2:33 AM | Author: Al-Firjany

مهم جدا للأهلي (وكذلك للزمالك) تحقيق الفوز فيما قبل الاجتماع الثنائي المرتقب يوم الإجازة. ولكن الأهم من الفوز للأهلي كان تجريب اللعب (الفوز) بدون أبو تريكة. مباراتي المقاولين وانبي لم تأخذ حيز من الاهتمام ربما للانشغال بالمباراة القادمة. وهي عادة مهنية صحفية مقيتة، مع إنها تجربة مهمة لكلا المدربين وكلا اللاعبين، حتى لو كان القلق والترقب عوامل مؤثرة على أداء الأحمر أو الأبيض. المباراة جديرة بالتحليل لحاجتين: غياب تريكة عن الأهلي، والثاني طريقة لعب المقاولين بـ4-4-2.

المباراة أظهرت اعتماد جوزيه على جلبرتو بشكل لافت، مع وجود تمويل من حوالي ثلاث لاعبين: أحيانا من عماد النحاس، أو بميل عاشور باتجاه الجانب الأيسر، أو بوجود رامي عادل كمساند خلفي. طريقة لعب المقاولون بالرباعي الدفاعي أوجدت ثغرة في الجانب الأيمن بشكل غريب، وأتاحت لجلبرتو عرضيات كثيرة، وإن لم تستغل تهديفيا. ولكن الملفت هنا استغلال جلبرتو بالذات، مع ميل بركات إلى الانزواء الدفاعي (حتى مع مساندة فتحي). ظني إن جوزيه اعتمد على بعض الاستنفار لجلبرتو بوجود احتياطي كفء (أحمد عطوة) والثناء عليه في مؤتمرين صحفيين ورا بعض، مع بعض التلميح بوجود تهديد للأنجولي من المصري. ده نوع من الاستنفار اتبعه جوزيه مع متعب فيما قبل، ولم يسفر عن شيء، إلا إنه أسفر عن تألق لافت لجلبرتو في مباراة المقاولين مرشح للتكرر أمام الزمالك.

استعان جوزيه بفتحي في وسط الملعب، والتجربة الجديدة كانت جيدة نسبيا، وإن تخللها بعض الثقوب في التغطية الدفاعية. لم يستغل المقاولون حداثة عهد فتحي بالأهلي والمركز وطاشت بعض التسديدات إلى خارج الملعب، وتكفل أمير بالباقي. في نهاية الشوط الأول ومع تاخر فتحي إلى الخلف للقيام بالواجب الدفاعي، لاحظت تقدم بركات إلى المنتصف كلاعب ارتكاز أمام فتحي – عاشور، حتى مع وجود خطورة من جانب المقاولين الأيسر (شاكوري وعبد العزيز). الدور الهجومي للاعبي الوسط الأحمر كان محدود بعض الشيء ولكنه مؤثر ودي هأتكلم فيها بعدين. طريقة لعب المقاولين الحديثة اوجدت ضغط على الأهلي في وسط الملعب والدفاع، قابلها الأهلي باللعب بثلاث مهاجمين في محاولة لاجبار المقاولين على التمركز الدفاعي في الخلف، ولو سرح واحد فيهم، انقلبت الخطورة على فريقه بشدة.

التواجد الهجومي الثلاثي للأهلي كان سببه غياب تريكة، ورغبة جوزيه في شحن بطاريات الصواريخ قبل موقعة الجمعة. تناوب بلال وفلافيو على السقوط في المنطقة ما بين خط وسط المقاولين وخط دفاعه، وإن كان فلافيو الأكثر حضوراً، فيما كان عماد الأقل (وده تفسيري لتغييره وتفسيري لهدفي الاهلي الثالث والرابع). عانى الاهلي هجوميا من قلة التعاون ما بين ثلاثي الهجوم، ويمكن يفسر تأخر التسجيل إلى الشوط الثاني. جرب جوزيه التناوب الثلاثي ما بين لاعبي الهجوم في تمويل بعضهم، وبان في فرصة متعب ولكن كان تعاون غير مقصود. اثنين من مهاجمي الأهلي (متعب وبلال) لا يمولوا ولكن ينتظروا التمويل، وبالتالي لم يستطيعوا التسجيل في الشوط الأول. ولما اتعدل الموضوع في الشوط الثاني، ظهر التعاون وأتيح لفلافيو وبلال التهديف.

قلة فرص الأهلي سببها أسلوب لعب المقاولين الضاغط، وكعادة بعض فرق المستوى الثاني لا تحسن استغلال الضغط .. أو توزيع الجهد وبالتالي قل مجهود (ومعنويات) الفريق فيما قبل نهاية المباراة (نفس سيناريو أسمنت السويس مع الزمالك، والاثنين قربعوا بالأربعة). الهدفين الأول والثاني يبينوا بعض اللزوجة في لعب المقاولين بفرض رقابة قوية على لاعبي الاهلي أو حتى عدم وجود تهديد متكرر على المرمى، بتسجيل الهدفين من ضربتين حرتين. التركيز على تسجيل احمد فتحي للهدف الأول أمر مقبول، ولكن زيادة عاشور الهجومية أمر يجب ألا نغفله، وهو دور نادرا ما يجود به عاشور. جوزيه بانت بصمته في الضربتين الثابتتين بتمويه النحاس على الحائط في الركلتين أو بوجود هجوم الأهلي مع حائط المقاولين. استغل الأهلي الضربات الثابتة، فيما منع أمير عبد الحميد المقاولين من استغلال ضرباته.

الجميل من علاء نبيل مدرب المقاولين هو محاولة تطبيق طريقة 4-4-2 ببعض المشتقات، والماتش يبين طريقة التنفيذ على أرض الملعب لفرق المستوى الثاني في مصر بعدما سئمنا من قراءتها على الورق من النقاد المصريين، والفرق كبير جدا بين الاثنين، لصالح نبيل. هي مغامرة وجيدة، ونفذها المقاولون جيدا في الشوط الأول، ولكن اللاعب المصري غير منضبط تكتيكيا مع طريقة لعب تحتاج أعلى قدر من اللياقة والتركيز للتنفيذ. بعد هدفي الأهلي المقاولون هاجم، وسجل هدف، ولم يدافع فاستقبل هدفين. تكرر دخول أحد لاعبي الأطراف – جلبرتو – إلى الوسط مع ميل بلال إلى اليسار، ومنح الأهلي الابقاء على فارق الهدفين مع المقاولين في الهدف الثالث. كان تحرك جماعي جميل من لاعبي الأهلي خصوصا في جزئية التعاون ما بين بلال وفلافيو (بعد خروج متعب). التعاون اتكرر ما بين الثنائي في الهدف الرابع بتحرك رائع من بلال وتمركز جيد لفلافيو خلف الدفاع. الاثنين كانوا الأكثر ميلا إلى السقوط في الشوط الأول وقاموا بدور تمويلي جيد (الأكثر فلافيو ويليه بلال) وكأنهم كانوا بيدوروا على بعض أو في مرحلة تسخين، وكان التطبيق في الشوط الثاني. الغريب في الهدف الرابع بالذات هو وجود نفس حالة التوهان في المقاولين وعدم وجود تمركز جيد لخط الوسط. في البداية لاحظ توقيت الهدف (ق83) بعدين لاحظ الكرة وسيرها من حدود منطقة جزاء الأهلي إلى حدود المقاولين، دون أي اعتراض لأي لاعب أصفر. هنا الفارق بين الورق والتطبيق وهنا فارق في بعض الامكانيات، وتوزيع الجهد في طريقة لعب تتطلب مجهود اعلى مما أظهره المقاولون. التمريرة نفسها من فلافيو إلى بلال تشكل العيب الثاني في الطريقة وهو وجود العمق الدفاعي. أوقع دفاع المقاولين لاعبي الأهلي في التسلل كثيرا، وهي من ايجابيات الطريقة خصوصا مع عدم قدرة حاملي الراية على التمييز في بعض الاحيان، ولكن بكرة واحدة انضرب التسلل مع انطلاقة جيدة جدا من فلافيو في العمق.

ظني إن المقاولين في حالة استمراره على نفس الطريقة ربما يشكل خطرا على المنافسين على المدى الطويل مع نجاح التجربة مستقبلا أو هضم لاعبي الفريق لها، خصوصا بوجود هجوم قوي ممثل في عطية وربيع وطرفين هايلين هجوما، وأقل دفاعيا. الزمالك درس الأهلي من خلال المباراة .. ولكن أنا شايف المقاولين أحرى بالدراسة لوجوده في كأس مصر، ويمكن يشكل بعض الخطورة. لاحظت وجود خطورة من المقاولين في حالات هجومه (بعد الهدف الأول ولم يسجل، وبعد الثاني وسجل من ضربة جزاء بخلاف التسديدات). جوزيه نجح في غياب تريكة في التسجيل الرباعي والمثال اللي يحضرني هنا هو الفوز على خصم بحجم حرس الحدود بأربعة في مباراة خلع القميص. ولكن جوزيه لم يخلع هنا قميصه وحاولت في المقال خلع فكره كي أرى كيف يلعب البرتغالي. على أرض الملعب وجدت اثنين ارتكاز، منهم واحد باك يمين، وثلاثي هجوم أتاح التسجيل المربع، مع استغلال مميز للضربات الثابتة. ضرب جوزيه طريقة علاء، مجريا بعض الاحماء فيما قبل الجمعة.


ه* ملحوظة: لم يتسنى لي متابعة مباراة الزمالك حتى لو مسجلة، ولا أحبذ التحليل من الملخصات. ولكن سأحاول وضع تحليل ولو بسيط اليوم إن أمكن.
Category: |
You can follow any responses to this entry through the RSS 2.0 feed. You can leave a response, or trackback from your own site.

1 اضغط هنا .. واترك تعليقا على المقال:

On May 19, 2013 at 5:44 AM , Anonymous said...

“ذات صيف في الريف الإنجليزي”، وفضلتُ التعقيب عليه هنا لأني كتبت رأيي عن دبي في هذا الموضوع. ولكن ألفت نظر القارئ إلى أن السطرين الأخيرين من تعليقك سقطا سهوا أعلاه، وبقية تعليقك بعد عبارة “بما يشبه” موجودة في التعليق الآخر المنشور تحت موضوع الريف الإنجليزي. وشكرا على إثارة ملاحظاتك القيمة، وإعطاء الفرصة لهذا الحوار. ابن بطوطة