2:19 PM | Author: Al-Firjany

وجود نادي بترولي ونادي الجيش في مقدمة جدول الدوري يعتبر مؤشرا هاما على حدوث تغير جذري هذا الموسم. جايز الوقت مبكر، أو جايز الكلام ضرب من الهذيان، ولكن الوضع القائم يجبرنا على الرصد والمتابعة. وجود الجيش وبتروجيت في مقدمة الجدول، مع بعض الأندية الأخرى في صدر المسابقة، ينتج عنه تغير في لعبة الكراسي ما بين أندية الدوري، بل وربما نتج عنه تغير في معنى الفرسان الثلاثة المتعارف عليه. نادي الزمالك والاسماعيلي لم يصمدوا للهجمة ولقوا حتفهم أمام قوة الجيش ونيران البتروجيت، ولم يبقى من الأندية الكبرى في المقدمة إلا الأهلي، ربما لأنه لم يحن عليه الدور بعد، وقد أزاحت عنه القرعة عناء مواجهة الفريقيْن في بداية المسابقة، وأعطته فرصة ذهبية من رؤية الفرسين الآخرين صرعى أمامه، كي لا يلحق بالسابقين، وآهي تبقى التالتة تابتة. وقد أعذر من أنذر

كتير نتكلم عن الاستقرار الإداري وأثره على ناديي الزمالك والاسماعيلي، ولكن لم يتوقع أحد أن تصبح نتائج القلاقل كارثية على الفريقين. سقوط الناديين أمام الطلائع وبتروجيت (أول وتاني المسابقة نظرياً) يوحي بالفوارق الإدارية الرهيبة بين التوأمين الفائزين والثنائي المهزوم. [من فترة طويلة، كان كلام حلمي طولان عن إدارة حرس الحدود يوحي بوجود إدارة عسكرية حازمة من قبل أندية الجيش بصفة عامة، وربما استمرار نادي الطلائع (ومعه الحدود) في الدوري في حد ذاته مؤشر على تلك الحالة، مع وجود الدعم المادي والمعنوي والكوادر البشرية في الجيش المصري، والرياضة لها من الحب جانب]. من متابعتي لبعض المشاكل الادارية أو الفنية في فرق الجيش أو فرق البترول بصفة عامة، أجد إدارة النادي مساندة جدا للمدير الفني فيما يتعلق بالانضباط خارج الملعب أو داخله (بعض تصريحات اللاعبين من داخل أندية الجيش تحمل بعض القسوة في التدريبات والتعامل الاداري الحازم، ومثال على ذلك مشكلة حلمي طولان مع هشام حنفي في الحرس، ولاحظ مكان اللاعب الآن، أو فيما يخص بتروجيت ومشكلة اللاعب أسامة محمد). انضباط إداري فيه شيء من الحزم يعطيك لمحة عن طبيعة الفريق نفسه وأتت بثمارها - ولو مؤقتا – على موقع الناديين حاليا في الدوري. الطبيعي بوجود استقرار إداري وفني مع كفاءة فنية وموارد مالية تسمح باستقطاب لاعبين (أحيانا من رديف الأهلي والزمالك) يجعل معه الفوز وارد، وإن كان استمراره غير وارد لغياب الطموح وأشياء أخرى. الغريب في ناديي الطلائع والبتروجيت استفادتهم من لاعبين سابقين في القطبين: علاء ابراهيم وعامر صبري، والأول هداف والثاني ساعد في انزال الهزيمة بالزمالك والاستمرار على قمة المسابقة ولو مؤقتاً. (تلك قاعدة عامة واستثناءها العكسي هو موقع حرس الحدود وإنبي حاليا في قمة المسابقة من تحت وربما كانت تلك الأندية تعاني من غياب استقرار فني (أين طولان؟ العشري يفكر في الاستقالة .. ببساطة "فتش عن الاستقرار"). ء

الحديث عن الاستقرار الإداري والفني يعتبر مدخل جيد للحديث عن ناديي الزمالك والاسماعيلي وسبب فقدان النقاط. الزمالك فيه بعض من التفكك وكان فيه مظاهر (غير ركلة الجزاء ونظام "اللي يلحق يشوط")، ولكن حوارات هنري ميشيل عن حال الزمالك وكلام سابقيه (وربما لاحقيه) على ما يدور داخل الفريق وأحاديث الشيع والأحزاب تدي لك لمحة عن فريق مفكك الخطوط خارج الملعب، يتضح من التفكك داخله (فيه نسبة من الأهداف داخل الزمالك تشعر بوجود الدفاع وحيدا بمعزل عن باقي الفريق). تضيع من الزمالك فرص أهداف، ويعزوها النقاد والجمهور (واللاعبون) إلى سوء الحظ وغياب التوفيق. ليه التوفيق يحالف الفرق المهلهلة، والإدارات الجماهيرية؟ جايز الفريق نفسه بحاجة إلى مزيد من الوقت من أجل الانسجام (!!)؛ ولا تستغرب فهناك الكثير من العناصر الداخلة على الفريق(صفقات جديدة) مع وجود العديد من اللاعبين الراغبين في الهروب (إما باعتزال أو تلويح بعرض خارجي، حيث يتابع أرسنال بشغف حال الزمالك من أجل الظفر بصفقات من الفريق، رافعا شعار "اشمعنى طلائع الجيش؟")، إضافة إلى ذهاب لاعب إلى الغردقة، ثم عودته السريعة من أجل اللحاق بدورة رمضانية. التعامل الغبي مع الأزمات واضح وبشدة (حتى من كبار الفريق سنا أو بقاءا) ويظهر من خلال تصريحات ما بعد مباراة الأسمنت ؛ ومن قبلها مباراة الجيش. وجود ثقوب داخل الثوب الأبيض بعد مباراة الجيش مع بعض الحديث عن خلافات داخل الادارة العليا (ممكن تلاحظها بمتابعة تاريخ آخر تصريح لخريج السوربون) مع الكلام عن مأدبة إفطار 15 دقيقة لتصفية الأجواء، لبدت أجواء المباراة التالية "بالأسمنت". حتى في وسيلة إيجاد الحلول تجد الأصابع تتجه - مثلما اتجهت في الثلاث سنوات - إلى نفس الشخص – المدرب. اجتماع لاعبي الزمالك على حل "الاعتزال" والتلويح به إضافة إلى تصريحات ما بعد الاسمنت تجعل حدوث نتيجة سلبية تالية أمر وارد جدا. (مثال جيد هنا عمرو زكي وتصريحاته ثم فرض عقوبات عليه، وده لوحده محتاج مقالة).ة

الاسماعيلي فريق جيد على المستوى الفردي وإن كان أقل على المستوى الجماعي -- هجوميا فقط. مباراة الاتحاد تكشف عن فريق له أنياب قوية هجوميا ولكن دفاعيا لا يجيد التغطية (لاحظ تذبذب مستوى الاسماعيلي في أعقاب تجدد مشكلة حسني). فريق ينتظر الفرج على أيدي فضل أو مصطفى أو جمال، ولكن لا يسعفه الدفاع المتهاوي على الحفاظ على الفوز حتى على أرضه (وهي نفس المشكلة التي ظهرت في مباراة بتروجيت - الفارس البترولي الثاني- مع عجز هجومي). ساعد الاسماعيلي في مباراة الاتحاد اهتزاز مستوى حارس الأخير. ومرة أخرى تأتي المشاكل الادارية في الفريق لتكشف عن صراعات واظهار إدارات هاوية .. وتعامل جماهيري سلبي معتاد. التفكير تعدى الاطاحة بالمدير الفني ليصل إلى مجلس الادارة، ومرة أخرى الهوائية في التعامل ما بين الاطاحة بالمدرب ثم عودته ثم الاطاحة به مرة ثانية، تباصي لك سبب وجيه في حال الاسماعيلي، وازاي إن الادارة مسمار داخل الفريق (وجود مشكلات إدارية في أي نادي، يتبعها بالضرورة مشاكل داخل الفريق بمحاولات المجلس السيطرة عليه، لأن فريق الكرة واجهة لأي نادي أقاليم)ه

الأهلي تعرض لنفس ما يتعرض له الزمالك (الظاهر إن الظاهرة عالمية) ولكن اكتفى بالتعادل في مباراتين فقط في صقفته السباعية في الدوري حتى الآن دون هزيمة (وهو نفس حال الطلائع). جوزيه حاول مساعدة الدفاع والتأثير على الفرق الأخرى من خلال خط الوسط وناجح حتى الآن وإن اكتفى بالفوز دون أداء قوي، مع تطور ملحوظ في دور الهاف ديفيندرز. الالتزام الخططي للاعبي الأهلي ربما يجعل المباراة فقيرة جدا فنيا، ولكنها غنية جدا تكتيكيا، وتجعل فرق مثل الزمالك والاتحاد الليبي غير قادرة على التهديف، فيما لا يستطيع الترسانة أو الاتصالات التهديف، اللهم إلا من ركلة حرة وبتمويه ذكي جدا من الحكم. ربما فطن جوزيه إلى بدايات الموسم وأهمية الفوز في مباريات أول الدوري، وده يخليني أقول إن الأهلي حاليا يحاول حصد النقاط دونما نظر إلى أداء أو متعة (وأهو الجمهور كتر خيره ترك الاستاد، مجبرا!). هذا شعار المراحل الأولى من الدوري ولا داعي للتذكير بحال تشيلسي .. أو بعض حال مانشستر في البريميير أو الميلان في إيطاليا (باينها فعلا ظاهرة عالمية). الأداء والانسجام والتعود، إلخ يأتي من خلال تتالي المباريات. الأهلي يعاني عبئا إضافيا في المشاركة الأفريقية .. وتدخلات مقيتة من اتحاد الكرة وبعض المنتخبات المصرية (بعضها قدرا، والآخر قذرا). بالتالي أداء الأهلي الحالي له بعض العذر، ومرشح للتطور بالوصول إلى المرحلة النهائية من الكأس الأفريقية بإذن الله.

جايز الاهلي يتمتع بميزة نسبية على الفرق الأخرى المرشحة (أو التي كانت مرشحة) للقب بأخذه دفعة "حامل اللقب" ولعبه بالصيت، ووجود روح الفوز (روح الفوز بالنسبة لي تعني عدم الرضا بالهزيمة أو التعادل، والسعي الدائم من أجل قلب النتيجة مثل مباراة المصري). وجايز الانضباط التكتيكي داخل وخارج الملعب (مثال عماد متعب) مؤشر على انضباط فني وإداري + استقرار مهم للفريق ومديره الفني (كرول تعرض لمطالبات باستقالته، ومرشح لأن يلحق ببصري). على الجهة المقابلة، الزمالك والاسماعيلي واضح فيهم بعض الاخطاء الدفاعية التي تكلف الفريق نقاط ثلاثة واحيانا نقطتين. فترة توقف الدوري ممكن يأتي معها بعض التغير في جدول الدوري، وجايز يبقى الوضع على ما هو عليه. ولكن حادث الأسابيع السبعة جدير بالمتابعة، ويجوز السبعة الثانية تحمل معها انقلابا آخر في موقع كل فريق على الكرسي إلى حد الإطاحة به من العرش ه
Category: |
You can follow any responses to this entry through the RSS 2.0 feed. You can leave a response, or trackback from your own site.

0 اضغط هنا .. واترك تعليقا على المقال: