11:39 AM | Author: Al-Firjany



نكمل هنا ما لا يود القاريء سماعه عن تحليل لقاء البلدي والياباني. طبعا عقلك مشغول بلقاء السبت، بس أدينا بنتسلى وخد من المقال فكرة ... واتفرج بعد بكرة. اللي فاكره من الجزء الأول ملاحظتي عن تطور بعض اللاعبين في المنتخب، وإن لم يتطور المدرب! وده جانب مهم أود الحديث عنه اختصارا

المحمدي وعاهد عبد المجيد خامات ممتازة جدا تصلح للتشكيل عليها .. ولا أظن إنبي والترسانة بظروفهما الحالية مؤهلان للتأهيل للعب في المنتخب. دورة اللاعبين تعطيني بعض الضوء في رؤية أحدهما أو كلاهما في نادي مقدمة، حتى وإن قالت إدارة الناديين أُفْ. ساعات بأحس إن المنتخب البلدي يصلح لدور المؤهل وجذب الانظار للاعبين من خارج الأهلي والزمالك، مع تسلط العين عليه للمتابعة "الجبرية"، وفيه أمثلة كتيرة أعفي القاريء منها (يمكن كتير لا يذكروا ظهور أبو تريكة في المنتخب الأول مع الترسانة من فترة طويلة). المشكلة في حالة المحمدي بالذات هو وجوده في الجبهة اليمنى والاصرار على اشراكه هناك، برغم من إنه دون أن يدري أوحى للمدرب بمكانه الطبيعي بوجوده داخل الـ18! على العموم الثنائي لاعبين جيدين جدا، ووجودهم مع مدربين لا يجيدان صناعة نجم يصلح للعب الدولي، وفي ناديين لا يلعبان إلا داخل مصر، لا يمكن توقع أكثر من الأداء الحالي. (بالنسبة لي محتمل الظروف تخدم خروج عاهد بشكل أفضل من المحمدي، طالما اقترن اسم أبو تريكة بنموذج أي لاعب خارج من الترسانة!). اللي مخليني واثق بنسبة كبيرة من خروج أي من اللاعبين (أو كلاهما) إني عارف بالضبط نظرة البعض للبلدي ومتابعة أي من اللاعبين داخله، بل ونظرة المدرب (أي مدرب) للبلدي .. ومفيش داعي نخبط ونلخبط!

غياب التأهيل الدولي عن اللاعبين يجرني لنقطة مهمة في اختيارات المعلم للمنتخب البلدي. معيار المشاركة كشرط أساسي مش لازم يكون بالضرورة المعيار الوحيد، حتى وإن كان مهم. قماشة المحليين مشاركة وفعالة أينعم، ولكن حساسية الكرة مش كل شيء في الكرة. مباراة اليابان أثبتت إنه ليس باللياقة والحساسية فقط تلعب كرة وتكسب مباراة. تحركات خط الوسط كانت عشوائية مع ضغط عنيف (غلاوي) على اليابانيين لعدم القدرة على مجاراتهم في نقل الكرة، أو حتى فهم تحركاتهم وأفكارهم وكرتهم. التحركات الهجومية المثمرة والدفاعية المحكمة كانت غائبة عن المنتخب، مع وجود حساسية ولياقة المباريات لدى أغلب لاعبيه .. أو حتى كلهم.

بعض الناس تتكلم عن الغيابات التقليدية للمنتخب البلدي (في لاعبي الأهلي والمحترفين والذي منه)، ولكن لم يتحدث أحد عن غيابات اخرى أعمق، ولا تكاد تلحظها العين المجردة في داخل كل لاعب تقريبا من المنتخب (سيان وقع عليه الاختيار، أو وقع عليه العوض). حادت الخيارات لدى المنتخب عن المحترفين خارج انديتهم (مثل حسام غالي وأمير عزمي مجاهد .. ويمكن معاهم أحمد أبو مسلم) لعدم اكتمال اللياقة أو المشاركة مع النادي .. في حين اختارت لاعبي الأندية لأنهم أساسيون. في حالة المحترفين نلاقيهم مالكين للخبرة الدولية والتحركات المثمرة في الملعب والقدرة على اللعب، ولكن تنقصهم الحساسية أو حتى اللياقة داخل الملعب، وفي حالة المحليين المختارين تجد غياب الخبرة الدولية والتحركات المثمرة في الملعب، ولكن معاهم حساسية مفرطة ولياقة داخل الملعب. كل لاعب ناقصه حتة. فيه حالة غياب داخل كل لاعب، وانت قدام نارين وكل ما تقرب تتلسع، ولو ما قربتش هيتقال ده فلسع! في رأيي أثبتت مباراة اليابان الحاجة إلى اعادة بعض المفاهيم وبعض الخيارات .. وكلامي (اللي كنت ناوي أكتبه) لقيته مطبق في اختيارات الجهاز للبطولة العربية بوجود حسام غالي وآخرين (غير مشاركين) مع المنتخب. دي تعتبر نقطة جيدة جدا، وأعتقد إنها من ضمن واجبات المنتخب باتجاه اللاعبين. ازاي؟

جانب اختيار اللاعبين غير المشاركين مع الأندية الأوروبية أو اللي عاملين مشاكل ومش لاقيين نادي يلمهم شيء يعتبر في صالح المنتخب على المدى الطويل وفي صالح المدرب. من ضمن النقاط الجيدة لدى محمود الجوهري (وجزئيا جيرار جيلي) هي محاولة بناء كيمياء شخصية مع اللاعب .. لأنها هتفيده على المدى الطويل (لاحظ بناء جوزيه لنفس الكيمياء مع متعب وأبو تريكة، فيما لم يلتقطها شوقي) من خلال التعاون مع اللاعب في أمور كثيرة تفيد اللاعب ومن ثم المنتخب، وإن كان المدرب في بعض الأحيان يتضرر. المثال اللي يحضرني في تعامل الجوهري مع اللاعب بشكل يفيده كان نموذج سمير كمونة أثناء مشكلته مع كايزرسلاوترن، وكان الجوهري يحاول معاونة كمونة على إيجاد نادي أفضل، ولكن الوقت لم يسعفه ولم يسعف المنتخب كمونة وانتهت القصة، وإن لم يمنع هذا إن القصة والاسلوب جيدين في رأيي. برأيي كان يمكن للمنتخب الاستفادة من اللاعبين من النوعيي دي، حتى مع نقد ورزع وردم من النقاد الرياضيين، أو من الجماهير، ولكن التحليلات السلبية موجودة سيان، وحسام غالي قال إنه كان يتمنى انضمامه للمنتخب، ولما سئل إنه خارج تشكيل السبيرز وفي مصر، قال إنها مش قاعدة، لأنه فيه لاعبين لديهم مشاكل مع ناديهم، ومشاركين في المنتخب. على العموم أهو الجهاز الفني اشترى سكوت غالي بضمه في الدورة العربية :-). طالما الوطني احتمالات ضمه لغالي وغيره من المحترفين قائمة جدا في غانا، إيه المانع عدم الاستفادة منهم حاليا في مباريات ودية؟؟ نفس الامر ينطبق على ابراهيم سعيد، خصوصا مع حاجة المنتخب للاعب مدافع سريع في مثل هذه الحالات.
ه(المثال المهم بالنسبة لي على تطور أحد اللاعبين هو أيمن عبد العزيز، مع ملاحظتي لتطور هائل في مستواه عند انضمامه للمنتخب وهو لاعب في الزمالك، عنه لما انضم للمنتخب بعد احترافه الطويل الأمد في تركيا. كان فرق السما من العما، ولم يلحظه الكثيرون ربما لقلة مشاركات أيمن مع الوطني)ه
لاحظت وجود العديد من التلميحات بترك بعض اللاعبين لأندية أعلى وأكبر في الدوري المصري إن كانت هناك نية لإصلاح المنتخب من أجل تأهيلهم دوليا بشكل أفضل. الطرح جميل مبدئيا، ويصلح بالفعل، ولكن لو هناخد الأهلي كمثال نلاقي إن الاهلي نفسه أخذ وقتا من أجل الصعود من المركز السادس إلى الثالث، لو أخدنا كأس العالم للأندية كمحك مهم، وإن لم يمنع التأهيل الدولي المفرط والمجهد للفريق من الهزيمة برباعية من برشلونة. اسم الأهلي نظريا ارتبط ببعض اللاعبين في المنتخب، ورآهم على الطبيعة أمام الياباني، ومسألة تطورهم تعتبر محل شك، بالنظر إلى كثرة اللاعبين حاليا في الاهلي، خصوصا المحمدي. المنتخب لا يقوى ولا يحتمل تجربة اللاعبين داخله لكثرة الاحتكاك الدولي، لأن المدرب نفسه لن يقوى على الاستمرار، وقد يرحل ويأتي غيره بلاعبين جدد وتجارب أجدد. الأندية تقوم بهذا الدور في الأغلب ولكن حتى مع قيامها بالتاهيل تظل درجة استفادة المنتخب محل شك. كثرة مشاركات الأهلي الدولية قد لا تتيح للمنتخب الاستفادة من اللاعب، والعجيب إن الكلام عن دور الأهلي المؤهل يأتي بعد مباراة منع الاهلي لاعبيه عنها. غياب التخطيط بشكل عام في مصر لا يتيح للأندية الكبرى افادة المنتخب من اللاعبين (لاحظ طفو مشكلات الاندية الاوروبية واللاعبين الافارقة بشكل أقوي كلما اتجهنا صوب غانا) ولا يتيح وجود تنسيق من أي نوع مع أي نادي.
كان بودي الحديث عن حالة محمود فتح الله، وتطوره حتى الآن مع نادي الزمالك ، ولكن دراسة حالة اللاعب ده تحديدا تحتاج إلى مقال وربما عدة مقالات للحديث عنه بصفة خاصة، ودرجة فهمنا لكرة القدم وتطورنا مع تطورها.
Category: |
You can follow any responses to this entry through the RSS 2.0 feed. You can leave a response, or trackback from your own site.

0 اضغط هنا .. واترك تعليقا على المقال: