1:49 AM | Author: Al-Firjany


أمر غريب اجتماع جوزيه وكرول، بدون سابق معرفة، على التركيز على خط الوسط في لقاءهما معا. الأول نزل بثلاث لاعبين ارتكاز وقابله الثاني بنفس العدد. كثرة لاعبي الوسط أفادت كرول بتعادله السلبي في الشوط الأول، ومع إن الكثرة تغلب الشجاعة، إلا أنها لم تغلب البراعة، وفاز الأهلي. ليه كرول غش من جوزيه - وغير جوزيه - أسلوب التركيز على الوسط؟ في قمة الدور الأول، جوزيه لعب بثلاثة ديفيندر في الوسط، وتوهج على ما أذكر يومها بوجلبان، واستمر على نفس المنوال في قمة الدور الثاني. ليه تحديدا خط الوسط؟

في حالات اهتزاز الدفاع وقلة لاعبي الاطراف، بيكون الوسط حل جيد للمدربين لزيادة العدد وقلة ضغط المنافس الهجومي. مورينيو لجأ لحيلة الثلاثي في قلب الوسط نتيجة لاهتزاز دفاعه بشدة مع فيضان إصابات (تيري، كول، إلخ)، ويمكن في الاطار ده ممكن نحط الاستعانة بخدمات الالماني بالاك للعب بجوار لامبارد وإيسيان (قبل أن يزيحه مورينيو إلى الخط الخلفي). نرجع لمصر ونقول إن كرول استخدم الزيادة العددية في الوسط لأنه كان عنده رقع كتيرة وأمامه خصم متفوق على الطرفين ودفاعيا حاطط إيده على قلبه بوجود أحمد مجدي. لم يحظ الأهلي بجس نبض مجدي وإيقاف نبض كرول بقلة هجماته في الشوط. على الطرفين كان على طارق السيد البعيد نسبيا عن مشاركات الزمالك الأخيرة إنه يواجه المتوهج بركات أو المنطلق فتحي، مع ميل من أحد أضلاع مثلث الأهلي الهجومي (بلال أو متعب باتجاه اليمين). بلال لم يلعب، ولكن بوجا مال إلى اليمين مشكلا بعض الخطورة على السيد السيء. على الجانب الأيسر جلبرتو كان أعلى من عبد الله، وعلى رأي أ. المستكاوي اكتفى عبد الله بمتابعة ومشاهدة عرضيات جلبرتو مع الجماهير، ربما ليتعلم منه فن العرضيات. كرول حاول المداراة على كل تلك الرقع من خلال خط الوسط، حتى وإن نزل أبو العلا
بالباراشوت على الفريق قبل الماتش بنصف ساعة (الأهرام، عدد 18 مارس). نزول الرباعي في خط الوسط كان سببه اعتقاد كرول بتكرار جوزيه لنفس المثلث الهجومي في المقاولين .. ولكن جوزيه سحب واحد، وأضاف كرول على خط الوسط واحد.



النقطة الأخيرة كانت في وجود عبد الرؤوف أو أبو العلا والتغطية المستمرة على التائه عبد الله. وجد جلبرتو بعض الصعوبة في اختراق الجانب الأيسر في الشوط الأول بانضمام لاعب وسط ومقابلته للأنجولي قبل مشواره المعتاد، والنتيجة استعانة جلبر بلاعب ارتكاز أهلاوي لضرب التكتل (هات وخد) أو مساندة فلافيو له بفتح سكة.

في المقابل، استمر جوزيه على اللعب بثلاثي ديفيندر في غياب أبو تريكة، وهو تكتيك محفوظ في غياب وزير الهجوم. اختيار جوزيه كان سببه جلبرتو اللي الكل بيبص على دوره الهجومي، ولكن لا يعمل حسابا للمسافة خلفه. الاحتمال الثاني كان تفكير جوزيه في بداية الزمالك بشيكابالا، وبالتالي احتياجه للاعب وسط ساقط يعاون الدفاع على مواجهة مهاريات شيكا، خصوصا مع وجود هجوم قوي جدا – على المستوى الفردي - للزمالك بوجود زكي وجعفر (حمزة). جوزيه بيضرب عصافير كتير بثلاثي ديفيندر في الوسط، واللي فاكره من تحليل الدور الاول إني قلت إن الثلاثي أعطوا جوزيه تأمين دفاعي جيد جدا (كانت إحدى أفضل مباريات بوجا) ودور هجومي مميز (مساندة عاشور في هدف أبو تريكة).


معتمد جمال قال في المؤتمر الصحفي إن خطة فريقه كانت في الخروج السلبي بالشوط الأول، ثم محاولة المبادرة في الثاني. هنا ممكن نحط النزول الرباعي في إطاره الدفاعي الصحيح، ولكن مش معنى إنك نجحت دفاعيا، تقدر تنجح هجوميا. الطبيعي بنزول شيكابالا سحب أحد لاعبي الوسط، وهنا حصل تغييرين في الملعب، بخسارة الوسط الزمالكاوي لمحمد ابراهيم، ونزول غير الموفق لشيكابالا. ونفس الأمر تقريبا حصل عند جوزيه وإن استمر جوزيه على نفس الزيادة العددية في الوسط..


ساعد على نجاح خطة جوزيه الحرفية الشديدة في تعامله مع اللاعبين، والانضباط العالي من فريقه، في وجود شبه عشوائي من لاعبي الزمالك. سرحان في هدف الأهلي الأول، وغياب التغطية على فلافيو في الثاني وخطأ دفاعي ساذج، والأهم وجود ثغرات أخرى في الخط الأيمن برجوع محمد ابراهيم في اليمين.

الجانب الهجومي من وسط الفريقين كان موجود ولكن على استحياء. جوزيه اعتمد على فتحي في العمق في محاولة للزيادة والاستفادة منه تهديفيا، ولكنه لم ينجح، فحركه باتجاه بركات في اليمين، ورجع بركات تحت رأسي الحربة للتركيز الهجومي. في حين كرول حاول استغلال ابراهيم في العمق الأهلاوي بكرات ساقطة، نجح في واحدة ولم يظهر بعدها. مورينيو كان يعتمد على مهارة التسديد من لاعبي وسطه، ولذلك رأينا تهديف متعدد من مدفعجية زي لامبارد وأحيانا إيسيان .. أو دروجبا لما ينزل يستلم من الوسط. في الزمالك رأينا تسديدة يتيمة من عبد الرؤوف وشكلت بعض الخطورة، في حين الأهلي لم تظهر له تسديدة إلا من فتح الله والتابعي.

المثير للاهتمام هنا هو عدم دفع جوزيه بثلاثي ديفيندرز في وجود شوقي وحسن (لو فاكر تفكرني). ذكاء شوقي الرهيب في الارتكاز لا يسمح بإهانته بوقوف لاعب آخر معه على نفس الخط، مع سرعة حسن ويصبح معها أي لاعب ارتكاز ثالث كالمتفرج على اثنين قادرين يصدوا أعتى هجوم بمدة رِجل .. وراجل تعدي. نفس الأمر للزمالك ولا أكاد أذكر وجود تامر عبد الحميد مع ثنائي ارتكاز بجواره في أيام عزه. اختيار التوقيت الجيد والموقع الجيد للارتكاز أمر في غاية الأهمية، وهو ما يفسر حرفية شوقي في ارتكازه وقبله تامر عبد الحميد والراحة التي يعطوها لمدربيهما، ولاحظ غياب تامر عن الفريق الأبيض، وشوف الزمالك لعب بكام ارتكاز. الارتكاز الثلاثي أمر مهم ولكن له لاعبين معينين، ولا أظن جوزيه سيعطي إينو أو عاشور بعد الأمان الكامل للوقوف في وسط الملعب مع لاعب آخر، لسة بدري شوية، وإن كان الاثنين على الطريق، وعلى الجانب الآخر لا يزال عبد الرؤوف وابراهيم يتحسسوا طريقهم في الزمالك. تطور عاشور ووجود إينو ممكن يمنح الأهلي أفضلية أعلى كما منحها له حسن – شوقي. والأمر الاهم هو إن الأهلي بعد بيع غالي قدر على الاتيان ببديل وإن انتظر بعض الوقت (خصوصا بعد رجوع هادي خشبة للدفاع) ثم أتى بشوقي، وباعه، وقدر يظهر البديل بسرعة أسرع من ظهور بديل شوقي. وهنا تظهر أفضلية أخرى للأهلي على الزمالك في الوسط، مع ترنح الزمالك في بديل تامر عبد الحميد من فترة طويلة، ومصرع اللاعب علاء عبد الغني في ظروف غامضة جدا. زي ما الأهلي قادر على الفوز داخل الملعب، قادر على الفوز بلاعبين أفضل خارجه. فوز على أكثر من مستوى، خارج الملعب يؤدي إلى فوز داخله
Category: |
You can follow any responses to this entry through the RSS 2.0 feed. You can leave a response, or trackback from your own site.

1 اضغط هنا .. واترك تعليقا على المقال:

On March 18, 2008 at 4:44 AM , Anonymous said...
This comment has been removed by a blog administrator.