11:59 PM | Author: Al-Firjany

زي ما فيه لاعبين يلفتوا الأنظار أوروبياً
فيه أيضاً أندية تلفت نظر القارة إليها

مع ظهور أي نادي على سطح الأحداث في أفريقيا، تكتر عليه العيون. ومع استمرار النادي في الفوز أو الظهور على القمة، يتحول نظر العيون إلى كلام الأفواه وتكثر المخاطبات الودية وغير الودية حول أفضل لاعبي الفريق لنيل توقيعه. في الغالب النتيجة بتكون انهيار للفريق وتحوله من القمة إلى القاع أو غيابه فترة لحين ايجاد البديل المناسب. النادي الأهلي حالياً الأفضل على الساحة، فكان الطبيعي حدوث نفس الدورة التي تمر بها كافة الفرق الأفريقية تقريباً. (مفاوضات ومخاطبات مع عماد متعب ومحمد شوقي وحسن مصطفى ووائل جمعة، وفلافيو ولاعبين آخرين). ولاعب واحد بس اللي سافر من الشلة، فيما بقي الرفاق – (لم يصبهم الدور). ء

خيوط صفقة شوقي إلى ميدلزبره
وانتقال ميدو إلى نفس الفريق
تستدعي معها صفقة انتقال سمير كمونة إلى كايزر سلاوترن
واللي صاحبها انتقال هاني رمزي إلى نفس الفريق عام 1998
(وإن اختلف التوقيت حوالي عقد كامل من الزمان)

في أواخر التسعينات بعد سباعية الدوري، نشن كايزر سلاوترن على سمير كمونة (وكان السبب المباشر التألق مع المنتخب المصري في بوركينا فاسو 1998، وغير المباشر التألق مع الأهلي). كان كايزر وقتها حامل لقب الدوري الألماني، وكان يبحث عن ليبرو، وفاوض وقتها هاني رمزي مع مفاوضة النادي الأهلي لشراء سمير كمونة. وقيل في الصحافة المصرية وقتها إن النادي الألماني فضل كمونة لرخص سعره مقارنة بهاني رمزي، ولكن فيما بعد تعاقد النادي مع الثنائي المصري، والصحافة المصرية ولا كأنها سمعت حاجة!! انتقل هاني رمزي بـ800 ألف مارك ألماني، وانتقل كمونة إلى نفس الفريق بـ300 ألف. يمكن ده يفسر لنا فارق السعر بين انتقال أحمد حسام ميدو إلى ميدلزبره بثمن عالي، وانتقال محمد شوقي (والنقطة دي هأتكلم عليها فيما بعد). ء

سمير كمونة انتقل للعب في البوندزليجا ولم يستمر أكثر من سنة. ومن ضمن حكاياته هناك إنه اعترض على جلوسه احتياطي في الماتش التالي (أصله المدرب الألماني ما يعرفش كمونة ولا قيمته في مصر، استعباط بقى وعالم ما بتفهمش كورة) وكان الرد الفوري من المدرب الألماني ريهاجل بالركنة والجلوس احتياطي(
محترفون بعقلية الهواة). لم يستطع أبو سمرة فرض نفسه على التشكيل الأساسي للفريق، ثم عاد للأهلي عام 2000 إلى أن انتهت القصة بإيقافه وراح تركيا والسعودية ثم عاد إلى مصر. ولـــــكــــن كمونة لف الدورة دي كلها .. وهاني رمزي لسة في كايزر سلاوترن.

دورة كاملة عاشها سمير كمونة
من مصر لألمانيا لمصر لتركيا ثم مصر ثم السعودية ثم مصر
(زي ما يكون كمونة يحترف ويرجع ومش قادر على الاحتراف)
في حين هاني رمزي في نادي واحد في ألمانيا (98 – 2005)ء
****
ميدو إنتقل من توتنام إلى البورو في صفقة تثبت نجاحها إلى الآن (انتقال انجليزي – انجليزي)ء
شوقي إنتقل من الأهلي (مصر) إلى ميدلزبره (انجلترا) (انتقال مصري – انجليزي) ء
هاني رمزي انتقل من بريمن إلى كايزرسلاوترن (انتقال ألماني – ألماني)ء
سمير كمونة انتقل من الأهلي إلى كايزرسلاوترن (انتقال مصري – ألماني)ء

جميل إن النادي الأهلي يؤهل اللاعب ويؤدي إلى انتقاله إلى أندية قمة أوروبية. يجوز إنه الأهلي بالفعل – كنادي يطمح إلى العالمية ولم يصل إليها (كمستوى) – صار مقارب لأندية عالمية، وانتقالات لاعبين إلى أندية مستوى متقدم أوروبياً يعد مؤشر على موقع الأهلي من تلك الأندية، وتحديد المسافة بيننا وبينهم. ولكن هل التوجه صحيح؟ هل الفكر مطبق بشكل جيد؟ ولكن حالة كمونة وهاني رمزي دفعتني إلى التحليل، وإلقاء الضوء على حالة شوقي – ميدو.

سمير كمونة صادفه حسن حظ جميل في أولى مبارياته في البوندزليجا ووفق إلى تسجيل هدف من تسديدة قوية وساعد فريقه على الفوز 2-1 . ولكن مع الأسف لم يستمر، زيه زي غيره. اعتراضه على المدرب بشكل لا يليق، وامتعاضه من الجلوس احتياطي أغضب المدرب (إضافة إلى غيابه عن معسكر اعداد الفريق). عوامل خارجية أثرت على لاعب ممتاز داخل الملعب، وإن لم تؤثر في بقاء هاني رمزي مع الفريق.
بقاء محترف، ورحيل طامح إلى الاحتراف (أو راسب احتراف) يعطينا مثال حي عن نموذج الاحتراف الحقيقي والفعلي إضافة إلى اجراء مقارنة بسيطة وع الطاير بين لاعب محترف ولاعب هاوي. كان الفارق الغريب الموجود في كايزر في الوقت ده بين ثنائي مصري،

لاعب لف أوروبا وراح أندية محترمة
ولاعب راح أفريقيا – أوروبا من غير كوبري
زي ما ميدو لـَـف أوروبا وراح أندية محترمة
ولاعب راح أهلي ◄ ميدلزبره .. براشوت

الفارق في مستوى كل لاعب كان واضح من خلال السعر الموضوع من سلاوترن لسمير كمونة وهاني رمزي، أو السعر الموضوع من ميدلز لشوقي وميدو. الخبرة الأوروبية ليها تمنها، وليها وزنها، (وده رد بسيط على حكاية إن مبلغ شوقي ضعيف وقليل). ء

هاني وميدو بدأوا في أندية صغيرة ثم تدرجوا في المستوى إلى أن وصلوا إلى أندية عالية. الثنائي نقدر نشبههم بــرحالة، في مغامرة في أحد القارات، وبلد تشيلهم وبلد تحطهم. ولأنهم متعودين على السفر والترحال (بحساب وأحيانا من غير حساب) مستعدين لتحمل أي شيء وأي تمن في سبيل انجاح رحلتهم الأوروبية. كل واحد فيهم بدأ صغير (جنت – نيوشاتل)، ولكنه كبر، ودفع التمن لحد ما كبر. في أثناء رحلتهم وتجوالهم لقوا اتنين من أبناء بلدهم في سكتهم. هاني قابل كمونة، ولكن الأخير ما قدرش يستحمل ورحل، وفي النهاية عاد بعد رحلة ترانزيت. في حين هاني كمل المشوار ... لأنه واخد القرار من البداية، وعاوز ينهيه صح. أحمد حسام هرب من ناديه وهو عاوز يثبت نفسه، ومن نادي صغير لأكبر لحد ما وصل لنادي مقدمة في انجلترا. وفي أثناء رحلته الأوروبية قابل واحد مصري جاي على نفس النادي. هل هيكون مصيره زي مصير كمونة؟ هل شوقي مقدر الرحلة اللي على وشك إنه يخوضها؟ هل شوقي محضر الزاد والزواد لرحلة شاقة؟ هل شوقي مستعد يدفع التمن .. وفي المقابل ياخد التمن (الدوبل)؟ هل هيقدر يستمر أصلا في البورو؟؟ هل ممكن لاعب أخد خبرة أوروبية عميقة جدا يُقارن بلاعب لسة جاي وِروِر على قارة لا ترحم ودوري مطحنة؟ هل شوقي بعقليته اللي شوفناها في حوار الدرجة التالتة بالأمس يقدر يتعامل بحرفية مع ساوث جيت؟ (نقدر نعتبر جوزيه نموذج مصغر لمدرب أوروبي، وشوقي نموذج للاعب هاوي – محترف، ونستشرف منها العلاقة بين شوقي وساوثجيت). ء

يمكن أكون متشائم فيما يخص مستقبل شوقي، لأنه فيه نماذج ناجحة في فرق قوية. بمعنى وجود لاعبين اثنين (من ناشئي الأهلي) في فريق قوي في أوروبا، ونجحوا –على الأقل مؤقتاً. حسام غالي وشريف إكرامي نماذج انتقلت من الأهلي إلى فينورد (أوروبا) دون كوبري. انتقال براشوت، ولكن الثنائي أثبت نجاحه. كان فيه تمهيد بعض الشيء قبل الدخول في معمعة الدوري الهولندي متوسط القوة (مقارنة بالانجليزي). غالي قعد فترة (حوالي 6 شهور) في الفريق الثاني لفينورد، وإكرامي شارك كاحتياطي على استحياء مع نفس الفريق بديلاً لهينك تايمر. بالإضافة إلى كون فيينورد نفسه من فرق المقدمة في هولندا، ولكنه ليس فريق بطولات مستمرة (عكس أياكس، وPSV، وآخر دوري فاز به فينورد كان 99). بالتالي محطة استقبال كويسة تمهيداً لانتقال إلى فريق أعلى. إضافة لكدة غالي وإكرامي طالعين من منبع الناشئين في الأهلي (وأكتفي بوضع خط تحت الكلمة، لأن الكلام محتاج مجلدات). الدوري الهولندي قوي، لكنه أثبت إنه محطة استقبال جيدة. غالي نفسه لاعب من طراز عالمي، وإكرامي حارس مرمى ممتاز جدا، بالتالي كان النجاح وإثبات الذات في هولندا، عكس البريميير ليج، ونادي بحجم ميدلزبره.

حسام غالي وأحمد حسام انتقلوا من هولندا إلى انجلترا (وإن كان على مراحل) ولكن الثنائي صادفوا عوائق كثيرة لإثبات الذات. الثنائي كان أساسي في فينورد وأياكس، ولكنه لم يفرض نفسه باستمرار على التشكيل الأساسي لفريق متوسط انجليزي زي توتنام. حالياً ميدو يعافر وناجح في البورو، وغالي يحاول مع السبيرز، مع إن خبرات الثنائي الأوروبية الجيدة جدا. في حين شوقي رايح من الدوري المصري إلى الدوري الانجليزي في نقلة مفاجئة جدا. الدوري الهولندي يمهد الطريق الوعر إلى الدوري الانجليزي (حلم 99% من المحترفين المصريين)، ولكنه يترك بعض المسؤوليات على اللاعب لحين اثبات الذات، ولا أعتقد إن الدوري المصري يصلح لدور التمهيد والصنفرة. (أحمد فتحي لم ينجح للآن في فرض نفسه أساسي على التشكيل الأساسي حتى لفريق درجة ثانية! – بغض النظر عن صحة أو خطأ الرواية القائلة بضغط النادي عليه للانتقال إلى ناد آخر، والله يجازي اللي كان السبب).

أحمد فتحي لاعب جيد جدا،
ولكنه لم يثبت في تشكيل أساسي لفريق هابط
(انتقال من اسماعيلي إلى شيفيلد)

محمد شوقي لاعب جيد جدا،
هل سيثبت العكس .. في نفس الدوري؟؟؟
***

نقطة أخيرة
بالأمس شوقي تحدث عن أسباب رحيله عن النادي الأهلي. من ضمن كلامه كان عن جوزيه وازاي وصلت العلاقة إلى طريق مسدود وحكاية الرباط الضاغط إياه. لا داعي للحديث عن صحة أو خطأ الرواية، لأنه وببساطة لم نسمح رد جوزيه أو تعليقه. شوقي كان أساسي طوال 4 سنوات مع النادي الأهلي وحقق بطولات لا تحتاج إلى سرد (والموضوع مش محتاج يطول أكتر). هل لما مشكلة ما تحصل مع لاعب من مدرب بعد تاريخ حافل، حتى لو كانت علاقة وصلت لطريق مسدود، تخليني أمشي من نادي؟ نفس مشكلة اللاعب المصري جوة وبرة مصر (عبد الحميد حسن: جوزيه ما سلمش عليه، أمشي من الأهلي، أبو مسلم قعد ماتشين احتياطي، المدرب مش طايقني وأنا ماشي، ابراهيم سعيد قعد احتياطي: يا أنا يا المدرب، إلخ). قلت فوق إن علاقة شوقي – جوزيه نموذج مصغر لما سيجده شوقي في البورو مع مدرب آخر (صغير السن) في جو أوروبي صرف. شوقي قال إنه كان يفكر جدياً في البقاء في الأهلي (لا أعتقد) وعلى هذا الأساس جدد، ومن كلامه تحس إنه عرض البورو زي ما يكون مفاجأة وطبت، والبورو كلمه "تعالى يا شوقي! OK, Sir !!" لا وجود لجاهزية أو استعداد نفسي أو تقدير للخطوة القادمة. شوقي نجح في الخطوة الأولى و هي الاختبار الفني، ونال اعجاب ساوث (عكس متعب)، ولكن هل واحد بعقلية ما سلمش علي، واتكلم علي بشكل وحش يقدر يقيم علاقة احترافية مع المدرب اللي قدامه؟ أشك! ء
Category: |
You can follow any responses to this entry through the RSS 2.0 feed. You can leave a response, or trackback from your own site.

0 اضغط هنا .. واترك تعليقا على المقال: