7:45 AM | Author: Al-Firjany


من ضمن أولويات الأهلي حاليا هو تعدي مرحلة الصعود المحلي والقاري إلى ما دونهما وصولا إلى مناطحة القارة الشمالية. إداريا، وبعد بيان حسني عبد ربه أو حتى بيان اليوم بالرد على مدحت شلبي، قدرت ألاحظ مارشيدير سريع وقوي بعد خطوات واسعة وجيدة للأمام. قمة الهرم الإداري لم تُظهر احترافية تطمح إليها أو اتباع لنمط حياة إدارية غربية، وعلى نفس المقام وإلى نفس الجحر اتبع الفريق الكروي نفس الفكر وإن كان بنسبة أقل، وبحرفية أعلى من الادارة. مباراة روما حلقة في سلسلة محاولات من الأهلي لمعرفة مكانه على خريطة قارة لا ينتمي إليها، ولقاء شبه موسمي ما بين الأهلي وغريم أوروبي لمتابعة مدى التقدم الذي يحرزه الفريق كل عام على طريق الكرة الأوروبية. ندية الأهلي هنا أعلى من ضعفه أمام البرسا .. بل أحسن من فوزه على بنفيكا، وتبقى بالمباراة نقاط مهمة بينتها وكررتها مع مباريات أخرى أوروبية (أو لاتينية). المباريات الودية عامة ليست مقياس خصوصا مع تجربة أكثر من فريق وأكثر من تشكيل في مباراة واحدة، إلى جانب تجريب خمسة لاعبين في مركز واحد، لكن لا يعني هذا إغفال الحديث عنها تحليليا وحصره في حكم مباراة (برضه!) أو حامل راية، أو هزيمة اعتيادية في مباراة ودية، أو فشل شياطين الأهلي فيما نجح فيه واعتاد عليه شياطين المان يونايتد. زيارة إيه إس روما تحوي أكثر من مجرد زيارة للأهرامات ... أو غياب توتي وفوز إيطالي بدونه. تعامل الأهلي كفريق مع المباراة أمر مهم وأسلوب لعب الفريق الايطالي بحاجة إلى تعامل أكثر حرفية، ومفيش داعي نكمل سلسلة هوائية الادارة أو قلة احترافية الأهلي .. ويبقى دخول روما .. زي خروجه. لقاء الأربعاء جيد لو وضعناه في إطار التجريب والودية وبداية الموسم ... مع اختلاف أهداف روما المتطلع إلى أرضية وشعبية في بلد الانتر والميلان واليوفي، أو الأهلي الطامح إلى شعبية في قارة تكاد لا تعرف منه إلا لاعب يرتدي 22، ربما لأنه رفض الذهاب إليها، أو تعرف منه التعيين اللي بيبعته ليها كل سنة، أو ربما تعرفه من استعادة أحد أفراد تنظيم العائدين من أوروبا.

لاحظت في تحليلي مباريات المحترفين المصريين الماضي هو وجود عالي نسبيا للاحتياط في المباريات. حتى إكرامي شارك أمام سيلتيك بالرغم من إنه معروف مين حارس فينورد الأساسي. نفس الأمر بالنسبة لجوزيه مع بداية الاهلي للمباراة بالتشكيل الاحتياطي، ويمكن الخط الوحيد الذي لم يتعرض للتغيير كان الدفاعي، مع وجود مبهم لشادي على الدكة! الجديد في تشكيل جوزيه للمباراة هو البدء بأحمد حسن فرج كقاعدة مثلث يُمنى ووجود متعب كرأس مثلث وحيد وتناوب من جلبرتو أو حسين علي كرأس مثلث ثالث، وأحيانا كان ينضم حسن مصطفى أو المتحرك جدا إينو. تكرر الوجود الثلاثي للارتكاز هنا، بتجديد شبه شامل، وفنيا كان أقلهم حسين علي وأنشطهم المعتز. التشكيل كان جيد واتضح إن طلبات جوزيه من حسين تتلخص في الزيادة مع جلبرتو أو في العمق بتمويل متعب. ظهر الانجولي بمظهر ضعيف جدا ربما لقوة خصمه مع ضعف تمويل ومساندة حسين علي وانشغال حسن وإينو بالتغطية على صديق الرامح أو التواجد أمام أكويلاني ودي روسي وبيرجي. بالفعل كان الرامح هو جواد الأهلي الرابح ومعه يعيد التأكيد على أهمية الحلول الفردية في الطرفين بالمراوغة أو التمرير المتقن إلى الأمام وفي العمق.أما على الجانب الايسر، فمن ملاحظاتي على جلبرتو إنه رجل الباكات اليمين المرنين والسهلين. بمعنى إنك تكاد لا تلحظه في أوقات وجود خصم يوازيه في نفس القوة إن لم يفوقه، وظهر لنا بالتالي قلة حيلة الأنجولي في مواجهة البرازيلي. بنزول حسام عاشور تحسن إنتاج جلبر جدا، وإن لم يصل إلى امتياز صديق ولم يمهله جوزيه بالاصلاح في الثاني فنزل الافضل - وربما الأجهز - معوض. كالعادة يعتمد صديق على ذاته ومهاراته، لما يبص حواليه ما يلاقيش فانلة من نفس لون فانلته، أو يلمح قدوم إينو من بعيد. لا يخذلك أحمد صديق أبدا في قدراته المهارية الهائلة على تعويض النقص العددي الهجومي لصالح نفسه وفريقه. بصفة عامة، تكتيك جوزيه تغير على مدار فترات كثيرة من المباراة نتيجة لكثرة تغييراته وزخم أحداث المباراة وحادثة الكارت الأحمر لأحد أهم أفراد الفريق الأحمر في الشوط الاول.

في المقابل طبق فريق روما نفس الستايل الأوروبي في الضغط الجيد بطول وعرض الملعب على فريق قيد التجهيز والاعداد، وساعده أسلوب لعب سباليتي (4-2-3-1 وإن حولها أحيانا إلى 3-1-3-2-1 بفعل تقهقر الأهلي الدفاعي أو وجود متعب (العجيزي) وحيدا دون مساندة من الوسط) كما أن أسلوب لعب الأهلي الممل في نقل الكرة في بعض أوقات المباراة أظهرت روما بأفضلية نسبية على صاحب الأرض. أتاح بريجي ودي روسي ودخول سيسينيو (أو ريزا) إلى عمق الملعب زيادة عددية مهمة لروما أمام ثلاثي ارتكاز الأهلي، وباعتبر الثنائي بريجي وسيسينيو نجمي المباراة من روما، ويليهما ألفاريس. في لحظات كثيرة من المباراة كنت تجد حوالي أربع لاعبين من روما على نفس الخط تقريبا. ومع انكماش الاهلي الدفاعي وعدم مجازفته بالهجوم نتيجة لقلة غزوات حسن أو تحرك إينو وحيدا إلى الامام، لم يستطع اختراق الجدار الرباعي الإيطالي، وحتى لو حصل كان تمركز ميكسيس الجيد مع جوان قلبي الدفاع مع عدم هروب متعب من أيهما، علاوة على رجوع ذكي من بريجي للمعاونة كان كفيل بقتل أي هجمة أهلاوية. ومع ذلك ففي المرات النادرة التي زاد فيها إينو، وقبله صديق، كانت تظهر بعض ملامح الخطورة للأهلي؛ ودي نقطة هاتكلم فيها بعدين.



للمباراة الرابعة على التوالي يعاني الأهلي من الضغط الممتاز من وسط ودفاع الخصم على مثلثه الهجومي وارتكازه. انتشار روما المبدع حول منطقة الوسط أو الانضمام النسبي من ميكسيس من الخلف أو ريزا من الشمال دفع بالفريق الايطالي إلى الأمام بدون تكتيف له في الهجوم وبزنقة وخنقة على الخصم عند تحوله إلى الهجوم العكسي. كالعادة استمرت نفس ثغرات الأهلي من عمقه الدفاعي وعمق منطقة الوسط. استرجِع الهدف الأول ولاحظ غياب أحد لاعبي الارتكاز فيما حول قوس الـ18 أو الهدف الثاني وشاهد نفس الغياب لنفس الدور عند نفس النقطة، واقتراب بركات المتأخر من بريجي. ولو نفسك في كرات غير الأهداف ومقتنع إن الأول المفروض يخرج من التحليل بحُكم عدم صحته، ارجع لبعض فرص أوكاكا في عمق دفاع الاهلي أو حتى بعض حالات ضرب الاوفسايد من روما مع تراجع لاعب واحد من الطرفين (غالبا صديق) للتغطية على تسلل الخصم. ساعدت سرعة نقل الهجمات من روما وتلاعب بريجي أو تغطية دي روسي أو علو مستوى سيسينيو على جلبرتو، مع تأرجح أكويلاني واسبوسيتو حول أوكاكا في الهجوم على زيادة التأثير الهجومي لروما بهدف ملغي وهو صحيح، أو احتساب هدف مفترض إنه ملغي، بما يعني إن الحصيلة وجود هدفين نظريا، احتسب منهما واحد.

في المقابل تأخر نزول عاشور نتج عنه تأخر ظهور جلبرتو، مع تأخر الامدادات لثنائي هجومي مميز جدا في الأهلي. لولا تحرك ومثابرة إينو (النجم الثاني والصاعد للأهلي في المباراة) لم يكن صديق ليتحرك ويراوغ كما رأيناه أمام ريزا أو يكثر من غزوات الجانب الأيمن. عرضية جلبرتو نصف الخطيرة ظهرت بعد وجود عاشور، ومعها تحرك جلبرتو وظهرت نصف فرصة في عرضية متعب. الجانب الثاني المساعد لعدم ظهور الأهلي الهجومي هو إزاحة أحمد حسن إلى نفس الجانب الذي قتل فيه حيوية ونشاط بركات .. الأيمن. جوزيه أخفق مرة في كل شوط في هذا الجانب تحديدا، بتجربة أحمد حسن في الشق الهجومي كرأس حربة متأخر، ثم بوجود بركات المتأخر كظهير أيمن؛ وطالما تأخر اثنين في حين دورهم هجومي بالأساس، يبقى الطبيعي قلة الغلة التهديفية.

تحرك لاعبي روما المنسجم في الوسط في مقابل عدم انسجام وسط الأهلي أمال الكفة لصالح الأول بشدة. بالتالي تعددت الفرص بالذات مع تحركات ممتازة من اوكاكا بطول الملعب وعرضه وتناوبه على سمير أو جمعة أو رامي. لكن الغريب هو إن مستوى اثنين من ارتكاز الأهلي كان جيد جدا بالفعل وهما حسن والمعتز بالله، ومع ذلك الكفة مالت باتجاه الخصم. مش شرط وانت بتلعب بأفضل ما لديك أن توازي خصما حتى لو كان يلعب بنصف مستواه. لما تلاعب الكبير يجب أن تعلو بمستواك ليكون أكبر، وإلا فلا تفكر في الفوز. تناوب على خط وسط الأهلي 5 لاعبين ومع ذلك بقيت الكفة لصالح الطليان طوال المباراة حتى لو اظهر الاهلي ندية جيدة أو قاوح أمامهم في بعض فتراتها. جوزيه كما لو كان يحاول تجريب أحد أفضل خطوطه بكل لاعبيه (ما عدا بوجا)، يمكن يجد منهم من يسد أمام بطل كوبا إيطاليا، لكنه لم يحدث. زادت معاناته وقلت محاولاته بالذات بعد طرد إينو في حين لم يعد لديه على الدكة إلا حسن. فريق الأهلي بحاجة هنا إلى نقل درس التمركز السليم في الوسط وكيفية الوقوف أمام الخصم بحرفية حتى لو بقلة عددية. تمرينات جوزيه جيدة في اللمسة واللعبة و الأسلوب الارتدادي والضغط بطول الملعب على الخصم، وغيرها من المهارات، لكنها لا تثبت نجاحا في الضغط رجل لرجل أو تمركز الوسط السليم لمنع هجمات على الدفاع المفتوح أو محاولة تقليل التمريرات في ثغرة ما بين الوسط والدفاع.

عدّل نزول معوض وحسين ياسر جدا من أوضاع الاهلي الهجومية، ولم يعدلها بالكلية نزول الساحر العائد وكانت أقل تغييرات جوزيه تأثيرا بركات، وأحمد حسن. كأن الاهلي كان يبحث عن بديل بركات فوجده في شخص ومهارة حسين ياسر، وفي ظل حضور خافت من الزئبقي. تحجر الزيبق لدى بركات، لأنه فصل شحن، وفصله جوزيه عن المنطقة الهجومية، مع تحويل مركز الهجوم إلى المحمدي. بالنسبة للطرفين تعرض الاهلي لمفارقة على مدار الشوطين، الجبهة اليمنى كانت الأنشط والأفضل في الشوط الأول من جلبرتو، وبالعكس ومع تغيير جوزيه لكل من الأفضل والأسوأ تبدلت الاطراف مع زيادة جيدة من معوض في اليسار وقلة معاونة من بركات في الجانب الأيمن. أعطى جوزيه لياسر المحمدي حرية التحرك في المنطقة الأمامية مع الميل إلى الجانب الأيمن او الأيسر بزيادة مع معوض، وهي كانت من قبل إحدى أساسيات لعب بركات، إلا أنه أصبح اليوم مقيدا في المنطقة الخلفية. وتلك الأيام ندوالها بين الناس. لم ينشط أبو تريكة من رفيقه في المثلث الهجومي إلا فيما ندر، مع قلة زيادة بركات الأمامية بالذات بعد الكارت الأحمر.



اختراقات الأهلي طوال المباراة معظمها من مهارات فردية .. نتيجة لسوء انتشار لاعبين مع قلة زيادة الاطراف وباقي الأسباب المذكورة أعلاه. لو حاولت البحث عن العامل المشترك ما بين هجمات صديق أو غزوات المحمدي أو محاولات العجيزي تجد مهارة المراوغة عنصر مشترك مهم ما بين الثلاثي، والغريب غيابه عن أبو تريكة، وإن كان الأخير عوضه بمهارات أخرى. الجيد في الأمر هو إن اللاعبين الثلاثة لم يركنوا إلى فريق يجيد مساعدة بعضه في التغطية الدفاعية ولا يجيد الظهور أمامه عند الانتقال إلى الشق العكسي من التكتيك. لاحظت وجود الوحدة تغلب على تحركات حسين ياسر والعجيزي مع وجود أقرب لاعب منهم كان على بُعد 5- 10 أمتار، وزاد من حجم المعاناة التمركز المذهل من وسط روما أمام وأحياناً إلى جوار قلبي الدفاع ميكسيس (قبل تغييره) وخوان.

الضغط القوي على لاعبي الأهلي لم يسمح لهم إلا بفرص جانبية للتهديف. بمعنى إنك بالكاد تستطيع أن تلحظ انفراد من العمق .. أو عرضية مؤثرة على رأس مهاجم يلعب بأريحية ودون ضغط. عرضيات جلبرتو وإينو في الشوط الأول إما تهبط على رأس مهاجم مضغوط بشدة .. أو تمر من أمامه وأمام الجميع إلى الجانب العكسي (عرضيتين مؤثرتين من حسين في شوطي المباراة وكلاهما مرقا من كل لاعبي منطقة جزاء روما إلى الطرف الآخر). في الشوط الثاني ومع كثرة عرضيات المحمدي، لم نجد المتابع أو الوجود الهجومي المؤثر الذي قد يسمح بالتسجيل أو حتى التهديد. ولو نحينا العرضيات من الأجناب على جنب، تجد إن فرص العجيزي وأسامة حسني أو حتى سقوط أبو تريكة ومتعب داخل المنطقة ناتج عن ضغط في منتهى القوة من لاعبي روما. نفس أسلوب اللعب اللزج الذي تقل معه حيلة الأهلي في فكًه وتفكيكه، وتزداد حيرة جوزيه في محاولة فك طلسم واحد من طلاسمه. ضغط قوي لم يسمح لك إلا بأنصاف انفرادات، وأنصاف فرص، من على الأجناب، بالتالي منع عنك تسجيل ولو نصف هدف. نفس أسلوب لعب الارجنتين أمام المنتخب المصري بمنع الفرص التهديفية المؤثرة فيما عدا واحدة على مدى 90 دقيقة! ومعها أعيد نفس جملة جوزيه بعد انترناسيونالي: "المباراة بينت الفارق ما بين الاحتراف الكامل، وشبه الاحتراف". مباراة الأربعاء بينت نفس الفارق الخارق بين المحلي واللي في الخارج، لكن على ما يبدو إن جوزيه لم يرى التغيير الذي حاول إحداثه في الفريق من سنتين إلى الآن، واستعجبت من ثورة البرتغالي على الحكم، في حين فريقه بحاجة إلى ارتقاء درجات من السلم كي يناطح من يستخدم الأسانسير صعودا وهبوطا تبعا لحالة المباراة .. ومستوى الخصم. ربما لم يجد أمامه نفس الفريق الذي استطاع الحاق الهزيمة بنفس الفريق لأن حاجات كتير اتغيرت من 2002 إلى 2008 .. حتى وإن ظل شهر أغسطس هو العنصر المشترك والمجمع بين الفريقين .. لأن الأحمر نفسه اتغير .. إلى جانب تغييرات روما.

==

كنت أظن إن الفريق اللي اتبنى حول بيبو أقل في المستوى عن ذاك المبني حول تريكة، لكن على ما يبدو إن فيه أمور لابد أن يعاد حسابها عند المقارنة. افقتد الاهلي إلى سرعات بيبو، مع ارتكاز معجز زي غالي وزيادة ممتازة من الممتاز وقتها إبراهيم سعيد، فيما لا يزال عاشور يتحسس الطريق المؤدي إلى مستوى غالي، مع بقاء هشام محمد تحت المنظار. قلت سرعات الأهلي بشدة، مع تقدم عمره وعمر لاعبيه. ست سنين مش شوية برضه، وأفتكر جلبرتو كان أفضل في الأولى عن الثانية. لكن الغريب إن ندية الأهلي في المباراتين شبه متساوية .. وانعدم التهديف في الثانية عكس الأولى، فيما اشتدت أنياب وتحركات روما في الثانية وكان الفوز بالثلاثة. في المباراة الأولى هتف جمهور الأهلي "الحقهم .. يا توتي"، وفي الثانية لم يهتف، لأن بيريجي قام بالواجب وزيادة. أوروبا لم تبقي له على غالي أو النائب، وأسالت لعاب حارس المرمى ليحرس مرمى سيون، كل هذا في مقابل حسن وإعادة أو عودة حسين المحمدي، والثاني كان هدية أفضل من الأول. لم يساعد أحمد فريقه أمام فريق أعلى تماما كما لم يساعد أندرلخت أمام البايرن (هزيمة بخمسة ثم فوز بهدف يتيم بعد ضمان البافاري الصعود) أو حتى فرق أخرى في الشامب الأوروبي أو كأس الاتحاد، ونفس الامر تكرر حتى في الدوري المحلي. عانى حسن في تلك المباريات من بعض الاصابات، وعانى مع الأهلي بنزول متاخر وفريق متأخر، وناقص لاعب. نموذج آخر ودليل حي على عدم قدرة لاعب على إلقاء طوق إلى فريق. لا أريد تركيز الضوء وتسليطه على حسن، ربما كان دوره أفضل قليلا من أبو تريكة، وإن لم يوازي الاثنين معا دور المحمدي.


للمرة الرابعة على التوالي أكرر على العنصر الغائب لدى الاهلي في نقل الهجمة. وجدت في روما ما كنت أحاول البحث عنه والحث عليه في الأهلي، في كرة الهدف الأول بتبادل لمسة خفيفة ولعبة أخف في الجانب الايمن ما بين بريجي (دي روسي) وسيسينيو وأكويلاني .. بتبادل مراكز رائع ما بين الثنائي الأخير نتج عنه الهدف الأول. لا تحاول أن يستغرقك التفكير في صحة الهدف أو تخطي الكرة لخط من الجير، فكر في التحرك وذكاءه والتغطية وغباءها أو كيفية خلق مساحة في خصم يشغلها بحوالي أربع لاعبين. هذا ما أفتقده الأهلي ويجب أن يتعلمه من روما، وإلا نفضها سيرة وبلاها مباريات ودية مع الأقوى. ما الفائدة من اللعب مع الأقوى إلا أن أغش منه بعض قوته؟ ثقافة الفوز على المنافس الأوروبي ولعب المباراة بمبدأ حياة أو موت تستحق النسف .. وإلا هنسف النجيلة طول ما استمر تفكيرنا على نفس العفن.



الأهلي لعب بنفس أخطاءه أمام الزمالك ثم أسيك، وفاز وتعادل مع كليهما. لكن الأوروبي غير المحلي والأفريقي، وهنا أضع المباراة كفارق بين مستوى ومستويين، وخصم قوي وخصمين ضعفاء، وأسلوب قادر على الضرب بقوة على نقاط ضعف منافسه، في حين يبقى الخوف من الهزيمة من المحلي أو الافريقي عنصر يجنب الاهلي الهزائم، وهي نقطة تشابه أخرى مع الارجنتين (بنجاحها في تحجيم المنتخب المصري بعد غانا، والقدرة على التسجيل والفوز). روما مش بس عنصر يحدد مستوى ووضعية الأهلي على خريطة كروية أرضية ... ولكنه يحدد فوارق ما بينه وبين منافسين وأقران في بلد وقارة سمراء. مستوى الأهلي لا يزال على المحك؛ طايل وعالي على مستويات محلية وقارية بالزق، والفوز والصيت والغنى، في حين لا يزال يتحسس أقدامه أمام الأقران الأوروبيين. فرغ الأهلي من المحلية .. واحتمال يخلص على القارية قريب، ونهمه يدفعه إلى الشمالية ومنها إلى ما يسمى بشهادة العالمية. مباريات الفريق في دور الثمانية .. والمباراة المقبلة أمام الأوليمبي ستبين ما أقول. بالطبع الهزيمة واردة أمام الفريق السكندري ولكنها مستبعدة نسبيا. مستوى الأهلي أمام روما حتى لو كان أقل، لكن نديته في حد ذاتها جيدة جدا وتوضح لك مستوى كبير القعدة في الدوري قدام ما عداه من الكومبارس. سيتابع الأهلي بالفعل تقدمه ومبارياته مع فرق أوروبا، لكن مين عارف هيقابل السفير الاوروبي الجديد بأنهي وش أو أي فريق، وعلى ماذا ستكون النتيجة. روما انهزم أمام بطل روماني بثلاثة عوضها امام بطل مصري .. بطل رومانيا ليس أفضل جدا من وصيف إيطاليا، أو إن الرابيد لو لاعب الأهلي يكسبه بسداسية. قواعد المباريات الودية ألا وجود لقاعدة، وإن كان الدرس المهم والنتيجة المستخلصة هو وجود فوارق واسعة ... والأهلي تقدم بضع خطوات إلى الأمام بظهور أفضل من مباريات أوروبية سابقة، حتى وإن لم تسر معه الإدارة العليا على نفس الطريق.




مصادر الصور
بعضها من الموقع الرهيب istockphoto والثاني من مالتيميديا كورة مصرية وكل الشكر للعضو الفاضل شاذلي وباقي الفريق

Category: |
You can follow any responses to this entry through the RSS 2.0 feed. You can leave a response, or trackback from your own site.

2 اضغط هنا .. واترك تعليقا على المقال:

On August 8, 2008 at 3:08 PM , (المهاجر الى الله) said...

يااااااااااااااااااه ، من زمان قوى وانا نفسى اشوف مدونة متخصصة فى الكورة ولما لاقيتها ،لاقيتها غير عادية بجد المدونة رائعة وحتكون مرجعى فى الكورة
وادعو صاحب المدونة لزيارة مدونتى التواضعة.
www.eyuon.blogspot.com
وشكرا

 
On August 8, 2008 at 3:28 PM , Al-Firjany said...

ألف شكر لحضرتك يا أ. طارق .. والحمد لله إنها عجبتك

لي الشرف يا فندم أن تكون المدونة في حد ذاتها مرجع
ومدونة حضرتك جيدة والمقالات شكلها ثري
بإذن الله هأحاول زيارة مدونة حضرتك والمشاركة بالتعليق، فإن لم يكن فبالقراءة
==
تشرفنا يا فندم