11:24 PM | Author: Al-Firjany



الأهلي 2005 – النجم 2007: الواقعية المفرطة وتبدل الكراسي (1-2)ه


ممكن تكون قوي .. وتعيب على الضعيف معرفة نفسه وحجمه الطبيعي بجوارك. فقوتك تجبرك على عدم رؤية ضعف الآخرين. ولكن عندما يحكم عليك الزمن بأن تكون في نفس مكانه، تفاجأ – دون أن تشعر وأنت بكامل قواك العقلية – بتبنيك لنفس تكتيكه وأسلوبه. تبدلت الظروف والأماكن فصار القوي أقل قوة، ومر عامان غيرا من حال وأحوال الضعيف، فزادت جرأته وعلا زئيره، وإن بدا بلا أنياب.

بعد مباراة الذهاب في 2005 خرج جوزيه يعيب بشدة على فريق النجم أداءه الدفاعي "العقيم" واستغرابه وغضبه من أداء فريق مباراة دفاعية على أرضه. لم يجد الأهلي منفذ للوصول إلى المرمى التونسي يومها لدرجة إن اللاعبين كانوا يمرروا الكرة بالعرض أكثر منها طولية، (نفس الحال في مباراة السبت في سوسة)، ولكن شتان الفارق ما بين التمرير العرضي في 2005 والعرض العرضي اللي قدمه لاعبو الأهلي 2007. مش عاوز كلامي يبان كهجوم على فريق الأهلي، بقدر ما هو تبيان لبعض فوارق ما بين فريقين، يبينها فريق واحد. يمكن نظرة على الاستفتاء على الشمال يبين بعض ما أريد قوله بخصوص مانويل ولجوءه إلى الأسلوب الواقعي!الأسلوب الدفاعي للنجم في 2005 استغله الأهلي في 2007. في الحالة الأولى لم يساعد النجم على الفوز بالكاس، وفي الثانية جرب الأهلي حظه معاه يمكن يعطي النجم درس في الفوز عن طريق الدفاع . في الأولى اشتكى الأهلي من التكتيك كونه فريق مهاجم شرس، وفي الثانية اشتكى النجم وإن لم يكن شرسا في هجومه!


مسألة واقعية جوزيه أراها مفرطة، وهي تطور مهم في فكر جوزيه مع النادي الأهلي في مرحلة أهم من تطور الاثنين معا . مفيش شك مثال الليفر والميلان حاضر وبشدة – ومن مناحي كتيرة – ولكن واقعية الميلان لم تمنعه من التسجيل، كما لم تمنع اليونان من الفوز بتاج الكؤوس الاوروبية. جوزيه خدمته ظروف الماتش جدا في بعض النقاط المهمة طوال التسعين دقيقة، ولكني أراه لم يحسن استغلالها أو ربما لم يساعده الفريق على الاستغلال الأمثل لها. بالطبع كلامي لا يعني أن النتيجة السلبية إيجابية للأهلي بعض الشيء، وجيدة جدا، ولكن طالما المباراة سمحت لك بالمزيد، لماذا لا تستجيب؟


أحب أمهد بالحديث عن أحد مناحي عدم الذكاء لدى مارشان الساحلي. تعامله مع فريق الأهلي يعطي بعض أوجه القصور في فكر هذا المدرب، إضافة إلى وجود شحن عكسي في الاعلام التونسي، من حيث تحفيز الأهلي للمباراة. لا أدري على أي أساس يتم وصف فريق الأهلي بفريق العواجيز؟ حديث بركات بالأخص للاعلام التونسي فيما بعد المباراة يوحي بمدى التحفز لدى اللاعبين وسماعهم لكلام سلبي عن فريقهم فأرادوا الرد في الملعب (المثال الحاضر في ذهني حاليا هو مباراة الاسماعيلي في قبل نهائي كأس مصر، وتعامل "مسؤولي الاسماعيلي" مع المباراة بشكل أثار واستثار لاعبي الأهلي إلى أقصى درجة). أسلوب غبي بصراحة في التعامل مع الخصم، والأغبى منه وجود التناقض باستعمال أكثر من تكتيك مع فريق الأهلي. فتارة تجد التنويم قبل المباراة باشاعة اصابة بن فرج والشرميطي، وتارة تجد الاثارة بالايحاء بضعف الأهلي!! النجم أراد استعمال كل الأسلحة قبل المباراة، ولكنه فوجيء بها تضرب بعضها في أثناءها، لينتج عنها نتيجة سيئة نظريا يعاني منها بعدها! وإن لم يمنع كل هذا وجود خطورة من جانب فريق النجم، ولكن في مباريات النهائي الخطورة بالتأكيد موجودة ومهمة، والأهم تسجيل الأهداف.


المباراة أظهرت تمتع النجم ببعض السرعة في بناء الهجمات وسرعة عالية حاضرة في باني الهجمات نفسه. نقل الهجمة كان سريع .. خصوصا مع سرعات الشرميطي وسيلفا. أسلوب لعب النجم اعتمد على سرعاتهم. كان تعامل جوزيه ذكي في بناء جدران تقابل وتكسر من حدة سرعات اللاعبين العالية (ولاحظ عدم لجوءه إلى 4-4-2 هنا) بوجود خط دفاعي أول يبدأ عند الهجوم بميل أحد المهاجمين (فلافيو أو بركات) إلى الجانب المهاجم لمساعدة الظهير على الدفاع (بمقابلة بركات للقادم في اتجاه السيد أو بمقابلة فلافيو أو تريكة للقادم في اتجاه الشاطر مع معاونة من أحد الديفيندرز عاشور أو بوجا في حالة تقدم أيهما) إلى جانب عدم اعطاء المساحات للدفاع النجمي للتقدم ومساندة الهجوم أمام الأهلي المتقهقر. لأن السرعة تحتاج إلى مساحة عمد جوزيه إلى ملء منتصف ملعبه تماما بالـ11 لاعب. التكتيك تم تنفيذه جيدا، وإن لم يمنع من وجود أخطاء (نقدر نقول طبيعية إذ قلما تخلو المباريات من أخطاء) ولم يحالف التوفيق النجم في استغلال أي من الفرص "القليلة" التي أتيحت، زي ما التوفيق لم يحالف الأهلي في كرتي بركات، وممكن نقول لم يحالف التوفيق الحكم. يمكن جوزيه راهن على قلة الفرص للنجم وعمل على عدم زيادتها، ولكن الفرص كانت موجودة واحتمال التسجيل منها كان وارد للمنافس، مما يضفي المزيد من المخاطرة، في غياب المغامرة، على أسلوب لعب جوزيه الدفاعي.


جوزيه حاول الدفاع عن لجوءه للدفاع عن طريق التغييرات في "نهاية" الشوط الثاني. تغييرات متعب وصديق أضفت بعض الهجوم النظري على الفريق ولكن لم يتغير شيء على أرض الملعب. استمر اللعب العرضي الممل من الأهلي وكأنه في تدريب على مهارة التسليم والتسلم! في عام 2005 كانت حجة اللاعبين (والمدرب) تكتل النجم الدفاعي الشديد منعا للهزيمة، أما في 2007 يبدو إن الاجهاد وطلب (استجداء) التعادل كان السبب، لعوامل وظروف كتيرة، لم تكن موجودة في المباراة الأولى. لقطة صراخ جوزيه في لاعبيه باللعب إلى الأمام وتقاطعها مع اللعب العرضي للاعبين، كأنه يحاول تحفيز اللاعبين على قطع الخط عرضي بخط طولي. مش عارف هل جوزيه فعلا كان يريد اللعب الهجومي ولم ينفذ اللاعبون، ولا هو مل من طريقة لعب سبق وطلبها من اللاعبين، وبرضه لم ينفذ اللاعبون؟؟ تصريحات جوزيه بعد المباراة توحي بالرضا من طريقة اللعب والرضا بالنتيجة، ولكن صياحه أثناء المباراة وإشارات اليد توحي بالاعتراض وعدم الرضا. تعادل سلبي انتظارا لمباراة عودة أخطر وأصعب على الأهلي.


بعيدا عن الكلام التقليدي بخصوص غياب بركات، فهو كان أكثر المهاجمين إيجابية على مرمى النجم. مع اندفاع النجم للهجوم (وهو ما سيقل كثيرا في مباراة العودة) كان وجود لاعب سريع الحركة وقادر على نقل الكرة بكفاءة من ملعب الأهلي إلى المنافس في غاية الأهمية. دور بركات كان متعدد وقوي وبناء .. ومش بأبالغ لو قلت إنه لا يوجد في الأهلي حاليا لاعب يقوم به. سرعته مقارنة ببطء دفاع النجم ظهرت في كرتين، إحداهما ذات الكارت الأحمر. (لو عاوز تعرف أهمية السرعة مع فريق يهاجم، افتكر كويس هدف الترجي في الأهلي في تونس). انقضاض بركات على الكرة واستخلاصه لها بشكل بديع كان دليل قوي على تركز خطورة الأهلي عنده (في غياب أبو تريكة وفي بعض الأحيان فلافيو). خدها قاعدة مع الفرق المهاجمة، وجود لاعب سريع يتعب دفاعها جدا، ويجعل لهجومها ألف حساب، وبالتالي كان وجود بركات له أسباب حيوية وله داعي دفاعي غير مجرد الضغط على قلبي الدفاع. غياب بركات عن مباراة العودة يعني غياب نوعية مهمة من اللاعبين؛ الأهلي سيشتهيها أمام التكتل المتوقع للضيوف، والخسارة تزيد بغياب أحمد صديق المتوقع عن تشكيل جوزيه في هذه المباريات.


في مباراة الأهلي والنجم، كان الأول مدافع والثاني مهاجم. النجم فشل في التهديف لقلة المساحات وندرتها ووجود تغطية ممتازة بأسلوب المتاريس من لاعبي الأهلي على بعضهم، أجبرت النجم على التسديد من خارج المنطقة في كثير من الاحيان لضرب كل المتاريس مرة واحدة، ولكن الحائط الأخير موجود ومصحصح. على استاد القاهرة تنقلب الأمور وتتغير الكراسي ويبدأ العزف: الأهلي مهاجم .. والنجم مدافع (نظريا). لم يستفد الأهلي من الهجوم المرتد في سوسة في وجود لاعب ريع زي بركات. القلق يأتي من احتمالات استفادة النجم من الهجوم المرتد في وجود هجوم سريع متعدد (نفخة والشرميطي وسيلفا)، خصوصا مع وجود مساحات لم يجدها النجم في تونس، وربما يتلقفها في القاهرة. وهنا بعض الخطورة على الاهلي، وهي خطورة تكررت في مباراة 2005 إلا أن قوة الأهلي حينها أعطته فوزا ثلاثيا بلا هدف في مرماه، فهل يحافظ على نفس التفوق بعد أن صار أقل قوة؟ كل شيء جايز! ه
Category: |
You can follow any responses to this entry through the RSS 2.0 feed. You can leave a response, or trackback from your own site.

2 اضغط هنا .. واترك تعليقا على المقال:

On October 30, 2007 at 3:34 AM , محمد عثمان said...

السلام عليكم

ازيك

اسعدني الحظ وقريت التحليل بتاعك
متميز الصراحة

وبالتوفيق
محمد عثمان
(ستارتريك)

 
On October 30, 2007 at 8:46 AM , Al-Firjany said...

وعليكم السلام

الحمد لله
ما تخافش عارف اسمك وافتكرته لما شفتك

متشكر على الكلام وبالتوفيق لحضرتك ويا ريت تخف شوية من حدتك لأني ابتديت أتضايق من عصبيتي زمان

بالمناسبة فيه موضوع عن الاسماعيلي كنت أحب لو أشوف تعليقك عليه أو حتى يا ريت تقراه ولو تقول رأيك . . أو ملاحظاتك لو شايف أخطاء فيه أكون شاكر لك