2:08 PM | Author: Al-Firjany

لا أستطيع مقاومة بعض الملاحظات البسيطة والعابرة عن تشابه تكتيك جوزيه مع هولمان في الغريمين. التأمين الدفاعي له أولوية في الفريقين وملاحظ في مباراة السوبر، وتابعته في مباراة أسيك مع الأهلي أو مع الزمالك في الشوط الثاني أمام ديناموز. تعدى الأمر كثيرا مجرد بداية موسم وخوف من هزيمة ورغبة في الابقاء على روح الفريق بعدم البدء بالموسم بهزائم. نجاح الأهلي كما هو ملاحظ أقوى من الزمالك، لكن تظل نقاط الشبه شيء غريب شوية. وزي ما يخلق من الشبه أربعين، خلق من الشبه خطتين، يلعب بيها 22.


أول العلامات بالطبع في وجود ثلاثي ارتكاز .. وهي إن كانت في الزمالك طبيعية نتيجة لترهل في الدفاع وبعض الضعف الغريب في حراسة المرمى، لكنها نظريا المفروض تكون بعيدة عن فريق زي الأهلي. هولمان يحاول الابقاء على شباك الزمالك نظيفة وتأخير تعارف الخصم المعتاد مع شباك الزمالك لأنه المدرب لا يزال هو الآخر يتعرف على الفريق. التركيز على الوسط كان مستغرب مع تجربة أكثر من لاعب فيه والتنويع ما بين مراكز أيمن عبد العزيز في ثلاث مباريات، مرة رقيب للساقط من مثلث الخصم (أحمد حسن) والثانية تقدم قليلا وفي الثالثة أمام ديناموز تقدم أكثر وإن ظل هو الارتكاز المتأخر. لوح هولمان بأوراق أبو العلا ومجدي في الوسط، والمثير هو إيجاد عبد الله كلاعب ارتكاز ثالث، بأدوار هجومية. اللي يجمع ما بين جوزيه وهولمان تحديدا هو الاتيان بلاعب طرف (أيمن أو أيسر) ورزعه في الوسط كارتكاز. في الأهلي زحزح مانويل جلبرتو إلى اليسار بجوار معوض، مع حسن أو إينو في اليمين بجوار أي من صديق أو بركات، وفي الزمالك تقدم مجدي من الليبرو ليجد نفسه جار أسامة حسن، في حين تقدم عبد الله في المباراة الثالثة كارتكاز بجوار ابراهيم. كل لاعب ارتكاز منهم يتميز بقدرة على اللعب كطرف ولاعب وسط.
في التسعينات، كان أسلوب اللعب السائد هو وجود اثنين لاعبين في كل طرف، وهولمان اتبع هذا الأسلوب في الأهلي (من جيله أفتكر وجود هشام حنفي وابراهيم حسن (سيد عبد الحفيظ؟) في الجانب الايمن وياسر وأحيانا عرابي في الأيسرإن لم تخني الذاكرة، ولو عندك أسماء تانية قول). لكن في الألفية الجديدة، الكرة تقدمت، وثقلت المهام على لاعب الطرف. أفهم إن جوزيه يحاول مد يد العون لمعوض أو يحمل في فكره شيء ما يريد تنفيذه، لكن ازاحة هولمان لعبد الله في الزمالك في هذا المركز الحساس أمر يسترعي الانتباه خصوصا مع الواجبات الدفاعية الواجب اتباعها، وعبد الله زي ما قلت لا يملك أي مهارات دفاعية من تغطية أو تمركز سليم. أما مجدي فهو لاعب ارتكاز يجيد التقدم من الوسط للأمام واللعب في نفس مركز أيمن (أو مركز تامر سابقا). قد يكون هولمان حن إلى التكتيك القديم فلعب باثنين على كل طرف للتغطية الدفاعية واللعب في كل مربع من مربعات الملعب باثنين لاعبين أو أكثر. إصابة جلبرتو في اللقاء الأول وعدم قدرته على لعب الثاني وسوء حالة الأهلي في لقاء أسيك الثالث لم يبلور فكر جوزيه بعد. على ضفة هولمان، لم يظهر أثر هجومي للأطراف محمد ابراهيم وإن كان الأفضل حسن بتحرك أمامي غير مؤثر، ويظل عبد الله صاحب أفضل تقدم هجومي جيد لأن هي دي لعبته وهو ده أسلوبه كلاعب من الأطراف أحيانا يميل إلى العمق تبعا لرؤيته للملعب (غير رؤية المدرب لدوره، لأنه لاعب مزاجي). الخطة عامة تحتاج إلى لياقة عالية جدا .. وأسلوب جيد التنفيذ، ولم أر أيهما في الأهلي او الزمالك


عملت فلاش باك لبطولة اليورو ولاحظت بالفعل بعض الميل لتشابي أو سينا أو إنيستا على الأطراف مع المتادور، ولا أذكر أدوار أخرى للارتكاز في اللعب باتجاه الأطراف، ولسوء حظي لم أتابع أحد المنتخبات المعروفة بأسلوب اللعب هذا (إيطاليا). لكن منتخبات أخرى استعاضت عن اللعب بثنائي أطراف بوجود قاعدة مثلث سريعة كما الحال في ريبيري أو مالودا مع فرنسا، والأسرع فان بيرسي وروبين في هولندا.

معوض على ما يبدو دخل دائرة اهتمام جوزيه، ودخول المدار مش زي خروجه. لا يستطيع البرتغالي الاستغناء عن جلبرتو، وهو يحتاج معوض معه طوال زمن المباراة لتأمين الجانب الأيسر. ولأن معوض لسة خام ع الأهلي، يحاول جوزيه اللعب معاه بتقديم مساعدة أنجولية والاستفادة من جلبرتو في مركز الوسط المتأثر بغياب فتحي. وجود الثنائي تحديدا يعطي الأهلي ومدربه مرونة غير طبيعية في مواجهة طواريء واصابات أو أي ظرف يحدث اثناء الدقائق التسعين. ربما يحاول هولمان الاستفادة من ذلك ونقل نفس التكتيك إلى الزمالك بوجود لاعب واحد (مجدي) قادر على اللعب في ثلاث مراكز في نفس المباراة (طرف أيسر وارتكاز وليبرو). بالتالي هو محتاجه في الملعب كارتكاز ومائل باتجاه أسامة. تاني سبب هو غياب تريكة وهو ما أعيد التأكيد عليه، لكن على ما يبدو إنها عادة أوروبية لأن هولمان أيضا في غياب شيكابالا (واعتزال حازم) يحاول مد العون والمساندة للهجوم والسترايكرز من خلال ثلاثي ارتكاز .. لكن ما زين ما اختار بوجود عبد الله.


اللعب بثلاثي ارتكاز عموما يقلل جدا من غلة الخصم في شباكك، لكنه أيضا يقلل من غلتك نتيجة لالتزام ثلاثي الارتكاز الدفاعي الصرف (والوحيدين الاستثناء من الفريقين عبد الله ولم يسجل، وإينو وسجل وكاد أن يعاود في مباراة أسيك). حالة الضعف البادية على الزمالك أجبرته على مقابلة الخصوم محاولا غلق المساحات أمامهم بفعل نقص لياقته، وحالة الاهلي وبداية موسمه وواقعية مدربه تجبره على الغلق وتقليل المساحات داخل الملعب وحول دائرة السنتر لتخفيف الضغط على دفاعه (لإصابة جمعة وقبله النحاس) ولمساعدة حارس يحاول تثبيت أقدامه وتثبيت الكرة بين مخالبه بعيدا عن الشباك. دافع الفوز عند كلا المعسكرين دفعهما إلى التفكير في عدم الهزيمة، كأولوية مقدمة عن الفوز. اللعب بمهاجم واحد صريح كان حاضر بقوة في مباراة السوبر من كليهما، واستمر من الاهلي لأنه خارج أرضه في حين استغنى عنه الزمالك جزئيا لظروف إقامة المباراة داخل القاهرة، ولا أدري بأي تكتيك سيلعب الفريق أمام أسيك.

رغم إن طريقة 4-4-2 ومشتقاتها ممكن تنفع في تلك الحالة، لكن الاوروبييْن لم يفكرا بها لسابق معرفتهما بالسوق المصري، واختار الألماني والبرتغالي البديل الثاني وهو التركيز على الارتكاز. لكنه ارتكاز مائل إلى الاطراف يتيح وجود على الأقل 3 أو 4 لاعبين في كل خط من خطوط الملعب بما يعني انتشار جيد وقدرة أفضل على مبادلة الخصوم. لكن احنا شوفنا العكس. الأهلي في الشوط الأول من أسيك لم يكن له وجود يذكر هجوميا، وإن حضر دفاعيا، في حين غاب الزمالك بعد هدف ديناموز إلا بانفرادات فردية لا تنم عن جماعية في الأداء. المثير إن ثلاثي ارتكاز الأهلي لم يمنحا له أفضلية في كوت ديفوار ولولا نزول إينو كان يبقى وجودهم زي عدمهم، ونفس الكربون وجد مع الزمالك بشكل أقسى وأوضح في مباراة أول أمس ربما لتخلي عبد الله عن دور الارتكاز الدفاعي أو حداثه عهده بتطبيق الشق الدفاعي من دوره. لا أيمن ولا مجدي ميزا وسط الزمالك أمام مورابي ورفاقه، ويمكن المرات القليلة التي فرض الزمالك فيها كلمته في الوسط كانت بتقدم العابدي أو هاني إلى الأمام ودفعهم أيمن ومجدي إلى الامام، وبالتالي دفع ديناموز باتجاه مرماه.


مباراة روما وافتتاحيات الدوري ستحدد اتجاهات كثيرة لدى الفريقين. واقعية جوزيه التي رأيتها الموسم الماضي في الشامب الأفريقي بدات ألاحظها في مباراتي السوبر ومباراة أسيك، في حين تعدد الرقع داخل فريق الزمالك النسبي يدفع هولمان إلى اتباع نفس التكتيك. كل واحد بيمد لحافه في المنطقة المسموح فيها بمد اللحاف، ولو راجعت الوسط في كل فريق حتلاقيه أكبر الخطوط في كل فريق من حيث عدد اللاعبين، بالتالي التبديل هنا مسموح والعدد ممكن يكون في الليمون. على ما يبدو إن المديرين الفنيين يحاولان تعطيل الهجوم الأفريقي بتاخيره إلى الوسط وهو ما ينفع معه الزيادة في الوسط والميل على طرفي الخصم أو عمق ملعبه. الأسلوب إلى حد كبير ينفع هنا، لكن يبقى الشق الهجومي هو ما يحتاج إلى تركيز أكبر واداء أفضل. الأهلي قد ينجو من تلك الطريقة بعودة أبو تريكة القريبة، فيما يستمر تأثر الزمالك بغياب شيكابالا إلى مدى غير قريب.
Category: |
You can follow any responses to this entry through the RSS 2.0 feed. You can leave a response, or trackback from your own site.

0 اضغط هنا .. واترك تعليقا على المقال: