1:11 AM | Author: Al-Firjany


صعب أن تجد نسخ كربونية من لقاء كروي واحد يجمع بين الأهلي والزمالك، والأعسر أن تجد كلاما تحلل به ماتش سبق وحللته من أسبوع. كانت الصعوبة أمام جوزيه وهولمان في التفكير بالجديد مع الخصم القديم، والأصعب واجهه الفرجاني في تحليل نفس الخصمين يلعبان بنفس الأسلوب القديم "والله زمان يا سلاحي" في مباراة مفترض إنها جديدة، مع اختلاف سلاح كل منهما. لا يكاد الزمالك يصحح خطأ حتى يقع في أخطاء، وحديث أبو العلا بعد المباراة الأفريقية "نفس الأخطاء بنكررها دايما" ينطبق على المباراة .. حتى لو غاب عنها أبو العلا. الأهلي يستطيع أن يفرض حجمه وسطوته حتى لو غابت نصف قوته، فيما تستمر نفس المعادلة مع الزمالك من لعب جيد وهزيمة ... والفارق أن هزيمة الأحد الماضي، لم تكن أثقل من الحد اللي قبله، .. هٌم هٌم الجونين ما يتغيروش. يبقى الأهلى من يسبق بالتهديف، لتتحول المعادلة إلى: الأهلي في التهديف، والزمالك في التعديل. ولكنه تعديل لم يأت أوانه بعد

الزحمة في وسط الملعب كانت غير مبررة بالمرة، وتعطي أكثر من انطباع وأكثر من تحليل. غريب إن غياب متعب في الأهلي لا يجعل جوزيه يفكر في البديل (بلال مثلا) أو عدم تفكير هولمان في جعفر كبديل أقوى – في نظري – من حمزة. كان توقعي هو إن هولمان سيحاول المبادرة بالهجوم حسب تصريحاته أو حتى بمعطيات الأمور ولطبيعة الغيابات في الأهلي. صدر لي الألماني الاحساس الهجومي وأكده بدفع أيمن إلى الامام كارتكاز متأخر وترك أحمد حسن لرقيب آخر (مجدي أو ابراهيم أو انضمام عبد الرؤوف في حالة تقدم ابراهيم)، ولكنه زحم منتصف الملعب بشكل غير مفهوم، والأغرب هو إن جوزيه اتبع نفس الاسلوب، وما زاد هو شبه كربونية التكتيك الهجومي بوجود رأس حربة افريقي وحيد، وزيادة من الوسط. زي ما قلت قبل كدة، وكعادة فرق كثيرة، اللجوء للوسط يأتي في حالة غيابات كثيرة في الفريق أو ضعفك أمام خصمك، أو لتقليل حجم الفارق الفني للخصم وقلبه لصالحك. كان نفس أسلوب كرول في الشوط الأول فقط من مباراة الدور الثاني ولم يستمر للشوط الثاني، فانهزم بثنائية. هولمان استمر على تكتيك زحمة الوسط (ولاحظ إنه كان نفس أسلوب في المباراة السابقة، لكن الفارق هنا هو إن الهر لم يستمر عليه في الشوط الثاني، تماما كما لم يقيد حركة أيمن، فزاد الفارق بأكثر من هدف، واستمرت بنفس النتيجة). كانت الزيادة للتغطية خلف ريكاردو أو في حالة تقدم ابراهيم، أو لمواجهة زيادات حسن أو بركات إلى الأمام، أو لمواجهة طرفي الاهلي (سيان لو فكر جوزيه في بركات أو لاستشراف نيات معوض). الطبيعي أن يملأ الوسط بثنائي أو ثلاثي هاف ديفيندرز، بتقدم أيمن ومجدي من الخلف للأمام لمساعدة عبد الرؤوف وأحيانا انضمام محمد ابراهيم إلى الوسط .. أو ميل علاء كمال إلى النزول إلى دائرة السنتر نتيجة نقص بعض الامدادات والزيادة النادرة من عبد الرؤوف (ظني إن هولمان أعطى أحمد واجب القيام بواجب الارتكاز المتقدم)، ولأنه لم يقم بها على الوجه الامثل كان أسرع لاعبي ارتكاز فريقه في الخروج. لذلك كان تقريبا عدد لاعبي الزمالك في المنتصف حوالي اربعة، نتج معها ازدحام المنطقة وهو ما قلص فرص الأهلي في الشوط الأول وأخرها إلى نهايته. بطء التمرير والتحضير وغياب الحلول الفردية في المراوغة من لاعبي الأهلي (باستثناء بركات وصديق وأحيانا معوض) كان عامل مساعد على بطء الفريق وغياب خطورته، إضافة الى استعمال الزمالك لبعض العنف في بعض الكرات المشتركة لردع الهجوم الأحمر عن التقدم (كرات الصفتي مع فلافيو أو عبد الرؤوف مع حسن، وإنذارهما). تحرك بركات بشكل عرضي أفقد الأهلي حماسه الهجومي بالذات مع عدم استغلاله وقوف ثلاثي ارتكاز الزمالك أحيانا على خط واحد، وهو ما كان يمكن أن يتيح له مساحة مهمة في التحرك فيما بين الارتكاز والدفاع أو حتى فيما بين ظهيري الزمالك (بالذات ريكاردو) وقلب دفاعه العابدي. كان لعب الزمالك بأسلوب رجل لرجل بمنتهى الصرامة أثر في تقليص أنياب الأهلي الهجومية بشدة، ولم يستغل معوض قدراته الجيدة في الزيادة الهجومية إلا متأخرا جدا في الشوط مع تأكده من حداثة عهد محمد ابراهيم، بالذات مع مساندة مكثفة من بركات أو حسن. أعجبني تعليق أيمن يونس بتشبيه الفريقين بملاكمين كتف كل منهما الآخر تحاشيا للضربة المميتة القاضية. أخرها الزمالك إلى الثاني وأعطاها له الأهلي بلوك أوت

فرصة أحمد السيد ومراوغة صديق في الشوط الأول دليل على قلة حيلة الأهلي الهجومية، بزيادة من المدافع لقلة عدد المهاجمين .. ومراوغة من طرف نتيجة لغياب المساندة معه. في المقابل فرصة أجوجو في نفس الشوط تبين عدة أشياء في الفريق الأبيض. بمعنى إن المساندة جاءت من عبد الرؤوف .. والتمريرة طويلة نسبيا في غياب ارتكاز الأهلي في المنطقة ما بين الوسط والدفاع وهو الخطأ الأول (وتم تداركه في الشوط الثاني بنزول حسن أو رجوع بوجا إلى الخلف) أو وقوف خط الظهر على خط واحد، واستمر في الشوط الثاني، ومع ذلك استمر الغريم في الخروج صفر التسجيل تاركا هدف المبادرة للخصم. لاحظ إنه التمريرة طويلة نسبيا ولم نلحظ وجود مؤثر لعلاء كمال في اللعبة ولا حتى بالتحرك العرضي.

لا أدري السر المفاجيء في انتفاضة الأهلي الهجومية في الوقت الضائع. كما لو كان عَوّض عَتَه الوقت الأصلي والتمرير العرضي الممل طوال 45 دقيقة .. ليعوض كل ما فاته قبل أن يضيع الشوط. إما أن اللاعبين افتكروا الدش اللي على وشك النزول فيما يسمى بالاستراحة، أو تذكروا تعليمات قبل بداية المباراة من مانويل، أو لاحظوا كما لاحظنا انهيار جزئي للياقة الزمالك الذهنية قبل البدنية مع اقترابهم من انتصار الخروج بالتعادل السلبي في الشوط الأول. معوض زاد مرتين خلف ابراهيم .. وبركات بدأ في التحرك الأكثر تأثيرا، تَوّجَه بوجود مؤثر وخطير عند منطقة الست ياردات، ولكن التحرك من معوض أو بركات كما لم يسفر عن هدف طوال الوقت الأصلي، استمر على نفس التأثير في الوقت الضائع.

بصفة عامة كان ضغط الزمالك أقوى في الشوط الأول من الأهلي، والفريق أكثر التصاقا والتحاما، سيان مع بعضهم أو بلاعبي الاهلي. لكن الفرق الكبرى لا تلعب على شوط وتسيب شوط، ومع الأهلي وإذا كنت تبحث عن بطولة، تركيزك ولياقتك يجب ان تسعفك طوال التسعين، لأن السرحان في دقيقتين ينتج عنه هدفين، خصوصا إن مانويل لا يعرف جوزيه أثناء الاستراحة لو أحس بتراخي في الأداء أو تأخر هدف السبق. الجدير بالملاحظة هنا هو إن الزمالك كان في المباريات السابقة يتخلى عن مراكزه وتركيزه بعد هدف من الاهلي .. فيحدث معها انفتاح الخطوط المعتاد، لكن الجديد اللي قدمه لنا الزمالك السنة دي هو تفتح الخطوط بعد فرصة بركات. كأن الخضة من خطورة تسجيل الأهلي في أي لحظة سربت للاعبي الزمالك بعض التفلت في الملعب أو امكانية هروب المباراة من أيديهم نظريا، فهربت منهم بالفعل عمليا. لاحظ في الشوط الثاني عند الضربة الموضوعية عدم التركيز في الاستلام وخروج الكرة رمية تماس، ومن أول هجمة أحرز أول هدف.

بعد أن أخرج جوزيه تريكة من المباراة لعدم الجاهزية، لم يكن يستطيع أن يغامر مرة أخرى ويخرج ثاني أفضل لاعبيه. رغم إن الهدف الأول من كرة ثابتة، لكن تحرك بركات نفسه فيه شيء من التفرد، ويبين سبب عدم تخلي جوزيه عنه حتى في واحدة من أسوأ مبارياته. كنت على وشك الحديث عن بركات – تريكة كتبديل قديم في فرنسا ما بين زيدان ويوري ديوركاييف، لم يستطع معه الثاني ملء فراغ الأول (كأس العالم 98)، تماما كما أحسست بنفس الفراغ حتى مع وجود هنري أو ريبيري. لو تركنا مشاكل فرنسا، وذهبنا للأهلي نجد أن بركات تحرك بنفس أسلوب تحركه في مباراة الجزائر (5-1) من كرة ثابتة، وربما طلب منه جوزيه زيادة التركيز والتأثير والتحرك أكثر باتجاه مرمى الزمالك طوليا، وليس بالعرض (وهو تحرك بركات فعلا لحظة التسجيل). الجانب الثاني هنا هو مشاركة ثلاثي الهجوم حسن وبركات وفلافيو في الهدف بدرجات متفاوتة .. ومن الواضح إن الفريق يجيد تشكيل حالات انسجام ممتازة في الهجوم ما بين رأس المثلث وقاعدته حتى في غياب الساحر .. والمتعب، وهي ميزة فقدها الزمالك بوجود الجديد أجوجو، وغير المجهز شريف أو جعفر (فاكر آخر ماتش لعبه الاتنين مع بعض كان امتى؟)! احترافية أحمد تعطيه ليونة في التعامل مع أي لاعب بل وأي مدرب وأي خطة على قدر الحاجة وقدر المطلوب لتحقيق المرغوب.. والتكامل الممتاز مع من يلعب بجواره، وهو فارق نفسي ذكي يعوض بعض النواقص (إن وجدت) في العائد من اوروبا.

الزمالك تفككه بعد فرصة بركات كان شديد نسبيا.. وبعد هدف بركات كان أشد. هنا الزمالك اللي أعرفه يظهر على حقيقته، كفريق على كيف كيفك .. وكيف كيفه، حتى إن كان ضد كيف المدرب. خط الوسط لم يعد يضغط كما كان .. مع تحرك أطول وأشد من عبد الرؤوف إلى الامام .. وزيادة من مجدي جهة اليسار للمساندة مع ريكاردو أو في العمق مع نزول شريف أشرف أو في التمرير مع أيمن. يستمر الزمالك في معاملة ذاته كفريق مستوى ثاني أو حتى ثالث بالتقدم للهجوم أكثر مع استقبال مرماه لهدف، كعادة فرق الشركات أو الفرق المصارعة ضد موجة الهبوط في الدوري. التفكير نفسه انتقل للمدرب بالتبعية بنزول شريف أشرف .. وكرر نفس خطيئة كرول باخراج ارتكاز وضحى بلاعب وسط في مقابل الهجوم. غريب من هولمان انتظاره لهدف في مرماه ليفكر في المهاجم الثاني، ثم الثالث، تماما كما انتظر فريقه نفس الهدف .. فدخل فيه الدوبل. يفرق كتير تغيير جوزيه الثاني بنزول حسني وهو فائز عن نزول شريف ثم جعفر والزمالك خاسر، لأن المساحات أمام مهاجم الفريق الفائز كانت أكبر وأوسع وأطول وأفضل من مهاجميْن فريقهم مهزوم.

خطورة أجوجو ظهرت أقوى وأفضل بعد نزول شريف وانضمام محمد ابراهيم النسبي للوسط، ولكنها استمرت خطورة من النوع الأليف. الحُكم يزداد وضوحا على اللاعب في ثاني مباراة وإن ظهر تعاون إيجابي جدا مع شريف كاد يثمر عن هدف .. لكن أجوجو يظل مفتقدا أحد أهم مكامن خطورته وهو اللمسة الأخيرة. تعامله في فرصتي الشوط الثاني كان يدل على مهاجم بدائي لا يجيد استقبال الكرة داخل منطقة الجزاء او توقع منطقة هبوطها أو اتخاذ الوضعية السليمة للارتقاء والتهديد بالتسجيل. دفاع بقوة الأهلي محتاج مهاجم بقوة عالية لتهديده، حتى في فترات سرحان لاعبي الأهلي ووقوفهم على خط واحد، لم يهدد أجوجو الكبيرأو شريف الصغير الحارس الأمير إلا بكرات قليلة ليست كافية لإحساسك بقرب الهدف. التهديد الأقوى أتى عن طريق اختراق رائع لعبد الرؤوف، فغيره هولمان، أو بالأحرى قل دمره هووول مان


انفعالية الزمالك في الهجوم تلحظها في انفعالات معتمد جمال، واعتراضات هولمان، وقبله العابدي، بالتالي انطرد اثنين وبقي هولمان. نفس الشيء انعكس على الفريق باحساسه بالظلم نتيجة لعدم احتساب ركلة جزاء مشكوك جدا فيها أو هدف التسلل (لا أدري ِلم يستمر الزمالك في المطالبة بركلة جزاء حتى في غياب خبيرها، وحتى الخبير لم يستطع الحصول عليها، بل لم يطالب بها عبد الرؤوف نفسه). خدها قاعدة في أي مباراة تراها: الفريق المطالب بركلة جزاء وهو أحوج إلى الفوز (سيان فريق كبير متعادل، أو متأخر بهدف)، لا يفوز. ذاك منطق العَجَزة (اللي فاكره من ماتشات الأهلي ماتش إنبي الشهير 2001 تقريبا، وماتش النجم 2007، وكانت المطالبات في المباراة مؤشر قوي على هزيمة حتمية). أداء الزمالك الهجومي تنوع ما بين ارتداد جعفر للخلف للاستلام والتسلم والتمرير إلى أجوجو أو شريف، أو انضمام أيمن ومجدي إلى الطرفين لمعاونة أيهما على اختراق بركات أو معوض.

في المقابل، لم يستفد الأهلي من المساحات خلف ارتكاز الزمالك أو قلة عددهم إلى الرقم اثنين بعد سحب عبد الرؤوف. مجهود بركات وحسن قل كثيرا كلما تقدم عمر الشوط الثاني، فيما كانت المساحات خلف أيمن تطلب فارس رامح. تأخر تغيير أسامة حسني بعض الشيء وكان ممكن يتقدم أكثر بالذات مع كثرة الضغط على فلافيو وقلة امدادات الطرفين (سيان معوض أو صديق)، إلى جانب كثرة الميس باص من الخطوط الخلفية للأهلي، ونافسهم فيها بركات بكثرة التمرير الخاطيء إلى سعيد أو الصفتي، وهو يظهر قلة لياقة بركات بالتسرع في التخلص من الكرة.


الغريب هو إن تغييرات هولمان بالزيادة العددية في الهجوم قابلها جوزيه بزيادة أكبر في الوسط. حاول جوزيه منع تقدم أيمن (حتى هاني) من ناحية، ومساعدة معوض وبركات على تقدم عبد الله المتحفز أو الرجوع لمواجهة الساقط من ثلاثي هجوم الزمالك (في أحيان كثيرة كان جعفر). لكن الشق الهجومي من لاعب الارتكاز في الأهلي يتضمن نقل الهجمة والتمرير السليم إلى الأمام بالذات مع اندفاع ارتكاز الخصم إلى الأمام (وأحيانا اندفاع دفاعه) والاحتفاظ بالكرة أطول فترة، مع تقدم لاعب ارتكاز (واحد) لمعاونة ثنائي الهجوم أو مثلثه. ده الكلام النظري والمعنى إن نزول حسن كان لتخفيف الواجبات الدفاعية على عاشور وبوجا ومن وراءه دفاع الأهلي، إلى جانب التأثير على ارتكاز الزمالك المتقدم بالرجوع إلى الخلف. لاحظ انتظار جوزيه إلى حركة هولمان للقيام بتغييراته، وهي من المرات النادرة التي أرى فيها جوزيه في نطاق رد الفعل. وهو ما يفسر تأخر تغيير بوجا، واستمرار جوزيه على تدعيم الوسط بلاعب وسط (كان ممكن وجود إينو وحسن فقط في الوسط، ونزول المحمدي مثلا كمهاجم للتخفيف)، لكن جوزيه يعرف تماما ما كان يريد.


مع نزول إينو، لاحظت إنه يحوم حول منطقة الجزاء. قبل الهدف كاد إينو أن يسدد كرة وبدا عليه فيها التسرع الشديد. لا أدري إن كانت تعليمات من جوزيه بالدوران حول منطقة الجزاء واستغلال مهارة التسديد من اللاعب، أم هي رغبة وذكاء من اللاعب. لكن الهدف ينم عن ذكاء من إينو .. وتوزيع ذكي من لاعبي الأهلي حول منطقة الجزاء بوجود ثنائي هجومي (أسامة وحسن) وحول المنطقة لاعب ارتكاز .. والمرة دي كان إينو.

الزمالك كفريق تحركه بعد دخول هدف في مرماه يتسم بالعشوائية. هاني استمر وربما سيمضي في متابعة تقدمه إلى الأمام ومساندة الهجوم حتى وفريقه (ودفاعه!) ينقصه لاعب. الزمالك تخلى في الشوط الثاني عن أسلوب لعب ... وطريقة ضغط بلاستر، وربما نضيف إليها التخلي عن خطة. هولمان وقع في نفس خطيئة كرول بفتح وسطه أمام خصم يجيد استغلال الأخطاء، ولم يتقيد لاعبوه بالمراكز حتى مع تأخرهم بهدف وتأزم موقفهم بطرد لاعب. لا تكاد تلحظ شخصية هولمان طوال المباراة إلا بالأداء الجيد لعبد الرؤوف هجوميا في المساندة، ولا أدري سر تغييره، أما فيما عدا ذلك يستمر الزمالك كفريق في فرض شخصيته على المدرب، وحالة هاني شديدة الوضوح، وأقل وضوحا تخلي أيمن عن الواجب الدفاعي، ثم مجدي، وطبعا استمرار الخروج عن النص من قبل العابدي (شخصية المدرب الأوروبي لم تردعه عن تكرار خطأ الأسمنت). لعب هولمان بطرفين في الجانب الأيسر طوال المباراة، والاثنين يجمعهما عنصر واحد: مهارة المراوغة، مع انعدام الجدوى الدفاعية (لاحظ فرصة الأهلي الثلاثية في الفوز بثلاثية، وبداية الهجمة من الطرف الأيسر لمرمى الزمالك).

في المباراة الاولى أخطأ عبد الله ومن بعده الحائط البشري نتيجة لقوة فريق جوزيه والمهارات الجماعية لديه. لكن نجاح هولمان في المداراة على أخطاء فريقه وقتها كانت أقوى منها بعد أسبوع. عشمك طارق يحيى بصفقات الزمالك وقدرتها على التعويض والردع، ليتضح أن مشكلة الزمالك في فريق، وإدارة فنية، غير المشكلة الأعمق في الإدارة العليا. لا تكاد تلحظ دورا لأيمن في قيادة الزملاء أو القدرة على شغر مكان العابدي (ليس بالرجوع للخلف، ولكن بمحاولة تقليل الهجمات عن طريق الضغط الأقوى على الخصم، ولاحظ إن ده دور حسن وعاشور وبوجا زي ما قلت في البداية). عوامل غريبة تظهر في الزمالك ويستغلها الأهلي أفضل ما يكون، لأنه الاهلي. لم ينكمش الزمالك دفاعيا بعد الطرد، ولم يتابع ضغطه طوال الوقت الأصلي من الشوط الأول، وترك حرية ومساحات أمام فريق يجيد الضرب بقسوة من أي ثقب في الملعب. تعددت ثقوب الزمالك، ولم يرحمه القدر إلا باثنين. ينتظر الجمهور والفريق معجزات جمة حتى مع قصور فكر وقصور أداء، وقصور تكتيك. سمعنا جعجعة كثيرة على ريكاردو، ولم نرى طحنا، وكان الحديث أكثر على اجوجو، وإن زادت غلته. لكن طحن أجوجو كان فاشل طحن، بانعدام تأثيره الايجابي على مرمى أمير. غريب إن مدرب أعرفه جيدا يوافق على شراء ريكاردو ويعهد إليه بمسؤولية طرف. غاب عن الزمالك شيكابالا وغيره، بمهارته الفردية غير المجدية أحيانا، ولكن ريكاردو عوض الغياب بكعوب ومناظر تكسب آهات الجماهير. لكن آهات أول المباراة غير سماع الآهات آخرها. أعدم هولمان أحد أهم أسباب تعادله وانعدام تسجيل خصمه في شباكه بعد سحبه لعبد الرؤوف. كرول وياللغرابة والعجب سحب لاعب ارتكاز في مباراة الدور الثاني فاستقبل اثنين، وكانت هي نفس حصيلة خطيئة خصمه. كلمة أبو العلا معجزة فعلا.. وتكاد تنسحب من فريق مقهور إلى مدرب مستجد. تشعر إن الزمالك بالفعل أقصى أمانيه في التعادل وإن بقاء الندية معناه تقليل المساحات في الخصم. يبدأ الفريق المباراة جيدة لأنه يلعب من أجل عدم استقبال هدف، وبعد أول تغيير (أو أول خطأ أيهما يسبق الآخر)، يبدأ الانفراط في العقد والتفريط في الواجبات والمراكز. مقارنة في السريع، في أول المباراة تمركز معوض بشكل خاطيء وكاد يتسبب في انفراد لمحمد ابراهيم من اليمين. الانفراد لم يتكرر إلى نهاية الشوط. حول بصرك على الطرف الآخر، تلاحظ اختفاء ريكاردو بعد الكام منظر في الشوط الأول.


على الجانب الآخر والجانب الأهم، وهو الجانب الفائز، ساعد أسلوب أداء وأسلوب تغطية فريق الأهلي على تنفيذ فكر المدرب. لم يغير جوزيه بركات حتى في أدنى مبارياته مع الأهلي، لأنه لاعب قادر على اللعب في أكثر من مركز بأكثر من أداء والإضافة على تعليمات جوزيه بتهديدات في الخصم. دش واحد من جوزيه في الاستراحة كفيل بتذكر بركات للأهداف. يجيد جوزيه تنفيذ تكتيك بوجود واحد أو اثنين من لاعبين حتى لو اشتاق إلى خمسة من الكومبو لاعبين. صدر لك جوزيه سهولة غير طبيعية في الفوز في بداية الموسم بمباراتين متتاليتين من نوع الديربي، وهو أمر لا يدركه إلا انتر مع الميلان أو مانشستر مع تشيلسي. حتى غير المتأقلم نسبيا معوض، أجاد جوزيه في التغطية عليه ومد له المساعدة من خلال تغطية قلب الدفاع (السيد) .. أو وجود عاشور أو حسن كمحطة مساندة. ولو ما عجبوش أحمد حسن، حرك له بركات ناحية اليسار من أجل المعاونة الهجومية. مش هأتكلم على سلامات لاعبي الأهلي على رمزي صالح كونه على الدكة ومساندة الفريق لمعوض (تابع مثلا مساندة فريق الزمالك المتأخرة لأجوجو ... أو غياب التغطية على ريكاردو ثم استبداله، مما قد يحطمه نفسيا) ولكن عاوز ألف الانتباه إلى أسلوب الانسجام الذي يمنحه الفريق للجديد. أحسست ببعض الرهبة على معوض كون أول اختبار حقيقي في مباراة ديربي، ولكن جوزيه لا يترك اللاعب المهزوز دون من يثبت قدمه. لو سرح معوض إلى الأمام يطمئن لوجود عاشور كمحطة استقبال في المنطقة خلفه، أما لو كانت الكرة طولية في الثلث الأيسر الأخير، فهو مطمئن لوجود السيد مكانه، مع تعطيل اللعب لحين عودة لا تستغرق ثلاث ثواني على الأكثر. ومش هأتكلم على التغطية الثنائية خلف حسن وأحيانا ما تكون ثلاثية أو رقابة جمعة لأجوجو أو حتى تغطية أمير على أخطاء دفاع الاهلي. ده فريق عارف بيعمل إيه.

مرة بعد أخرى يزيد جوزيه من تركيزه على الوسط. هولمان زاد من هجومه على أمل تعديل النتيجة، فلم يسجل، فيما زاد جوزيه من تركيزه على الوسط، فسجل هدف التعزيز. (سيبك من الماتش ثانية واحدة، واسرح في سبب آخر للقتال على حسين علي لاعب البترو). في غياب الساحر الاهم، يحاول جوزيه إيجاد سحرة، حتى لو كانوا مبتدئين ولسة خام في الشغلانة. روح الفريق الأهلاوي تثبت قوتها، أمام فريق غابت عنه روحه. ربما يستمر الزمالك في أداء أفضل، ومباراة ديناموز القادمة محك مهم، تماما كما أن أسيك مباراة أهم بالنسبة للأهلي لمعرفة إن كان الإثنين أسد على بعضهما وفي أفريقيا نعامة. ربما يكتسب الزمالك الثقة بعيدا عن الأهلي انتظارا لموقعة ثالثة بعد شهر، فيما سيتابع الأهلي طريقه بعد بداية مشجعة، لكنها ليست أبدا النهاية. جوزيه مبهر حتى مع استمرار غياب وزيري الدفاع والهجوم، وغابت معهما الطابية اليسرى والسترايكر. الفريق الأحمر يجيد حتى لو غاب عنه التأييد، ويلدغ حتى لو غابت عنه ملكات النحل. النحل معروف عنه الابتكار ويخرج عسلا فيه شفاء للناس، فيما يتبعثر النمل لو حادت إحداها عن الخط المرسوم.


Category: | Leave a comment
4:37 PM | Author: Al-Firjany


رغم إن الموسم المحلي بدأ إفريقياً، وعلى غير العادة؛ آسيا حاولت مشاركة جارتها في المنافسة في التسخين، وهو تسخين قد يغلي معه أكبر راس مدير للكرة في المخروسة إلى خارج الحلة الرياضية، ويا رب ياخد معاه لحمة الراس اللي كانت السبب. إيران هددت بتصعيد رفض مصر إقامة مباراة ودية إلى أكبر رأس كروية في العالم، ويا بخت من ضرب أكبر راسين في مصر بأي حاجة. هذا العام بلاتر كان حامياً جدا في كلامه في ردع الاتحادات للسماح برجال السياسة في الضغط على مديري اللعبة، في محاولة يائسة بإبعاد كرة القدم عن أيديهم، ليس بعدا باللعبة النظيفة عن قذارة السياسة والسياسيين وحاراتها على قدر ما هو تأكيد على أنها لعبة مستقلة، وذات سيادة، بدون عاصمة، ولا حتى وطن، أو حسب كلامه "الرياضيين أقدر على إدارة شؤون لعبتهم". المبدأ في حد ذاته جميل، ولكنه لا يطيق التطبيق في بعض الحالات، وصعب أن ينسحب على الحالة المصرية



مصر لم تكن وحدها تحت نيران إيران، ولكن سبقها نادي تشارلتون أتليتيك الانجليزي، ونفس النبرة كانت حاضرة ومسموعة في التهديد باللجوء للفيفا ... وآهو زيادة القضية قضيتين. في القضية الانجليزية كانت حجة النادي الانجليزي تنامي المشاعر المعادية للإيرانيين في أعقاب تجاربهم النووية وتحديهم للمجتمع الدولي (الغربي) على الرغم من كثرة العصي اللي نزلت تلسوع على إيران أو الجزر ظنا منهم أن حاكمها من الأرانب اياها. لكن دولة الشاه :-) لم تتأثر بالعصي وتركت الجزرة لآخرين ينزعجوا من الحديث عن المعونات وينزعجوا أكثر إن مُنعت عنهم. تشارلتون كان أول حلقة في المسلسل، والمصريين مشيوا ورا الانجليز في رفضهم وكانت الحجة فيلم "إعدام فرعون" .. ولا أستبعد وجود بعض الضغوط على بلدي، خصوصا إن القرار المصري السياسي سيادي جدا ... و زي ما بيقول الكبير "نحن لا نتأثر بأي ضغوط خارجية". مش معقول حتة نادي تشامبيونشيب يرفض، وييجي منتخب بتلامة أهله يلعب معاهم.


نبرة التهديد الايراني واضحة جدا، وشبه متطابقة في الحالتين، ولكن اللي يشد الانتباه هنا خيوط كتيرة. تحاول إيران (علي دائي) تمثيل نفسها كما لو كانت ضحية مؤامرات خارجية وأن الآخر يحاول فرض قوانين ولوائح لا يطبقها الآخرون على أنفسهم. بمعنى إن النظرة للغرب ككيان واحد موجودة، (النادي الانجليزي، والاتحاد الانجليزي والفيفا من جهة، والاتحاد الاوروبي والدول الغربية من جهة، يعني كلهم يجمع ما بينهم صفة الاوروبية، والقوانين التي لا تطبق إلا على إيران)، وهي نفس القارة الممارسة للضغوط على إيران. الدولة الفارسية مطالبة بالتقيد بالنظام الدولي ومعاهدة حظر انتشار الاسلحة النووية، وهي على نفس الطريق تحاول أن تقول أن الآخرين لا يطبقوا القواعد التي خطوها بأيديهم (كيل بمكاليلي، ولكن من منظور رياضي - سياسي). نفس الأمر تكرر مع مصر وبنفس المنظر ونفس الحجة. إيران تستند إلى حالات إيقاف اتحادات وأنشطة كروية في دول أخرى ثبت فيها التدخل الطاغي من الساسة في إدارة شؤون اللعبة، فكان تعليق النشاط والتدخل الحازم من الاتحاد الدولي (العراق مثال حاضر في الذهن، وربما الكويت، أما الدول الأخرى فتضم بيلاروسيا، وكينيا، وألبانيا وآخرين). ولكن لا تدرك إيران أن القواعد المعمول بها لحظر تلاعب السياسيين بالكرة واللاعبين، قد لا يفعلها هو الآخر، ولاعتبارات سياسية قادمة من نفس القارة. يعني ببساطة من تطالبه بإيقاف التدخل والضغوط ، ربما لا يستطيع ردع رنات هاتف مؤثرة على قراره ضد إيران وضغوط السياسيين عليه بألا يعبأ بكلام فارغ من دولة مارقة (ممكن تمثيل الأمر عندنا في مصر بتدخل السياسيين في تسييس الازهر أو تدخلهم في بعض الأمور الدينية وتلاعبهم بالرموز الدينية، والعملية لا تحتاج إلى تبيان أو تمثيل).

أذكر مرة محمود السعدني كان حاضر نهائي بطولة كأس العالم في انجلترا، وكان يومها من ضمن الحاضرين مسؤول مصري في الاتحاد الدولي. قبل المباراة سأل السعدني المسؤول المصري: من سيفوز بالمباراة في رأيك؟،ـ فابتسم. انتهت المباراة بفوز انجلترا بالكأس، في حضور ملكة انجلترا. وبعدها ذهب المسؤول إلى السعدني وقال له: "يعني كنت عاوزنا ندي الكاس لفريق غير انجليزي، في حضور الملكة؟!" إيران تريد حكماً لصالحها .. في مباراة على غير ملعبها وخارج حدودها. تطلب العدل في غياب العدالة، والاعتدال في زمن الاختلال .. وتطبيق القوانين في حين ثوبها القانوني نفسه مليء بالثقوب والثغرات (غلق الصحف، وبعض المصادرات، إلى جانب تحكم رجال الدين في كافة مناحي الحياة هناك، ومين عارف جايز هم المحركون لحركات علي دائي الدعائية في الخارج). بالطبع التأثير السياسي هنا على الحكم وبعيد عن الاتحاد، لكن ما أحاول أن أرمي إليه إمكانية وجود بعض الضغوط على الفيفا نفسها. الموضوع كله يتضمن أطراف غير ملائكية .. وقواعد تنفذ حسب الكيف والمصالح هي الحكم والفيصل في لعبة صارت تجمع ما بين الرأسمالية والسياسية إلى جانب كونها رياضية. مين عارف يمكن يتلاعب الغرب بالقضية الرياضية ويحاول تسييسها، مع إغراء إيران بالكف عن التجارب النووية في مقابل كسب قضية داخل اتحاد الشخاشيخ الدولي! كل شيء جائز في كوكب العرائس


في أي قضية مدنية أو رياضية، هناك إثباتات وحجج لابد من تقديمها. فأي حجج لدى إيران حول غياب مشاركة تشارلتون ومصر؟ لا يمكن أن يكون الأول بالسذاجة التي يخبر بها إيران أن الحكومة البريطانية أمرته بإلغاء المباراة، في حين كانت الثانية بالسذاجة إلى التصريح بأن الفيلم كان السبب في عدم إقامة المباراة على لسان أكبر رئيس فيها (بمناسبة الأفلام، منعت أمريكا دخول يوسف شاهين أراضيها، وبسبب فيلم كادت تدور معارك بين جماهير القطبين داخل مصر، ومين عارف يمكن بسبب كام فيلم وجودي ع المدونة هيقل وهتعرف إن شاء الله بعدين). الضغوط السياسية في مصر على الرياضة أكبر وأعمق من أن تذكرها إيران، لأنها مهمومة بكرامة وطنية تمثلت في إلغاء دولة لمباراة معها، وكأنها مستعرة منها. لا يمكن إثبات شيء على الهاتف، أو إثبات قرار بالنوايا، أو الاشاعات، أو أحاديث جرائد المعارضة، أو قعدات القهاوي.

لا تعلم إيران عن تدخلات ابن الرئيس في اتجاهات وانتقالات اللاعبين داخل المحروسة، أو أوامر الجهة العليا بمساعدة نادي في جلب لاعب حب يلوي الدراع، ولا تعرف عن تدخل بسلامته في حل الاتحاد الكروي عقب كل كارثة رياضية (فاكر خروج مصر الخماسي في كأس القارات بالمكسيك؟) أو التلاعب بجهاز الرياضة والابقاء به كما الدمية والسيف المسلط على رقاب الأندية، لو ساقت العوج وافتكرت إن قانون الفيفا ممكن يمشي في بلد فيفي، أو هواتف أمن الدولة التي ترن، أو النهار الكحلي الذي يظهر، لو حاول أحد الأعضاء في الاتخاد أن يربى دقنه – وإن لم يربي نفسه – ولبس الساعة في الإيد اليمين!! طب ربي سكسوكة في دورة، وفي الدورة التانية ابقى البس الساعة في اليمين، إنما الاتنين مرة واحدة، ولا انت من كتر القراية عن الديمقراطية .. فاكرها بلد اهلك!!

من حوالي سنتين طلب نادي بيروزي الايراني عقد اتفاقية توأمة مع النادي الأهلي. المثير والغريب في الأمر إني لم أجد حماسا من النادي الاحمر، ولا حضور وفد أو ذهاب وغد إلى إيران من أجل التوقيع على اي بروتوكول .. ولو حتى صباح الخير بالفارسي. لم أسمع أو أقرأ بما يخيب ظني في أن الضغوط السياسية على الأهلي حالت ما بين تفعيل العقد، وهي مسائل لم تظهر في اتفاقيات جراتس النمساوي أو البرسا الأسباني. لكن بيروزي لم يتحدث عن ضغوط سياسية كما تحدث دائي العدائي، ولم يهتم جديا بالتفعيل، وجايز الأهلي هو من لم يعر الأمر كله اهتمامه، بعد فشل نادي جراتس ومعاركه القانونية في النمسا. الأهلي حاليا يقاتل من أجل حسني، بعد أن علم قاطنو قصر الرئاسة أن جمهور الأهلي لم يعد يعبأ بأي ضغوط على المجلس، محاولا مد يد العون والمساعدة، ومدللا من جديد إن القبضة الحديد لم تعد كما كانت.





معروف حال مصر حاليا بفعل تدخل قادتها فيها، والرخاء الاقتصادي نتيجة للسياسة الحكيمة التي يتبعها حكيم (المغني طبعا). كان من ضمن الحسد الذي يحوط الرياضة في مصر بعدها النسبي والنظري عن تدخلات السياسيين، تاركين للشعب اللهو فيها من غير خفي، والحديث فيها بما يشغلهم عن الفشل شبه اليومي والتدهور الموسمي في معظم مناحي الحياة. لكن على رأي واحد صاحبي، "كرة القدم هي المتنفس للشعب، حتى دي كمان مش عاوزينا نشم فيها هوا نضيف بعيد عن قرفهم". نتيجة للفساد السياسي، سمعت ولاحظت وقريت عن تمني الخلاص من أي مكان ومن أي جهة "لو طلنا نتحالف مع الشيطان لإزالة النظام، لتحالفنا" (حسب كلام قريته). لكن التدخلات الخارجية لقلب النظام غير موجودة أو كأننا بانتظار مستعمر جديد يخلصنا من نظام فاسد، ليحكم هو ! التدخلات الخارجية موجودة لتمرير قرارات أو مواد معينة (وربما سفن معينة من القناة)، غير كدة ما تلاقيش. إيران أيضا هي البعبع في مصر، والقيادة تخشى من المد الايراني وتحاول تحجيمه بأي طريقة (جريدة الشعب مثلا، أو التعامل مع الإخوان داخل مصر، أو حتى تعاملها مع أطراف أخرى خارجية حزب الله وحماس). خطابات الأهلاوية إلى الفيفا بوجود تدخلات سياسية ورأسمالية في قرارات الاتحاد ربما لم تحظ بالقراءة من سكرتارية الفيفا، ولا حتى الفراشين. مين عارف جايز إيران تقدر على اللي ما قدرش عليه الأهلي. دوما ننتظر الحل من الخارج، ونعجز عنه داخليا. وهو حال عربي وسيادة منطق يفرضه الواقع (العراق وصدام حسين، وحاليا السودان وعمر البشير).

لو سألتني عن رأيي الشخصي، فأنا أتمنى زوال الاتحاد المصري بأي طريقة. الكرامة الوطنية والنزعة الغاضبة من الهجوم على رئيس مصري ميت ترفض أن يأتي الحل من إيران. أتذكر التحالف مع الشيطان لإسقاط ذيوله .. الرغبة المتوحشة في تنسم هواء نظيف. نفسي لا زالت تنازعني.








بلاش يا علي يا دائي. قلبي لا يزال يحب بلدي، وعقلي يحدثني بإرادة الحداد الثائر.

Category: | Leave a comment
8:19 AM | Author: Al-Firjany


لأنهم من العهد القديم، طبيعي ألا يفهموا لغة الجيل الجديد. ولأن العنصر الأمني هاجس في بلد العجائز، طبيعي أن تخف الايدي أكثر على الزناد. بدأت السذاجة بحديث عن اشتعال المدرجات ما بين الغريمين .. وتسريبات من اتحاد خرم بتحذيرات أمنية عن المباراة وحول المباراة، قبل أن تبدأ المبارزة. عجيب أن يتحدث اتحاد الكرة عن أزمة في مباراة تقع خارج حدود ملعبه، والأعجب هو عدم حدوث ما سبق وحذر منه فيما قبل أو أثناء المباراة أو بعدها. بالطبع وجد الكلام الساذج طريقه لدى شريحة صحفيين مهيطل فانتشرت الشائعة وانتشر الكلام ضد الجمهور وثقلت المباراة والمدرجات قبل أن تمتليء. كان الاتحاد يحذر والتحذير لزيادة الحرص، ولكن ومثل باقي تدخلات الاتحاد المحترف حدث العكس. جايز حادثة ارسالات جماهير الاهلي خطابات ضد الاتحاد أثره في محاولة شحن الاتحاد قبل أن تشحن الجماهير، وإرسال لجحافل الأمن ردا على ارسال جحافل الرسائل إلى الفيفا. الأسلوب نفسه كما لو كان تحفيز للجماهير على التشاحن والاقتتال. بمعنى إنه كثرة التأكيد على حدوث معارك مع ترقب من بعض الأوساط الاعلامية بسقوط أول قتيل في الاشتباكات صورت الأمر كما لو كان حدث بالفعل أو كأمر واقع لا مفر منه. شيء غريب وأسلوب أغرب في التحذير، والأسوأ هو استمرار الاتحاد على نفس المنوال في مباراة السوبر المقبلة. ربما أحس الاتحاد بتحفز جماهير الأهلي ضده (هاني وحسني والحضري) فاستبق الباب وحاول قطع الطريق عليها بصد الباب في وجه السباب (وبعض التقارير تحدثت بالفعل عن احتمالية توجيه السباب بشكل جماعي للاتحاد، ولاحظ تركز الشكوى الامنية من جمهور الأهلي تحديدا، وإن سمعت شكاوى أخرى من جمهور الزمالك خاصة بدخول البانر الثاني أو صورة لمحمود حمزة). سذاجة تصريحات الجولة الاولى لم تمنع نفس الأشكال في الاتحاد عن الخروج بنفس التفاهات في المباراة الثانية، وفي نفس الأسبوع. قبل المباراة وجدت بعض المواقع تتحدث عن اعتقال عدد من قادة الألتراس من الجانبين، وفي المباراة بالفعل ألقي القبض على بعضهم من الطرفين. وحتى الآن لا أعرف السبب.


كعادة مباريات الديربي، تحول ألتراس مدرجات الجمهورين إلى بورتريه غاية في الروعة. أصابت مجموعة ألتراس أهلاوي غاية النجاح في دخلتها في مباراة الأحد، فيما لم تصب ألتراس وايت نايتس نفس القدر بفعل صعوبات في الدخلة وانتظار وترصد لمباراة الأحد برضه. كان بودي التزام جمهور الزمالك بما تعاهدوا عليه في البيان بالحداد على روح محمود والتزام الصمت في المدرجات كنوع من التكريم ... أو حتى للالتزام بما تحدثوا عنه في البيان (لم تتوافر لدي معلومات عن سبب عزوف الوايت نايتس عن ذلك، وأرجو ممن توافرت لديه، ترك تعليق بأسباب العودة: هل هي قوانين ألتراس التي تفرض وجود دخلات في الديربيات؟ أم هي تحية لمن خطفه الموت من المجموعة وعدم التفريط في روحها .. بعد أن تركتهم روحه؟). حسب معلوماتي واللي قريته، وضعهم البانر مقلوب كان نوع من الحداد على حمزة –الله يرحمه – وكنوع من الرد السلبي على معاملة أكثر سلبية من الأمن. ألتراس أهلاوي واجهت صعوبات أمنية قاسية خارج الاستاد كادت تلغي الدخلة قبل أن تفرد، فيما واجهت الوايت نايتس صعوبات في فردها داخل الاستاد، نتيجة لطبيعة الاستاد وتصميمه، وتصميم الدخلة (يمكن لهذا السبب أنواع معينة من الدخلات كالجلاد أو حتى فردها بشكل معين بحيث لا يتعارض مع اي صعوبات في الاستاد نفسه). نتيجة للوجود الأقل لجمهور الزمالك في المدرجات، تسبب في سوء فرد الدخلة على طول جنبات المدرج.

بعيدا عن المشكلات، اللوحة كانت جميلة جدا، بالذات مع توجيه رسالة من كل طرف من طرفي النزاع إلى الآخر: أهلاوي حاول استدعاء صورة من الماضي لتمثيل هيمنته وتأكيد على إن الجمهورية أهلاوية، فيما حاول الوايت استعادة الأمجاد بالتركيز على الماضي ولم يمنع الأمر من السخرية من الخصم مع الأمل في الحاق الهزيمة به، ، ولو معنويا. لوحة ألتراس اهلاوي كانت أبدع وأجمل وأروع .. مع تنافس قوي من دخلة الجلاد في مباراة الأحد مع دخلة الزمالك في نهائي الكأس مع إنبي (دخلة "يا رب الكأس").


الأهم هو رسم اللوحة .. وإن البورتريه شق طريقه بصعوبة داخل المعرض .. حتى مع اطلال صاحب المعرض الغبي برأسه العفن مرة أخرى. في الديربي الماضي سمح لرجال ألتراس بفرد الدخلة في زمن قياسي (أذكر ساعة واحدة فقط، نتيجة لبعض الترتيبات الأمنية). المرة دي كان الوقت قياسي وكانت الدخلة بالفعل على وشك الالغاء، لولا بعض التدخلات من الأكبر لردع الأصغر والأغبر عن منع روابط الألتراس من الدخول. التحفيز الأمني كان على أهبه ولا أعلم ما نوعية المعلومات التي تواترت لدى أجهزة الأمن بخصوص تلك المباراة. لم يصر الأمن على التعامل السطحي من الأمور؟؟ لم تكون أوامر جهة ما قابلة للتنفيذ، وللحصول على الغاء الأوامر يستوجب تدخل جهات أعلى؟!!! لم يعامل الامن نفسه بهذا الأسلوب، ويصر على أن يضر جمهور الكرة تماما كما يضر جمهور المضربين؟ لم يجب علينا دوما أن نسير جنب الحيط، وجنب الاستاد، مصممين على أن نضع أنفسنا خارج طريق الدنيا؟ أفهم تدخلات الأمن لمنع ادخال البيرشو أو الاحتفالات النارية والقاء الشماريخ، لكن الغاء دخلة من القماش والجلاد لدواعي أمنية، فهو عذر يتضاءل أمامه الذنب. الأنكى هو وجود بعض الحالات الثابتة عن تعذيب بعض أعضاء رابطة ألتراس وايت نايتس (عضو اسمه جيمي، والثاني أحمد عاطف (نملة)، حسب ما قرأت).. ولم أقرأ بحالات مشابهة عن أحداث مماثلة داخل ألتراس أهلاوي. شيء مقزز ومقرف من الأمن الحقيقة، ده غير أحمد جمال المدون والذي عانى على يد الأمن، وازداد العذاب واشتد مع معرفتهم أنه مدون!! خلاص اتعرف إن أي مدون على انترنت، يبقى ضد السيادة، وضد الأمن وضد الفساد، وأي كلمة لا .. لابد من إخمادها بالقوة الجبرية .. لا بقوة المنطق.


فازت ألتراس أهلاوي في هذا الديربي، تماما كما فاز فريقها. قرأنا ولا زلنا نقرأ عن محاولة الزمالك محو آثار هزيمة الأحد بفوز آخر يوم الأحد برضه. أوجدت روح ألتراس منافسة أخرى في المدرجات وتباري مبهر للعين فيما بين الجمهورين ... داخل الجمهورية. حتى وإن لم نصل بعد إلى الكمال الأوروبي أو الجمال الشمال أفريقي في فرد الدخلات نتيجة لفوارق مادية وبشرية ... وأمنية، نظل حتما على الطريق، وتلك الدخلات شموع جيدة الاضاءة .. يمكن نلاقي الضوء في نهاية النفق.

Category: | Leave a comment
4:10 AM | Author: Al-Firjany


مباراة الأحد الماضي (والقادم) مقياس مهم ومؤشر مؤثر على قياس أداء وفعالية صفقات الأهلي والزمالك. الطبيعي بعد الحديث عن التدعيمات في الفريقين .. أن نتحدث عن الأثر داخل الملعب، حتى بعد تجربة أولية وعدم اكتمال نضج واندماج اللاعبين الجدد مع القدامى في الفريقين. التحليل هنا مؤشر، وليس قرار نهائي، أو جزم بنجاح أو فشل. في عالم الصفقات وحالات شراء اللاعبين، لا توجد صفقة ناجحة بالكلية . . أو فاشلة نهائياً؛ دوما ستجد اللون الرمادي لو نظرت للصفقة نظرة أشمل من مبلغ مدفوع ومستوى مرفوع.


أحمد حسن خطف التورتة وأكل الكعكة من جميع الصفقات ... والقدرة تعاظمت بتسجيل هدف وخطف الأضواء من وسط خمسة. النزاع على دور البطولة كان على أشده ما بين حسن وأيمن. والغريب والمريب هو وضع ايمن لنفسه (وربما وضع مدربه) في موقف الندية والضدية مع أحمد، وهي نقطة سأحاول المرور عليها عند الحديث على مستوى عبد العزيز. أعطى جوزيه لأحمد حرية الحركة في المنطقة ما بين بوجا وعاشور في الوسط وفلافيو ومتعب في الهجوم. رأيت منه تحركا أذكى في مباراة كايزرسلاوترن نتج عنه تسجيل من وضع الحركة. ولم أرى له نفس التحرك المؤثر داخل الصندوق في مباراة الزمالك (باستثناء مرة أو مرتين طوال المباراة) فبالتالي ابتعد بالتسجيل إلى ما خارج الصندوق. المهم بالنسبة له وربما بالنسبة للجماهير والنقاد هو استمرارية التسجيل، والأهم والأدعى بالنسبة لي دوره في الملعب وتأثيره وتحركاته. المثير هو وجود حسن في نفس مكان أبو تريكة بأداء دور قاعدة مثلث تحت متعب وبجوار فلافيو .. مع مساندة بركات أو جلبرتو من أجل التمرير العرضي لواحد من السترايكرز. أحمد من نوعية اللاعبين القادرة على تعويض فارق السن بالجهد والحماس، واللياقة البدنية الجيدة جدا، بالتالي سمحت له بالاستمرار في الملعب 90 دقيقة دون شكوى من اجهاد أو تعب (لاحظ تعب جلبرتو قبل التغيير، أو قلة جهد بركات الهجومي). أسلوب اللعب كان جيد ولم أسمع من أحاديث الجماهير كثيرا ملاحظات حول غياب تريكة مثلا في الهجوم، وإن انتظرت عودته في لقاء الأحد القادم. تحركات حسن العرضية ودفعه لأيمن إلى المنطقة الخلفية أزاحت الأخير من طريق بوجا أو عاشور في حالة التقدم بمخاطرة محسوبة، ولكنهما فضلا التقيد بالوسط وبتعليمات جوزيه، فلم يظهر أثر تحرك حسن العرضي إلا فيما ندر. الجانب الثاني في ثقة جوزيه في أبو حميد هو إبقاءه على الملعب وسحب فلافيو، أي أن أحمد بعد أن أدى دور تريكة .. وجب عليه الجمع بين واجبات الغائب مع واجبات البديل (أمادو) بالدوران خلف متعب. جهد أحمد قل مع قلة مجهود الفريق ولياقته كون الأهلي في بداية موسم. لكن بصفة عامة أدى اللاعب في المباراة بدرجة جيد جدا تصل إلى حد الامتياز.



مع توقع مشاركة أبو تريكة في السوبر، ربما يزيح جوزيه أحمد حسن إلى الوسط. ممكن بتقدم أحمد من الوسط إلى الأمام يعطي دفعة أقوى للهجوم الاهلاوي، لأنها أفضل له وللفريق من الاندفاع من حول الـ18 إلى الهجوم. سيتيح وجود ساحر الأهلي أكثر من خيار أمام جوزيه، فيما تبقى خيارات هولمان محددة كالعادة، وربما ينحصر بردة الفعل (الخيارات الحالية تتمثل في الاطراف فقط بوجود ريكاردو مكان حسن). فيه نقطة بخصوص حسن سأحاول الحديث عنها في نهاية التحليل لما أدحرج التماسي على هاني سعيد.



كان أمام هولمان خيارين مع أيمن عبد العزيز؛ إما التجربة كارتكاز متأخر، أو متقدم. اختار الألماني الخيار الأول لمواجهة الخصم الذي شاهده في بلده يلعب مع ابن بلده سلاوترن. الغريب هو إن أيمن لعب مع حسن أسلوب رجل لرجل، وكنت أظنه أذكى من هذا، والأغرب اختيار حسن بالذات (مش عارف إن كان ده بتعليمات من هولمان، أم اختيار من أيمن بالتركيز على القائم بدور أبو تريكة أيا كان). أيمن كان ناجح إلى حد ما في الحد من حسن، وربما ساعد معرفته بزميله السابق في تركيا باللعب بالأسلوب الذي يكدر حسن ويخرجه عن شعوره وعن المباراة. كانت مراقبة أيمن زي الرطوبة لما تلزق في الجسم. اللي تغلب بيه، راقب بيه. أعطى جوزيه لحسن حرية الحركة في الأمام، في حين قيد هولمان قدرات أيمن وحصرها في رقابة المتحرر. ترك أيمن للعمق كان ممكن يشكل بعض الخطورة على الزمالك لو أحسن الأهلي استغلال فراغ العمق من لاعبي الارتكاز في ظل حداثة عهد عبد الرؤوف ومزاجية أبو العلا. أرجع وأقول بطء الأهلي في التحضير كان سبب مهم في غياب خطورته من العمق. مع شدة رقابة ايمن كان طبيعي ألا يجد أحمد فرصة التسجيل إلا نادرا، ومن كرة ثابتة، وبعيدا عن أيمن،.. استطاع التسجيل. حاول هولمان من خلال عبد العزيز اللعب باثنين ليبرو في الفريق بوجوده أمام مثلث مجدي- العابدي- فتح الله، بالتالي تقليل غلة الأهلي المتوقعة من الاهداف، إلى جانب تقليل التعاون مع متعب وفلافيو. خسر وسط ملعب الزمالك لاعب وسط مهم كان ممكن يعطي تغطية أفضل على أبو العلا في حالة الهجوم، بالتالي ظهر وسط الزمالك عامة بمستوى أقل من بوجا – عاشور.

الجانب الأهم في حكاية أيمن هو تأثير خارج الملعب على اللاعب داخله، أي في تعامله مع ذاته ووضعه لنفسه داخل الفريق. لاحظت تراجع أيمن كثيرا إلى قوس مرمى الزمالك بحثا عن الكرة لبدء هجمة جديدة، في حين يفترض بأداء الدور إما ليبرو أو وسط متقدم أو طرف من الأطراف. أيمن يحاول تصوير نفسه كمنقذ لفريق تائه، ووضع أيمن نفسه كقائد لفريق يبحث عن قائد، في حين خط الوسط هو الآخر يبحث عن نفسه، فتحمل ابن الثلاثين ضغط قيادة 11 لاعب مع الاثنين. أدوار متعددة أمام لاعب واحد في بداية مشوار مع فريق لا يزال يتحسس رحلته إلى المقدمة. حلم شارة المنتخب الأوليمبي وحمل لواء فريق من سمات شخصية أيمن في الملعب، لو لسة فاكر مشكلة المنتخب الأوليمبي من حوالي 10 سنين. الضغوط النفسية على أي لاعب في الزمالك حاليا كبيرة، وحتى لو لعب أيمن في ضغوط مماثلة في تركيا، لِم يحاول إثقال نفسه بتحمل مسؤولية فريق، ومسؤولية خط ارتكازه وحدها ادعى وأكثر حاجة – في اعتقادي – للحل؟ كان فكري إن حسن أو أيمن أكبر من الانجرار خلف مشاحنات ونزاعات ناديين وجمهورين، وقطبين، بالتركيز أكثر في الملعب، وهي نقطة لاحظتها أكثر على عبد العزيز عن حسن.



تغير خطط جوزيه حتما سيتبعه تغيير من هولمان، وربما فوجيء أيمن بتغيير حسن ليحل محله تريكة. وحينها سيكون الاختبار أقسى والحكم أوضح على العائد من تركيا.

نفس الحال ربما ينطبق على اجوجو لكن من ناحية عكسية. فريق ضل شيكابالا، وطالب بتنحية حازم فتنحى، يحاول البحث عن البديل هجوميا. أجوجو لاعب جيد إلى حد كبير، وتوقعت أن تنحصر كل قوته في بنيانه الجيد وقوته الجسمانية، لكن وكما قال هو عن نفسه "أجيد القليل من كل شيء" اتضح لي إنه بالفعل يجيد بعض مهارات المهاجم. فكرني تحليل أحمد عز بتحركات أجوجو (وساعات حمزة) في المنطقة ما بين جمعة وشادي .. أو ما بين جمعة وبركات، وهي تحركات جيدة جدا وانحصر تمويل الزمالك في تلك النقطة تحديدا .. أي بعيدا عن منطقة الجزاء؛ في حين إن ميل أجوجو على حدود منطقة الجزاء معناه إما عرضية .. أو انتظار لمساندة من الطرف أو الارتكاز. ولا ده حصل ولا المساندة حضرت. العرضية كانت إما لأبو العلا أو حمزة ... وطبعا الثنائي لا يجيد في الرأسيات أو التمركز الجيد في المنطقة أثناء العرضيات مع دفاع بقوة الأهلي. الغريب –وكما قلت في تحليل المباراة – إن الزمالك زاد من ضغطه الهجومي بعد نزول عبد الحليم علي!! حصر هولمان أجوجو فيما خارج المنطقة، في حين قوته تزداد داخلها (افتكر بطولة اليورو، وقارن قوة توني خارج المنطقة وداخلها، أو تذكر محدودية تأثير زالاتان لقلة الدعم والمساندة له من رفاق ليونبيرج). حتى لو هرب أجوجو من جمعة أو السيد .. يظهر له بعبع عاشور (نفس أسلوب جوزيه في تغطية الارتكاز لحظة تقدم أحد قلبي الدفاع موجود وملحوظ). مشكلة أجوجو بالفعل في مقابلة مجلس وزراء الدفاع المشترك الأحمر، حتى لو غاب عنه وزيره النحاس





بداية أجوجو قد تكون أفضل من بداية إيمانويل أمونيكي وجونيور في الزمالك أو ماكي وإسحق أول في الاهلي، وبالنسبة لي مشابهة لبداية فلافيو، وبالمثل خالية من الاهداف، لكنها أقل من بداية المبهر أحمد فيليكس، أو أوتاكا في الاسماعيلي. على قد لحاف الفريق، يقدر المهاجم يمد رجليه. والزمالك بالكاد قدر يغطي نفسه دفاعيا، ولم يستطع مد الامدادات إلى الهجوم.

سأتابع اللقاء القادم لأرى كيف يعامل الزمالك اللاعب، وكيف سيحاول هولمان تطويره لخدمة فريق يبحث عن هدف السبق في الغريم. لكن الاهم هو تعامل الفريق، وهي قصة طويلة أحيلها إلى مباراة السوبر إن عيشنا.

الخطوط شبه متساوية ما بين مــعـــوض وهــانـــي في الغريمين. لكن الأمر اللي استرعى انتباهي في المباراة هو الفارق ما بين نزول كلا اللاعبين أرض الملعب. من ضمن أوجه أفضلية الاهلي على الزمالك إجادة معظم لاعبي الأول اللعب في أكثر من مركز عكس الثاني. لحظة نزول معوض (أو إينو) تلاحظ تسمر أعين اللاعبين التسعة عليه لمعرفة التعليمات الجديدة من المدير المرهِق اللي قاعد برة (مش كفاية التعليمات القديمة؟!). نزول معوض قد يعني إزاحة لاعب إلى الأمام وآخرين للخلف، مع تطبيق تعليمات بالزيادة في نقطة معينة أو سد ثغرة خلفية، أو زيادة تثبيت وتاكيد لاعب ارتكاز في الوسط دون تحرك إلى الطرفين (بوجا مثلا وميله على بركات) أو لتعديل خطة وتشكيل وتكوين داخل الملعب. لم يتطور بعد معوض مع الأهلي ولم تسمح فتره لعبه البسيطة سواءا لنا أو له بمتابعة أثر نزوله على الطابية اليسرى. على الجانب الآخر، ركز الجميع مع صيحات المدرج الأحمر مع هاني، ولم أعرف إن كان اللاعب نزل لمساندة في الوسط مع رجوع مجدي، أو مساندة في الخلف، مع تقدم مجدي برضه؟! إشارات الايدي وحركات الشفاه هي سمة أي تغيير في الأهلي، وبتغيير واحد تتغير اماكن وأدوار في رقعة الشطرنج، فيما لا تعرف لتغييرات الزمالك أي تغيير، باستثناء: شوفوا شغلكم يا ولاد وما تخلوش حاجة في نفسكم

الجانب الثاني هو التزام معوض بالجانب الأيسر والحد من انطلاقات غانم، ومحاولة الزيادة الهجومية. نجح في الأولى نسبيا، وفي الثانية لم ينجح جديا. معوض يذكرني بياسر ريان، حيث يحتاج إلى تسخين القدم اليسرى فترة معينة .. وبعدها اتفرج ع العرضيات.

هاني تقدم إلى الأمام كثيرا لمساندة الوسط ودفع الفريق من أجل التعادل. نفس أسلوب لعب هاني لم يتغير، وربما يُلمح اللاعب إلى هولمان بأنه يجيد في تلك المنطقة (ومعاه مجدي)، ولا أنسى له مباراة الكاميرون في النهائي بأداء مبهر خلف حسني ومحاولة التغطية على تقدمه لمساندة الهجوم. لكن تقدم الليبرو وقت التعادل غيره وقت الهزيمة. في الزمالك اللعب فيه حرية بعض الشيء والتقدم أحيانا بحساب، وأكثر الاحيان من غيره. على ما يبدو إن القباني لم يرحل عن الزمالك بعد. على الجانب الأهلاوي، لاحظ تأثير جوزيه على حسن بقلة الاحتفاظ بالكرة، وظهور اللمسة واللعبة، في حين استمر هاني على نفس تقدمه إلى الأمام. عماد النحاس كان كثير التقدم والمساندة مع الهجوم الاسماعلاوي، لكن الانتقال إلى الأهلي معناه التفكير ألف مرة قبل الاقتراب من دائرة السنتر وعدم التقدم في الكرات الثابتة إلا بعد موافقة جوزيه وختم البدري على التقدم (من المرات النادرة التي وجدت للنحاس فيها زيادة هجومية كانت هدف في ريناسيمنتو الغيني أيضا على ما أذكر من حوالي 3 سنين، والباقي معظمه أهداف من ضربات ثابتة). هذا فارق ما بين أسلوب لعب جوزيه، وتقييده للاعبيه لتنفيذ خطته، ويتابع الاستفادة من غياب التزام عن لاعبي الخصم.


طبعا هذا التحليل مبدئي لعينة الصفقات في الناديين. مباراة واحدة غير كافية للحكم عليهم أبدا. لكن أنا عاوز أحلل سلوكهم العام واستكشاف الفروق ما بين الفريقين في التعامل مع كل صفقة. يظل الانتقال الأهدأ لكل من حسن وأيمن هو من وضعهم على القمة بهدوء أعصاب ودرجات أفضل من الثبات في الملعب. وبالتالي تلاعب الخصمين مثلا بصفقات أخرى صاخبة كنوع من الرد خارج الملعب، حتى وإن لم يكن مقصودا وظهر عفويا (نزول هاني، ثم نزول إينو). كما تفوق الاهلي على الزمالك في الصفقات، تفوق في تأثيرها بقدرة حسن على التهديف حتى من كرة ثابتة، وبأسلوب لعب يبين طريقة تعامل جوزيه الحرفي مع لاعبيه واختياره للقادر على التنفيذ والتطبيق لما يدور في عقله. هولمان وضع أفضل لاعبي ارتكازه أمام أفضل لاعبي الأهلي، فتحولت زمالة تركيا، إلى خصومة داخل مصر (مين عارف جايز وجود الثنائي في مصر ينبيء عن طبيعة العلاقة ما بينهما في الخارج، وممكن تحدد علاقة ميدو مثلا بزكي وشوقي وغالي ومتعب أو فتحي)، فالمصريين لهم عادات خاصة تظهر جلية خارج مصر.

كالعادة يقيد جوزيه أي قادم إلى فريقه، ويحدد حركته بما يخدم الـ10 لاعبين والفريق بالتبعية. في حين تكاد تلحظ أن القادم للزمالك يحاول أن يشل حركة فريقه من اجل حرية حركته، وأيمن عبد العزيز بالنسبة لي مثال واضح. لا تلبث أن تنتقل عدوى عدم الالتزام داخل الملعب من القدامى إلى حديثي العهد بالفريق الأبيض، ليبقى الوضع على ما هو عليه. العينة المبدئية ظهرت إيجابية لصالح الاهلي وسلبية مع إيجابية للزمالك، وفي مباراة الأحد صفقات أكبر ولاعبين أكثر، وكالعادة يحاول كل طرف ألا يخسر ويحسن من نتيجة اختباراته. اتعبتني جدا العينة الأولية فيما لم يتعب الاهلي ... وربنا يستر علي ّ من العينات الأربع المتبقية. جوزيه معه لاعب على درجة عالية من الاحترافية، ربما سيواصل به اختراق صفوف مع اختلاف مركزه تبعا لكل مباراة. من يدري ربما يصل جوزيه بحسن إلى المنصة ... ومنها معاً إلى اليابان



Category: | Leave a comment
4:40 AM | Author: Al-Firjany
من النادر أن يبدأ الموسم الرسمي بمباراة ديربي، وعلى ما يبدو إن اتحاد الكاف ينافس اتحاد الحاف على إقامة مباريات ذهاب وعودة بين كبيري المحروسة. كنت متوقع كسر عادة الفرق المصرية في البداية السيئة في المواسم، ولكن لقاء الديربي دخل في زمرة اللقاءات الفقيرة. سوء المستوى سببه سوء الطالع .. ومن سوء طالع الزمالك أن يقابل أول المطالع مع الغريم. كالعادة يعطيك الزمالك الشعور بالندية .. ولكن لا يمنحك الأمل في التعادل أو الفوز. في لقاءات الديربي الندية حاضرة حتى في ظل الاختلال النظري للموازين واختلاف القوى لصالح طرف على آخر. يتابع الزمالك الجمع بين الأداء الجيد مع الهزيمة في لقاءاته مع الغريم، وإن بدأ في استعادة أجزاء من الهيبة بالقدرة على الردع والرد على هدف المبادرة للخصم. هولمان يثبت أنه على طريق معرفة خبايا الأهلي جيدا، وربما يعطينا نماذج جيدة لأداء تكتيكي مميز أكثر مما أعطى أسلافه في البيت الأبيض. كعادة مباريات الفريقين الأخيرة، الفقر الفني مدقع وحال المباراة يسد النفس، لكن دوما ستجد نقاط مهمة في المباراة بحاجة إلى تركيز الضوء عليها، حتى لو كنت الفريق المهزوم، ومنها تحليل مبدئي للصفقات. المباراة ممكن ناخدها استطلاع مهم على الديربيات الأربع القادمة بإذن الله.


هولمان بدأ المباراة بنفس ما انتهى به كرول. في ظل ضعف الزمالك الحالي أمام الأهلي (بفعل الصفقات والغيابات، والعامل النفسي السلبي لدى الفريق) حاول هولمان اللجوء إلى نفس حيلة المدربين الحاليين بالتركيز على الوسط. أزاح أيمن عبد العزيز إلى الخلف لمواجهة المتقدم من ارتكاز الأهلي أو أحد أفراد قاعدة مثلث متعب وتاركا اثنين ارتكاز [أبو العلا وعبد الرؤوف] لمواجهة عاشور وبوجلبان (جلبرتو) في حالة التقدم. حاول هولمان مساعدة المهاجمين في الأول بزيادة من أبو العلا لكنها لم تستمر، وهو ما يفسر بعض السوء الذي ظهر عليه أجوجو في أول مشاركة، إلى جانب غياب التعاون والانسجام مع حمزة. كما كان دور الارتكاز محاولة الحد من انطلاقات جلبرتو في اليسار أو بركات في اليمين. بالفعل حد عبد الرؤوف جزئيا من انطلاقات بركات، لكن لم يستطع أي من عبد العزيز أو أبو العلا إيقاف جلبرتو، بوجود عبد الله (بالفعل النظارة الأوروبية لا تخيب على الاطلاق). هنا ظهرت المباراة لزجة وبتمرير سلبي من الفريقين. الكثافة العددية التي أوجدها هولمان في الوسط كانت جيدة دفاعيا، ولم تتح للأهلي التسجيل إلا من خطأ فردي، ولكنه نسي أمرا مهما: من سيمول الهجوم؟ ساعد غياب أبو تريكة والشيكا عن الفريقين في غياب الحلول الفردية أمام تكتل كل فريق في مواجهة الآخر، ولاحظ النقطة دي مع وجود تريكة في مباراة السوبر المحتمل بإذن الله، لأنه هيفسر لك أهمية وجوده في تلك المباريات بالتحديد (أو شيكا في المنافس مثلا). منعت الزيادة في الوسط كثرة عرضيات جلبرتو ولم تمنعها بالكلية، في حين ندرت بالمثل عرضيات حسن في الجانب الآخر، ولولا أحمد غانم كان ظهر الزمالك مكسور الجناحين في أول قصيدة المشوار الأفريقي.



فريق جوزيه لم يستطع فك طلاسم كايزر سلاوترن حينما لعب بنفس تماسك وتشابك الزمالك في الشوط الأول، وإن لم يعطي الفريق الألماني للأهلي خطأ فرديا كما أعطاه إياه عبد الله. الأهلي يعاني كثيرا من التطبيق الحرفي للضغط رجل لرجل، بالذات مع بطء التمرير الأمامي وعدم تنفيذ الهجوم المرتد الخاطف. مع تقدم عمر الشوط الأول حاول الارتكاز معاونة الطرفين بميل بوجا (وأحيانا حسن) باتجاه بركات للمساندة وحسن لليسار (ومعاه فلافيو أو متعب أو حتى عاشور) من أجل المساعدة في العرضيات لمتعب الراحل المتحفز، حتى بمخالفة تعليمات جوزيه بالتمركز في الوسط ومحاولة شغر المنطقة خلف حسن .,. ومقابلة القادم من أبو العلا أو عبد الرؤوف، أو ربما لاستغلال تأخر أيمن وانشغاله بحسن. باختصار وجود ثنائي وأحيانا ثلاثي في خط الوسط للأهلي هجوميا كان يجد معاونة من لاعبين أو ثلاثة .. ولكن كان لتماسك أسلوب لعب الزمالك بعض الشيء أثر في تقليل الخطورة مع بطء تحضير الأهلي. أعطى جوزيه لحسن حرية الحركة للأمام ومساندة الطرف اللي يعجبه والمهاجم الأقرب مع تغطية شبه ممتازة من بوجا وأكثر من ممتازة من عاشور في المنطقة الواقعة خلف أبو حميد. كان طبيعي مع لعب الزمالك بأسلوب الرجل لرجل وعدم تحرك متعب بما يكفي للتهديد أن يأتي هدف المبادرة (المعتاد) من خطأ.

محمد عبد الله لاعب جيد جدا هجوميا وعنده مهارة المراوغة عالية، ولكنه يثبت استحالة أن تعهد إليه بمسؤولية طرف من الأطراف .. بالذات دفاعيا. جلبرتو لاعب مرهق ومقلق لنفسه وللباك اليمين أمامه، ولم يصمد عبد الله أمامه أكثر من شوط واحد، ومع ازدياد ضعفه أخطأ في كرة تبدو لك سهلة لكن أمام الأنجولي هي من الأخطاء المعتادة نتيجة كثرة الضغط منه على خصمه. الخطأ الثاني في الهدف هو إن الزمالك كفريق لا يجيد التغطية ولا يتوقعها على أخطاء الزملاء. بمعنى إن في كرة الهدف لاحظت التغطية من فتح الله ولم أجد العابدي من قريب، وهي نقطة مهمة جدا في أداء الزمالك بصفة عامة، سأحاول العبور عليها لاحقا. كالعادة فلافيو وجلبرتو يثبتان وجود لغة خاصة ما بينهما وأسلوب غريب في التعامل مع الكرة والخصم، لاحظ وجود الاثنين على نفس الخط المائل تقريبا، مع توقع جلبرتو لخطأ عبد الله، لكن الغريب هو وجود فلافيو في تلك النقطة المتقدمة من المرمى (لاحظ عدم اندفاعه من الخلف للأمام مثلا، زي كرة زيدان – تريكة في الكاميرون، بمعنى إن فلافيو زي ما يكون منتظر عرضية هدية من عبد الله). الجانب الثاني المهم في الهدف هو إن الأهلي يكاد ينعدم الحلول من أفراده المصريين أمام التكتلات وأجدها في الغالب من الثنائي الأنجولي. نفس الأمر تكرر من مباراة أسيك في البطولة الماضية وأفتكر امام بلاتينيوم ستارز .. إلى جانب مباريات أخرى احتاج الأهلي فيها للتسجيل وعجز، وكان الحل غالبا أنجولي. وهذا ما قد يفسر الخط شبه المستقيم ما بين الثنائي لحظة التسجيل.

لم يقع هولمان في نفس خطأ كرول بسحب أحد لاعبي الارتكاز - ربما لغياب شيكابالا أو حازم - مع ترك أجوجو في الأمام بلا تمويل وانعدام لأي انسجام ما بينه وبين حمزة. حمزة كان ساقط كثيرا .. ساقط في وسط الملعب، أو على أحد الطرفين ... أو ساقط للحصول على فاول .. أو ساقط بفعل ضغط قوي من جمعة (السيد). ضغط الدفاع الأهلاوي على أجوجو كان ضعيفا في بداية اللقاء وازداد التصاقا مع تقدم زمن المباراة وازدياد اقتراب جمعة من شادي والسيد. هروب الغاني كان جيد جدا على الأطراف ولم يجد معاونة ومساندة بتقدم الارتكاز أو كانت نادرة من أسامة حسن أو من حمزة. الثنائي كانا متكاملين بوجود العنصر البدني القوي مع لاعب مهاري .. ولكن النظرية الجيدة قد لا تنفع كثيرا وقت التطبيق. فيه حاجة لاحظتها في التمرير إلى أجوجو أو استغلال الزمالك له بصفة عامة، وأحيلها إلى لقاء السوبر بإذن الله لأنها تستحق التعليق والتحليل، ولأهميتها لا يكفيها مباراة واحدة أو شوط واحد. يدينا ويديك طولة العمر.

يمكن لأول مرة من فترة يستطيع الزمالك معادلة النتيجة مع الأهلي، وهو مؤشر إيجابي للأبيض. الوجود الهجومي بحد ذاته أكثر إيجابية ويجب التركيز عليه تحليلياً. عبد الرؤوف تقدم لمساندة عبد الله وتقدم أكثر لما لمح غانم بجواره. حاول أبو العلا مساندة أسامة في اليسار لكنها مساندة ميتة فتقهقر الثاني للخلف، وتم تغييره لعدم الجدوى. هولمان ركز أكثر على اليمين للحد من تقدم جلبرتو المستمر في اليسار او استغلال المساحة خلفه؛؛ لكن لاعبو الأهلي لا يتركون المنطقة خلف أي ظهير نجيلة خضراء. بالتالي انضم السيد إلى جلبرتو قليلا، مع تغطية شادي مع أجوجو أو حمزة أيهما تقدم إلى حضن الدفاع الأهلاوي. أسلوب لعب جوزيه الارتدادي يفيد جدا في تلك الحالات (لاحظ تناوب السيد وجمعة على أجوجو وحمزة مثلا أو حتى انضمام عاشور إلى جيش المراقبين). حالة الغياب الوحيدة كانت في هدف تعادل الزمالك مع استغلال ذكي من حمزة لغياب الرقابة عليه حول منطقة الجزاء (دور الارتكاز المتأخر عاشور أو تقدم بحساب من جمعة أو السيد، فسدد مرتاحا باتجاه المرمى. أتمنى تكون فرصة جيدة لجمال في أن يعرف أن التسديد واللعب الإيجابي أفضل كثيرا من اللعب السلبي (سقوط أو ادعاءات إصابة). الفارق ما بين الاهلي والزمالك يظهر في اعتياد الأول على الفوز وعدم التفكير الثاني في التقدم. لم يستثمر الزمالك حالة النشوة الهجومية بمزيد من الهجمات، خصوصا مع تقدم جيد من عبد الرؤوف إلى الأمام، وعدم استغلال الاهلي للمساحات الشاسعة خلفه أو سقوط متعب أو فلافيو خلفه استغلالا لتقدمه، أو حتى بغياب التمويل من حسن الهجومي إلا في كرة الجهة اليمنى (التسلل الخاطيء على متعب أو تمويهة العابدي). بمعنى إن الزمالك هاجم ولم يستغل هجومه وزيادته، ولا الأهلي استغل المساحة الناتجة عن تقدم خصمه بغير حساب إلى الأمام

أسلوب لعب الأهلي بالبحث عن الفوز والثلاث نقاط يدفعه ويساعده علو مستوى بعض اللاعبين وإمكانية تسجيلهم لأي هدف في أي وقت، علاوة على بقاء بعض الأوراق الهجومية بجوار جوزيه وفي يده. في المقابل، لا يجيد الزمالك كفريق التغطية على أفراده في حالة الهجوم والارتداد بالتغطية العكسية. بمعنى إن العابدي أو فتح الله لم ينضم أيهما في حالة تقدم غانم سلطان أو خلف عبد الرؤوف، مما اضطر معه هولمان إلى إيجاد هاني سعيد ومجدي في الأمام للضغط الهجومي ومنع تقدم ظهيري الأهلي، بالذات بعد نزول معوض. الزمالك نفسه كفريق سرح إلى الأمام بحثا عن التعادل. نفس العشوائية التي وجدتها مع ميشيل (مباراة الكأس) أو كرول (لقائي الموسم الماضي، بالذات مباراة ثنائية الدور الثاني) وجدتها مع ابن هولمان. لم أفهم إن كان هاني نزل كليبرو متقدم أمام العابدي وفتح الله أم خلفهما؟ من لعب بجوار عبد الرؤوف وأيمن بعد خروج أبو العلا؟ الزمالك حاول الهجوم بما بين 5 إلى 7 لاعبين، لكن دون جدوى، وكأن الحل في الكثافة الهجومية. والعجيب إن الكثافة لم تظهر أنياب للزمالك باستثناء تسديدة مجدي. والأعجب عدم تفكير الزمالك في تلك الانتفاضة الهجومية إلا مع انخفاض معدله اللياقي (ولياقة خصمه أيضا) ومع نزول عبد الحليم مكان أجوجو (عرفت أنا عاوز أتكلم في إيه بعد السوبر؟). الهدف الثاني يبين كيف لا يجيد الزمالك التحرك حتى في ضربة ثابتة وعدم الالتزام الذي يعيبه واعتبر وجوده في الاهلي أحد أهم عناصر نجاحه المستمر. كما قلت وأكرر الأهلي يجيد أي لاعب في الأهلي التغطية على نفسه، وعلى زميله .. ولو طال يغطي على أمير لغطى. التغطية تجدها في سرعة الارتداد او العودة إلى الخط الخلفي (عاشور نموذج مذهل)، وظهر في الضربتين الثابتتين للزمالك حول المرمى بحائط صد قوي منع عن الحارس عناء الاختبارات (حتى كرة الهدف حاول جمعة منعها، فدخلت). على الجانب الآخر وفي هدف الأهلي الثاني، تحرك الحائط بسذاجة مضعفين من قدرة عبد الواحد على التصدي (من النادر أن أرى حائط صد يترك العمق بهذا الغباء، لأن التسديد من العمق يصبح أسهل بشدة). أعتقد أنه كان الخطأ الوحيد المحتسب للأهلي حول المرمى، في مقابل اثنين للزمالك، ليبين فارق ما بين تمركز فريق، وتمرقص آخر.


من ضمن ملاحظاتي الفنية على هاني سعيد تقدمه إلى الأمام في أوقات احتياج الفريق إلى زيادة، وهو نابع من النزعة الهجومية للاعب، ورغبته في لعب دور أمامي مؤثر، مع إهمال غير مقصود وحتمي للدفاع. كرر هاني نفس تحركاته الامامية مع الاسماعيلي والمنتخب مع نادي الزمالك، ولم يستغل الاهلي التقدم والسرحان الهجومي للخصم ولم يحسن استغلال بعض الهجوم المرتد مع تركيز الفريق على التمرير العرضي، واهتمام جوزيه بالتأمين الدفاعي (سمير ثم معوض وإينو دون استبدال لمتعب). من ضمن أسباب عدم اندفاع الاهلي قلة المخزون اللياقي بعض الشيء وعدم القدرة على ضرب مشاوير الذهاب والعودة بنفس قوة الشوط الأول، ولاحظ تخلص جلبرتو من الكرة قبل تبديله، واسترجع قوة الضغط الثنائي من الشابين أحمد غانم وعبد الرؤوف.

لياقة الأهلي والزمالك قلت جدا في الربع ساعة الأخير من الشوط الثاني ولحق الأهلي نفسه فسبق بهدف الفوز .. ولم يستطع الزمالك المعادلة من جديد حتى مع ضغط كل الفريق لصالح التعديل. الأهلي كالعادة تظهر له أنياب الفوز وقت التعادل، ولحظة التقدم لا يسعى من أجل التعزيز حتى أمام خصم ترك خطوطه الخلفية مفتوحة. أما الزمالك فيستمر على النقيض، فتظهر أنيابه وقت الهزيمة، وتقصف وقت التعادل. وهو حال بين فريقين وغريمين .. واختلال واختلاف لميزانين مستمر من حوالي 4 سنوات.

كالعادة يدخل الزمالك اللقاء مهزوما كفريق وكجمهور وربما كمجلس إدارة. والعجيب أن الاثنين بانتظار معجزة لم تأت، وقد لا تأتي. المباراة فارق ما بين مدير فني يتعرف على لاعبين ويعيد التعرف على بلد ويعيد التعرف على خصم كان بالأمس حبيباً. بنى الجمهور أحلام على مهاجم جديد، ومدير فني جديد، وفريق يعيد بناء نفسه. لجأ هولمان إلى حيلة ثلاثي الوسط من أجل المواربة على أخطاء تشكيل وأخطاء صفقات وأخطاء إدارة، وحاول التعادل فكانت له الهزيمة بفارق اليتيم. ولجأ أجوجو إلى المناورة بجسده بالتحرك بالعرض لكن لم يجد مساندة تعطي فائدة لتحركاته. كالعادة جوزيه بفريق من الجوكرز بإمكانه التعديل والتبديل ما بين المراكز بسهولة (جلبرتو جناح أيسر، ثم ارتكاز، وحسن رأس مثلث للارتكاز، ثم قاعدة مثلث مع فلافيو ومتعب، ثم رأس حربة متأخر مع متعب في نهاية الشوط). فريق بإمكانه إجراء أكثر من تبديل طبيعي يفوز على فريق إمكانات لاعبيه محدودة، بمعلومات مدرب لا يزال في طور التعرف على الفريق. هولمان تغييراته ثلاثة فقط، في حين جوزيه لا يحتاج إلى العدد نفسه من التغييرات إلا في حالة وقوع أحدهم مصابا أو لتغيير قطعه على رقعة الشطرنج. الأهلي يستمر في مسيرة ناجحة من أربع مواسم مع اخفاقات محدودة، في حين خصمه يسير من أربع سنوات في اخفاقات، وهو نجاح واحد مفيش غيره! الندية في اللقاء جيدة في حد ذاتها كبداية للفريقين أفريقياً .. ومحليا، وإن أظهر الأهلي قدرة أكبر على التسجيل من الزمالك ورغبة أعلى في الفوز.


من غير تطويل أكتر من كدة، لا أجزم بتطور أداء الزمالك في قادم المباريات أو الديربيات، لأني اعتدت على نفس المعادلة من الفريق الابيض أمام الأهلي: أداء جيد+ هزيمة، يتبعها انخفاض مستوى. على ما يبدو الزمالك يلعب البطولة الخاصة على أنها بطولة فعلية، مع انخفاض مستواه ما بعدها كعادة فرق البطولات. لا تكفي مباراة للحكم على هولمان أو أجوجو أو فريق قيد التطوير وتحت الانشاء (كما الحال به كل عام). أما الأهلي فيستمر في الأداء المتوسط مع الفوز ولا يزيد الغلة من العصافير طالما أودع عصفورين في شجرة الزمالك. ومباراته مع ديناموز وأسيك ستحدد إلى أي مدى تطور الفريق الأحمر بشكل أفضل. الفوز في بداية الموسم دفعة جيدة، والتفوق على غريم في هذه الفترة الحساسة ليس بالأمر السهل، خصوصا في غياب تريكة الهجوم، وعمدة الدفاع. جوزيه أمامه الخيارات محدودة لكنه وسعها من خلال التبديل بين مراكز اللاعبين، وبما أن هولمان لا توجد لديه نفس الروح داخل الفريق، كان تصريحه فيما قبل الماتش ينبيء عن النتيجة، وربما نتائج أخرى


Category: | Leave a comment
7:41 AM | Author: Al-Firjany

بعد تصريح رئيس موناكو الفرنسي ضد مظهر، ولأسباب أخرى؛ بدأت أتتبع من وقتها تحركات المهاجمين أوروبيا وتنقلاتهم العرضية والطولية، بحثا عن الكرة أو زميل أو المرمى، مع مقارنتها بالتحركات على الملاعب المحلية. لهذا كان تركيزي عليهم في البطولة الأوروبية الاخيرة برغم من سحب البساط منهم لصالح لاعبي الارتكاز، وفوز ألونسو بالكعكة. لكن بعيدا عن الجوائز، استرجعت بعض الشرائط المهمة على طريق يورو 2008 من أجل تركيز أفضل على تحليل المهاجمين هناك. لابد من تحية وفد المهاجمين المصريين الذي يوشك ان يحل في مطار هيثرو وتعريفهم وتعريفنا بنوعية المهاجمين زملاء ميدو ... ومين عارف يمكن يكونوا زملاء زكي، ومستقبلا بإذن الله متعب.

