11:54 PM | Author: Al-Firjany



أنا قلت لك: لا تنتظر في لقاء السبت أن ترى ما فاتك يوم الأربعاء. واقعية الأهلي ولزوجة النجم جعلت المباراة خانقة للمتفرج، مخنوقة للاعبين، وإن حدثت محاولات تنفس صناعي من بعض اللاعبين، ولأنها مستحية وعلى استحياء، خرجت المباراة ميتة. إنها كرة القدم وطبع مباريات النهائي والتي توصلك إلى نهائيات. كأس وداير وانت عاوز ينوبك من الحب جانب وجوانب. الفوز يعني الكثير لحامل الكأس، والهزيمة بلا معنى والمهزوم يجب عليه حمل وتحمل اللعنات. الفوز للأهلي يعني ثالوث الفوز واليابان والفوز للنجم يعني التالتة التابتة، والذهاب الأول لليابان وأشياء أخرى.

طبع مباريات النهائي بصفة عامة خانق. كثرة التمجيد في الفائز والتنجيد في المهزوم أحالها إلى المعاش الفني، وإن جدد شبابها التكتيكي. أكاليل الميلان ونشوة اليونان مقارنة بعار الليفر وخيبة أمل البرتغال جعل الفوز مطلب ومطمع بأي وسيلة وبأي تمن، حتى لو حاد عن الأخلاق والمباديء بعض الشيء، (مثل تلبيس أحد لاعبي المنافس الكارت الأحمر من اجل الفوز بكأس العالم). اللي تغلب به العب به. مباراة الأهلي والنجم في لقاء الذهاب بتقريبها النظري للأهلي من منصة التتويج تعتبر دليل أو مثال آخر على تطبيق الواقعية في كرة القدم. وإن كان التطبيق منقوص بعض الشيء، وعلى ما يبدو إن جوزيه يحاول استدراج النجم إلى فخ ما، من خلال اللعب على نتيجة سلبية في تونس.



فينجادا يعطيني بعض التبرير لأسلوب لعب جوزيه أو تغييراته. في مباراة النهائي مع الرجاء المغربي لعب الزمالك بأسلوب دفاعي ونجح في الخروج بالمباراة سلبية (برضه). لما رجع فينجادا فوجيء بعاصفة من الأسئلة حول السر في عدم النزول بحازم إمام (نسخة 2002) وكان الرد من نيللو إنه مباراة الذهاب لم تكن بحاجة إلى حازم ولم يكن بحاجة إليه، وإنه كان يريد نتيجة معينة وحققها. بمعنى إنه يريد الدفاع ولم يغامر بالهجوم. فينجادا فضل ابقاء الوضع على ما هو عليه، لأنه كان عاوز كدة، والنتيجة إنه الزمالك فاز بالبطولة. فكر مدرب. جوزيه على ما يبدو لم يكن يريد نفس الشيء حتى مع بعض مغريات المباراة، ولكنه فضل العصفور في اليد، وكان ممكن يحاول في العشرة الأخرى في آخر عشر دقائق. ولكن لأن المحاولات من خلف برقع الحياء هربت العصافير بعد أن ترك الصياد جزء مهم من تكتيك صيده وقنصه وهو المغامرة. زميل جوزيه استطاع الفوز في العودة . . لما نشوف جراب جوزيه


في مباريات الواقعية تجد الظروف تحابي فريق على فريق. الظروف التي قد تساعد أي فريق في مباريات يعاني فيها من قلة حظوظه أمام المنافس متعددة منها كارت أحمر للمنافس، أو وجود نقص عددي للاعب مهم (غياب اضطراري)، أو خروج لاعب مهم مصاب قبل المباراة مباشرة وغيرها من الظروف الاضطرارية. أما في سير المباراة فتساعده ظروف أخرى مثل ركلات حرة في مناطق مؤثرة، استغلال مهم لخطأ دفاعي قاتل، أو إصابة عضو مؤثر في المنافس، ركلة حول قوس الـ18، أو ركلة جزاء، أو هدف بالخطأ في المرمى أو ما شابه. كلها عوامل تحابي فريق على حساب فريق وينتج عنها فوز الأضعف على الأقوى. قد تجد بعض هذه الظروف في مباريات الواقعيين فيفوزوا على الحالمين أو الرومانسيين. الغريب إن ظروف مباراة تونس كانت فيها بعض الرياح أتت بما يشتهيه الاهلي، بغض النظر عن ركلة الجزاء غير المحتسبة. ركلات حرة حول الـ18 ولم يستغلها الأهلي، في حين إنها يجب أن تعامل معاملة ركلات الجزاء وربما أشد (فيه أمثلة كتيرة على فوز فرق بركلات في تلك المنطقة الساحرة) أو كارت احمر. لم يتطور الأهلي لاستغلال نقص منافسه، ولم يهاجم الاهلي حين أتت إلى جانبه رياح المباراة باعطائه أفضلية الزيادة العددية. الواقعية لا تعني غياب الهجوم (وبالذات المرتد) وإلا ما فاز الميلان وغيره.


أمر غريب أن يعامل جوزيه نفسه معاملة المدربين المغمورين الأفارقة الوافدين على مصر: "أتيت إلى القاهرة من أجل الفوز" .. "فريقي قادر على تخطي الأهلي المصري" (راجع تصريحات إيجيساند مدرب صن داونز(. جوزيه قال نفس الكلام وأوحى إلى الكل بأن ذهابه إلى تونس من أجل الفوز، وكان الفوز أمل الكثيرين، ومن ضمنهم الحوافريتي (اللي قاعد بيكتب لك الكلام ده)! فريق الأهلي، حسب كلام جوزيه، قادر على الفوز خارج الملعب وطور من ثقافته ليفوز في الخارج. ولكن الأهلي لم يستطع. جايز جوزيه يكون بيستعمل نفس سلاح النجم من حيث الضغط النفسي وامتصاص هجومهم من خلال تصريح يزيد من دفاعهم وحرصهم وخوفهم من الأهلي! ولكن الأهلي لم يهاجم بالشراسة التي أكدها جوزيه في تصريحاته. جايز ده تكتيك مدرب حاول مفاجأة الخصم، إن لم يكن في الملعب، فربما لاعبه في خارجه. التعادل مش بطال، وما دمت تسعى إليه، فلا مانع من استخدام كل الأسلحة (من تصريحات وتوجيهات ولاعبين، وخلافه) من أجل تحقيق الهدف. ولكن كما غابت روح المغامرة عن جوزيه بفعل عوامل التعرية (من اجهاد واصابات ووفيات، وحال ثلاث سنوات) غابت عنه روح الطمع في المباريات .. حتى لو أغرته المباراة بأعتى الوسائل .. التعادل ثم التعادل. جوزيه عود جمهور الأهلي الطمع في الفوز بالمباريات وأغراهم بالفوز في كثير من المواجهات الخارجية، ولكنه رفض الطمع في مباراة كان ممكن الفوز فيها بسهولة وكسر أحد مزايا النجم بعدم الهزيمة على أرضه من تاريخ طويل.


غريب إن يعودك المدرب على الطمع


لتفاجأ بالطماع يتحول إلى قانع وقنوع


مباراة تعرض نفسها، ولا يقوى اللاعبون على قنصها. لم يساعد الفريق المغامر على الفتك بمنافس بعد أن حل عليهم التعب من كثرة الصيد والفتك.. أو جايز لأنهم أيضا قد عاد إليهم داء القناعة المصرية، أو جايز أصابتهم عدوى واقعية وقناعة جوزيه . العصفور في إيد جوزيه اجبره على اللعب بحوالي 8 لاعبين في الدفاع ودور دفاعي للمهاجمين بالتمركز أثناء تنفيذ الفاولات (على رأي أ. علاء صادق) أو باللعب بأطراف ميتة دفاعيا مثل الشاطر والسيد بميل الدفاع بخمس لاعبين صرحاء مع بعض الأخطاء من الشاطر أو من خلال عدم المغامرة بأحمد بلال المتحمس أو النزول المبكر بصديق .. وغيره. كل واحد وعصافيره


نقطة الركلات الحرة التي احتسبت للأهلي في المباراة لم يتوقف عندها الكثيرون في التحليل بعد المباراة، وإن ترقبوها في أثناء التسديد. لا أدري السر الذي يجعل لاعب يسجل في مباراة من ركلة، ولا يجيد تنفيذ نفس الركلة من نفس المكان؟ إيه اللي يخلي أبو تريكة يسجل في لقاءات من ركلات حرة، ولا يسجل في أخرى؟ مستوى أبو تريكة في المباراة عامة لم يكن مريحا، ربما لأنه لم يلعب مرتاحا. وربما كان التوتر العصبي وغياب الراحة في اثناء المباراة سببا في توتر اللاعب أثناء التسديد، ويمكن ده يعتبر نجاح جزئي للمنافس! تنفيذ النحاس كان أفضل من تنفيذ تريكة في الركلات الحرة، ولكن يبقى الأهلي صفرا في الاستفادة من تلك الكرات بتنفيذ سيء من كلا اللاعبين في المجمل؛ فيما استفاد منها الميلان بشدة، وده جانب مهم من فوز الواقعيين. الهدف في مباريات النهائي ليس هدفا عاديا، فهو يريح أعصاب المتقدم مصدرا التوتر والعصبية إلى المضيف المتأخر، معطيا أفضلية نسبية تتحول إلى مطلقة بالنسبة للفريق الفائز. بدلا من أن يسعى المنافس إلى تسجيل هدف الفوز، تحصره في رد الفعل، بالسعي وراء التعادل، ولو أحرز التعادل يكون قد استنفذ طاقاته وقواه.


ه** مقارنة حال فريق الاهلي ومحاولته اللعب الهجومي في لقاء 2005 ومقارنتها باضطراره للعب الدفاعي 2007 أمر ممتع بالنسبة لي من ناحية تغير حيلة الأهلي في كل لقاء وصولا إلى المنصة، علاوة على وجود النجم كفريق واحد مبين لحال الأهلي من التوهج الشديد في أول عام بعد عودة جوزيه والصفقات السوبر وقتها، ثم تبدل الحال وانحدار الأحوال. ما بين مغامرة جوزيه وواقعيته وقف النجم عاجز عن التسجيل. في الأول دافع ولم يفلح وفي الثانية هاجم ولم يفلح أيضا حتى الآن. ولكن الأهم بالنسبة لنا حال الأهلي نفسه وحظوظه في لقاء العودة وفرص الفوز العالية الموجودة حيث ينضم حينها الأهلي إلى فرق أخرى تكسب بواقعيتها ما يستعصى على الآخرين قنصه بمهارتهم . جوزيه يحاول اللعب على المضمون وضمان الفوز بالوسيلة التي توصله، ولاحظ عدم طلبه من اللاعبين امتاع الجماهير (بقى له كام ماتش على الحال ده). فريقه لم يعد يقوى .. حتى على الاستماع! بالتالي عليه أن يلعب بما يضمنه لأن السلام على حياتو المرة دي مش زي كل مرة وبريق الذهب يساوي الكثير، ولا يمكن التضحية به من أجل لمعان الفضة الزائل


جوزيه يحاول لجل اليابان إنه يسقي العليق. قلت بعد ماتش الاتحاد الليبي إنه ده مؤشر إيجابي لوجود دافع الفوز بأي وسيلة وأي طريقة لأن الغاية لد ى الأهلي أقوى وأعلى من النجم، ويجوز أعلى بالنسبة لجوزيه أيضا من ناحية احتمالات ابتعاده عن الأهلي بعد الموسم الحالي. بالتالي أظن إنه عليك في سبيل الغاية أن تضحي بالمتعة بعض الشيء، أعتقد النتيجة تستحق




Free JavaScripts provided
by The JavaScript Source

Category: |
You can follow any responses to this entry through the RSS 2.0 feed. You can leave a response, or trackback from your own site.

4 اضغط هنا .. واترك تعليقا على المقال:

On October 31, 2007 at 6:13 AM , محمد عثمان said...

راي جديد...سهل...ممتنع...

بس مش عارف ليه الواحد بيحس وهو بيقرا لك أنك بتجرجره على الأسفلت (سحل يعني) ومش ملاحق على الأفكار اللي ورا بعضها

بس انت ناقد كويس
فعلا

انا قعدت فترة باكتب للاهرام الرياضي ولمجلة سوبر

وحالياً بانشر لسوبر من وقت للتاني وجرنان في الامارات هناك اسمه (أخبار الأمارات)

بس المقالات اغلبها بتكون عن الكرة العالمية

آخر واحد موجود على البلوج بتاعي عن جائزة احسن لاعب بتاعة الفيفا

ايه رأيك تراسل مجلة سوبر بمقالاتك...هتتنشر بس بشرط تكون مش محلية قوي

حاجة اخيرة...انا عرفت انك مترجم برضه...

ممكن تبعت لي السي في ؟

احتمال تكون قدامي مشاريع ترجمة في القريب

وهاحتاج حد معايا اكيد

ابعت لي على الميل ده
egyptwatcheditor@yahoo.com

وانا هابعت لك السي في بتاعي برضه

سلام وفي انتظار الرد

 
On October 31, 2007 at 8:06 AM , Al-Firjany said...

الحمد لله إن التحليل عجب حضرتك

انا عارف إنك كنت بتكتب في سوبر والاهرام الرياضي على حسب كلامك في حوارات في الجول!! بس أنا مش بأحب أكتب عن الكرة العالمية ولو إني عندي أفكار عن الموضوع ده وبعض تحليلات لمباريات بأشوفها لما بتسمح الظروف وبيسمح الوقت
حكاية المراسلة أبقى أفكر فيها لأني مش متعود بصر احة أراسل مجلات .. وطبعا مجلة سوبر معروفة

بالنسبة لحكاية الترجمة فأنا حاليا مغترب ووقتي مش ملكي مع الأسف
بس لو احتجت مساعدة أنا في الخدمة ولو مش فاضي ممكن أعرفك بمترجمين ممكن يساعدوك

شكرا ليك على الاهتمام على أي حال

 
On October 31, 2007 at 11:36 AM , mo7amaad said...

مقال جميل
لكنه مرهق ذهنياً
لأقصي حد

 
On October 31, 2007 at 12:27 PM , Al-Firjany said...

أخ محمد ممكن أعرف إيه قصدك بالارهاق الذهني؟ تقصد يعني الافكار كتيرة ولا الأسلوب معقد ومحتاج بعض التفكير؟

على كل كويس إن المقال عجب حضرتك