10:51 AM | Author: Al-Firjany
كان معانا في 1998




وكان معانا في 2006 و 2008




وقبل الثلاثة .. كان موجود في 86..





في الماضي، كنا نشعر أن الأمل الأول والأخير في الجوهري، ولكن جاء حسن شحاتة وأعطانا ما بعد الجوهري وكان أفضل (تماماً كما كنا نعتقد أن حسام مهاجم مصر الأوحد، فجاء زكي بانقضاضه ومعافرته فعرفنا ما هو أفضل من حُس). كنا نرفض مجرد التحرك ونفضل الجمود وشخصنة الفوز، ورفضنا سنة الحياة في التغيير، فأتانا التغيير بقوة الجبر، لا بالاختيار. ربما جمود الجوهري وتصويره بالمنقذ (بتوليه قيادة المنتخب عدة مرات) يرمز لحال جمود أكبر سياسي نعيشه، نرفض معه أي فرصة نسمة تغيير؛ راضيين بالقسمة والنصيب، حتى مع سوء الاحوال الاقتصادية والسياسية .. لا نجرب شخصا جديداً بروح جديدة، وفكر جديد. زمان كان الشعار: "الجوهري أصلح" ربما لأننا لم نجرب غيره، ولكن اتضح إنه غيره أصلح وأصلح بكتير. استقبل الرأس الكبير الجوهري وحسام، وها هو يستقبل حسن شحاتة وزكي .. تغيرت الأيام وتغيرت الكؤوس وتغير كل شيء، ووحده جلس رافضا أي ريح بالتغيير، على ما يبدو لأننا نقبل وبشدة بالتغيير في أماكن، ونرفضه في أماكن أخرى، حتى وإن كانت الأخرى تمس حياتنا اليومية أكثر وأعمق. نفرح بشدة ونهلل بالتغيير في قمة الهرم الرياضي على أمل أن يكون الحل، ونترك غيره واحنا متأكدين إنه حله في الحل!ه


الجوهري جرب طريقة مع المنافسين ونفعت حينا ولم تنفع بعض الأحيان، وأتى محسن وتعلم من الجوهري وطور بعض الشيء لكنه لم ينجح، وشحاتة تعلم من الاثنين ونجح، حتى وإن لجأ إلى نفس طريقة سلفه جزئياً ه(لجوءه إلى نفس أسلوب الجوهري بالدفاع المحكم أمام الكاميرون في نهاية المباراة وسحب كل المهاجمين عدا واحدا). هكذا تسير الحياة الرياضية والحياة عموما. حتما سيأتي من هو بعد شحاتة ويصلح أخطاءه .. ه(من يهلل لشحاتة اليوم، سيسحقه بالأقدام غدا كما سحق الجوهري قبله). الحياة أخطاء وعثرات، ونتعلم لنصححها .. نتغير وأحيانا نُغير لنتعايش ونعيش ..


الغريب في كلام المسؤولين المصريين في الاعلام هو محاولتهم تلقين الدروس للشعب الخامل، بأخذ الدرس والعظة من الانتصار بمحاولة التغيير من أجل الأفضل وبذل الجهد في العمل والعرق والكفاح من أجل النجاح. لازم الشعب يتغير إلى الأفضل ويستغل روح الانتصار علشان تطلع روحه في الشغل! كلام المسؤولين ازداد وضوحا مع دخول أحدهم مجلس الشعب واتحاد الكرة لوكشة واحدة، وأطل لنا برأسه اعلاميا، لتحشر الحكومة بوزها في بوزنا حتى في عز فرحنا. الكل يتكلم عن حكمة الفوز في التغيير وكيف يمكن استغلاله شعبياً، ولا يتحدث عن تغيير ذاته. ممكن أطلب منك تتغير، ولكن مستحيل تطلبه مني! لم يسمع الشعب اللاهي لكلام بابا، لأنهم كانوا في الشارع حتى الفجر .. تاركين الوالد البار يتحدث ويستقبل .. أو من ينوب عنه في الحديث .. ويهدي إليه الانجاز (لا تعلم لم نهدي إلى الرئيس الانجاز فقط، ثم يتوارى الرئيس في لحظات الفشل، رغم إن التانية أكتر بكتير من الأولى؟)
ه


استدعيت الجوهري في تحليلي للمنتخب لحالة الترابط ما بينه وما بين شحاتة (مع وجود المد الحالي للمدرب الوطني) وللتغيير المفاجيء الحاصل في أداء المنتخب. كان استدعائي لمدرب من قرن فات، لنعرف أن التغيير أحيانا ما يأتي بالكثير من الثمار، ممكن تكون بعضها مُرة، لكن أكيد فيه واحدة حلوة. كرة القدم المصرية عامة مرت بالكثير من حالات الفوز، وإن كانت حالات الانكسار أكتر .. ومع تكرار الحالات التانية، كنا نغير الهرم الرياضي .. ننسفه، وكانت الحجة في الفشل الرياضي المتكرر (فشل في الصعود إلى كأس العالم، الفوز في كاس الأمم، إلخ) .. أهو نغيره والسلام لأنه فشل، ولكن حتى مع تكرار حالات الفشل السياسي لم نقوى على التغيير .. وخايف أقول لن. الهرم الرياضي واحد من ضمن الأهرامات الموجودة في أي دولة، وهو أسهل هرم ممكن يتنسف في المحروسة، ولكن السياسي لا يمكن، لأن أبو الهول متلقح جنبه لا يمكن حد يزيحه


لا أود بكلامي أن أبدو كالمغترب الآمر الناهي في زملاء الكفاح، وهو رجل على رجل؛ أو الطامح أن يغير غيره من غيره . . أو حتى يبدل غيره من نفسه. الكاتب مصري زيكم، ومن نفس طينتكم، وربما سنظل نتحدث عن التغيير لحد ما احنا نفسنا نتغير أو نخلع من البلد. منتخب الفراعنة كسب، ولكنه مكسب مع التغيير، حتى وإن كان طفيفا. لكن آهو تغيير. ولكن الفراعنة كسبوا ورجعوا لقوا نفس المتفرعن في الاستقبال .. المنتخب في غانا ما لقاش حد يلمه، وفي مصر برضه ما حدش عارف يلم المُستقبِل.
Category: |
You can follow any responses to this entry through the RSS 2.0 feed. You can leave a response, or trackback from your own site.

0 اضغط هنا .. واترك تعليقا على المقال: