى النادي، وتذكيره بأصله. الصورة كان يستخدمها أحد الكشافين زمان لوضع اللاعب أمام نفسه قبل المجيء، عند ظهور أعراض الغرور عليه، فيكون الجواب الشافي في رفع الصورة. لكن الغريب إن اللاعب هو من يحتاج الصورة، وليس الجماهير! لو كنت كبير، أكيد هتفتكر صورة حسام وابراهيم، أو صورة رضا عبد العال، وكل واحد اتعمل له ألبوم، ولو لم تلحق بأي من هؤلاء، الأهلي يقدم لك الفرصة مع عصام الحضري. النادي ظهر على حق مع اخلال اللاعب بالتعاقد، وظهر على حق أكثر بالعودة من سويسرا وكلام أطراف أخرى مستقلة عن صحة موقف النادي، بالتالي لا داعي لأحاديث المن على اللاعب والتي تسيء إلى النادي أكثر من اللاعب. أذكر إني قرأت عن قرار من إدارة مجلة الأهلي بعدم وضع صورة للحضري في قادم الأعداد، وأعتقد أنه أبلغ وأوقع من وضع الصورة اياها



الملاحظة التانية في معايرة عصام الحضري، مع طابع السخرية والاستهزاء بغرض التهريج أحيانا، وبدافع انتقامي أغلب الأحيان. الكل تذكر كفر البطيخ والبطيخة، ومحصول مصر من البطيخ، والسخرية نزلت ترف أسرع من نزول لب البطيخ نفسه! السخرية من اللاعب الخارج عن النادي أمر طبيعي (غير مقبول) مع ارتفاع الموجة العدائية ضد عصام، وإن كشفت عن هوائية وانفعالية غير عادية في التعامل ككل، ورجعتنا تاني لنفس تعامل الجمهور المصري مع الراحلين عن أي نادي، وإن قابلها عصام بهجوم مضاد على الصحف، ساعده فيها بعض الصحفيين، ودي نقطة مهمة هأتكلم عنها فيما بعد. الاستجابة لانفعالات الجماهير بالايجاب أحيانا ما يأتي بنتائج عكسية للغاية، وممكن تضر للغاية على المدى الطويل.


لا يزال الانتماء للأندية هو المحرك الرئيسي للأفعال وردود الأفعال، والتعليقات والردود على التعليقات. كلمة جحا الخالدة: "طالما بعيد عن بيتي، يبقى ماليش فيه"، انطبقت على كثير مما يسمى بالنقاد الرياضيين. تحفيز الحضري على الاحتراف أو إن الحضري "صح في اللي عمله" صدر عن جماهير أندية ما يسمى بمنافسي الأهلي. مع انحدار الحال ببعض الأندية كانت حركة الحضري دافع جيد لإظهار بعض التشجيع ضد النادي أو لاعبيه، حتى وإن كان بالطرق الملتوية والهروب. جايز لوجود سوابق هروب لاعبين إلى أوروبا كان الموضوع عادي بالنسبة لبعض الجماهير، وجايز لأنه معناه ضعف في النادي المنافس مشي الموضوع سهل. الأهلي رفض تطبيق المادة 17 في حالة معوض لأنها كانت تنذر بخطورة بالغة على أحوال الأندية في مصر، وكادت تميل ميزان القوى - المختل أصلا - في صالح اللاعبين. كل من تخطى الـ28 يصحى ينقي الفريق بتاعه. تشجيع لاعب على خرق علاقة تعاقدية أمر في غاية الخطورة، وتكرار لنفس المسلسل الأخرق بتغليب الانتماء على قيم. لعبة الكراسي الموسيقية كانت سجال في كثير من الاحوال ما بين الأندية، ومعها كانت تنتقل ردود الأفعال من الجماهير بشكل عجيب (جمهور نادي يشجع لاعب على الاحتراف في نادي، ثم يرفض الاحتراف لنفس اللاعب في ناديه أو قيام لاعب في نادي منافس بسب حكم أو جمهور، ثم غض الطرف عن لاعب سب الحكم أو الجمهور في فريقي، إلخ) بالتالي لا أستبعد تكرار سيناريو الحضري في الأهلي أو في غيره، حتى مع حالة فشل الحضري حاليا، لأننا عمرنا ما بنتعلم أبدا


الحيادية في التعامل كانت شبه غائبة لأنها أمر مستحيل وتعتبر نزعة مثالية تكاد لا توجد. لكن محاولة الحياد أمر مستحب ومطلوب، وهو ما قرأته – كالعادة – في مقالات أ. المستكاوي، أو في بعض محاولات أ. عصام عبد المنعم. ضاعت قيمة احترام التعاقد واحترام الذات، أو احترام القراء بالأحرى. الحضري أضاع قيمة مهمة، وهي احترام الكلمة، تتلاشى من المجتمع المصري كما اندثر غيرها، فيما تصارع أخرى من أجل البقاء. ومن سانده ساعد على هدم نفس القيمة، وإن انضم إليهم آخرون من خلال التجريح في اللاعب والتشهير به، وما بين الأصوات العالية ضاعت قيماً أكثر بكثير مما أضاعه الحضري.

أنكر الأصوات تسمعها في عز الأزمات. الصوت العالي لا يكاد يبرح مصر، ولا يغادرها .. في أي أزمة. تعلو الحناجر على أعلى المنابر، وأحاديث التنديد والوعيد الغالبة، ومع الأصوات العالية تختفي أصوات العقل، أو حتى أصوات التحليل. لم أتابع أي تحليل لأي مباراة طوال أزمة الحضري، وما أبريء نفسي، وكان بودي تحليل مباراة الميلان وأرسنال في اليويفا، ولكن حال الانشغال وكتابة الخواطر دون ذلك. أزمات انتقال اللاعبين في مصر صاخبة، مزمنة، مرهقة، ومقرفة، ومعها تتوارى أحاديث أخرى – ربما أكثر أهمية – خصوصا في بلد فقير، لديه من المشاكل ما يكفي ويسمح بالتصدير. كأننا نتخذ من أي مشكلة مجالا للحديث، كي تلهينا عن الواقع .. أو عن المشكلات الأكثر أهمية. الجدل والكسل طبع كثير من المصريين وتساعد على ظهور الحضري كحديث ساعة - كونه لاعب كرة - في بلد يقدس الكرة ولا يقدس الساعة.



اختلاف تعامل الصحافة المحلية عن صحافة انترنت مع الحدث أمر مهم، ويبين بعض مظاهر الاختلاف في الاثنين بشكل أوضح (وإن كان الاختلاف موجود من فترة طويلة، ولكن مشكلة الحضري بينته جدا). اتساع مجال انترنت أوجد المجال لوجود جماهيري كبير، في حين إن الصحافة الرياضية مقصورة على ما يسمى بالنقاد، وفين وفين لما واحد يحن على قاريء وينشر رسالته (والنشر نفسه يبين وجهة نظر الكاتب مع اعتبارات أخرى). الانفعالات على صحافة أون لاين كانت أكثر حدة ووضوحا من العادية، وحاول الحضري إنه يوجه الجماهير إلى التانية أكثر من الأولى (حاتم الشربيني، صبري، أو البرامج الاعلامية عامة) تاركا انترنت لمن يتصفحها؛ "أنا ماليش دعوى باللي بيتقال في المواقع، خد الكلام مني أنا". حاول الحضري دفع الجرائد إلى صَفه من خلال اتصالات ومكالمات أو اعطاء انفرادات مع الصحفيين (مع وجود صداقة مفترضة بين اللاعب والصحفيين عامة) أو القنوات الاعلامية. باختصار التنازع والاختلاف كان حاضر. آراء مختلف الجماهير كانت موجودة، مع وضوح الانتماءات كاتبها، والصحافة تكتب آراء واحدة، مع محاولة الكاتب اخفاء انتماءه.
النتيجة كانت واضحة، تمثلت في محاولة رسم وتوجيه الرأي العام، من الكره الشديد، إلى العكس، أو على الأقل تقليل حدة الانفعال. مثال مدحت شلبي "بعدم فتح القناة للهاربين" ثم فتحها طالما "نفس الهارب" كلم شلبي لحظة الوصول حتى لو كان "زعلان منك يا كابتن مدحت"، يورينا طريقة تعامل الاعلام مع أي قضية بشكل عام. طالما هتعطيني الانفراد . . أو فيه حوار مع المذيع أو الصحفي، يبقى ضروري تلميع المتحدث حتى لو كان على حافة الاعدام، من أجل تخفيف الحكم (بالمناسبة الكلام ده بيحصل عادة قبل ظهور الضيف في الاستوديو .. وتقدر تستشفه من خلال أسئلة المحاور). طريقة تعامل الاعلام بحاجة إلى مزيد من التفصيل، فيما بعد بإذن الله


كان مستحيل تظهر مشكلة بحجم الكومبو حضري، ولا تظهر معه نظرية المؤامرة. طلت علينا الظاهرة بشكل جديد وكانت على تلات محاور: مؤامرة من اليهود لضرب فرحة المصريين (مع تلميح ساذج باسم سيون السويسري، وأصل الكلمة الصهيوني) أو ربط الحضري بسمسار مغربي من أصل يهودي، أو ربط الحضري مع انتقال وشيك لتوتنام (ذو الأصول اليهودية) ولا تعلم لم ظهرت تلك الأصول المريبة وقت الحضري، ولم تظهر وقت انضمام غالي ومن قبله ميدو!! والأغرب والمؤسف فعلا انجرار أحد مسؤولي الأهلي وراء هذا الكلام الفارغ. المحور الثاني هو وجود مؤامرة حكومية على المصريين من خلال الهاءهم عن رفع الاسعار بالحديث عن الحضري. وهكذا يا عزيزي القاريء صارت لدى الحكومة تعاملات خفية مع اندية سويسرا، وصارت الحكومة ذكية بما فيه الكفاية لدرجة توقع الأرصاد التحليلية للشعب المصري على مدى أسبوع كامل او أكثر من خلال تهريب أحد اللاعبين. كويس إن سويسرا عملت بأصلها أو بأصل الملايين المتلتلة في بنوكها ووافقت على الدخول في اللعبة الظريفة. المحور الثالث والأخير من المؤامرة هو وجود الزمالك كطرف في هروب الحضري كمحاولة اجبار الأهلي على بيعه، وأظن الصورة معروفة. يعني مؤامرة إقليمية - محلية لأول مرة معا. الطابع التآمري اللي بيغلف طبع المصريين عامة لم يغب عن رحلة الحضري في سويسرا، وأسبوع كامل كان كافي جدا لظهور ثلاث نظريات تآمرية في وقت واحد!! قوة رصد ثلاثية من النساجين المصريين وتفكير سطحي يتكرر، وبعد أما كان الأهلي يسفر لاعبين إلى الخارج تحايلاً على أنديتهم، أزاحت الحكومة عن كاهل الأهلي هذا الواجب، وقامت هي بالواجب.


أزمة الحضري كشفت عن أزمة محللين وأزمة مختصين وأزمة قوانين. مع الأسف لم يظهر لنا محلل دارس .. أو مختص دايس بشؤون ولوائح الفيفا، ولم نعرف المادة ولا تطبيقاتها ولا حالاتها إلا بعد بضعة أيام. الحضري أخطأ في تطبيق المادة، ولم يسعفه الهرب في تطبيقها كما ينبغي، ولم نسمع عن خطأ في التطبيق إلا بعد الهروب. يعني الأزمة في التطبيق وفي التفسير، ولم نفهم ولم نعرف بالسوابق إلا فيما بعد. الأهلي (والأندية المصرية عموما) تتجه إلى الخبراء الأوروبيين من أجل حل المنازعات مع الفيفا، ولم يظهر ولو فراش مصري واحد يخبرنا بأي لمحة عن القانون. الحضري قال إنه لم يستشر أحدا قبل الخروج، جايز لطابع الكتمان .. وجايز أكتر إنه ما لقاش. بعض اللاعبين لا يجيدوا اختيار التوقيت ولا الفريق .. وأخطاءهم تتعدى بكثير مجرد خطوة يتلوها خطوات تنم عن سطحية في منتهى البلاهة.
ازمة الحضري تثبت مرة أخرى (وأخرى بعد أخرى) علو صوت كرة القدم على أي صوت آخر. الكل تابع بشدة حالة هروب الحضري، ولم يعر انتباها لهروب سابق للاعب كرم جابر (ومن قبله هروب ملاكمين على أمريكا، وغيرهم) وكل اللي همنا لاعب كرة القدم في النادي الأهلي. لو تركنا المجال الرياضي، نلاقي غير الرياضيين أو المختصين عموما، في غير احتياج إلى الهروب أساسا، لأنه كدة كدة ما حدش بيعبرهم!

وجود أزمات في المجتمع المصري المفروض يكون سبب للبحث عن حلول أو بدائل أو وسائل لمنع تكرارها. الحديث استغرقنا عن حالة عصام، وحتى الآن لم أرى السؤال: "طب وبعد عصام؟". الأهلي يحاول فتح الباب حالياً "اللي عاوز يمشي .. يمشي" وده حل مؤقت، يترك باب الاحتراف مفتوحا، ومعاها أبواب أخرى أيضاً. لم أسمع عن فكرة في جريدة أو قناة أو موقع أو حتى قعدة مصاطب عن إنشاء تخصص قانوني رياضي في مصر ... أو حتى واحد يخرج ليقول أنا محامي في الشؤون الرياضية، أو أي كلام عن جذر للمشكلة، أو كلام عن توعية اللاعبين بأصول اللعبة، طالما هم محترفين اسما، لا وسما. لا تكاد تسمع عن وجود خبير رياضي إلا فين وفين. الاعلام المصري عامة يحب يسمع إلى الزعيق أولا، ثم بعد ذلك تسمع الكلام من الخبير (مثال ظهور أول شخص يقال انه خبير مصري في لوائح الفيفا، بعد رجوع الحضري!!). الاستماع إلى العين الخبيرة أو الرؤية المختصة غالبا ما يأتي بعد وقت طويل جدا من النقاش والجدل العقيم. ربما يفضل الاعلام قعدة المصاطب للإعادة والزيادة في موضوع قد يأتي الخبير وينسفه بكلمة واحدة (الحضري سأل المحامي الألماني في الفيفا عن وضعه في القضية، وتو ما قال له موقفك ×، الحضري ركب الناقة السويسري، والماسك الاعتذاري، وقفل راجعاً). ه

تظهر أزمة الحضري كيفية ميل الشعب المصري إلى الدوران والدروشة حول لب المواضيع إلى الهوامش، وربما ندور حول هوامش الهوامش, فاكرين إننا بنفيش الهوامش، في حين أننا نترك الموضوع مفتوحا، والسؤال مطروحا ولا نجيب. أ. ياسر أيوب (أيام ما كان يحترم قلمه ويحترف مهنته) قال مرة إن الاعلام الاسباني توقف عن الحديث عن مباراة ريال مدريد والأهلي بعد يوم واحد بس، في حين إن جمهور الأهلي (ويمكن جمهور مصر) لا يزال يذكرها إلى الحين. المواضيع التافهة في مصر تأخذ حيز أكبر من المميز، وتتحول التوافه إلى أحاديث ساعة، لقضاء الساعة وكل ساعة وتعدي. ويمكن انت دلوقت تبحث عن موضوع آخر غير الحضري لأنك مليت منه.

الحضري في رحلة عودته إلى مصر عاد مع حسني على نفس الطائرة .. جمع غريب بين كل لاعب، واحد شغل مصر فترة، ولاعب شغل نفس البلد فترة تانية. ولاية جماهيرية وكل لاعب يتولى السلطة - عن غير قصد - في جماهير تحول اللاعب إلى حاكم بأمره في أمرها.


الاهتمام الرياضي في الشعوب الفقيرة لا يقتصر على مصر، بالذات لما نكبر العدسة ونذهب إلى أمريكا اللاتينية، وإن كانت أصوات المظاهرات في الأرجنتين أو في بعض الدول اللاتينية مسموعة في الاعلام المصري – على استحياء. لكن في مصر الاستحياء موجود والبرقع مرمي على المواضيع غير الرياضية، للحديث عن الرياضة والكرة. حتى وإن أهملنا الجانب المحلي، نتحدث عن الإقليمي (مع حديث محمود عن الأوضاع في غزة). أبو تريكة استغرب الاهتمام بلاعبي الكرة بعد عودته من رحلته العلاجية من ألمانيا. لا أنكر على الاعلام الاهتمام بلاعبي الكرة، ولكن وضع كل فرد، وكل حالة في الاطار الصحيح من الغيبيات. كل الأحاديث سواءا الرياضية أو غير الرياضية تندرج تحت بند الكلام .. الأحاديث .. والثرثرة وقزقزة اللب. انحسرنا في دائرة الكلام. وطالما العملية فضلت كلام × كلام .. لا تغضب من طول المقال. بس خللي بالك إن السيف أحيانا ما يكون أصدق انباء من الصحف.
Category: | Leave a comment