11:33 AM | Author: Al-Firjany



كالعادة، استطاعت رابطتي ألتراس أهلاوي وزمالكاوي أن تشبع عين المشاهد بمشاهد يتحسر على مشاهدتها في مدرجات أوروبا .. ومدرجات أخرى مجاورة. أشياء جميلة جدا حدثت قبل المباراة ومهدت لظهور جيد للدخلتين، وإن لم تظهر كلاهما بمشهد بالغ الروعة كما في الدور الأول. ولأن الكمال لله وحده، لم تكتمل الصورة بالكلية في استاد الكلية، وإن بدت دخلة الأهلي أفضل من دخلة الزمالك، ولكن الأهم من مين أفضل ومين أحسن بين خصمين لدودين، وجود الصورة نفسها وإنها عرفت طريقها إلى المدرجات.

صعب بعد أن رسمت صورة دخلة الدور الأول أن أجد كلام يعبر عن دخلة التاني، وإن ساعدني مخرج المباراة واختيار استاد الكلية الحربية على توفير الكلام. فيه خدوش على صورة الديربي، والجودة ليست كما المطلوب، والصورة مشوشة، ولكن البورتريه حاضر. لا يعرف كم صعوبة دخول الأعلام أو الدخلات إلى المدرجات إلا من يعرفها. جمهور الأهلي عانى من الاضاءة وتجاهل المخرج، والدخول المتأخر، فيما عانى جمهور الزمالك من نفس الشيء وجعل فرد الدخلات الثلاثة أقرب للمستحيل، في زمن قياسي (حوالي ساعة حسب كلام بعضهم). بالتالي كانت صعبة جدا وجود صورة ممتازة وبجودة عالية كما في دخلات الفرق الأوروبية أو حتى فرق الشمال الأفريقي. ولكن الدخلتين اتفردوا. والإعلام لا مبتدأ ولا خبر.

في مباراة الدور الأول حدث التركيز على السباب والخروج عن النص والجانب السلبي (وتحدثت كما تحدث آخرين، لأنه كان خروج جماعي)، ولكن لم يحدث التركيز على النصف الممتليء الآخر، وهو ما لم يحدث لا في الدور الأول ولا التاني، ومش عارف هييجي الدور إمتى. أما في الدور التاني لا حديث عن دخلة ولا عن خارجة. لا وجود لأي تغطية، لا في القنوات اللي مصدعانا بنقل دبة السبة، أو عطسة لاعب في وجه آخر، أو بصقه، او رفعة جزمة، ولا في إعلام مكتوب، يحاول أن يرجع إلى البساط بعد أن سحبته منه انترنت والقنوات الفضائية، ولا في راديو حتى!!! التذوق الفني لم يعرف طريقه إلى السادة النقاد، وانحصر الكلام وانحصرنا في ركلة جزاء لم تحتسب، سافر من لم يحتسبها إلى إيطاليا، وحتى لم نتركه بعد أن خرج، وهاتك رنات وتليفونات. مفيش أي جانب إيجابي في حياتنا عاوزين نركز عليه، ولا أي لوحة تخرج بنا ونخرج بها من مجتمع طفحت منه السلبية.

لم أجد أي صورة كاملة طوال بحثي إلا ما حواه الإطار. على ونجين المدرجات كانت اللوحة تفرد، إلا أنه لم يشأ لها الاكتمال، وأصابت لوحة ألتراس أهلاوي نصيبا من النجاح، لم تحظ به لوحة الوايت نايتس، والصعوبة كانت قوية، والرياح عفية ومستقوية. كأن واحد مأجر معرض لفنان، وطلب منه وضع اللوحات في ساعة زمنية واحدة، ثم انزالها وافراغ المعرض في نفس الساعة!! ومع ذلك نجح الفنان نجاحا يوازي مقدار فترة السماح. ولأنه فنان مغمور، لم يحظ بتغطية تليفيزيونية قوية، وجايز يقعد فترة على ما يحن عليه مذيع ناشيء أو حتى كهل بتغطية.
تقمصت هنا دور التليفيزيون، وحاولت نقل جزء من الصورة، حتى تنصلح الصورة، ولحد ما تنصلح، تبقى الصورة مكسورة. حاولت البحث عن بورتريه يغلف اللوحة، فلم أجد إلا تليفيزيون الستينات، لأن عقلية المخرج لا تزال حبيسة تلك الحقبة. نفس التشويش على العقول، على المشاهدين، نفس الرؤية المتجمدة، نفس الإيريال، نفس المصور، بنفس العدسة. جمود حاول كل جمهور شاب كسره، فوجد الزمن أقوى منه، ومنهم ومن اللوحة .. فكسرها. كما وُجد الاهتمام بألتراس الشمال الأفريقي وبالذات في تونس، مع تغطية من بعض الصحفيين والاعلاميين من خارج القطر، سمعت إن بعض الاعلاميين من خارج القطر المصري من المهتمين بظاهرة ألتراس حول العالم جاءوا إلى مصر من أجل التغطية. كما عادتنا دائما ننتظر الخواجة ليرشدنا إلى شيء ما داخل بلدنا. مفيش فايدة وبرضه مفيش مشكلة. الكلمة والظاهرة الجماهيرية مستوردة، وربما بات على من استوردوها أن ينتظروا المدد من الخارج.
Category: |
You can follow any responses to this entry through the RSS 2.0 feed. You can leave a response, or trackback from your own site.

1 اضغط هنا .. واترك تعليقا على المقال:

On March 19, 2008 at 3:59 PM , Abd-Alrahman said...

علي فكرة المدونة
بجد بجد تحفففففففففففة
مجهودك جمييييييييل اوي اوي
بجد عجبتني موووت
ياريت تشرفني

http://dr-mathoon.blogspot.com/

عبدالرحمن