التشكيل النظري للمهاجمين هو وجود رأس حربة صريح، يلعب كرأس مثلث، وتحته قاعدة على الطرفين أو إلى العمق قليلا تتكون من لاعب مراوغ وسريع، إلى جانب سترايكر آخر متأخر. هذا هو التوزيع المثالي، ومعه يتكون المثلث الهجومي (وإن تحرك أحد أفراد القاعدة إلى العمق قليلا لتشكيل مهاجم ثاني إلى جوار الرأس الصريح، كمثال رونالدو مع البرتغال او مانشستر بجوار جوميز وروني، أو هنري بجوار إيتو أو جوفو أو روبين بجوار الرود في هولندا أو الريال). لكن بعض الأهداف بينت أدوار أخرى لرأس الحربة ومنها المساندة المؤثرة مع أحد أفراد قاعدة مثلثه ... أو المساندة مع ارتكاز فريقه إن وجد (نموذج سيماك الروسي حاضر بشدة .. او أحيانا تونكاي في تركيا بإزاحته إلى الوسط .. أو وجود بالاك ومساندة كلاوزه). الهدفين اللي هأعرضهم في المثال التالي تبين تحويل رأس المثلث إلى قاعدة، وتحول القاعدة لتكون رأس .. براسين وأحيانا ثلاثة رؤوس! ازاي؟ أزاح بعض المدربين مهاجمهم إلى منتصف الملعب أو ما بعد المنتصف بقليل في اتجاه مرمى الخصم، ومعه يتحرك أحد قلبي دفاع الخصم لمراقبة المهاجم المبتعد عن منطقة الجزاء. في نفس الوقت يقوم السترايكر بالمساندة مع أحد أفراد مثلثه في الطرف (سواء أيمن أو أيسر) ومع الثغرات الدفاعية الموجودة في المنافس بدافع ترك أحد قلبي الدفاع لموقعه، يصبح التهديد بالتسجيل أسهل بشدة. قد لا تأتي المساندة مع أفراد القاعدة ولكن ممكن مع تقدم ظهير الجنب .. أو أحد أفراد الارتكاز .. باختصار الأقرب والأسرع له جايزة التمريرة.

الجانب الثاني من كوكتيل المهارات لدى المهاجم بصفة عامة، هو ضرورة تحلي المهاجم بالسرعة. مش شرط هنا تكون السرعة خارقة لدى المهاجم .. أو إنها سرعة الركض والعدو باتجاه مرمى الخصم، ولكن للسرعات أوجه كثيرة. فمن سرعة التمرير إلى سرعة الاستلام (بمعنى اتخاذ الموقع الصحيح) وسرعة التسليم .. وسرعة بناء الهجمة. في النقطة دي تحديدا أتذكر كرة رائعة للوكا توني في الدوري الايطالي من حوالي سنتين: ظهره للمرمى والضغط عليه بلاستر من الخصم، ولابد من التمرير إلى أحد القادمين من الخلف بسرعة، وبما إن الكرة لا تزال في الهواء، استلمها لوكا على الصدر وبخفة رائعة حولها خلفية مزدوجة في المكان المناسب للمندفع من الخلف (قضيها وصف بالكلمات دلوقت، لأني مع الأسف لا أجد الفيديو حاليا). باختصار حتى لو لم يكن المهاجم سريعا، فهي ليست حجة للتمرير السريع .. أو الضغط الأسرع، أو التفكير الصاروخي .. أو الجري بالكرة أو بدونها أو معها أو مع زميل، أو سحب مدافع إلى الوسط أو سحب مدافع إلى أحد الطرفين. المهارات أكثر بكثير من أن نحصرها في تسجيل أهداف، وربما كان هذا هدف شحاتة بالاعتماد أكثر على متعب بدلا من زكي في كأس غانا.

لا أقصد المقارنة على الإطلاق ما بين الثنائي المصري وأقرانهم من غير المصريين. ليس هنا مجال الحديث عن الدونية وهم أفضل منا، لأني أكره هذا الحديث بشدة. هؤلاء تربوا على التحرك السليم والتمرير الأسلم، واللعب السلمي، في حين لم يتعرض أي من المهاجرين المصريين إلى نفس التعليم. هجوم لاتيكس لم يستطع التسجيل بأكثر من سبعة، في حين لم يستطع هجوم الروبنز الصعود إلى مستوى اعلى تاركين هال سيتي للصعود إلى البريميير ليج. لكن ما أعنيه هو ما يبدو عليه المهاجم أو مجموعة المهارات اللازمة له من أجل التسجيل والتهديف. لا يعني وجودك في خطوط الفريق الأمامية انتظار بناء الهجمة وساعتها يبدأ دورك، بالعكس، الدور قد يبدأ من لحظة هدم هجمة الخصم، وبناء هجوم فريقك. موقعك في الملعب يحدد ذكاءك ومقدار نجاح الهجمة الجديدة، وربما يحدد أيضا ما إذا كنت لسة شايل الجلخ المصري من عقلك الكروي، أم لا تزال هناك بعض البقايا. بعد أحد مباريات التي لعبها فتحي الموسم قبل الماضي (كانت ضد إيفرتون على ما أذكر) قريت كلام من واحد اعرفه وأثق في بعض تحليلاته، قال إن فتحي لعب مباراة جيدة جدا. في نفس المباراة تحركات وتمريرات فتحي كان يعوزها التركيز وكان واضح عليه التوتر وكتير من عدم الدقة، نتيجة لضغط المساحات وقلتها والحاجة إلى دقة تمرير بالغة، بالذات مع عدم تحرك زملاءه الصحيح له أو علو مستوى الخصم عليه، وبالتالي زيادة الضغط على حامل الكرة في لاعبي شيفيلد ومنهم فتحي. الجميل إنه بعد الأداء الجيد جدا من فتحي اتركن لنهاية الموسم وحتى لم يشارك مع شيفيلد بعد الهبوط (والباقي معروف). نفس المشكلة نقع فيها، نظرتنا إلى اللاعب المصري بالخارج تختلف جداعن نظرة اللي بالخارج للي في الخارج برضه. قلبي معاكم يا زكي ويا متعب، وعليكم




قسم الفيديو للتدعيم ببعض مهارات اللاعبين في التسجيل







Animated Version of Van Persie Goal Vs France -

الهدف الأول المختار هدف فين بيرسي الثاني أمام فرنسا. لاحظ تحرك الرود أولا عند خط المنتصف باتجاه الطرف الأيسر، مع ميل روبين إلى جواره لاستلام الكرة لحظة بداية الهجوم الهولندي الخاطف. بعد استلام الروبين بتمريرة ذكية من الرود، لاحظ انطلاق سهمي منه لبدء هجوم خاطف مع مساندة من شنايدر وعلى الطرف الآخر بيرسي منتظر التمرير. ولاحظ خروج الفان من الكادر مع انتقاله كرأس مثلث مقلوب أمام المثلث المتقدم، ربما للتغطية على شنايدر في حالة قطع الكرة من الفرنسيين. تابلوه فني رائع



الهدف الثاني هو هدف باستيان شفنشتايجر الأول أمام البرتغال في دور الثمانية لليورو 2008. لاحظ هنا كثرة الـــوان-تو (أو وان-فور) ما بين كلاوزا مع بودولوسكي ، ثم ما بين الأخير مع بالاك ثم انطلاق بودولوسكي السهمي بنفس اتجاه الروبين تقريبا، والتمرير إلى شفنشتايجر المنطلق محل كلاوزا الخالي. الفيديو يظهر بوضوح أثر تحرك قلب الدفاع مع ميرو إلى العمق وخلو نصف ملعب البرتغال سوى من ثلاثة لاعبين في هجمة خطرة للألمان

هذه بعض الأهداف التي حاولت تحميلها للتدليل على التكتيك الذي وددت التعبير عنه بالكلمات وتبقى الصورة أصدق من كل المقالات. سأحاول جوضع فيديو آخر وآمل ألا يكون الأخير، حول المهاجمين الأوروبيين، وهو هدف رائع لجيريمي ألياديير (زميل ميدو ومنافسه أيضا) في البورو، في الموسم الماضي من الليج.

برجاء ترك تعليق موافق أو معارض لما تم ذكره في المقال من تكتيكات الهجوم، ويا ريت لو كرة توني المقصودة موجودة عندك، .. باصيها.
Category: | Leave a comment
2:38 PM | Author: Al-Firjany
لوكشة واحدة، وبعد شد من الفانلة لخلع الفانلة، وجذب من الناديين للابقاء على اللاعبيُن ومحاولة إيقاظ روح الفانلة، رسي العطا على الدوري الانجليزي في الحصول على خدمات أفضل مهاجمين مصريين. نزع الدوري رجل من أقوى قبيلتين كرويتين، مع اختلافات جمة ما بين الانتقال وطريقة الانتقال والوجهة ومستوى الواجهة في لاعبين ودوري وشعب يبحثون جميعا عن الوجاهة دون سبب وجيه. عانى اللاعبان من صراعات داخلية وخارجية، وعانت معهما الجماهير، ومر الانتقال بمؤشرات صعود وهبوط، ومعها كادت تطير العقود واحلام الصعود إلى الشمال. رحلة المانش كانت مليئة بالأشواك، وربما هاجرت بسببها أسماك البيرانا من الأمازون إلى المانش مظهرة شراسة في الانتقال وحرب خفية ما بين اللاعبين والأندية. العقبات لدى زكي كانت أكثر واكبر بكتير من رفيقه في الرحلة، لتبين مرة بعد مرة عن فارق بين إدارة .. وعبارة زهقت من الشيكارة. هأحاول ما أوجعش قلبك وأقلب مواجع الانتقال .. لأن الاتنين قطعوا شوط مهم جدا في رحلة انتقال المحترف المصري من مصر بعد غانا إلى أوروبا ما بعد يورو2008، وهو الخلاص من قبضة الناديين .. ودول مش زي أي ناديين. التوقيت الانجليزي مذهل ويثبت إنجازا يضاف إلى سلسلة انجازات الانجليز بالقدرة على كسر رأسي الحربة من القطبين ورؤوس القطبين نفسها .. قبل لقاء الديربي. افــتــــــرا



الخيوط ما بين الثنائي الهجومي المصري ممكن نلضمها ونضمها وقت بدء اهتمام ساترن الروسي بمهاجم الأهلي. كانت مرونة الاهلي غير معهودة بالسماح لمتعب بالسفر للاختبار مع الفريق الروسي، وإن كان لها سبب وجيه لمجيء العرض فيما بعد هروب الحارس (وانتظر ليونة أكبر في قادم العروض مع لاعبين آخرين، وربما في أندية أخرى، وربما لن يبقى إلا الأقل من الـ28 أو سيُترك الأمر لذوق وأخلاق اللاعب). وقتها حسيت بتردد كبير من متعب، أكبر وأطول من تردده في قبول عرض بريستول الحالي وقبول مغامرة الشامبيونشيب. بعد رجوع عمرو زكي من لوكوموتيف الروسي عمل قلق ودعاية سلبية جدا على البلد، وكانت تجربته القصيرة والفريدة أمر استدعى انتباه زملاءه من اللاعبين المصريين. تكتكة عمرو من البرد في روسيا، تبعها رعشة وارتعاش في أجساد اللاعبين المصريين من فكرة الذهاب إلى هناك. متعب كان من ضمن مَن سمعوا، وكان قاريء مع اللي قروا .. حتى لو كان المتحدث غريمه في فريق الغريم، وخصمه (غير) الخصيم. بالتالي تلكأ متعب في قبول عرض ساترن الروسي، واشترط العقد إعارة موسم واحد، حتى إذا ما اتضح أن كلام عمرو صحيح، يبقى مش مشكلة سنة وعدت من عمري، أما لو غلط، تبقى مش أول مرة. لكن ساترن رفض، كما أن مدرب الفريق نفسه اعترض على عدة أمور في التعاقد أولها المدة، وثانيها مستوى متعب (لاحظ انخفاض مستوى المهاجم بشدة تهديفيا في الموسم الأخير، وانخفاض لياقته بشكل عام)، وثالثها العرض المالي الذي رآه المدرب مبالغاً فيه (كان مين الحمار اللي يدفع في مهاجم يضيع أكثر مما يسجل 4 ملايين دولار). متعب لم يبد حماسا في التدريب مع الفريق، ومع فتور حماس الطرفين في التعاقد، اتفشكلت. لا أستبعد وجود اتصال ما بين زكي ومتعب في تلك الفترة، وإن لم أقرأ عن اتصال أحدهما بالآخر في الاعلام، ويا دوب ألمح متعب في أكثر من مناسبة إلى قلقه من التجربة الروسية بفعل رحلة زكي القصيرة. كان أبو تريكة أكثر صراحة (كالعادة) لما قال إنه بعد استشارة العائد تراجع عن التفكير في لوكوموتيف (!!) وسبارتاك. الخيط استمر في المنتخب ما بين المهاجمين مع بعض التنافس الشرس ومحاولات الوقيعة ما بين الاتنين بسبب تفضيل شحاتة لمتعب على زكي، أو لطبيعة المنافسة ما بين الاهلي والزمالك وجمهورهم، والمقارنة الساذجة ما بينهما على كبر حجم الفوارق. آخر خطوط وخيوط الربط كانت في رغبة كليهما في لعب مباراة الأحد، والتسجيل في شباك فريق الآخر، بكلام هوائي لا ينم عن أي احترافية من ترك نادي، والانتقال إلى آخر، أو التفكير في حجم مصيبة ترك فترة الاعداد الاوروبية (ولاحظ إيقاف زكي في الزمالك المتكرر وعدم وجود متعب المستمر والحيوي في معسكر ألمانيا).. كمان عاوزين ما يروحوش يستعدوا للموسم الجديد مع فريق لانج! أوفففف. لا داعي للحديث عن روسيا، وما بعد روسيا .. ترك الاثنان الصقيع الروسي، ذاهبين إلى البرود الانجليزي.

فنياً، الثنائي يعتبروا نموذج تكامل هجومي، خدم حسن شحاتة جدا في غانا. زكي بقدرته على استخدام قوته البدنية وإضافة الجانب المهاري لها (استلام – تسلم، مساندة، بعض المراوغة)، ومتعب بقدرته على استخدام عقله وفكره كمهاجم مع قليل من القوة البدنية. وهو تكامل هجومي مطلوب (لاحظ مثلا وجود متعب بجوار الأقوى فلافيو، أو زكي بجوار الأمهر حمزة أو شيكابالا). تاريخ زكي الطبي نفسه عليه علامات استفهام وتعجب وعلامات ممنوع القراءة كمان، بإشاعات على القلب واللعب على النجيل الصناعي وتآكل بعض من خلايا قدمه (رأس ماله). كما أن عمرو حين عاد من روسيا عادت معه بعض التقارير الطبية، وأعاد إلى الذاكرة قصة قلب كانو النيجيري (الحمد لله اجتاز اللاعب الاختبار الطبي بنجاح، وأتمنى ألا يكون نفس نجاح اجتياز اختبارات لوكوموتيف). هأحاول أتكلم عن الجوانب الفنية للاعبين ومحاولة الحديث عن جوانب الاحتراف فيما بعد في المقال. الأهم هو إن اللعب في مصر شيء، وأوروبيا أشياء أخرى تماما.



بأقلق جدا من هبوط اللاعب المصري بالبراشوت على الدوري الانجليزي. فالخيوط ما بين نظام العائدين من أوروبا والذاهبين إليها مربوطة بإحكام بالتالي تقدر تحدد فترة مكوث لاعب في الجارة الشمالية أو ميعاد طائرة العودة أو أول مكالمة من ناديه الأصلي في النادي الفرعي. مثال أفضل جناح أيمن في مصر، مع ثاني أفضل هاف ديفيندر فيها حاضر أمام عيني: التألق المحلي الملهب لم يشفع للأول اللعب مع نادي هابط إلى الشامبيونشيب، كما لم يشفع للثاني في احراز مكان أساسي أو حتى احتياطي في نادي وسط انجليزي يصارع من أجل البقاء في بعض الاحيان (وإن كان الموسم الجديد قد يحمل بعض المشاركات أمام شوقي بالذات، وبنسبة أكبر لرفيقه ميدو). أفضل سترايكرز مصريين (يمكن بعد ميدو) على وشك حط الرحال في انجلترا، قادمين من مصر رأسا. احتمالات المكسب والخسارة تتأرجح بين الثنائي، ولا يمكن ترجيح واحد على الآخر. زكي يدفعه غرام لأوروبا وانتقام منها، ومتعب متحفز من سنتين لتجربة أخذت وقتا طويلا في النضج. فتحي وشوقي اثنين من جيل مصر الذهبي ولا حاجة إلى الحديث عن مستوى أي منهما، لكن الطريق من مصر إلى انجلترا صعب أن تستقله بطائرة مباشرة دون ترانزيت في دولة أقل (مانوتشو، كانو، دروجبا، أو حتى ميدو .. وافتكر مقال أوبي ميكيل، لو كنت قريته أصلا). لا ترتقي السلم من دوري أدنى في أفريقيا، إلى واحد من أقوى دوريات أوروبا، من غير مرشد، أو دون استعمال أسانسير. ما تضمنش الطريق إلى المانش بعبور سريع باللانش .. ممكن جدا تتبل وتبقى في وسط هدومك، خصوصا إن السذج في الاعلام المصري لا يرحموا (يا فاشل .. يا فاشل .. يا فاشل).




قدامنا دلوقت أفضل ثلاثة مهاجمين في مصر، يمرون بثلاثة مراحل مختلفة في البريميير والشامبيونشيب وكل بحسابات وأساليب مختلفة. ميدو عدى عليه من أشكال متعب وزكي كتير (فتحي وحاليا شوقي، وقبلهم غالي، وفيه دفعة جديدة جاية من مصر). ميدو نفسه عانى كثيرا في انتفاضته الثانية مع السبيرز، وعانى في إيجاد الفريق البديل، ويعاني حاليا مع البورو بكثرة الاصابات، وعانى من ازياد وزنه، تماما كما عانى المنتخب أكثر بغيابه. الموسم الجديد بالنسبة له يحمل أمل بمشاركات أكثر، وتمنى بتهديف أعلى. طيب ده حال محترف مصري – أوروبي، ما بالنا بلاعبين "محليين"؟ لا أود الرجوع إلى حديث ساذج عن الفوارق ما بين القبيلتين، ولكن إن كان هذا حال لاعب في انجلترا من حوالي 3 سنوات، كيف سيكون الحال مع المستوى الثاني من المهاجمين؟

متعب قد يبدو لك أقل حظا من زكي بانتقاله إلى الدرجة التانية – الشامبيونشيب، عكس الاول. لكن لو هنديها نبرة تفاؤل، ممكن نعتبره محطة تمهيدية جيدة في سبيل الصعود على مرحلة أعلى (البريميير، أو درجة أولى في دوري آخر). الانتقال إلى أوروبا في حد ذاته أمر جيد، خصوصا إنه غير متاح لبعض اللاعبين .. إلا بسب الميتين والصاحيين. مستوى متعب الحالي لا يؤهله إلى دوري (أو مستوى) أعلى، فهو بحاجة إلى مستوى يكاد يقارب الدوري المصري حتى لو كان أعلى منه، ولكنه من النوع الذي لا يسبب هزة شديدة في نفس المتلقي. حتى لو سبب هزة أولية من تطبيق حرفي للاحتراف، فهي هزة لا تنتج توابع، وتقدر تعتبرها من نوع الهزات الزلزالية زي بتاع الثلاثاء .. خفيف جدا رغم إنه قوي .. ولا تشعر به لأنك نائم. بالتالي قد يحظى متعب بكوبري جيد في الانتقال إلى دوري وبلد غريبة ويكاد يكون أفضل - حتى وإن بدا لك أتعس - حالا من زكي. العنصر السلبي هنا هو سعر الصفقة (وهي عادة مصرية أصيلة في السعر العالي حتى في انتقال من دوري ترللي، إلى نادي درجة تانية) والسعر بالذات قد يسبب بعض المتاعب للي كان متعب مع انتظار جماهير بريستول لمردود من المبلغـ، وترقب لصعود إلى الدرجة الأولى. الضغوط على متعب ستكون عنصر سلبي مؤثر على مستواه، إضافة إلى عناصر أخرى (اللغة، التعرف على البلد، الغياب عن معسكر الاعداد، التعود على اللعب في انجلترا، المطالبة بالتهديف في كل مباراة تقريبا، بعد أن كان هدفا كل أسبوع كافيا لإسكات ما يسمى بالنقاد .. وطبعا غياب عبد المنصف :-) ).

على الجانب الآخر قد يبدو لك زكي أفضل مع ذهابه إلى الدرجة الأولى ومع نادي جيد ومعروف. لكن علاوة على مواجهته لمدافعين أشرس (ولا داعي للحديث عن تيري، وفيديتش، وفرديناند، وسلفستر أو أوريليو.. حتى لو كان فيه سينديروس، وكولو توريه :-)، ومدافعي البورو والسبيرز (للأسف لا أحفظ أسماءهم، ولكني وجدت لهم أخطاء ساذجة من بعض ملخصات الفريق أثناء متابعة الثنائي المصري السابق أو الحالي في كلا الفريقين) فشراسته الهجومية قد تقل مبدئيا بغياب التمويل اللازم أو حتى بوجوده في فريق أقل من الخصوم أو بغياب بعض عناصر المهارة التي قد تفيد أمام مدافعين رائعين أو حتى من المستوى فوق المتوسط. ويجان فريق جيد جدا كمحطة أولى أمام مهاجم مميز قادر على التسجيل من مختلف الزوايا داخل منطقة الجزاء وأحيانا حولها. طموح ويجان هو تخطي حالة العقم التهديفي الحالي ومحاولة التقدم إلى المراكز العشرة الأولى (7 أهداف فقط هي مجموع ما سجله هجوم الفريق في الموسم الماضي، والاجمالي 34 بل إن اتنين من الفريقين الهابطين [ريدينج وبريمينجام] سجلا أهدافا بنسب أعلى!). بالتالي ضغط البطولة أو ضرورة "تتالي" الفوز غايبة عن زكي، عكس متعب. زكي ليس في فريق يطمح إلى المراكز الأربعة الأولى، أو يرغب في اللعب في اليويفا، وإن حصلت يبقى خير وبركة، ولا هو في فريق يبحث عن الفوز خارج الملعب على التوالي، بالتالي بعض الضغوط على اللاعب قد تقل بشدة وهو ما يمكن أن يساعده على زيادة التاقلم وتقليل حجم الفجوة ما بين الإيجيبشيان إيج والبريميير ليج

اللاعبين في الأهلي أو الزمالك كان وراهم فريق يلعب للهجوم دوما، حتى وهو خسران. حوالي 7-8 لاعبين يساندون رأس المثلث للتهديف، وهي أسباب ساعدت بشدة على تسجيل اللاعبين المتتالي (كما في حالة عمرو) أو متابعة التهديف بعد جفاء (متعب). المساعدة قد تقل للثنائي في الفريق الجديد، خصوصا مع غياب الانسجام في الاول وغياب كليهما عن فترة الاعداد وطول بقاءهما على قائمة الانتظار طوال موسم الصيف (لاحظ طول تفكير متعب، وطول بال زكي، وصبر أيوب من الناديين). ثانيا العنصر الهجومي سيقل بدفاع ويجان أمام فرق أكبر وأقوى وأمهر، وكفاح بريستول مع شيفيلد وريدينج وبريمينجام وكريستال بالاس أو واتفورد وفرق أخرى من المستوى الموازي في الشامبيونشيب (كانوا منافسي الروبنز في الموسم الماضي، وكاد يصعد الفريق إلى الدرجة الأعلى، لكن هال سيتي فاز بالكعكة بفارق نقطة؛ وبالمناسبة الفوارق في النقاط ليست كبيرة جدا، حيث الفارق بين الأول والسادس مثلا 11 نقطة فقط، ويفصل المتصدر والصاعد ويست برومويتش عن بريستول سيتي 7 نقاط). بالتالي كلها عوامل مؤثرة بشدة على مستوى اللاعبين. حماس زكي ومتعب مهم، لكنه وحده لن يذلل كل عقبات اللاعب المصري المبهور بالنظام الاحترافي الكامل، حتى وإن نقص الكمال عن الكامل.


=====


من النادر احتراف مهاجمين مصريين رأسا إلى دوري متقدم أوروبيا (يمكن الاستثناء الوحيد أحمد صلاح حسني). زكي ومتعب مهاجمين مميزين ... ولكن سوابق احتراف مهاجمين من نفس العينة صادفه بعض مراحل الفشل للأسف (تطابق عينات بشكل عجيب). أحمد صلاح نفسه كمهاجم يجمع كثير من مميزات عمرة والعمدة بمهارات جيدة يساعدها تكوين جسدي وبنيان قوي. لكن فين أبو حميد دلوقت؟ أقل من الثلاثي احترف في دوري أقل من الانجليزي (ولا أجزم بقلة مستواه عن الشامبيونشيب) وهو الدوري التركي بوجود الثنائي بلال وفاروق: الأول تجربة أقل من 3 سنوات، والثاني تجربة الموسم الواحد، وحتى ما كملوش!! فاروق لم يستطع التأقلم على الاجواء التركية والنظام الاحترافي في البلد، وعاد للأهلي شبه محطم، في حين كان شعور بلال بالحطام داخل النادي الأحمر اجبرته على البقاء مدة أطول في بلاد الأناضول، ولم يعد إلا بإشارة من نفس النادي المصدر. جايز نفس الحمية والحماس يدفع زكي. لكن أمثلة سوني واجوال وروقة ليست الوحيدة هنا .. بالذات لو بنتكلم على مهاجمين، لأن متعب وزكي ليسا أول من سافر على دوري شمالي قوي.


مظهر عبد الرحمن هو المهاجم الرابع والرائع انتقل من المقاولون العرب إلى موناكو الفرنسي في صفقة انتقال جيدة. كان رابع فعلا وفتح ع الرابع وانتقل إلى دوري أعلى بكثير من المصري. لم تتوافر لدي مصادر كثيرة حول رحلة الذهاب والعودة للأسف (لوجوده في الظل مع نادي مقاولات)، ولكن من الجمل الحكمة التي وعيتها عن رئيس نادي موناكو عن مستوى مظهر: "مظهر لاعب جيد ومتحرك ويجيد التسجيل، لكن للأسف فهو بحاجة إلى تعلم كرة القدم من جديد!". الشق الأول من الحديث تبعنا احنا .. ويخصنا في كلامنا عن اللاعب وتقييمنا لمستواه ومستوانا عامة. أما الشق الثاني فهو النظرة الأوروبية للمهاجم بمعناها الحَرفي .. بلا انحراف عن الـ18 ولا تحريف من ما يسمى حريف. زكي ومتعب نكاد نكون شبه متفقين على قوة ومهارة الثنائي وتصنيفهم من اللاعبين السوبر، لكننا لنا نظرة تكاد تختلف بشدة مع النظرة الشمالية للاعب مبعوث من عندنا، ولهذا مقال أطول عن تلك الحالة الغريبة التي تابعتها على طول التصاقي بكرة القدم (ممكن أغششك شوية وأفكرك بوليد صلاح الدين مثلا، أو رضا عبد العال وحكايته مع الألمان أو حاليا محمد عبد الله وفتح الله (ونظرة جوزيه و(بوكير) ميشيل لنفس اللاعبين)). خلينا في الجوز اللي معانا الأول.


في يورو 2008 شاهدت وتابعت أدوار جيدة جدا من المهاجمين، وقلت إن طريقة اللعب بـاثنين مهاجمين صرحاء عفى عليها الزمن، مما يضيف أعباء أخرى على راس المثلث ورأس الحربة بوجوده وحيدا. لن أتحدث عن الرود أو بيا أو جوميز أو بليتش أو الرهيب توني أو المبدع بافليوتشينكو، لوجود نفس الفارق ما بين الهجوم المارق وأساليب اللاعب المصري. لا أحب ولا أود الحديث عن الدونية، ولكن كل غرضي هو إيجاد الفارق معروف لك ولي. أظهرت البطولة تحركات مرصودة للمهاجم وقت امتلاك فريقه للكرة وتحركه للهجوم، بالميل على الأطراف أو عند دائرة المنتصف أو التحرك باتجاه واحد إلى مرمى الخصم (بيا (توريس) مثلا كان تحركه إلى الخط المرمى الطولي، وكلاوزه كان تحركه إلى أحد نهايات الملعب على الجانبين، ونفس الحال لبافليوتشينكو الروسي الرهيب، انتظارا لقاعدة مثلث، أو مساندة من الطرف، أو مساندة من العمق من لاعب ارتكاز متقدم (سيماك مثلا، أو شنايدر مثلا، أو شفنشتايجر، أو بالاك، إلخ). أما في حالة الدفاع العكسي يضغط المهاجم على أحد قلبي الدفاع مانعا تقدم أحدهما أو اتخاذ موقع متوسط في المنطقة ما بينهما أو محاولة الضغط لزيادة صعوبة التمرير مما يسهل من مهمة المدافعين في قطع الكرة. شحاتة بين أحد الادوار الاخرى للهجوم في بطولة غانا بإزاحة زكي إلى اليسار لمعاونة معوض أمام الفيل الإيفواري كيتا. هيدينك كان يحرك بافليوتشينكو بإمتاع مبهر، رأيته أمام هولندا وسجل الشاب الوثاب، وتكرر أمام أسبانيا، ولكن بلا تسجيل. هذه بعض من كل تحركات الهجوم التي أفرزتها يورو، وربما بعض ما كان يعنيه رئيس موناكو بتعلم كرة القدم من جديد. (لاحظ إن متعب نفسه لم ينل استحسان مدرب ساترن، أو رجوعه على الطائرة عائدا من بريطانيا، بعد الفشل في اجتياز اختبارات ميدلزبره .. تاركا رفيق الرحلة شوقي).


لا أطلب من زكي أو متعب أن يكونا بانقضاض الفان، أو بسرعة وخفة بافليوتشينكو أو التسجيل بغزارة فيا، أو التحلي بقتال وخفة التوريس، أو التزام كلاوزه الصارم في التحرك. كل هؤلاء تربوا في أوروبا، والثنائي المصري حديثي العهد نسبياً مع أبناء القارة الباردة. على قدر تعلم الثنائي من المدربين الأوروبيين في الدوري المصري، على قدر ما يمكن أن نستشف النجاح. زكي يتفوق هنا بوجود تجربة سابقة أوروبية لم يحالفها النجاح، ممكن تنفعه في التجربة الثانية. متعب فشل في تجارب في الظل دون مشاركة رسمية، بمجرد فشل في اختبارات فقط، إن اعتبرنا تجربة ساترن فاشلة من الاساس.

عند قدوم المهاجم البرازيلي أفونسو ألفيس إلى ميدلزبره، ومعاناته بعض الشيء في التسجيل، حاول ميدو الدفاع عن الصفقة (خصوصا مع علو ثمنها جدا قياسا بقدرات البورو، حوالي 10 مليون جنيه) فقال المهاجم المصري إنه ألفيس لم يعتد بعد أجواء الدوري الانجليزي كما انه لم يتعود على ملاقاة أنواع المدافعين الموجودة في الليج (نظام: لسة مش واخد على الخلق دي). حتى القادم من الليج الهولندي بسكور شيت جيدة وأسلوب لعب مميز، لم يستطع التسجيل في الدوري الانجليزي (بالمناسبة وكما ذكرت قبل ذلك، تتوقع جماهير البورو أن يكون ألفيس أفضل لاعبي الفريق في الموسم الجديد وأغزرهم أهدافا). لا أعرف بأي وجه سيقابل ميدو زملاءه القادمين من الإيج المصري، أو أي نصيحة سيتوجه بها إليهم. ميدو وقع منه زميله الغالي في هولندا والسبيرز، ثم انضم فتحي إلى القائمة بفترة ترانزيت قصيرة، وربنا يستر على شوقي. غالي أقواهم وأكثرهم صمودا (لاحظ انتقاله من هولندا إلى انجلترا). بل ميدو نفسه يكاد لا يأمن على مكانه مع وجود النفاثة ألياديير (كان بودي أراه مع الديوك في اليورو، لكن دومينيك دفع الثمن) او تربص ألفيس، أو وجود تونكاي. ولكن ميدو يعرف موقعه جيدا، وقد يكون الموسم الجديد أحد أفضل مواسمه في الاحتراف لو ابتعد عن الاصابات ونزح عنه الأطباء والطبيبات :-). أرجع تاني لنفس النقطة بإن التمهيد في الانتقال والتمهل في الترحال من دوري إلى أعلى يفيد جدا. ميدو ترحل ما بين البلجيكي والهولندي والايطالي والفرنسي والأسباني والانجليزي، لذا فهو أكثر ثباتا حتى مع سرعة انتقالاته. غالي أقل لنسبة الترحال الأقل، وإن كانت العروض موجودة لكنها قليلة، ومع تلميحه بإحتمالية العودة إلى الأهلي، أفتكر بقاءه في انجلترا بات على المحك. شوقي يكاد يتوارى، وفي انتظار متعب وزكي. علشان كدة قلت إن متعب يكاد يكون أفضل حظا من زكي، بوجوده في مستوى أقل (حتى لو كنت تتخيل إن مستوى الفريق نفسه أقل من متعب، وإن مقاس العمدة أكبر على هؤلاء الخفراء)، لكن تهيئته وإعداده بالشكل الجيد ممكن يفيده مع التفكير في الصعود على مستوى أعلى.


جمهور الأهلي تحدث كثيرا عن تحركات أجوجو في الشامبيونشيب الانجليزي، دون صعود على مستوى أعلى (وهي نقطة ركزت عليها في تحليلي لصفقة انتقاله للزمالك) ليفاجأ الجمهور بانتقال أفضل مهاجميه إلى نفس المرحلة ونفس المستوى، وربما بفارق مادي لصالح أجوجو. لم ينجح الغاني بعضلاته في لفت انتباه الباحثين عن الأسود في غابة الدرجة الثانية. بانتقال متعب واحتمالية صعوده إلى درجة أعلى، ربما سيتعلم عماد من رأس الذئب الطائر إلى الزمالك، ليظهر ذكاء في لعبه دور الثعلب في غابة من الدرجة الثانية. أراح زكي نفسه من عناء لفت الانتباه، بوجوده في زمرة الكبار من أولها، علشان يلعب على مية بيضة. مين عارف؟ ربما ينجح في لعب دور برباتوف، أو اللحاق بتيفيز .. أو ربما يلعب دور فيرون قبل أن يبدأ، ليعود إلى المربع رقم واحد مرة أخرى كما عاد قبل سنتين. اللغة تستمر في التواجد والحضور الجيد كعائق مميز أمام الثنائي، ولا أعلم إلى متى ستظل عائقا أمام لاعبين يتحدثون دوما عن الرحيل والاحتراف. يعني أول مباديء الاحتراف ان تجيد لغته ولغة المحترفين .. إن لم يكن لدخول وكرهم فمن أجل أمان مكرهم . ثالث لاعب من قطاع الناشئين في الاهلي يلعب في انجلترا في أقل من 10 سنوات (وربما طوال تاريخه) الأول لم يتأقلم والثاني يحاول ويحرجم، مين عارف؟ جايز تكون التالتة تابتة


لم تتح لي الصحافة المصرية فرصة قراءة تصريحات رئيس موناكو أو مسؤوليه عن مظهر. والظاهر إن الكلام عن مظهر كان قبيح شوية، وفرصتي وفرصتك الآن في سماع نفس الاسطوانة وأتمنى ألا يكون نفس الكلام .. والمرة دي دوبل. يا ريت فعلا المرة دي تكون أفضل، والصوت أحسن، لأن اللاعبين أميز وأمهر وأقوى .. وربما أشرس. ربما. إتمنى ألا تقصر مدة البقاء في الشمال، لا نريدهم الجنوب الآن. وجود خمسة محترفين مصريين في انجترا أمر جيد جدا في حد ذاته، وإن كان مرشح للتقلص للرقم أربعة، وما ليش نفس أقول ثلاثة. ربما يبقي واحد فقط بنسبة نجاح تكاد تقارب 90% أما الباقي فمستواهم أو حتى بقاءهم في علم الغيب. حين تذهب إلى مكان يجب ان تعلم قواعده جيدا، وبما إن أي من الاثنين لا يعلموا الانجليزية جيدا، فقد لا يأمروا أول علامات مكر الانجليز: الغدر الصارم

Category: | Leave a comment
3:16 PM | Author: Al-Firjany


من قواعد المسرح المصري قدرة لاعب خارج الملعب الفائقة على جذب الأنظار من 22 يرمحوا داخله. ولو مليت من ذكر هاني سعيد كمثال، لاحظ تغطية بشير والسيد مثلا مقارنة بالتغطية على مباريات فريقهم السابق واستعداداته. سيبك منه ومنهم وخلينا مع أولى مراحل التطور والتي ظهرت مع أول ظهور للأهلي التليفيزيوني ... حتى لو كان ضد فريق درجة تانية. أسلوب لعب جوزيه بالأهلي والصفقات الجديدة جيد جدا وإن كاد يصل إلى حد الامتياز نظريا، وفي انتظار تطور الفريق بتتالي المباريات ... والديربيات. أسلوب لعب تميز بالأقواس والمربعات داخل الملعب، مع وجود ثنائيات وتغطيات .. مع ندرة للعرضيات في وجود ثلاثي من أفضل الاطراف في مصر. لكن كالعادة يثبت جوزيه اهتماما فائق بوسط الملعب والارتكاز.

الشوط الأول كان ممل بعض الشيء، ومع تكتل كايزر سلاوترن الدفاعي وتطبيقه الهجوم المعاكس بسرعة، ظهر الأهلي بشيء من الضعف والوهن خصوصا مع اللعب ع الواقف وعدم التحرك للزميل أو اظهار مساحات خلف الفريق الالماني المتكتل؛ لدرجة إن التمرير العرضي كان أكتر بكتير من التمرير الطولي. وكان أشجع لاعبي الأهلي في التمرير الأمامي هو وائل جمعة، ونال الرد بوجود نسبة أخطاء تمرير تعدت 90% في هذا الشوط. كان الغير طبيعي هو ترجمة كايزر لحالة اللا سيطرة لهدف. تقدم بركات أظهر مساحة شاسعة خلفه ظهرت بانقطاع الكرة وتمريرها إلى الجيد كريستوفر لاعب كايزر سلاوترن، ويمر من جمعة ثم عاشور (لاحظ وجود الثنائي بالتحديد خلف بركات)، ثم التمرير وايداع هدف سهل في مرمى عبد الحميد. الهدف ينم عن خطأ دفاعي ساذج، ولكن ما يسترعي الانتباه في التحليل هو تغطية عاشور خلف بركات، حتى وإن كانت فاشلة ولم تؤدي المطلوب. ومضطر أرجعك تاني لنقطة التعاقد مع حسين علي وقتال الأهلي الحالي على هاني سعيد. ركز شوية في الشوط التاني لتعرف السبب.



جوزيه بنى فريقه على التمركز الجيد في الوسط، وبما إن وزير هجومه غير موجود، ووزير دفاعه عنده صليبي، إذن فالحل في الوسط، وهنا طلبات البرتغالي من الوسط، الكثيرة في الأصل، تزداد أكثر وأكثر. حاول جوزيه وضع عاشور كارتكاز خلفي (خلفي أوي) مع تحرك امامي من أي من جلبرتو أو أحمد حسن (وكان المفاجيء بالنسبة لي نقل جوزيه لمركز جلبرتو من اليسار إلى الوسط كما الحال في المنتخب الأنجولي). كالعادة وفي غياب أبو تريكة يلعب جوزيه بثلاثي هاف ديفيندر مع اعطاء مهام هجومية لأحدهما لتمويل ثنائي الهجوم (فلافيو ومتعب أو بلال أو حسني). لكن الجديد السنة دي، هو منح جوزيه لارتكازه حرية التحرك باتجاه الطرف، ونادرا العمق مكان تريكة، مع ادخال ارتكاز (في الأصل أجنحة) للتركيز على الجانبين باتجاه تقدم الطرفين. بمعنى إن حسن يلعب جناح أيمن أو ارتكاز أمامي، ونفس الأمر جلبرتو (أيسر مع ارتكاز) بالتالي ظهر قوس الأهلي الهجومي مبتدئا عند عاشور .. ويمينا بميل حسن للطرف الأيمن أو في العمق .. وجلبرتو للمساندة مع معوض أو مع فلافيو. لو هنتكلم بورقة وقلم .. الطريقة 3 -2 – 1-2 -1 -1 أو 3 – 2 – 3 -2 بميل معوض وبركات للعب كظهيري جنب مع جمعة والسيد، أو التقدم إلى الامام مع جلبر أو حسن وظهور عاشور إن لزم الأمر. ارجع لهدف كايزر الأول .. وشوف اتجاه جلبرتو من اليسار إلى الوسط، وما قبل اختطاف الكرة من بركات، ولاحظ ارتداد عاشور كالسهم خلف بركات ومساندة جمعة. يمرن جوزيه فريقه جيدا على التغطية الهجومية والعكسية في حالة الدفاع، والاندفاع من الأمام إلى الخلف بشكل سهمي. شيء رائع، حتى وإن أُحرز هدف، هو بالفعل خطأ مزدوج، لكن ما يهمني هنا هو تحركات اللاعبين. والأهم إن الخطأ الدفاعي والتحرك والتغطية تم تداركه في الخط الامامي في الشوط الثاني بشكل مبهر.

تحرر الأهلي جدا في الشوط الثاني وبدا أسرع وأخف، والمساحات الخلفية الضيقة في وسط ودفاع كايزر تفسحت بفعل تحركات أسرع من حسن مع تحرر أفضل من بركات في الجانب الأيمن وإزاحة أظرف لجلبرتو إلى اليسار مكان معوض، وترك الوسط لبوجا. قطع الشطرنج زادت بشدة لدى جوزيه، والطابية قد تحل محل حصان، والحصان ممكن يزاح إلى أحد الأجناب متوليا مهام الطابية. بركات بتحرره الايمن قدر يصنع عرضيتين من شبه وضع متحرر في الأولى وتحرر تام في الثانية (الاثنين على رأس البديل حسني) ولاحظ هنا دور أحمد حسن في إيجاد المساحة وسرعة التمرير التي لم تمنح فرصة وحرية الارتداد للألمان. نزول فلافيو إلى المنطقة ما بين حسن (بوجا) وحسني كان لجذب احد قلبي دفاع كايزر وافساح المجال امام أي من جلبرتو المتحرر في طرف الملعب أو بركات. ظهور جلبرتو كثيرا في تلك النقطة من الملعب بلا أي رقيب كان بعد محاولة جوزيه تحريك لاعب غير معروف للخصم إلى الوسط في حين إن الألمان فوجئوا إن اللي كان في النص بقى في الطرف. ومش لاقي تفسير تاني لأن الألمان بعد التعادل منطقتهم اليمنى الدفاعية انفتحت بشكل غريب، والأغرب هو وجود مساحات امام بركات (ولاحظ قيامه بأدوار دفاعية في الشوط الأول ومسمرته في الخط الخلفي). جايز السبب التكتيكي كان في تمدد الدفاع والظهيرين أمام فتح جوزيه الملعب على مصراعيه ببركات وجلبرتو ودفع الانطلاقات من العمق من حسن أو فتح مجال التسديد لفلافيو أو جلبر. لسة ما فهمتش حسين جاي ليه؟!

جوزيه يلعب بطرف واحد في جانبي الملعب، ويحاول مد يد العون له من خلال لاعبي الوسط - مع أدوار أخرى لنفس اللاعبين - وهو دور متعاظم ويزداد جدا علي اللي بص ولقى نفسه مرزوع ارتكاز مع واحد من شياطين المدربين. أثناء رحلة تقدم أحد طرفي الاهلي إلى الأمام، لا تظن إنه يقطع الرحلة وحيدا. ممكن يقابل أحمد حسن يمسي عليه بوان تو .. أو ممكن يلاقي فلافيو تحت ومعاه قلب دفاع مسحوب، وبركات يعبره، لأنه عارف انه في نفس الوقت حسن أخد مكان فلافيو قدام، وبدل الوان تو عند دايرة السنتر نخليها وان من غير تو عند الجون!! (اتفرج كويس أوي على هدف الاهلي تاني، وشوف تحرك فلافيو، وتابع أحمد حسن وهو بيتسحب بدون أن يشعر كلما تقدم بركات إلى خط المرمى). لاحظ أسامة حسني وللمرة التانية يلعب راسية وحيدا داخل منطقة الجزاء، الأولى مرقت فوق العارضة، والثانية في العارضة ثم هدف. سيبك من الهدف وحاول تفتكر تقدم جلبرتو مع معوض ومحاولة السند معاه في الجانب الأيسر، مع ظهور بعض الخطورة من معوض. جوزيه يبني محطات تقوية لظهير الجنب أو الجناح، ولو حصل والارسال تعطل عند منطقة الجزاء، عاشور عارف هيعمل إيه مع قاطع الكرة. ولاحظ وجود عاشور كأحد أول اللاعبين في شرف استقبال هجوم الخصم، ولو حصل وتركه لزميل (أسلوب جوزيه الارتدادي وعدم اللعب رجل لرجل) عاشور صار يجيد الارتكاز الجيد واستشراف نيات المنافس، ولأن إينو لا يزال قيد التجهيز، فجوزيه يحاول اعداده كبديل أو أساسي لو حصل مكروه على مدى مشوار الأحمر الطويل.

باقي نقطتين وبعدها أختم تحليلي القصير للمكير. جوزيه بنى فريق به أكثر من جوكر، بوجود بركات وحسن وجلبرتو واستخدام فلافيو تحت رأس الحربة، او تحريك المحمدي. تغييرات جوزيه حاليا صار يتبعها تغييرات داخل الملعب، بمعنى إن نزول ارتكاز (بوجا) محل جناح (معوض) معناه تغيير داخلي (جلبرتو ليحل محل الخارج). الجانب الثاني بإمكانية تغيير مراكز اللاعبين أكثر من مرة في المباراة الواحدة. المباراة لم تسمح بالتبديل بين حسن وبركات في العمق والاطراف وهو أسلوب لعب قد يظهر في مباريات الدوري القادم كما ظهر في الدوري القديم. جوزيه بنى خط وسط قادر على التبديل الجيد مع الأطراف بوجود اكثر من لاعب قادر على أداء أكثر من دور في أكثر من مركز.

النقطة الثانية هي تخلي حسن عن الاحتفاظ بالكرة أغلب فترات المباراة، واتجاه لعبه إلى الايجابية أكثر عكس المنتخب في كثير من المرات والمباريات، وعكس أسلوب لعبه نفسه. جوزيه لما بييجي لاعب من أي نادي في الدوري (أي نادي بمعنى الكلمة) أول كلمة جوزيه يصبح عليه بيها، بعد "إزيك عامل إيه؟" يتبعها: انسى الكورة اللي اتعلمتها في ناديك، لأن الأهلي أسلوب لعبه مختلف". كنت أظن جوزيه لن يكرر على مسامع حسن نفس الجملة، لأن لكل لاعب مقام ومقال، لكن على ما يبدو إن اللمسة واللعبة معدية جدا، ولم يملك حسن نفسه من رؤية 8 لاعبين يجيدونها، فبعد ما شاب، اتعلم من الشباب. جايز مباراة واحدة غير كافية على تطور أسلوب لعب حسن. ولكن البداية توحي ببدء تخلي أبو حميد عن الاحتفاظ بالكرة.


كالعادة الاهتمام بالصفقات خارج الملعب، وترك متابعة نتيجة الصفقات داخله. غريب جدا هو الاهتمام باللاعبين خارج المستطيل، والقتال والتناحر لدرجة "هل من مبارز؟" ثم لا نتحدث عن أول ظهور لتلك الصفقات وأثرها. أذكر تعليق أحد الصحفيين (أفتكر ياسر أيوب) قبل مباراة الأهلي وريال مدريد وكيف كان اهتمام الاسبان بالمباراة لوجود زين الدين زيدان فيها بعد حصوله على أعلى الصفقات في التاريخ وقتها، ونقل أيوب يومها إن الاهتمام كان لأنها أول مباراة له، ومحاولة للاجابة على سؤال: "هل زيدان يستحق المبلغ المدفوع؟" أو بالبلدي، هل يجوز لزيزو أن يقول للأسبان بعد المباراة: ما تبصوليش بعين رضية، وبصوا للي اندفع في. لكن ما حدش بص على احمد حسن ولا معوض، ولا المحمدي، ولا غيرهم .. واحتمال يفضل أعمى على طول. مباراة الاهلي ودية وغير كافية بالطبع للحكم على الفريق ولا على الأداء .. ولكني حاولت ارواء عطشك إن كنت من هواة التحليلات الفنية، ومن محبي متابعة المقالات الفنية، بعيدا عن الانتقالات غير الفنية، والحركات البهلوانية على المسرح المصري المملوكي والملاكي. تحليل المباريات عيب جدا في الثقافة المصرية أثناء الحديث عن انتقال لاعب. طالما فيه مشكلة انتقال، يبقى لازم الكل يتكلم عن المشكلة، ويسيبه من الماتشات أو الموسم الجديد. تلك عادة قديمة .. والقديمة تحلى. لا أملك نفسي عن التحليل حتى وإن تأخر بعض الشيء. معلش اعذرني، فانا مصري مثلك، ولا أستطيع الفكاك من العرض المسرحي المجاني. حاولت سرقة بعض الوقت من استراحة الممثلين، ولكنها سرقة ليست كسرقة العقود ولا لحس العهود. كان لابد من وضع العدسة على صفقات الأهلي واستشراف الداخل والخارج من وعن قائمة الأحمر السمراء. تقسيم الملعب من جوزيه أمر مبهر، والمجحف عدم الحديث عنه.




حاول الأهلي التسلية بالكايزر .. على أمل الاستمتاع بوجبة أجمل يوم 20
الكايزر أهو قدامك .. ويحيينا ويحييك ربنا ليوم 20 و27، وأهو نتسلى لحد ما نقبض أول الشهر

Category: | Leave a comment