2:35 PM | Author: Al-Firjany

هذه القصة وقائعها حدثت بالفعل، وإن اختلف الزمان والمكان، والشخوص. المترجم غير مسؤول عن أي تشابه ما بين الخارج والداخل. :-))

أوبي ميكيل .. رايح جاي
مع بروز النجم النيجيري الصاعد جون أوبي ميكيل (أو مايكل)، في كأس العالم للناشئين تحت 17 (2003)، ثم كأس العالم للشباب (2005) وفوزه فيها بالكرة الفضية ونيجيريا بالميدالية الفضية برضه (خلف الأرجنتين)، جذب اللاعب أنظار مانشستر يونايتد وتشيلسي من انجلترا، لكنه ذهب مؤقتا إلى نادي لين أوسلو النرويجي. وبعد إتمامه لسن 18، أعلن نادي مانشستر عن تعاقده مع نادي لين أوسلو النرويجي والفوز بخدمات اللاعب الواعد (بتاريخ 29 أبريل سنة 2005). وأعلن موقع مانشستر الرسمي عن ابرامهم الاتفاق بشكل مباشر مع الفتى النيجيري وإنه وقع بالفعل على عقد مع النادي الانجليزي. مسؤولو مانشستر نحوا جانبا وكلاء اللاعب، وأقنعوه بالتعاقد لمدة 4 سنوات بدون ممثلين، وبعض التقارير أفادت بإن نادي لين أوسلو أرسل لوكلاءه في الخارج بعدم احتياج اللاعب لخدماتهم بعد اليوم. كان إجمالي الصفقة 4 مليون استرليني، وتوقيت وصول اللاعب لأولد ترافورد كان محدد في يناير 2006. في نفس الوقت قلب منافس مانشستر اللندني، نادي تشيلسي، الطاولة على السير أليكس بإعلانه عن توصله لاتفاق بالفعل مع اللاعب، ووكلاءه، ولكن فيما بعد نفى نادي لين أوسلو ادعاءات تشيلسي (المترجم: لاحظ هنا العلاقة الحميمة ما بين الناديين – والمديريْن الفنييْن - خصوصا إن التعاقد كان بعد ما شرف مورينيو بسنة تقريبا). بل والأنكى من ذلك ذكرت بعض التقارير إن تشيلسي هو النادي الذي رتب لوجود اللاعب أوروبيا (بدفعه إلى الشمال من أياكس كيب تاون الجنوب أفريقي إلى النرويج) ثم الحصول على توقيعه فيما بعد، وما أكد هذا الطرح اعجاب جوزيه مورينيو باللاعب بشدة في أوقات تدربه مع الفريق الأول في صيف 2004. وتقارير أخرى معاكسة تفيد بعكس ما قيل بوجود اهتمام من قبل مانشستر استمر عامين ودعوة الفريق النيجيري للتدريب على ملاعب النادي قبل بطولة العالم تحت 17 سنة.



عقد مانشستر يونايتد مؤتمر صحفي في عجالة لتقديم اللاعب للاعلام والجماهير، وعبر اللاعب عن سعادته بارتداء الفانلة الحمراء (:-)) والتقطت له صور بقميص المان والرقم 21. ونقلت هيئة الاذاعة البريطانية سرور اللاعب بالتعاقد مع المان، وإنها خطوة كبيرة في حياته: "جميل جدا أن تنضم إلى نادٍ كبير مثل مانشستر. لا يحدث هذا غالبا لمن هم في مثل سني". وبعد تعاقده مع المان، تصاعدت أنباء من النرويج عن تلقي تهديدات عن طريق الهاتف من مجهولين ضد اللاعب، وبالتالي تم تخصيص حرس أمن وبودي جاردز للاعب وتم نقله إلى فندق آمن (في أحد المباريات في كأس النرويج جرت شائعة أن اللاعب تعرض للاختطاف بصحبة وكيل أعماله جون شيتو، ورددها مساعد مدير مانشستر يونايتد كارلوس كيروز، متهما تشيلسي باختطاف اللاعب).

فيما بعد عُرف أن اللاعب في لندن بصحبة وكيله جون شيتو. وفي غضون ذلك كان السير فيرجيسون يفكر في الذهاب إلى أوسلو لزيارة ميكيل ولكنه عدل عن الأمر بعد معرفته بمغادرة اللاعب للنرويج. فيما بعد كان التصريح الصادم من اللاعب لشبكة سكاي سبورتس بتعرضه لضغوط شديدة للامضاء لمانشستر يونايتد، وهي الادعاءات التي فندها الأخير بشدة ومعه النادي النرويجي. وادعى اللاعب أيضا إنه طلب من الناديين مهلة أسبوع للتفكير في الموضوع إلا أن طلبه قوبل بالرفض وضغطوا عليه للتوقيع دون حضور مستشاريه ووكلاءه. ولو صحت ادعاءات مايكل كان معناه مخالفة مانشستر لقوانين الفيفا والاتحاد الانجليزي لكرة القدم. والأكثر من ذلك تصريحات اللاعب للصحافة الانجليزية إن تشيلسي الانجليزي هو النادي الذي يعشقه وهو النادي الذي يتمنى الانتماء إليه. وفيما بعد رفع مانشستر دعوى قضائية في الفيفا ضد كل من تشيلسي ووكلاء اللاعب جون شيتو ورون هيوج (الأخير سيء السمعة لتورطه في فضيحة جورج جراهام في انجلترا) متهما إياهم بسلك طرق غير شرعية للتعاقد مع اللاعب. ولكن فيما بعد (بالتحديد في أغسطس 2005) حكم الفيفا بعدم كفاية الأدلة لتوجيه الاتهام ضد تشيلسي.


بدل البهدلة في أقسام الفيفا ودهاليزها، اختار تشيلسي الحل الأوسط بالتوسط لدى مانشستر وحل المعضلة من خلال التفاوض معهم ومع النادي النرويجي. وفي 2 يونيو 2006 توصل الاطراف لحل للمشكلة، بانتقال اللاعب إلى تشيلسي من لين، مع انهاء تعاقد المان مع اللاعب. وبمقتضى الاتفاق دفع تشيلسي اجمالي 12 مليون جنيه للمان، و4 مليون للين أوسلو.


بالمناسبة مدير عام النادي النرويجي، مورجان أندرسين، اتهم بتزوير عقد اللاعب مع النادي النرويجي من الأصل، وحوكم بعدها بتهمة التزوير (له سابقة في تزوير عقود لاعبين)، وكان الحكم من القضاء النرويجي الشامخ والعادل :-) بسنة سجن مع إيقاف التنفيذ.








تعليق المترجم
ساعات كتير بحكم محدودية عدستك، لا تترك لك فرصة التجول في مرايا أخرى. القارة الأوروبية بقوة الدوريات فيها، والتي أنتجت معها صراعات من أنواع مختلفة وبين قوى مختلة، تعرض أمثلة كثيرة يجوز منها ما يتطابق مع واقعك (مع فارق خارق بالطبع) وجايز تلاقي فيها بعض نقاط الشبه والكثير من الاختلاف وانت وحظك. لكن العجيب هو بعض التطابق العجيب ما بين هاني وجون .. على طول الفوارق ما بينهما والتعامل مع قضية كل منهما.

القصة تعرض إمكانية تكرار الفوضى في الدوري المحلي، وانتقالها إلى واحد من أعظم دوريات العالم. وأن نظم الاحتراف قد يوجد بها بعض التطبيقات المشوهة، إن اعتبرناها كذلك لأن التشوه من طبيعة البشر وبعض تكويناتهم. تعاقد المان مع اللاعب نظريا سليم، لكن رغبة اللاعب كانت محك أساسي في نقض اتفاق تم التوقيع عليه. جون أوبي لعب على إنه "لسة عيل وضغطوا علي، وما كنتش في وعيي وأنا بأمضي"، رغم وجوده باسما في المؤتمر الصحفي، ووجود شبهة قوية في تلاعب وكيله به وسيلان لعاب الوكيل على أموال إبراهيموفيتش، تماما كما اتضح من خلال اتصاله بالسير أليكس والوارد ذكره فيما بعد. القصة نفسها تحمل أكثر من معنى ومغزى .. وروابط مهمة مع الحالة المصرية مع تكرار نفس المثلث، للاعب واحد وثلاثة أندية

ما يهمني في هذه القصة هو جزئية تعاقد اللاعب مع المان، ثم تشيلسي. تصريحات اللاعب أيام الأزمة كانت تصب في صالح تشيلسي وتعاقده مع ابن لندن المبتغى. بل والانكى من ذلك قوله إن مدير النادي النرويجي مورجان أنديرسين كان على علم بتفضيله البلوز، ومدى اهتمامهم به، ولكنه – أي المدير - فضل عرض مانشستر وضغط عليه لقبوله. في تصريح مهم للبي بي سي، قال ميكيل "ذهبت إلى مانشستر وأبدوا رغبتهم في التعاقد معي، لكن الأمور لم تسر على ما يرام، لأن ما وعدوني به لم ينفذ". وأفادت بعض الصحف بأن تشيلسي هو من قام بالصرف على تعليم أوبي في النرويج وتعهدهم برعايته، وهو يمكن السبب في غضب مسؤولي تشيلسي في تفاوض الغريم مع اللاعب و توقيعه له، وسرعة تحركهم نحو ضمه مهما كان الثمن. جون أوبي نفسه في تصريحه المفضل لتشيلسي والرافض لمانشستر قال إنه كان يشعر إنه البلوز "مسؤولين عنه".

لم أسمع للاتحاد الانجليزي أي تعقيب على الواقعة، ومانشستر نفسه لما حب يشتكي البلوز، اتجه للفيفا رأسا، ولم يعر الاتحاد الانجليزي أي انتباه. ممكن يكون خاف من مآل مصيره إلى نفس مصير آخرين تعاملوا مع اتحاد كروي، أو خاف من لعب أموال الملياردير الروسي بعقول وجيوب لجنة شؤون اللاعبين الانجليزية، فحاول الابتعاد بالكرة عن ملعب تشيلسي في لندن، وعن جماهيره. القضية أخذت وقتا طويلا داخل أروقة الفيفا ومع استعجال كل الاطراف للحكم، تدخلت أموال الملياردير للمرة الثانية ... وسوت الأمور مع المان، ولم يتسن لي معرفة اتجاهات القرار داخل أروقة الفيفا، وبعض التقارير أشارت إلى صحة موقف المان، وأخرى أشارت إلى أن موقف تشيلسي في السليم.

الخط الثاني اللي يهمني هنا هو إن أوبي ميكيل قال إن اللي سمعه من المان في أوسلو غير اللي سمعه في أولد ترافورد، وهو ما يوازي حديث هاني من سماعه كلام في الاسماعيلية ... سمع عكسه في ميت عقبة. الجانب الثالث هو إن تشيلسي لم يتعرض لاتهامات بتدمير المان، ولا أوسلو، لأنه بالفعل مهتم باللاعب، ومانشستر نفس الشيء، لأنه الارتكاز مركز حساس وبالفعل أوبي ميكيل كانت التقارير الفنية عنه في الاعلام الانجليزي جيدة جدا. بالتالي كانت الضغوط توازي موهبة اللاعب. في تصريح للسير أليكس قال إنه أوبي قال له في حديث سري بالهاتف إنه بالفعل يريد اللعب لمانشستر ولكن الضغوط عليه وعلى أسرته هي ما دفعته إلى الرضوخ لعرض البلوز (قربنا نسيب قضية هاني ونروح على حسني، احنا ورانا إيه؟). ولاحظ هنا الربط ما بين التهديدات في أوسلو وبين ظهور تشيلسي. السير تحدث عن بعض أسرار المفاوضات، وقال إن وكيل اللاعب النيجيري يعمل طبقا للأوامر الصادرة من ستامفورد بريدج.

