12:36 AM | Author: Al-Firjany

بعد البداية القوية الاضطرارية، وضح إن قوة الأهلي او الزمالك تهبط بعض الشيء مع تتالي المباريات في حين إنه المفروض يحدث العكس. هبوط مستوى الزمالك لم يكن إلى ما دون الاتحاد ففاز بنقطة، في حين هبوط الأهلي سلب منه النقاط الثلاث. لم تؤثر غيابات الفريقين في أول مباراتين في بداية الموسم الأفريقي بنفس قوة تأثير الغيابات في بداية الموسم المحلي. كلاهما فاز ثم خسر (أو تعادل .. وإن كنت عارف طعم التعادل بالنسبة لأيهما، خصوصا لو على استاد القاهرة). وجود هولمان وجوزيه في مباراتي الديربي كان أوضح وأقوى من المباريات الأخرى، وكأن كل واحد يستجمع قواه أمام الآخر ثم يشتت ويتشتت في اللقاءات التالية. ظهور مشكلة البث طغى على أي حديث حتى لو كان فني، وحأحاول أتكلم ببساطة وسرعة عن حال الفريقين الفني حسب ما أتاحته لي الظروف - والبث التليفيزيوني – من رؤية الغريمين، خصوصا قبل توقف الدوري، وقبل متابعة المشوار على التراك الأفريقي، لأن سرعة الفريقين في الدوري تحدد مسارهما بشدة على التراك.

مباراة الأمس أعادت إظهار ثغرات ظهرت في مباريات الاهلي أمام أسيك وروما، وبعض الشيء أمام الزمالك. ما بين قلبي الدفاع والوسط منطقة غاية في الخطورة على النادي الأهلي ومعها ومنها تشتد قوة الخصم على مرمى أمير. عمق ملعب الاهلي فيما بين مثلث شادي وعاشور وبوجا يعتبر ثغرة مهمة جدا لم ينجح في سدها جوزيه للآن، وكالعادة لا يستطيع الأهلي فك حصار وخناق ولزوجة فريق يجيد تطبيق الضغط رجل لرجل (بفتح الراء، وكسرها .. هي واللاعب). حتى مع هبوط لياقة الخصم وانكماشه الدفاعي قبل طرد جمعة، لم يستغل الأهلي تحول المنافس البورسعيدي إلى البطء في التحضير والتمرير والهجوم في مبادلته بالهجمات وإتاحة فرص للتعادل. وزاد جوزيه من أخطاءه بوجود فلافيو وحيدا وإزاحة متعب من الهجوم. سرعة الأهلي الوحيدة كفريق هي تناقل الكرة، لكنه تناقل في كثير من الأحيان سلبي. مش شرط إني ألعب الكرة من لمسة أو اتنين، المهم في أي اتجاه؟ وهل التمريرة نفسها إيجابية للأمام، أم إلى الخلف، أم إلى الخصم؟ هبوط الاهلي الاضطراري والجبري في المستوى ربما سببه علو مستوى وروح الخصم مع سوء تشكيل من جوزيه وتنفيذ أسوأ من اللاعبين، خصوصا من طرفي الملعب (لاحظ مثلا بُعد لاعبي الارتكاز عاشور وبوجا (حسن) عن صديق، ولما جلبرتو لقى الهجر طال، قرب من حسن وعاشور كارتكاز ثالث تاركا الجانب الأيسر لأحمد السيد).

لم ينجح جوزيه بتوسيع الملعب أمام خصم أجاد غلقه، وزاد من سوء حالة الأهلي سوء حالة طرفيه، وعدم قدرة بركات على التحرك والتحريك الهجومي المؤثر. أكاد لا أذكر مباراة رسمية واحدة جيدة لبركات في الموسم الحالي، مع استمرار أسلوبه على زيادة الجهد وقلة الانتاج. قلة انتاج محمد بركات هنا يقل معها حصاد الفريق لعظم أهميته الهجومية (عد عدد تمريرات أبو تريكة له في الأمام مقارنة بتمريرات نفس اللاعب إلى باقي الفريق). نفس الأمر لو انتقلنا على البر التاني، بانخفاض مستمر في مستوى جلبرتو، وتحريك غير موفق من جوزيه للاعب الأنجولي إلى الوسط.


حاول جوزيه تجريب تشكيل مباراة الديناموز فأزاح عن طريقه لاعبي القائمة المحلية (وما قدرش على بعاد واستبعاد المحمدي). فريق الأهلي بصفة عامة من المباريات الأربعة متوسط المستوى جدا، مع دفن بركات في الخط الخلفي أحيانا، ودفن أبو تريكة مع الاحتياط، علاوة على مقبرة القائمة الأفريقية (عن المحلية)، إلى جانب زيادة الشعور بغياب فتحي والنحاس. نفس أخطاء أسيك تكررت أمام روما فسجل ثلاثية .. وتكررت مع المصري وسجل اثنين، ولم تتح لي مباراة الأوليمبي رؤية مدى علاج الأهلي للثغرة القوية في العمق.

في الزمالك المشاكل الفنية ربما أكبر، حتى لو تابع مشواره في الدوري دون خسارة. الفوز على فريق المحلة أمر جيد خصوصا مع تنويع جيد للهجمات من طرفين أو عمق، وإن كاد يحصر الفريق نفسه هجوميا في الكرات الثابتة. افتقد الزمالك إلى بديل البلدوزر مع غياب مستمر ومبهم لأجوجو. في المحلة لاحظ تسجيل ثنائي من دفاع الزمالك (أو الخصم)، ولم يعالج هولمان المشكلة بالتالي قلت الحصيلة التهديفية أمام الاتحاد، واستمر المدد يأتي من الدفاع (فتح الله أو الصفتي). مستوى محمود سمير إلى حد ما جيد وربما لا يخدمه توقف الدوري (كما لن يخدم المحمدي مع الاهلي) في الاندماج والتأقلم مع الأبيض.

هولمان بعد المباراة خرج يتحدث عن احتمالية فوز فريقه بالاربعة في حالة تسجيله للفرص المتاحة، ونقدر نقول إن هو ده اللي الزمالك محتاجه. قلت في بداية الموسم عند تحليلي لانتقال أجوجو عن احتياج فريقه إلى مهاجم قناص يجيد التسجيل .. بأي أسلوب ولو نصف مستوى، فالمهم هو التسجيل، وهي إحدى ميزات الغاني الغائب خارج الزمالك، حتى وإن لم تلحظها إلى الآن. قد ينجح سمير في تعويض بعض النقص في الشق الهجومي للزمالك المتأثر بغياب شيكابالا وحمزة. الطرف الأيسر للزمالك يعتبر أفضل جدا من الأيمن، وينفع جدا في كثير من العرضيات المؤثرة .. وأسامة حسن يقدم أحيانا حلول هجومية جيدة وإن لم تستغل.

مشاكل الزمالك الدفاعية قد تأتي من التجريب والتبديل ونظام الدور. ساعات يبص الصفتي جنبه يلاقي هاني، وساعات يبص يلاقيه قَلَب فتح الله، وساعات الدفاع بالعابدي، وساعات من غيره وكله بيعدي. بالتالي يغيب الانسجام وتصبح أي هجمة من فرق في مستويات الاتحاد أو المحلة في غاية الخطورة. لاحظ تمركز الخط الخلفي للزمالك لحظة اختراق ثم استلام فرج شلبي للكرة داخل المنطقة، ومعها تشعر بمشكلة الزمالك الدفاعية. مشكلة الاهلي في القلب، وأحيانا ما تبدو مشكلة الزمالك الدفاعية الأكبر على الأطراف لقوة قلب دفاعه (سواءا هاني أو محمود).


واضح إن هبوط مستوى الاهلي والزمالك أمام أسيك وديناموز كان طبيعيا، ولاحظنا استمراره في الدوري. لن أحلل أداء الاتحاد أو المصري. .. حتى لو استمر الأخير على الفوز المتتالي في الدوري. الاتحاد نجح في استفزاز لاعبي الزمالك وأخذهم إلى خارج المباراة .. حتى قبل أن تنتهي المباراة. في حين لاحظ الجميع تتالي فوز المصري وربما لن يلاحظوا سقوط لاعبيه في الشوط الثاني مع قلة المخزون اللياقي، أو حلول التعب من كثرة مجهود الشوط الاول (قلة الزيادة الهجومية من محمد جابر، أو سقوط بعض اللاعبين في الالتحامات الثنائية، زي الأدهم أو حتى شديد قناوي محرز الهدف). لكن فريق لم يحتمل النَفَس الطويل إلى ما بعد الشوط الأول خصوصا مع تردي حالة ومستوى خصمه الأحمر + الكارت الأحمر، بالتالي كيف سينجح في متابعة مسيرته في مشوار الدوري الأطول؟ المصري لديه خط وسط قوي بوجود أكوتي وسمارة وتغطية جيدة خلف وجيه عبد العظيم، لكن الدوري لا يعتمد على 11 لاعب فقط.

كنت اعتقد أنه صعب تبني قاعدة على أداء الزمالك عامة، لكن أداء الأهلي في بورسعيد قد يجعلني أضمه إلى نفس القائمة، خصوصا إن ديناموز في رأيي أقوى نسبيا من أسيك. القطبين سيواجهان ما هو أقوى بكثير من المحلة والاتحاد أو المصري والاوليمبي، خصوصا وإن مستوى الفريقين الأفريقيين قوي إلى حد كبير، بمعافرة كل منهما ضد خصم الآخر. مع وجود حالة التنافس الطبيعي ما بين الاهلي والزمالك، التنافس الحالي أراه فيمن يكون أسوأ ممن، أو من يعالج أخطاءه قبل مواجهات أهم. يعاني الزمالك في غياب أجوجو من القنص داخل منطقة القفز، في حين معاناة الاهلي مستمرة بغياب قلبي دفاع ووسط وطرف .. وممكن نضيف عليهم قيود القائمة الافريقية وهي مشكلة عامة للقطبين. الأهلي جرب التشكيل الأفريقي وخسر، في حين غامر الزمالك بتشكيلته المحلية وتعادل. مشاكل الأهلي قبل ديناموز بحاجة إلى عودة مصابين لن يعودوا في المستقبل القريب، في حين لاعب واحد في الزمالك يمكنه حل مشاكل الفريق الهجومية.
Category: |
You can follow any responses to this entry through the RSS 2.0 feed. You can leave a response, or trackback from your own site.