11:34 PM | Author: Al-Firjany

بعد لقائي الغريم، ظهر الأهلي بمستوى أقل وتوزيع أسوأ، وبتهديف صفري. أجبر ارهاق الطيران ورحلة الـ30 ساعة + غياب جمعة وثنائي الهجوم على بعض التعديلات في خطة لقاء الأحد الثالث. غريب لجوء الأهلي للدفاع ولكنه غير مستغرب، وكالعادة يستمر جوزيه في اللعب بثلاثة هاف ديفيندرز مع تواجد هجومي أقل من المعتاد. ترك الأهلي لأسيك مبادرة الهجوم فلم يسجل، وترك الثاني للأول المبادلة في الهجمات وبرضه لم يسجل. مستوى الأهلي الأقل له عدة عوامل وأسباب، وسنرى اليوم إن كانت بسبب الطيران فقط، أم نتيجة لقوة البداية يتبعها هدوء لالتقاط الأنفاس.

كان الجديد في تشكيل جوزيه هو البدء بمعوض وجلبرتو، مع وضع غريب للأول كارتكاز ثالث مائل باتجاه اليسار مع لعب دور قاعدة المثلث مع فلافيو وحسن في حين كان الأسمر ظهير أيسر، والعكس كان صحيح في المباريات السابقة. كالمعتاد كان عاشور وبوجلبان قلبي الوسط مع معاونة لم تكتمل أبدا في العمق لحسن أو فلافيو. ترك جوزيه فلافيو وحيدا في الأمام ولم يسعف تقهقر الفريق حسن بالتواجد والتهديد في المنطقة الأمامية. كان الطبيعي وجود هجمات من أسيك مع ترك الأهلي للمنطقة الأمامية بدون وجود حقيقي .. حتى لو بالتمرير.

استغل أسيك وجود ثغرة في عمق دفاع الأهلي (ما بين شادي والسيد) مع تحرك ذكي من هجوم وعمق أسيك في تلك المنطقة ظهرت في كرة زورو سيرياك .. ثم ظهرت في نهاية المباراة بكرة مانجوا كيسي. أقوى هجمتي الشوط للفريق الايفواري كانت في تلك المنطقة تحديدا وهي الأخطر. في حين لم تكن الهجمات من الأطراف على نفس درجة الخطورة مع انها كانت الأكثر. برجوع بركات ومعوض (ثم جلبرتو) إلى الخلف لمساندة المساكين السيد وسمير قلت الهجمات من الأجناب. ونتيجة لقلة عودة ارتكاز الأهلي سواء بوجا أو عاشور أو سوء تغطيتهما أمام شادي ظهرت بعض الخطورة لأسيك.

يدفن جوزيه بركات كثيرا بالعودة إلى الخلف كظهير أيمن. إلى حد ما بركات جيد في تلك المنطقة ولكن ضآلة جسمه وخفة حركته قد لا تكون ميزات أمام فرق من الحجم الأفريقي. ظني إن بركات يفيد أكثر في المنطقة الامامية حتى لو كان بسوء حالته في مباراة الزمالك السابقة. الشكل الهجومي للأهلي في الشوط الأول كان في منتهى السوء بتمرير عرضي ممل وسوء تمركز وقلة التمرير الأمامي وندرة التقدم إلى الأمام من الأطراف، وإن تميز بحسن التغطية (بالذات من السيد) أو من معوض .. وبالطبع عاشور في بعض حالات سرحان حسن. أرجع وأقول إن وضع بركات في الامام بجوار حسن كان ممكن يشكل وضع أفضل للأهلي عن وضع حسن ومعوض .. او حتى مع جلبرتو. تحرك بركات هجوميا أفضل منه دفاعيا. المشكلة هنا هي إن محاولة دفع بركات من جديد إلى المنطقة الأمامية قد لا يفيد، لأن بركات يكون استهلك واتنحل وبره في الخلف، فالطبيعي أن يظل على ندرة الانتاج في الشوط الثاني عند تحريكه إلى الأمام. المجهود المطلوب دفاعيا اعلى بكتير، وخطأ فقد الكرة عند منطقة جزاء خصمك وأنت مهاجم، أقوى وأخطر من فقدها وظهرك لمرمى أمير، بالتالي يزداد الضغط النفسي والعصبي والبدني على بركات وهو مقيد كظهير أيمن وأحيانا ظهير ثالث، عنه لو كان في مركز قاعدة المثلث الحر. يزيد الضغط هنا لو عرفنا سر رضا جوزيه عن التعادل، وسر ضغطه باتجاه الحصول على نقطة. لم يظهر بركات طوال المباراة في الجانب الأيمن إلا بالعرضية الممتازة لأحمد حسن أخطأت رأس الصقر، وكادت تعطي الاهلي فوزا ثمينا .. وصفته البي بي سي بأنه غير مستحق لم تحقق

محاولات جوزيه في الشوط الثاني كانت ممتازة لتعديل كفة الأهلي ومحاولة التأثير الاكبر هجوميا. الامتياز هنا ليس في الخطة نفسها، ولكنه مقارنة بالحالة شديدة الضعف في الشوط الأول. من فترة لم أر إينو يجري تبديلا في بداية شوط، وهو مؤشر جيد جدا على بدء اعتماد من البرتغالي على اللاعب الشاب. التبديل عادي بخروج بوجا ونزول إينو، لكنه عدل كفات كثيرة في الاهلي بالحد من هجمات العمق أمام الإيفواريين .. أو زيادة الفاعلية الهجومية مع الزيادة مع حسن أو الميل باتجاه الجانب الأيمن (بركات، ثم صديق) أو تشكيل بعض الضغط مع فلافيو أو استغلال الكرات الساقطة للتسديد. إينو أدى أدوار جيدة جدا في الارتكاز الأمامي بتشكيل رأس مثلث أمام عاشور وجلبرتو، أو انضمامه كقاعدة مثلث مع حسن وفلافيو. الجانب الأهم في تغييرات جوزيه كان وجود صديق وتحريك بركات باتجاه معوض للمساندة. جوزيه حاول مقابلة طرفي أسيك باثنين لاعبين: صديق وإينو في اليمين، وبركات ومعوض في اليسار (مع ميل من جلبرتو في نفس الناحية)، ولو إنه لم يمنع الهجمات من تلك الناحية بالكلية نظرا لضغط أسيك القوي باتجاه إحياء أمل النقاط الثلاث. دور إينو الهجومي والدفاعي كان جيد جدا وأعتقد إنه أفضل من بركات قياسا إلى اختفاء بركات في الشوط الثاني تقريبا وعدم ملاحظة أي تأثير له في المنطقة الأمامية سوى ببعض التحركات. كان نفس تأثير اللاعب الطائر في الجانب الأيسر هو نفس نتيجة الجانب الأيمن = صفر. تواجد بركات في كرتين فقط في الجانب الايمن وبعدها لم تظهر له خطورة حتى مع اندفاع اسيك باتجاه مرمى الأهلي. كان يمكن استغلال نفس المنطقة ما بين وسط ودفاع أسيك المندفع.

أظهر صديق وجودا أفضل للجانب الايمن حين تسلم الراية من بركات. المهارة الفردية والسرعة من سمات لعبه بالذات مع غياب المساندة سواء من المنهك أحمد حسن أو المكتف فلافيو .. أو حتى من الارتكاز عاشور الملتزم بالواجب الدفاعي. وجود إينو بجوار صديق كان ممتاز جدا مع تبادل جيد للمراكز ما بين الاثنين وإن لم يسمح الوجود النادر لهجوم الأهلي في 18 الأسيك باستغلال عرضيات مؤثرة من صديق. وجود إينو خدم صديق في المساندة إلى الأمام، كما أفاد الظهير السريع في التغطية الخلفية حال التقدم (أرجعك لورا شوية وأقول لك إن شوقي كان بيحط عينه على وجه القصور في فريقه، وبذكاء بارع يحاول يسد الثغرة؛؛ لذلك كان وجود شوقي بجوار صديق في كثير من المباريات دور مهم في إظهاره بمظهر جيد مع سد الفدادين التي يمر عليها بسرعته. لهذا كان دور إينو حيوي بالنسبة للاعب له ميول هجومية زي صديق).

بصفة عامة أعطى إينو وصديق شكلا هجوميا جيدا جدا للأهلي. حاول إينو استغلال مهارة التسديد ولكن لم تفلح ولم يعطه أسيك المساحة وإن أعطاها لبلال. لو تلاحظ وجود إينو فيما حول منطقة جزاء أسيك تدرك دور لاعب الارتكاز الثالث، وهو مثل ليبرو متقدم أو رأس مثلث مدبب، لتقليل الضغط عن قاعدته (عاشور وجلبرتو) والدفاع من وراءه. لكن ثغرة وسط الأهلي في الميل باتجاه شادي استمرت من مباراة الزمالك إلى مباراة الأمس. وكما لم يستغل الزمالك الثغرة لم يستغلها الأسيك، مع ظهور اوضح لأمير في استاد روبير شامبرو عن ظهوره في استاد القاهرة.

تظهر ثغرات كثيرة في دفاع الأهلي نتيجة لتعدد أدوار الظهيرين أو الليبرو المتأخر. لعب الأهلي في البداية على مصيدة التسلل، ثم قل الاعتماد عليها مع تقدم الظهيرين السيد أو سمير محاولين قطع الكرة في خط أمامي باتجاه مرمى ميموزا. كان على الظهيرين التغطية خلف بركات ومعوض. نتيجة لكثرة ضغط أسيك من الأطراف رغم قلة الخطورة منها، ظهر السيد كرجل المباراة الأول، نتيجة قوة الضغط ودفن الكثير من هجمات أصحاب الارض على الطرف الأيسر. أسلوب لعب الأسود ينفع كثيرا مع الأفيال، بالتالي يكثر العنف المشروع وتقل معها الخطورة، وهو ما يجيده السيد. الخطورة الملحوظة هنا هي كثرة التسديدات حول المنطقة وهي مسؤولية الارتكاز المتأخر وظني إن تغيير بوجا كان لمحاولة سد تلك الثغرة مع تسرب وتسلل أسيك منها في الشوط الأول. لم يمنع نزول إينو استمرار التسديدات في الشوط الثاني، وإن قللها بشدة وكانت مغامرة جوزيه في الضغط به على أسيك لتقليل حدة وخطورة الهجمات على أمير. لكن المتسرب من الهجمات الإيفوارية كان يجد حارس رائع ينافس السيد على نجومية المباراة. وكون الثنائي بالتحديد من نجوم المباراة يعطيك إشارة عن مدى الضغط الذي تعرض له الأهلي

كنت على وشك أن أكون أشد قسوة على الأهلي من قسوة الرحلة إلى كوت ديفوار، لولا تذكري لحديث قديم وطويل لمحمد صديق بعد مباراة الدور قبل النهائي من حوالي سنتين. تحدث صديق بمرارة وقسوة عن النقاد الذين اتهموا الاهلي بالخنوع أو الضعف بعد هزيمة الأهلي 2-1 في رمضان، في رحلة فقد فيها إسلام الشاطر 5 كيلو جرامات (وفي رواية 10 كجم). من الكلمات التي أذكرها من الحوار: "ما حدش من اللي بيتكلموا حس أو شاف اللي حسيناه وشفناه في الرحلة دي". الأهلي عانى في بداية موسم أمام خصم قوي على أرضه. يجيد اللعب الأمامي السريع مع قوة في الالتحام. قلة مخزونك اللياقي والبدني لا يساعدك على التمرير السليم أو التفكير الدقيق في الكرة أو من غيرها، ولاحظ حيوية ونشاط إينو وصديق مع نزولهم في الشوط الثاني ونقلهم للعب الأهلي إلى نصف ملعب اسيك.


جوزيه يمرن فريقه على اللمسة واللعبة واللعب السريع، وبالفعل الفريق يؤديها بشكل جيد، لكنه ليس تمريرا سريعا إلى الأمام أو نقل أسرع للهجمة إلى منطقة جزاء الخصوم. بمعنى إنك لا تكاد تلحظ سرعة في نقل الهجمة .. أو سرعة في التحرك أو سرعة في التمرير أو سرعة في الاستلام والتصرف في الكرة. مؤكد هناك غياب لياقة وحضور إجهادي، ولكن التمرير الدقيق إلى زميل ليس بحاجة إلى مجهود بدني عالي جدا، فالأهلي حاول التأثير الجيد هجوميا في الشوط الثاني، بل في أواخر الشوط مما يدل على وجود مخزون لياقي جيد. الأهلي كاد يقع في نفس فخ الزمالك بالركون إلى التعادل، ولكنه يظل قادرا على الحفاظ على عذرية شباكه، إن لم يكن بقوة الدفاع، فبصلابة حارس مرمى. جوزيه لا يكاد يعتمد على بديل لمتعب أو تجربة بديل آخر لأبو تريكة محل حسن .. ونزول بلال وصديق المتأخر دلالة على إن جوزيه لا يكاد يخرج من فلك متعب ولا يريد. ربما يحاول البرتغالي استفزاز أحمد بلال للاحتياج له في الأدوارالتالية .. وهو الآن في طور التسخين، أو ربما يحاول التلاعب بمتعب وبدل ما هو مهاجم واحد، زيادة الهجوم اثنين. غريب من جوزيه محاولته إراحة فريقه أثناء المباراة، في حين إنها سبب مجيئه ومجيئهم. من النادر أن يبدل جوزيه في أفراد خطوطه الثلاثة (لو اعتبرنا دخول محمد سمير مكان جمعة تبديل اضطراري). حالة الرضا بالتعادل مؤشر غير مرضي، لكنه مقنع في ظل ظروف أقوى من مدرب مجازف ومن فريق تعود الانتصار. سنرى اليوم إن كان هبوط الأهلي الهجومي سببه سوء الرحلة فقط أم هبوط ما وراء المباريات الكبرى، أم أن الفريق لا يزال في بداية موسم.
Category: |
You can follow any responses to this entry through the RSS 2.0 feed. You can leave a response, or trackback from your own site.

2 اضغط هنا .. واترك تعليقا على المقال:

On August 4, 2008 at 1:37 PM , ahly12 said...

تحليل مميز وان شاء الله الماتش القادم يكون الاداء افضل
==
مبروك على النيولوك

 
On August 4, 2008 at 2:26 PM , Al-Firjany said...

الله يبارك في حضرتك

الحمد لله إنه كويس .. ويا ريت لو فيه أي ملاحظات أنا مستني أسمعها

==
الأهلي مستواه يتقدم جيدا إلى الأفضل، خصوصا مع عودة تريكة المحتملة بإذن الله