10:10 AM | Author: Al-Firjany

حتى مع وجود مشاكل وضيق وقت ومنافسة، قدر الزمالك أن يوجد لنفسه المساحة والوقت .. والأموال لشراء لاعبين، محل آخرين، حتى وإن كان الجاي مش على قد (أو قدر) اللي رايح. وارب الفوز بكأس مصر الحديث عن الرقع والثغرات في الفريق، ولكنه لم يمنعها بالكلية. الزمالك يحاول الاستفادة من تنظيم العائدين من أوروبا، كبداية إصلاح لا يأتي. ظل الانتخابات كان حاضر ومغيم على جو الصفقات بقوة، وإن تلاعب بها وباللاعبين وربما بالجماهير، على أمل استغلال عودة اللاعبين من أجل التقرب إلى جمهور الناخبين، أو حتى استمالة المرشحين. رغم إن صندوق الانتخابات كان عنصر ضاغط على ورقة التفاوض وقلم التعاقد، حأحاول أبعد المقال وأبعدك عنه قدر الامكان.

من النادر شراء الأندية المصرية للاعب أفريقي بعد عودته من أوروبا. الغالب هو أن يحدث العكس، لكن الزمالك كسر القاعدة مرتين (ومش عاوز أقول تلاتة ... أو إني أحط الرقم 4). التنظيم لا يرسل إلى مصر إلا لاعب مصري، ورؤوس الأموال المصرية لا تتحمل الصرف على لاعب أفريقي، طلباته فوق الطرابيزة قد تفوق العائد المادي المنتظر من البطولات (محلية أو قارية أو كأس عالم للأندية) وربما تفوق حمل الطرابيزة نفسها، وهو ما يرجح كفة الخليج على كفة المصري. وذهلت من قدرة الزمالك على انجاز التعاقد مع الغاني أجوجو حتى وإن لم يتم بالكامل، على الرغم من علو اللكنة الخليجية أثناء التفاوض وتسرب رائحة البترول في ثنايا الصفقة، أو تسرب بعض أخبار تروي أجوجو في التوقيع على العقد، أو كثرة جيش السماسرة حوله الباحث عن أكبر قطعة من الكعك الأبيض. القدرة على الاتيان باللاعب في حد ذاتها جيدة إلى درجة الامتياز، خصوصا مع كبر مدة التعاقد. ومن أخبار التعاقد مع أجوجو، قدرت أجمع خيوط مهمة:
- وكيل اللاعب (أو وكلاءه) أرسل السيرة الذاتية إلى أندية كثيرة، بناءا على رغبة اللاعب في البعد عن الشامبيونشيب الانجليزي.
- فترة الارسال المرجحة تبدأ من بعد بطولة أفريقيا بغانا، إلى ما قبل التعاقد مع الزمالك بشهر واحد
- أرجح بدء الاهتمام الخليجي باللاعب بعد تسرب أنباء اهتمام الزمالك، وهي عادة خليجية، لن أطيل في ذكرها (لاحظ الاهتمام الخليجي بالعابدي وبوجلبان، أو الاهتمام بالنفطي وجودوين بعد تفاوض أكبر راسين في مصر مع اللاعبين)

فنيا أجوجو لاعب جيد جدا، واضح إنه يجيد التهديف من مناطق مختلفة داخل منطقة الجزاء، بمساعدة قوته الجسمانية، ومساعدة فريقه له على التهديف، حتى وإن غاب عنه ذكاء التحرك أو القدرة على التلاعب من خارج منطقة الجزاء. قد يكرر أجوجو نفس نموذج نجاح عمرو زكي محليا، أو نموذج لوكا توني مع البايرن أو الرود مع الريال (مع الفارق طبعا.. لصالح أجوجو :-)) وقد يعاني من بعض مشكلات ألفيس مع البورو ... أو أدريانو أو حتى جوميز مع المنتخب الفرنسي حاليا في اليورو أو محليا مشاكل تأقلم ماكي مع الأهلي (جسم قوي، ومهارات لكن معوقات داخلية وخارجية مختلفة تحول دون التألق). مع أي صفقة الكلام النظري جايز، وحسب انتماءك تقدر تحدد مقدار نجاح أو فشل الصفقة، ولو هنديها نظري حسابات النجاح أو الفشل تكاد تكون متساوية. بقاء أجوجو في دوريات من المستوى الادنى وعدم قدرته على الصعود تبقى نقطة سلبية لا يمكن اغفالها، علاوة على عدم قدرة أهدافه على التأثير الايجابي على فريقه ككل، صعود إلى البريميير مثلا، وهي نفس مشكلة زكي في الزمالك (مهاجم قادر على التسجيل في أي ثانية، ولكن دفاع فريقه والحارس كفيلين بمعادلة الكفة في أي فيمتو، وأحيانا بنسبة الضِعف). القدرة الهجومية لأجوجو فردية بالأساس، بمعنى عدم وجود مساندة مع القادمين من الخلف، أو قاعدة المثلث، أو الطرفين، أو حتى لعبه بأسلوب الممول لفريقه أو كمحطة هجوم مرتد وهي مجموعة مهارات مهمة في المهاجم الحديث + إجادة التهديف. حصر قوة أجوجو في جسده وقوته البدنية لا ينفع كمعيار وحيد في التركيز عليه، خاصة وأننا نتحدث عن كرة قدم مصرية .. مش أمريكية.

وهنا أستعير جملة قراتها في هذا الموضوع:

ذكر باحث الماني أن كرة القدم تتطلب مجهوداً عقلـياً من اللاعب أكبر من الجهد العقلي الذى يبذله لاعب الشطرنج،،، وقال البروفيسور "هانز بيتر تير" أخصائي طب الأعصاب فى جامعة توبينجن الألمانية فى مقابلة مع وكالـة الأنبـاء الألمانيه "د.ب.أ" إن المجهود العقلي الذى يبذله لاعب كرة القدم أكثـر وأعقد من المجهود المطلوب من لاعب الشطرنج،، وأوضح "تير" إن لاعب الشطرنج يـُفكر أثناء اللعب ببـُعد واحد بينما يـُفكر لاعب الكره أثناء المبـاره بطريقه أكثر تعقيداً وذات أبعاد متعدده،، وأشار " تير" إلى أن لاعب كرة القدم المحترف مطلوب منه التركيز بإستمرار فى عدة عوامل أثناء المباراه، منها إدراك أبعاد المساحة التى يلعب فيها، وتتبع مسار الكره، والتنسيق الدائم أثناء اللعب مع باقى لاعبى الفريق، بالإضافه إلى متابعة حركة الخصم، وكى يصل إلى هذه النتيجه يحتاج إلى صفاء الذهن تماماً قبل بداية المباراه.

الزمالك اختار أجوجو كبديل لعمرو. الغريب إن البديل هنا لابد أن يكون من نفس معيار وستايل الراحل. طالما الراحل بلدوزر، لابد أن يكون القادم بلدوزر، بنفس القوة إن لم يكن أقوى (وهو تقريبا نفس التعامل مع تامر – أيمن؛ وبشير – أمير). أو اعتبار أجوجو كالجواد الجامح محل الحصان الرامح، على أمل جر العربة وليس وضع العربة أمام الحصان. النقطة دي تحديدا هأتكلم فيها بعدين عند الحديث عن غياب البعد الفني في صفقات الزمالك، بحصرها في مجلس الادارة.



خط وسط الزمالك والتدعيم بأيمن عبد العزيز
مستوى أيمن تطور جدا في تركيا، وشاهدت له بعض ملخصات وأهداف قليلة، ومنها قدرت أستشف مقدار تطوره هناك. جايز اجباره على الاقامة في تركيا خلق داخله تحدي التطور، من أجل البقاء، بالتالي لم يعد أيمن ذاك اللاعب الذي يخشى التقدم للأمام قانعا بالوجود حول دائرة السنتر أو خلفها، وفين وفين لما يحن على المهاجمين بمساندة. تلاشى تقوقع أيمن في دور دفاعي بحت ... وتحول بإيجابية إلى الأمام. المحترف المصري بنصف تركي، اللي تلاقيه ناجح في جذب أنظار بشكيتاش، حط عليه دايرة واعرف إنه عامل أحلى شغل هناك. قليل جدا من المصريين من نجح في التشويح بقدمه طمعا في الانتقال إلى أحد البشوات الأتراك، وتقدر تعد سنين عبد الظاهر في بلاد الأناضول، وفشله في الانتقال إلى أي نادي مقدمة حتى الآن. لكن الغريب إن أيمن اختار العودة في حين كان بامكانه استكمال مسيرة أحمد حسن بنجاح هناك، أو حتى الوصول بالطموح إلى مستوى أفضل بكثير، خصوصا إنه من تصريحاته – القليلة – استشفيت منه نهمه من الاحتراف ورغبته في الاستزادة (بالمناسبة لم يزد راتب أيمن في تركيا، إلا من حوالي سنة ونصف حسب ما هو قال في بعض التصريحات بعد تواتر أنباء عن رغبة الزمالك في استعادة اللاعب، ويمكن توقيت الزيادة كان عنصر مساعد على الرفض، لأن الزمالك طلب رجوعه في حين إن أيمن كان لسة هيبتدي يزود الحصالة من تركيا. بالتالي رفض وحدث التشنيع عليه بالمادية).

لما نتكلم على مصري عائد من "احتراف"، لازم نمسي ونلمس بعض جوانب شخصيته، أو العوامل المحيطة برحلة العودة. لقيت كتير من سمات أحمد حسن في أيمن، غير طبعا الانتقال الذي لم يتم إلى باشا الأندية التركية. أول السمات هي المادية، وكانت نقطة خلاف مستمرة ما بين أيمن والزمالك (وأحيانا الأهلي) عند التفاوض مع اللاعب تتمثل في "حتدوني كام؟"، وكان فيها شيء من المبالغة قياسا إلى قدرات الزمالك وقتها، أو عدم وجود الانتخابات قبلها. غير إن التفاوض تكرر معه حوالي موسمين ورا بعض من جانب الزمالك (فيما جس الأهلي النبض على خفيف، طياري). جايز لظروف الاحتياج الحالية والاستغناءات والاهم منهما، الانتخابات كان ضغط مجلس الزمالك - المنتهية ولايته – أقوى، والمكالمات اعنف، والتهديد أشد ("المرة دي آخر مرة نكلمك فيها، وبعدها لن تدخل الزمالك). ربما خاف أيمن من مصير محمد يوسف بعد العودة، فعاد، والغريبة إنه لم يخش مصير التابعي، ولا حتى الزمالك خاف من تكرار نفس المأساة. وآدي حال الدنيا .. فعلى ما يبدو إننا لا نتعلم أبدا، وربما لم نعد نخشى لدغات الجحر. ياما دقت ع الراس طبول.

مع التطور الملحوظ في مستوى أيمن، لا أظن إنه قادر على القيام بواجب الارتكاز الخلفي، وظني انه ينفع أكتر وربما يتألق أكثر كارتكاز أمامي، وقد يكرر أهدافه في تركيا، خصوصا مع دفاعات الدوري المصري الهشة، وخطوط الوسط المخوخة، زائد الاندفاع الهجومي لفريق زي الزمالك. العنصر السلبي الوحيد هو تعامل أيمن مع فريقه وزملاءه. عائد من احتراف طويل الأمد، ومعاه روح مادية تقارب روح زميله العائد إلى الغريم. أكاد أحس من أيمن نفس أسلوب مدحت عبد الهادي أو بشير بعد العودة، مع بعض الأحاديث عن شارة الكابتن أو الموسم واقف عليه بكام، أو دوره داخل الفريق. هذا جانب لم يتغير داخل أيمن، ومشكلة لا تنتهي داخل الزمالك. وعلى ما يبدو إن الشارة سحر لم يفارق أيمن حتى بعد رحيله إلى الأتراك، وإن مشكلة شارة الكابتن قد يعيدها أيمن من جديد خارج محيط المنتخب الأوليمبي.

خط وسط الزمالك من أضعف خطوطه حاليا، وهو سبب رئيسي لنكبات جمة على الفريق، مع دخول بعض الاهداف من مرتدات وقلة خبرة أحمد عبد الرؤوف واصابات علاء عبد الغني وتامر. حاول الزمالك ايجاد البديل والتجربة حتى يعادل الكفة مع الغريم. أيمن ممكن يعدل الدفة مع قدرته الممتازة على التمركز، وقيادة خط الوسط، حتى وإن لم تكن بقوة حسن أو تامر .. وحتى وإن عاوقه عامل السن. الثقة المتراكمة من الاحتراف الطويل ممكن تثبت أقدام أيمن أكثر في الملعب، ومعها تثبت أقدام زملاءه وخط بالكامل.

نقطة أخيرة بخصوص عدم استدعاء أيمن للمنتخب القومي، وهو تمني شخصي أكيد لأيمن .. وكانت أمنية لكاتب التحليل، لكن كان فيه معايير تحدد الاستدعاء للمنتخب، لأنه أولا معناه استدعاء للتحقيق من جهة أخرى. ثانيا صعب جدا على أي لاعب مصري في فترة ظهور أيمن، الدخول في واحد من أقوى خطوط المنتخب طوال تاريخه، في ظل وجود معلم البورو، أو المبهر غالي، أو الأسطوات حسني وحسن. أربعة كل واحد فيهم شايل خط وسط فريق لوحده، فصعب جدا إلى درجة الاستحالة يلاقي الصبي مكان له وسط المعلمين. كما أن اهتمام الأندية المصرية بأيمن كان خفيف نسبياً، بالتالي لم يكن هناك داعي لاستدعاء المنتخب له، من أجل التفاوض.

تدعيم الدفاع بأمير عزمي مجاهد
الغريب في أمير عزمي هو إنه عنده مميزات قوية جدا كمدافع منها الطول والقوة البدنية، وقدرة جيدة على التحكم في الكرة وبناء الهجمة. لكن قوة اللاعب مش في جسمه بس أو في امكاناته (نفس نقطة أجوجو أحاول التركيز عليها). تخطيط امير لرحلته الاحترافية كان سيء جدا إلى درجة الغباء، بالذات اختياره الساذج للعودة من اليونان على السعودية. يمكن أغبى حركة لمحترف مصري رأيتها على طول عشرتي للتنظيم. ولأنها كانت غير محسوبة، عانى أمير داخل الشباب، وعانى منه الشباب، وعانى في الخروج والاحتراف، وعانى أكثر في ايجاد فريق الاستقرار داخل ثلاث قارات. حاول أمير العثور على أي فريق سيان خليجي أو مصري أو اوروبي، مع بقاءه في مستنقع سعودي بلا مشاركة أو حتى قدرة على الهرب. والغريب جدا في أمير هو اختياره في بعض مراحل احترافه العودة إلى مصر (تفاوضه مع الزمالك أكثر من مرة، والفشل، ثم تفاوض مع الاسماعيلي حوالي مرتين، ووصل معاهم لنفس نتيجة الزمالك). لم يصر أمير على استكمال التجربة رغم مروره بأندية جيدة جدا في اليونان (باوك) أو حتى في قبرص (أول الدوري وعلى وشك الاشتراك في اليويفا شامب) ولعبه مع وكيل الأعمال على الاتيان بعروض أفضل. أينعم هي دول مغمورة أوروبيا، لكنها مناسبة للانطلاق لدوريات أقوى (من حوالي 3 سنوات كان فيه كلام على انتقال أمير لنادي ريدينج الانجليزي). أمير اختار العودة .. وهي خطوة أقل غباءا من الذهاب إلى الشباب. وساهم تذبذب انتقالات أمير في عدم استفادة المنتخب منه، رغم محاولة شحاتة الاستفادة من بعض قدراته في مركز الظهير الأيسر (!) وساعات الظهير الأيمن (!!).

زي ما ساعده والده في الخروج بتمرير قرار الرحيل داخل مجلس الإدارة، ساعده على العودة بانضمامه إلى قائمة فريقه الأول، مع انضمام والده إلى قائمة ممدوح عباس الأول. لا أعلم من اشترط على من، (اشتراط عزمي للدخول، أن يعود ابنه إلى الفريق لحاجة اللاعب إلى فريق، أم اشتراط عباس على عزمي الضغط على ابنه للعودة، لحاجة الفريق إلى اللاعب). سيان أمير كان محتاج الزمالك، ولا العكس، المهم إنه حضر والسلام وحمدا لله على السلامة.

المدرب الأجنبي الوحيد اللي اقتنع بأمير داخل الزمالك كان دراجوسلاف، ولا أذكر له وجود مؤثر مع فينجادا او مشاركة فعالة مع الزمالك قبل وجود الألماني ثم رحيله (واللي تلاه رحيل أبو الأمامير). وهي مشكلة مدرب ومعها قد تجرنا إلى مشكلات أي مدرب جديد يأتي إلى الزمالك.

==

فيه خيوط مهمة تجمع ما بين الثلاثي العائد من أوروبا. لم يمر أي لاعب بناد كبير على طول الرحلة وبقاءه شبه الدائم في قارة باردة. نقدر نعتبر نادي الزمالك أعلى من الأندية القادمين منها، حتى لو كان من أندية المستوى الثاني في مصر. حتى أفضلهم حالا رفض الصعود على المستوى الأعلى مفضلا العودة قبل أما يستوي في تركيا. أمير عزمي عائد من بطل دوري، لكنه يظل دوري ضعيف في قارة الدوريات القوية، وإن كان يمني نفسه بالعودة إلى بطولة الدوري المحلية مع فريقه القديم. أجوجو معاه طموح الصعود بالمستوى إلى فريق أعلى باللعب تحت الأضواء، بعد أن ظل في الظل طول رحلة في بلد لا تمل من الأضواء. كل واحد له طموح يحاول الالتقاء والتلاقي مع الفريق المنتقلين إليه. قبلهم حاول، وفشل. أكيد هم هيحاولوا، وأنا في انتظار التجربة بالذات مع أجوجو لرؤية نموذج توني مع البايرن محليا، إن تحقق أو ألفيس مع البورو (بالمناسبة توقعات جماهير الميدلز تميل بشدة إلى كون اللاعب النجم الواعد للموسم الجديد) وإن كان هناك الويشي في المقاولون وأعتبره نموذج مصغر لحالة أجوجو في الزمالك (طبعا غير أحمد حسن الأهلي، وإن ظل الأخير بعيدا عن تلك النوعية من الدبابات مفضلا المخ على العضلات، في حين غيره يركز أكثر على القوة البدنية). يحاول الزمالك العودة إلى القضبان مع دبابة تقود القطار، وتنقية الفريق من العربات المتهالكة، حتى وإن لم يصب قرار التسريح بعض العربات الأخرى، وحتى وإن لم يجد بَعد قائد القطار .. ولا حتى العطشجي.



المثير إنه حتى أيمن - وهو كان أقرب الثلاثي للصعود في مستوى الأندية - لم يحاول، كأنه لازم ييجي من مستوى أدنى، أو إنه غير راضي بالصعود. شيء غريب هو البقاء على نفس المستوى ونفس الحال ونفس الطبقة من الأندية دون طموح للارتفاع. لاعب من درجات أقل من الأولى، ولاعب من نادي أقل من الأول، وثالث من دوري أقل من دوريات المقدمة. شيء يوحي بدونية تعامل اللاعبين مع أنفسهم، ورضا النادي بنفس الدونية بل وعدم مساعدتهم على الصعود.


الأهم من الخيوط والأغرب في نفس الوقت هو عدم وجود لجنة فنية أو مدير فني يحدد ويوجه ويختار اللاعبين. بمعنى إن الزمالك يشتري بدفع الممول، أو بتفاوض "مجلس الادارة" (هم اتنين أو تلاتة بالكتير)، ولا أكاد أشعر بوجهة نظر فنية تحكم التفاوضات أو التعاقدات. أذكر جملة لهنري ميشيل في حوار مع الأهرام من فرنسا، إنه قال: "فوجئت بتعاقد المجلس مع لاعبين لم أطلبهم، ورفض التعاقد مع لاعبين سبق وطلبتهم، مما عجل برحيلي". في زمرة الاستغناءات، مجلس الزمالك لبسها في تقرير كرول، وتوصيات حلمي (فيما بعد نفى هذا الكلام)، ولكن في هوجة التعاقدات، مين هيلبسها؟ خصوصا مع تواري صوت محمد حلمي، وسماع رأيه في صفقة عمرو عادل أو ثنائي المقاولون، أما فيما عدا ذلك، لم أجد. لو سمعت حاجة .. سمعني.

اللي يخليني أتكلم في النقطة دي تحديدا، هو إن موضوع المدرب الأجنبي الجديد عليه أكثر من علامة استفهام، خصوصا إنه يعتبر من عناصر تهديد أي فريق (اعتماده على مجموعة معينة، والاحتفاظ بآخرين بجواره). اخطف نظرة لورا، وشوف عدد مشاركات كريم ذكري، أوخالد سعد، وقارنهم بالمحظوظ شريف أشرف، مع اعتماد كرول على الثالث، وترك الأول والثاني إلا فيما ندر. كلها اختيارات مدرب، وتخضع لمعايير هو أدرى بيها، وهي عقبة قد تواجه الفريق الجديد حديث التشكيل مع المدرب حديث العهد (بالتشكيل والزمالك). تقدر تعتبرها مشكلة كل موسم في الزمالك، بتكرار لعبة الكراسي الموسيقية ما بين ألدو وشاهين على كرسي المدير الفني. في حين يظل الأبيض قادرا على حل تلك المشكلة بوضع المجلس أو بعض أعضاءه للخطة والتشكيل أمام المدرب الجديد للتنفيذ. قادر من أدخل أبو العلا عشية لقاء القمة، وأخرج شريف أشرف من آخر معسكر لآخر لقاء في الموسم، أن يصنع المعجزات داخل تشكيل الفريق.

أسلوب ايجاد بديل لعمرو زكي بنفس المواصفات (القوة والتهديف) فيه شيء من البدائية. إضافة إلى كون أجوجو نفسه من نفس قدرات عمرو (تطابق يكاد يكون مثالي في كل شيء) مع تفوق عمرو طبعا. الشق التاني هو محاولة الزمالك ايجاد مدرب أوروبي من النوع السوبر أو تحت السوبر، بسيرة ذاتية ممتازة. علشان نكون واضحين مع بعض: لا يمكن لعب الثنائي عمرو أو أجوجو بجوار بعضهما، العلاقة هتكون بالتبديل دوما، مع وضع أحد اللاعبين المهاريين بجوار أيهما (جمال أو شيكا). ببساطة المعادلة هتكون واحد مخ + واحد عضلات. نظريا ده يزيد هجوم الزمالك ليصبح في منتهى القوة، لكن عمليا فريق الزمالك قادر على ضحد أي نقطة قوة فيه، مع احساس عمرو بذاته بشدة، إضافة إلى غضبه من الغراب اللي أخد ويجان وطار. النقطة الثانية هي إن إيمانويل أمونيكي فضل سنة تقريبا على ما وضع نفسه على طريق أفضل المهاجمين السمر في مصر، وأذكر كلمة من أحد أفراد جيله، لما قال إن إيمانويل لما جه الزمالك ما كانش يعرف حاجة في الكورة أصلا (قالها كدة باللفظ)، ولكن اتعلم مننا التحركات، إلخ وعرف يسجل بعد فترة. لو حصل وواجهت أجوجو مشكلة، فاظن إنها ستكون من هذه النوعية، أو مع المنافسين له داخل فريق زي الزمالك. اما أمير وأيمن فلا أظن بوجود أي مشاحنات مع رحيل اثنين من أكثر مثيري القلاقل داخل الفريق (السيد وبشير).
أجوجو والثنائي المصري أكبر بكتير من مجرد قشة، لجمهور فريق تعب من كثرة التعلق بالقش، فوقع القش عليه وعلى الفريق. الزمالك يبدأ موسم جديد مع تغيير في قمة الهرم (مجلس إدارة) وقاعدته (جهاز فني)، وممكن تقول فريق شبه مجدد، مع بعض عمليات التجميل. كل الكلام نظري وكالعادة الملعب يحمل أكثر من اختبار عملي للاعبين، واحتمالات أي مكسب وأي خسارة قائمة، طالما ظل التحليل على الورق، وممكن أي لاعب من الثلاثي يقلب أي طرابيزة بإضافة صخرة في الدفاع، أو حربة جديدة في الهجوم، ويثبت إن العكس غير صحيح. قدامنا البطولة الأوروبية ولاعبين أعلى وأمهر لم يقدموا المنتظر، وآخرين يحاولوا سرقة الأضواء والشهرة واجراء عملية الاحلال والتبديل مع النجوم الآفلة. ما تعشمش نفسك أوي .. ولا تمني نفسك بأحلام قد تصطدم بواقع أكبر منك وممن تعقد أحلامك عليه. فريق الكرة أكبر بكتير من مجرد تلاتة، ومع نادي زي الزمالك، نقدر نعتبر فريق الكرة أكبر من الـ11 لاعب نفسهم. المنتخب اللي برة البطولة الاوروبية عنده مثل حلو أوي وبيقول لك:
Wait & See





ملحوظة أولى

لم أضمن صفقات جيفري سيري أو عمرو عادل وثنائي المقاولين نتيجة لعدم توافر فيديو أو متابعة مسبقة للاعبين مما يتعذر معه التحليل والتحدث عمياني. معلش، أوروبا موفرة لي صوت وصورة عن أي لاعب يلعب فيها، ومصر فيها الصوت والصويت أكتر من الصورة، ويا مين يعيش لحد ما نلاقي دليل اللاعبين المصريين ومعلومات عن كل لاعب.

ملحوظة ثانية:

لأنه نادي الزمالك، فهذا المقال مبني على قرب نجاح انتقال وتوقيع أجوجو، ولا دخل لي بورود أنباء على عدم توقيعه رسميا للآن وإن كان الأمر وطبقا لبعض مصادري على وشك الانتهاء بنهاية الأسبوع الحالي رسميا. اللاعب لم يوقع ولكنه أوشك وباق بعض الاتفاقات ودفع بعض مما تحت الطرابيزة لجيش وكلاء اللاعب .

Category: |
You can follow any responses to this entry through the RSS 2.0 feed. You can leave a response, or trackback from your own site.

2 اضغط هنا .. واترك تعليقا على المقال:

On June 24, 2008 at 12:53 AM , محمد عثمان said...

من يقرأ تحليلاتك وينطبع في ذهنه المجهود الذي قمت به يعتقد أن الكتابة الرياضية يمكن أن تكسب الكثير لو دخلت مجالها

ولكن

من يعرف شخصيتك على حقيقتها يدرك أن الله لا يعطي الفرصة إلا لمن يستحق وحكمته تقتضي ذلك
وإلا فأنا أتخيل حال إصدار رياضي لو ترأس تحريره شخص بأخلاقك ...

أنت تفهم قصدي جيداً

للأسف كنت أعتقد فيك العكس

 
On June 24, 2008 at 1:33 PM , Al-Firjany said...

أعتذر لكل من قرأ التحليل حيث كان مبنيا على صفقة على وشك الكمال، وصفقت كملت واكتملت بالفعل
ولكن لأنه نادي الزمالك، لا تضمن ما في اليد ... فما بالك بما على الشجرة

اتسلى بصفقة أيمن، وسيبك من تحليل الجوز التانيين .. والزمالك بيحب الخفية :-)))

أيا كان فعلى ما يبدو إن ما حدش قرا التحليل أساسا على طوله .. ولا علق
مش مشكلة .. تلاقيك كنت عارف أصلا :-)
==
على كل أدينا بنتعلم

وبإذن الله سنوالي استكمال تحليل بعض المباريات الأوروبية
ودي في اليد وفي العين .. ومضمونة عن الحديث عن نادي مش عارف يكمل صفقة على ما قسم وتحكمه الانتخابات في كل شيء حتى لو حاولت الابتعاد عنها :-)))

ممكن أعدل مقولة فينجادا، إلى "توقع أي شيء من نادي الزمالك"