الأهم هو أحاديث السير ومورينيو عن اللاعب وتصريحاتهما أو حتى إطلالهما بالحديث عن مجيء لاعب إلى النادي. في مصر لم أسمع كلام فني عن اللاعب بالمرة من أي مدير فني، ولا حتى من أي فرد في أي جهاز. السير كان معجب ومهتم بالولد بشدة لدرجة السفر إليه، ومورينيو اعتنى به في المعسكر الأزرق، وطلب من مسؤولي البلوز التعاقد معه. كلام المدير الفني يسبق أو بالكاد يوازي كلام المسؤولين الاداريين ومدراء الأندية. في مشكلة هاني مجالس إدارات الاندية هي من يتحدث فقط. لا سمعت كلام من هولمان، ولا من جوزيه عن وجود هاني وأهميته في فريق أي منهما، أو حتى عن أداءه في أمم أفريقيا. كالعادة الكلام غير الفني عن أمر فني بحت هو الغالب. ربما كان الأهلي معروفا بكتمان مسؤوليه وندرة الاحاديث، وعزف نغمة لست طرفا، لكن الزمالك نادي التصريحات، لم لا يتحدث أحد أفراد الجهاز عن اللاعب؟ جايز محمد حلمي كان يفكر في أمور أهم، أو إن هولمان يحاول تعديل حساباته مع القائمة التي وجدها أمامه ولم يتدخل فيها، ومين عارف جايز هاني سعيد هو سبب الخلاف ما بين الاتنين :-). اتضح إن هاني سعيد هو سبب الخلاف ما بين الفني (المدرب) والاداري (رئيس النادي) والغريب إن التاني قال للأول "ما تجيبليش لاعيبة هنا تاني" مع إن هاني من مجايب عباس وليس حلمي.




حاولت معرفة ردود فعل مشجعي المان على ترك أوبي مايكل، لكن كل ما تحصلت عليه هو لعن سلسفيله بعد تهجمه على الفريق وإدارته. تشيلسي حاول ونجح في الامساك بالعصا من المنتصف، وقام بشراء اللاعب من ناديه الأصلي والفرعي (بالمناسبة هل لاحظت الرقم المدفوع للمان كام ضعف الرقم المدفوع للين اوسلو؟). ببساطة تمت تسوية الموضوع. جون أوبي مايكل كان لسة طالع من منتخب وصيف عالم في الناشئين، لكن بتحركه الساذج كاد يقضي على مستقبل مبهر للاعب واعد. هاني لسة طالع من بطل أفريقيا، وإن كان مستقبله على المحك لكبر سنه مقارنة بالنيجيري بعقد كامل. في الحالتين تم التوقيع، ثم التراجع .. وكان اللاعب صاحب القرار في الأولى، ومازلنا في انتظار نتيجة التجربة الثانية. تكرر مثلث اتفاق ناديين على لاعب مع ترصد من ثالث في البيئة المصرية، في حين إن النموذج الأوروبي فاز اللاعب وانتهى إلى ما يريد. يحاول هاني تكرار التجربة ونتيجتها محليا، وإن كانت أموال تشيلسي غير حاضرة بنفس الكثرة، لكن ربما يكون الأهلي أكثر ذكاءا، وسيساعد هاني على أن يكرر نفس نجاح تشيلسي، ضد الشياطين الحمر. حتى الآن النتيجة في صالح الزمالك، ولكن الأهلي لا ييأس بسهولة

هي مجرد قصة من قصص كثيرة في نزاعات أكثر للانتقالات، وحاليا أحاول متابعة نزاع بن عرفة المعروض الآن على المسرح الفرنسي (وأفتكر انت فاكر مسرحية آشلي كول على المسرح الانجليزي وفوز تشيلسي أيضا بخدمات اللاعب بأقل الخسائر). مراسل البي بي سي سآل مسؤول في الفيفا، بعد نفاذ صبر الاعلام الانجليزي والاندية الانجليزية ومطالبتهم بمعرفة نتيجة القضية، وقال له: "متى ينتهي النظر في القضية ويصدر الحكم؟" فأجاب: "ليس لدي تعليق عن طول مدة النظر في القضية. لدينا مئات القضايا متعلقة بانتقالات اللاعبين."




هاني سعيد، لست وحدك؛ ولا احنا كمان



مراجع مهمة



وبعض الصحف الانجليزية الأخرى
Category: |
You can follow any responses to this entry through the RSS 2.0 feed. You can leave a response, or trackback from your own site.

0 اضغط هنا .. واترك تعليقا على المقال: