1:56 PM | Author: Al-Firjany



أثناء مباراة الأهلي مع الهلال السوداني في دور الثمانية، كان يجلس أحد السودانيين بجوار مشجع أهلاوي مصري. الهلالي قال للأهلاوي جمهوركم جميل وتشجيعه بديع جدا .. حافظوا عليه من انتقال العدوى من الجماهير الأخرى.


****

مع مطلع الألفية الجديدة، وظهور انترنت، صارت متابعة الجماهير الأخرى أسهل من أي وقت مضى. ومع وجود مشكلات بين الجمهور الأهلاوي والجماهير الأخرى (سيان مشكلات مع فرق ديربي أو فرق أقاليم) كان حدوث التقاء بين الجماهير بصفة عامة سهلا ميسرا مع وجود المنتديات ومواقع الأندية. بتعاقب المشكلات بين بعض الجماهير في مصر واتحاد الكرة، ومن متابعة نتائج تلك المشكلات، بدا إن جمهور الأهلي يسير في اتجاه بدأت ملامحه في الظهور حاليا.

النادي الأهلي يعاني من قديم الأزل من السخرية من قيمه ومبادئه. أي قرار على غير هوى "جماهير أخرى" يكون الاتهام الأكلاشيه والأزلي "اتفرج يا سيدي على نادي المباديء". الغريب هو اتخاذ أمر المفترض إنه محمود بالتمسك بالقيم والمباديء، على إنه معيبة أو خطأ أو لا ينفذ بشكل صحيح. وفي الغالب بيكون الاتهام مرتبط بقرار ضد مصلحة الجمهور المنافس وفي الأغلب تلك الجماهير أساسا ملفها مليان، لأنه الطبيعي فيه خروقات كتير لمباديء أكتر في مصر

في مرحلة ما بعد تولي أحد القضاة رئاسة ناد كبير (لا أحب ذكر اسمه) أصيب الوسط الرياضي في الصميم، وربما لم يلحظ الكثيرون آثار توليه رئاسة النادي وسياسة الصوت العالي والتي لا يزال الوسط يعاني منها إلى اليوم، حتى بعد دخول المستشار السابق إلى السجن (وخروجه منه)، لا يزال نفس المنطق ونفس السياسة هي الحكم. ثقافة الصوت العالي والجعجعة والسب والشتم والتعريض بذمم آخرين وسب كل من يخالف، إلخ كان الغالب. مع الأسف رحل الرئيس السابق، ولكن الوضع استمر، أو ربما أثره الخفي لايزال ملموسا إلى اليوم.

وجود لوائح مشوهة ومطبقة ع الكيف، نتج عنه خلافات حتمية ما بين الاتحاد المصري والاندية، ومن ثم أوجد صراعات ما بين الاتحاد والجماهير بالتبعية.


صراع حسني عبد ربه مع الاتحاد والاسماعيلي
ودخل فيه جمهور الاسماعيلي

وصراع نائب اتحاد كرة القدم مع الزمالك
ودخول جمهور الزمالك فيه

((وبالمناسبة دخل النائب في صراعات مع جمهور الأهلي
))


كان رضوخ الاتحاد المصري في الحالتين وغيرهم إيذان أو تلميح بإن الجماهير صارت هي المحرك الأساسي لقرارات الاتحاد. الاتحاد المصري قبل باعطاء حسني للاسماعيلي (حتى مع وجود فاكسات من الفيفا لم يفهمها اتحاد الهواة)، وقبول شوبير بالصلح مع مجلس الزمالك، حتى مع سبه في مدرجات الاستاد إلى جانب بعض الهجوم من جماهير بورسعيد ضد الحكام واتحاد الكرة بالتبعية

شاف جمهور الأهلي إنه الأعلى صوتا قادر على اخذ حقه.. وإن زمن الصوت العالي صار هذا الزمان. كان واضح بالنسبة للجماهير إن اتحاد الكرة بعد أن كان ينفذ القرارات بناءا على مصالح أو علاقات مع أندية، أو خوف من إعلام، انضم إليها عامل آخر، وهو قوة الجماهير .. أو صوت الجماهير. نظرتك على مسرح الأحداث مهمة ومن خلالها تتابع تحرك كل الأطراف .. لأنك مش قاعد أعمى أو أصم لما يدور حولك، ومتابع لصراعات ما بين جمهور يهاجم، من غير دفاع (حتى عن النفس). ء

كتير من دفاع الجمهور الأهلاوي أو حتى كلامه عن حدوث تغير في فكره التشجيعي نابع من الوقائع السابقة تحديدا. ذهاب شوبير إلى الزمالك برجله بعد الشتيمة والتهزيء فيه، وميل اتحاد الكرة للاسماعيلي في قضية حسني عبد ربه. إدارة الناديين ركنت في موقفها وقوتها إلى الجماهير (بتغطية دريم لجمهور الاسماعيلي، أو الهجوم على شوبير من قبل الزمالك). وعلى العكس كانت إدارة الأهلي من موقفها من الرابطة في حالة الخروج لعمل اعتصام سلمي أمام اتحاد الكرة بعد تحول قضية حسني عبد ربه واتخاذها بُعدا جماهيريا. رد المجلس الأحمر على رئيس الرابطة يحمل أكثر من مغزى: "نحن قادرين على حماية مصالح النادي". لكن الجمهور لم يقتنع .. أو جايز شايف قدامه عجز إداري واضح في المشكلة. ودي مشكلة إن الجمهور نفسه هو المقيم، وبناءا على التقييم يتم التحرك أو إيجاد رد فعل ، ولاحظ حسني مثلا قاعد فين دلوقت رغم عدم البت في مشكلته

النقطة الثانية في تطور جمهور الأهلي تتمثل في تعرضه للسب في كثير من المباريات، سيان مباريات ديربي أو مباريات أقاليم. كان فيه بعض الردود عليها من الأهلاوية وإن لم تتسم بالجماعية، حتى مع وجود الرابطة، إضافة إلى التركيز على التشجيع الحضاري منهم ولكنه لم يستمر ونتج عنه ظهور ألتراس أهلاوي. مع وجود الاستفزاز أو حالات السب المتكرر في المباريات والتراشق اللفظي في المدرجات إلى جانب تعرض الجمهور لبعض المشاحنات وعدم الرد "بجماعية" عليها (كان فيه الركون والاعتماد على الصبر البشري ولكنه تعدى الاحتمال ومع غياب العقوبات على من يقوم بالسب بجماعية ومع حالة الاستفزاز من جماهير أخرى (تحول الأمر إلى ما يشبه "مصر مش بتحبك يا أهلي") جعل الاستفزاز والاستثارة تبلغ إلى أقصاها)، وبدخول المعارك مرحلة أخرى من التطرف بسب رؤساء الأهلي الأموات وإدارته الحية، أو حتى لاعبيه، حدث رد الفعل العكسي اللي كان ضروري من وجهة نظر قطاع عريض من جمهور الاهلي.. لأنه "لم يعد في مجال الصبر منزع". ء

بديهي إنه الاستفزاز يقابل برد فعل. ومن مآخذ البعض على رابطة مشجعي الأهلي (سيان ألتراس أو حتى من خارجها) إنها تعامل الآخر بمثالية، في حين الآخر ليس لديه إلا السب أو الشتم (ولاحظ تكرار حالات فوز فريق الأهلي على الفرق الأخرى، وبما إن الأهلي فائز، لا يصبح هناك مفر أمام الجمهور الآخر إلا السب كرد فعل على فشل فريقه في الفوز أو حتى التعادل)، والاستفزاز في حالة هزيمة الأهلي (مثال مباراة الاسماعيلي هأقوله فيما بعد). ء

وجدت بعض حالات الاستفزاز الاعلامي والاستفزاز الجماهيري من خلال مشاحنات (لا تظهر في الصحافة أو التلفيزيون)، وإنما تظهر من خلال احتكاكات فردية قد تؤدي إلى زيادة الاحتقان. نتائج المباريات مؤدية بشكل قاطع إلى زيادة الهياج الجماهيري أو الاستفزاز، ومع اعلام غبي يتحول الاحتقان إلى ما يشبه حرب، ولكن أسلحة خفيفة وبيضاء. إعلام الساذج جاءه المدد من الفضائيات مع عدم التفكير في العواقب (مثال : وجود لاعبي الكرة غير المؤهلين إعلاميا في القنوات، إضافة إلى عدم وجود كوادر إعلامية ناجحة وبُعدها عن المجال الرياضي). بالتالي البنزين موجود بالكميات، وده بيزيد من حالات الاستنفار والتحفز... أحد أهم أسباب السب والخروج عن أي نص.

ء((في مباراة الاسماعيلي اللي فاز فيها بثلاثية على الأهلي، حدث تراشق وسب ما بين جماهير الاسماعيلي وجمهور الأهلي، بل وحدثت بعض المشاحنات – المعتادة – بين الجماهير فيما قبل المباراة وبعدها. ولكن الرابطة لم ترد، بل وطالبت بالسكوت وعدم الانجرار إلى استفزازات الآخرين. واكتفت الرابطة بالتصفيق لفريق الاهلي بعد الخروج مهزوما في مشهد غير معتاد على الملاعب المصرية. ولكن الرابطة خسرت الكثير فيما بعد، ودي نقطة محتاجة كلام كتير في دراسة الحالة الجاري الاعداد لها.)) ء

في علم النفس فيه نوع من تفسير حالات العنف الاجتماعي من الأفراد. أحد التفسيرات يدور حول كون الطفل يتعرض للاتهام بكونه عنيف أو أي لفظ سلبي. الاتهام ده بيكون سبب في تكون نزعة العنف لدى الطفل في تحركه ضد الآخرين. (مش انتم بتقولوا علي شضلي وصايع، طيب أنا هأوريكم). زي ما قلت فوق جمهور الأهلي يتعرض للسخرية دوما بإنه نادي ولا عنده قيم أو مباديء ونادي بيحاول اسباغ الملائكية على نفسه وهو أساسا نادي الشياطين (اللي مش حمر) . بالتالي يميل الجمهور الاهلاوي إلى الدفاع بدون تمسك بقيمة أو مبدأ، على نفس السياق. أكاد أحس إن جمهور الأهلي يحاول القاء الكرة إلى ملعب الآخرين مجددا: "مش احنا مش نادي قيم ومباديء، طيب استلموا بقى" . واحد أعرفه قال لي مرة "مبادئي مش اللي تعيقني وتوقفني، وتكون عيب علي وميزة لآخرين" . الفكر ده أصبح موجود وشائع على الرغم من إن كتير من جمهور الأهلي ما يعرفوش صاحبي، بس شكلها ظاهرة عامة

مع غباء التنفيذ لدى اتحاد الكرة في مشاكله مع جماهير معينة، يعطي تبريرا لخروج آخرين دون أن يدري. قاعدة "اشمعنى" تطبق في الحال خصوصا لو اندمجت مع اتحاد إيده مرتعشة وخايف من خياله، تلاقي الكل متحفز إلى الخروج. جماهير تخرج، والاتحاد يتهزأ، ولا تجد ردا. ومع وجود قرارات ضد النادي "اللي أشجعه، يبقى استلقى وعدك". اتحاد جبان، بقراراته يشجع على الخروج على الشرعية لأنه أساسا لا يقوى على تنفيذها، خوفا من أي رد فعل من أي اتجاه ومن أي جهة!! حالة الترصد الموجودة في الوسط الرياضي والشحن الزائد (جدا .. خصوصا مع الزيادة الغبية في الفضائيات) ينتج عنه كل الامور الحادثة والتي ستحدث. وزيادة التطرف ما بين الجماهير نابع من وجود إحساس (أو أحاسيس مجمعة) بالظلم.


* الغريب إنه قطاع من جمهور الأهلي شاف إنه علشان ياخد حقه، لابد له من الهجوم أو الرد بالدفاع وبنفس وسائل الجماهير الأخرى (مع كامل اعترافه إن ما يَفعل ويُفعل غلط)، ولكن الشعور إن "السكوت ينطوي على ضعف" حسب فهم الجماهير الأخرى، يعجل برد الفعل. هل القرار صحيح؟؟ هل أنا كجمهور مفترض إني أدافع عن النادي وفي نفس الوقت أشكل اتجاه معاكس لقيمه ومبادئه ؟ يجوز حاجات كتيرة اتغيرت بعد واقعة تزوير شريف أشرف، وكسر القاعدة القائمة على القيم والمباديء من داخل النادي، بالتالي لم يجد الجمهور حرجا من كسرها خارجه. واضح إنه كلما تقدمنا في القرن الحادي والعشرين، كلما ابتعدنا عن القيم التي ظل الاهلي يحاول التشبث بها في القرن "الماضي" . قواعد اللعبة تغيرت، وعلى ما يبدو إن الجميع مندفع نحو اتجاه مغاير لما بدأ عليه


ربما يبدو خبر التعاقد مع ابراهيم سعيد أو وجود المفاوضات معه بعيدا عن الطرح أعلاه. ولكن رد فعل جمهور الأهلي على اللاعب كان غريب جدا وصادم في نفس الوقت. بداية وجود الانباء عن عودة اللاعب للأهلي وتولي أحد مواقع الأهلي محاولة طرح وجهة نظر اللاعب، مع وجود استفتاء عارض فيه "نصف الأهلاوية" فقط عودة اللاعب، في حين تراوح رفض الباقي ما بين "شرط الاعتذار، أو موافقة الادارة العليا" خاصة إن توقعي الشخصي كان الرفض المطلق للاعب. ولكنه لم يحدث. كانت تلميحات وتصريحات وتمنيات جمهور الأهلي بعودة اللاعب متزامنه مع وجود صفقات على الجانب الآخر للزمالك. بالتالي رأى الأهلاوية ضرورة وجود تعاقد موازي من الأهلي للاعبين ردا على تلك الصفقات (مع اغفال نسبي لأخلاق اللاعب) بمعنى إن ابراهيم كان طوق نجاة لمحاولة معادلة الكفة مع الزمالك. وسمعت لتاني مرة إن الاهلي المفروض لا يجعل المباديء تقف في طريقه، أو وجودها كجانب معيق ومعطل. بل إن جمهور الأهلي زاد أكثر في طلبه لابراهيم سعيد خاصة بعد تعاقد الزمالك مع فتح الله، ومع تردي حالة دفاع الاهلي في بداية الموسم (وكل موسم) وارتفاع متوسط عمر اللاعبين. بمعنى إن عودة اللاعب كانت بنظرة فنية بحتة، مع اغفال جزئي للجانب الأخلاقي للاعب. ده يمكن راجع لكون الجمهور المصري تحول نسبيا في السنوات الأخيرة إلى جمهور صفقات، مع تحول الصراع على الصفقات إلى ما يشبه صراع مباريات أو بطولات. شيء مرئي جدا وتطور غريب في الجمهور المصري خصوصا مع دخول الغريمين على صفقة . . ووجود ثقافة "حوش اللي وقع منك" المستفزة وهي ما تثير من هياج الجماهير، وتعجل من تطورها إلى منحى آخر.

يجوز وجود حالتي تنافر ما بين الحالتين أعلاه .. ولكن الربط ما بينهما سهل وينبيء بوجود تغير في مرحلة مهمة؛ أو بداية مرحلة مهمة والأهلي بحاجة إلى التعمق في مجال "العالمية" وإن لم يصل إليها بحد الكمال

بإذن الله لهذا تحليل في الجزء الثاني من المقال على الرابط أدناه

Category: |
You can follow any responses to this entry through the RSS 2.0 feed. You can leave a response, or trackback from your own site.

2 اضغط هنا .. واترك تعليقا على المقال:

On September 27, 2007 at 6:35 AM , Streaker said...

تمت قراءة الجزء الأول وفى إنتظار الجزء التانى
معاك فى تحليلك لتصرف جماهير الأهلى
بس تفتكر أيه الحل الممكن فى وجود إدارة للإتحاد لا ترى الى المصالح بعيدا عن إدارة الأهلى اللى دايما بتبعد عن المشاكل والصداممع الإتحاد حتى لو قرارت الإتحاد ضد مصلحة النادى

 
On September 27, 2007 at 11:06 AM , Al-Firjany said...

المشكلة يا صديقي إن إدارة الأهلي تعتمد نفس خطاب قديم في التهديد ضد اتحاد الكرة (تهديد بانسحاب في بعض المواقف أو ترقب في الأهلي لمعرفة قرار لجنة المسابقات) يعني من خلال تسريب لصحافة الواحد عرفه وحفظه .. وهو نفس خطاب قديم
اتحاد الكرة زي ما يكون يعطيك الأولوية لاستخدام الجماهير كاستعراض قوة .. علشان تضغط عليه وانت مع الأسف سكتت جماهيرك (ادارة الأهلي أدرى بمصلحة النادي

بيني وبينك تأخر الجزء الثاني لأني لسة بأحاول أقرر مين صح ومين غلط .. ولا أريد مسك العصا من المنتصف

ربما أستخدم منهج " الطريق الثالث يا ستريكر

شكرا إنك شاركتني كلامي هنا