2:38 PM | Author: Al-Firjany
لوكشة واحدة، وبعد شد من الفانلة لخلع الفانلة، وجذب من الناديين للابقاء على اللاعبيُن ومحاولة إيقاظ روح الفانلة، رسي العطا على الدوري الانجليزي في الحصول على خدمات أفضل مهاجمين مصريين. نزع الدوري رجل من أقوى قبيلتين كرويتين، مع اختلافات جمة ما بين الانتقال وطريقة الانتقال والوجهة ومستوى الواجهة في لاعبين ودوري وشعب يبحثون جميعا عن الوجاهة دون سبب وجيه. عانى اللاعبان من صراعات داخلية وخارجية، وعانت معهما الجماهير، ومر الانتقال بمؤشرات صعود وهبوط، ومعها كادت تطير العقود واحلام الصعود إلى الشمال. رحلة المانش كانت مليئة بالأشواك، وربما هاجرت بسببها أسماك البيرانا من الأمازون إلى المانش مظهرة شراسة في الانتقال وحرب خفية ما بين اللاعبين والأندية. العقبات لدى زكي كانت أكثر واكبر بكتير من رفيقه في الرحلة، لتبين مرة بعد مرة عن فارق بين إدارة .. وعبارة زهقت من الشيكارة. هأحاول ما أوجعش قلبك وأقلب مواجع الانتقال .. لأن الاتنين قطعوا شوط مهم جدا في رحلة انتقال المحترف المصري من مصر بعد غانا إلى أوروبا ما بعد يورو2008، وهو الخلاص من قبضة الناديين .. ودول مش زي أي ناديين. التوقيت الانجليزي مذهل ويثبت إنجازا يضاف إلى سلسلة انجازات الانجليز بالقدرة على كسر رأسي الحربة من القطبين ورؤوس القطبين نفسها .. قبل لقاء الديربي. افــتــــــرا



الخيوط ما بين الثنائي الهجومي المصري ممكن نلضمها ونضمها وقت بدء اهتمام ساترن الروسي بمهاجم الأهلي. كانت مرونة الاهلي غير معهودة بالسماح لمتعب بالسفر للاختبار مع الفريق الروسي، وإن كان لها سبب وجيه لمجيء العرض فيما بعد هروب الحارس (وانتظر ليونة أكبر في قادم العروض مع لاعبين آخرين، وربما في أندية أخرى، وربما لن يبقى إلا الأقل من الـ28 أو سيُترك الأمر لذوق وأخلاق اللاعب). وقتها حسيت بتردد كبير من متعب، أكبر وأطول من تردده في قبول عرض بريستول الحالي وقبول مغامرة الشامبيونشيب. بعد رجوع عمرو زكي من لوكوموتيف الروسي عمل قلق ودعاية سلبية جدا على البلد، وكانت تجربته القصيرة والفريدة أمر استدعى انتباه زملاءه من اللاعبين المصريين. تكتكة عمرو من البرد في روسيا، تبعها رعشة وارتعاش في أجساد اللاعبين المصريين من فكرة الذهاب إلى هناك. متعب كان من ضمن مَن سمعوا، وكان قاريء مع اللي قروا .. حتى لو كان المتحدث غريمه في فريق الغريم، وخصمه (غير) الخصيم. بالتالي تلكأ متعب في قبول عرض ساترن الروسي، واشترط العقد إعارة موسم واحد، حتى إذا ما اتضح أن كلام عمرو صحيح، يبقى مش مشكلة سنة وعدت من عمري، أما لو غلط، تبقى مش أول مرة. لكن ساترن رفض، كما أن مدرب الفريق نفسه اعترض على عدة أمور في التعاقد أولها المدة، وثانيها مستوى متعب (لاحظ انخفاض مستوى المهاجم بشدة تهديفيا في الموسم الأخير، وانخفاض لياقته بشكل عام)، وثالثها العرض المالي الذي رآه المدرب مبالغاً فيه (كان مين الحمار اللي يدفع في مهاجم يضيع أكثر مما يسجل 4 ملايين دولار). متعب لم يبد حماسا في التدريب مع الفريق، ومع فتور حماس الطرفين في التعاقد، اتفشكلت. لا أستبعد وجود اتصال ما بين زكي ومتعب في تلك الفترة، وإن لم أقرأ عن اتصال أحدهما بالآخر في الاعلام، ويا دوب ألمح متعب في أكثر من مناسبة إلى قلقه من التجربة الروسية بفعل رحلة زكي القصيرة. كان أبو تريكة أكثر صراحة (كالعادة) لما قال إنه بعد استشارة العائد تراجع عن التفكير في لوكوموتيف (!!) وسبارتاك. الخيط استمر في المنتخب ما بين المهاجمين مع بعض التنافس الشرس ومحاولات الوقيعة ما بين الاتنين بسبب تفضيل شحاتة لمتعب على زكي، أو لطبيعة المنافسة ما بين الاهلي والزمالك وجمهورهم، والمقارنة الساذجة ما بينهما على كبر حجم الفوارق. آخر خطوط وخيوط الربط كانت في رغبة كليهما في لعب مباراة الأحد، والتسجيل في شباك فريق الآخر، بكلام هوائي لا ينم عن أي احترافية من ترك نادي، والانتقال إلى آخر، أو التفكير في حجم مصيبة ترك فترة الاعداد الاوروبية (ولاحظ إيقاف زكي في الزمالك المتكرر وعدم وجود متعب المستمر والحيوي في معسكر ألمانيا).. كمان عاوزين ما يروحوش يستعدوا للموسم الجديد مع فريق لانج! أوفففف. لا داعي للحديث عن روسيا، وما بعد روسيا .. ترك الاثنان الصقيع الروسي، ذاهبين إلى البرود الانجليزي.

فنياً، الثنائي يعتبروا نموذج تكامل هجومي، خدم حسن شحاتة جدا في غانا. زكي بقدرته على استخدام قوته البدنية وإضافة الجانب المهاري لها (استلام – تسلم، مساندة، بعض المراوغة)، ومتعب بقدرته على استخدام عقله وفكره كمهاجم مع قليل من القوة البدنية. وهو تكامل هجومي مطلوب (لاحظ مثلا وجود متعب بجوار الأقوى فلافيو، أو زكي بجوار الأمهر حمزة أو شيكابالا). تاريخ زكي الطبي نفسه عليه علامات استفهام وتعجب وعلامات ممنوع القراءة كمان، بإشاعات على القلب واللعب على النجيل الصناعي وتآكل بعض من خلايا قدمه (رأس ماله). كما أن عمرو حين عاد من روسيا عادت معه بعض التقارير الطبية، وأعاد إلى الذاكرة قصة قلب كانو النيجيري (الحمد لله اجتاز اللاعب الاختبار الطبي بنجاح، وأتمنى ألا يكون نفس نجاح اجتياز اختبارات لوكوموتيف). هأحاول أتكلم عن الجوانب الفنية للاعبين ومحاولة الحديث عن جوانب الاحتراف فيما بعد في المقال. الأهم هو إن اللعب في مصر شيء، وأوروبيا أشياء أخرى تماما.



بأقلق جدا من هبوط اللاعب المصري بالبراشوت على الدوري الانجليزي. فالخيوط ما بين نظام العائدين من أوروبا والذاهبين إليها مربوطة بإحكام بالتالي تقدر تحدد فترة مكوث لاعب في الجارة الشمالية أو ميعاد طائرة العودة أو أول مكالمة من ناديه الأصلي في النادي الفرعي. مثال أفضل جناح أيمن في مصر، مع ثاني أفضل هاف ديفيندر فيها حاضر أمام عيني: التألق المحلي الملهب لم يشفع للأول اللعب مع نادي هابط إلى الشامبيونشيب، كما لم يشفع للثاني في احراز مكان أساسي أو حتى احتياطي في نادي وسط انجليزي يصارع من أجل البقاء في بعض الاحيان (وإن كان الموسم الجديد قد يحمل بعض المشاركات أمام شوقي بالذات، وبنسبة أكبر لرفيقه ميدو). أفضل سترايكرز مصريين (يمكن بعد ميدو) على وشك حط الرحال في انجلترا، قادمين من مصر رأسا. احتمالات المكسب والخسارة تتأرجح بين الثنائي، ولا يمكن ترجيح واحد على الآخر. زكي يدفعه غرام لأوروبا وانتقام منها، ومتعب متحفز من سنتين لتجربة أخذت وقتا طويلا في النضج. فتحي وشوقي اثنين من جيل مصر الذهبي ولا حاجة إلى الحديث عن مستوى أي منهما، لكن الطريق من مصر إلى انجلترا صعب أن تستقله بطائرة مباشرة دون ترانزيت في دولة أقل (مانوتشو، كانو، دروجبا، أو حتى ميدو .. وافتكر مقال أوبي ميكيل، لو كنت قريته أصلا). لا ترتقي السلم من دوري أدنى في أفريقيا، إلى واحد من أقوى دوريات أوروبا، من غير مرشد، أو دون استعمال أسانسير. ما تضمنش الطريق إلى المانش بعبور سريع باللانش .. ممكن جدا تتبل وتبقى في وسط هدومك، خصوصا إن السذج في الاعلام المصري لا يرحموا (يا فاشل .. يا فاشل .. يا فاشل).




قدامنا دلوقت أفضل ثلاثة مهاجمين في مصر، يمرون بثلاثة مراحل مختلفة في البريميير والشامبيونشيب وكل بحسابات وأساليب مختلفة. ميدو عدى عليه من أشكال متعب وزكي كتير (فتحي وحاليا شوقي، وقبلهم غالي، وفيه دفعة جديدة جاية من مصر). ميدو نفسه عانى كثيرا في انتفاضته الثانية مع السبيرز، وعانى في إيجاد الفريق البديل، ويعاني حاليا مع البورو بكثرة الاصابات، وعانى من ازياد وزنه، تماما كما عانى المنتخب أكثر بغيابه. الموسم الجديد بالنسبة له يحمل أمل بمشاركات أكثر، وتمنى بتهديف أعلى. طيب ده حال محترف مصري – أوروبي، ما بالنا بلاعبين "محليين"؟ لا أود الرجوع إلى حديث ساذج عن الفوارق ما بين القبيلتين، ولكن إن كان هذا حال لاعب في انجلترا من حوالي 3 سنوات، كيف سيكون الحال مع المستوى الثاني من المهاجمين؟

متعب قد يبدو لك أقل حظا من زكي بانتقاله إلى الدرجة التانية – الشامبيونشيب، عكس الاول. لكن لو هنديها نبرة تفاؤل، ممكن نعتبره محطة تمهيدية جيدة في سبيل الصعود على مرحلة أعلى (البريميير، أو درجة أولى في دوري آخر). الانتقال إلى أوروبا في حد ذاته أمر جيد، خصوصا إنه غير متاح لبعض اللاعبين .. إلا بسب الميتين والصاحيين. مستوى متعب الحالي لا يؤهله إلى دوري (أو مستوى) أعلى، فهو بحاجة إلى مستوى يكاد يقارب الدوري المصري حتى لو كان أعلى منه، ولكنه من النوع الذي لا يسبب هزة شديدة في نفس المتلقي. حتى لو سبب هزة أولية من تطبيق حرفي للاحتراف، فهي هزة لا تنتج توابع، وتقدر تعتبرها من نوع الهزات الزلزالية زي بتاع الثلاثاء .. خفيف جدا رغم إنه قوي .. ولا تشعر به لأنك نائم. بالتالي قد يحظى متعب بكوبري جيد في الانتقال إلى دوري وبلد غريبة ويكاد يكون أفضل - حتى وإن بدا لك أتعس - حالا من زكي. العنصر السلبي هنا هو سعر الصفقة (وهي عادة مصرية أصيلة في السعر العالي حتى في انتقال من دوري ترللي، إلى نادي درجة تانية) والسعر بالذات قد يسبب بعض المتاعب للي كان متعب مع انتظار جماهير بريستول لمردود من المبلغـ، وترقب لصعود إلى الدرجة الأولى. الضغوط على متعب ستكون عنصر سلبي مؤثر على مستواه، إضافة إلى عناصر أخرى (اللغة، التعرف على البلد، الغياب عن معسكر الاعداد، التعود على اللعب في انجلترا، المطالبة بالتهديف في كل مباراة تقريبا، بعد أن كان هدفا كل أسبوع كافيا لإسكات ما يسمى بالنقاد .. وطبعا غياب عبد المنصف :-) ).

على الجانب الآخر قد يبدو لك زكي أفضل مع ذهابه إلى الدرجة الأولى ومع نادي جيد ومعروف. لكن علاوة على مواجهته لمدافعين أشرس (ولا داعي للحديث عن تيري، وفيديتش، وفرديناند، وسلفستر أو أوريليو.. حتى لو كان فيه سينديروس، وكولو توريه :-)، ومدافعي البورو والسبيرز (للأسف لا أحفظ أسماءهم، ولكني وجدت لهم أخطاء ساذجة من بعض ملخصات الفريق أثناء متابعة الثنائي المصري السابق أو الحالي في كلا الفريقين) فشراسته الهجومية قد تقل مبدئيا بغياب التمويل اللازم أو حتى بوجوده في فريق أقل من الخصوم أو بغياب بعض عناصر المهارة التي قد تفيد أمام مدافعين رائعين أو حتى من المستوى فوق المتوسط. ويجان فريق جيد جدا كمحطة أولى أمام مهاجم مميز قادر على التسجيل من مختلف الزوايا داخل منطقة الجزاء وأحيانا حولها. طموح ويجان هو تخطي حالة العقم التهديفي الحالي ومحاولة التقدم إلى المراكز العشرة الأولى (7 أهداف فقط هي مجموع ما سجله هجوم الفريق في الموسم الماضي، والاجمالي 34 بل إن اتنين من الفريقين الهابطين [ريدينج وبريمينجام] سجلا أهدافا بنسب أعلى!). بالتالي ضغط البطولة أو ضرورة "تتالي" الفوز غايبة عن زكي، عكس متعب. زكي ليس في فريق يطمح إلى المراكز الأربعة الأولى، أو يرغب في اللعب في اليويفا، وإن حصلت يبقى خير وبركة، ولا هو في فريق يبحث عن الفوز خارج الملعب على التوالي، بالتالي بعض الضغوط على اللاعب قد تقل بشدة وهو ما يمكن أن يساعده على زيادة التاقلم وتقليل حجم الفجوة ما بين الإيجيبشيان إيج والبريميير ليج

اللاعبين في الأهلي أو الزمالك كان وراهم فريق يلعب للهجوم دوما، حتى وهو خسران. حوالي 7-8 لاعبين يساندون رأس المثلث للتهديف، وهي أسباب ساعدت بشدة على تسجيل اللاعبين المتتالي (كما في حالة عمرو) أو متابعة التهديف بعد جفاء (متعب). المساعدة قد تقل للثنائي في الفريق الجديد، خصوصا مع غياب الانسجام في الاول وغياب كليهما عن فترة الاعداد وطول بقاءهما على قائمة الانتظار طوال موسم الصيف (لاحظ طول تفكير متعب، وطول بال زكي، وصبر أيوب من الناديين). ثانيا العنصر الهجومي سيقل بدفاع ويجان أمام فرق أكبر وأقوى وأمهر، وكفاح بريستول مع شيفيلد وريدينج وبريمينجام وكريستال بالاس أو واتفورد وفرق أخرى من المستوى الموازي في الشامبيونشيب (كانوا منافسي الروبنز في الموسم الماضي، وكاد يصعد الفريق إلى الدرجة الأعلى، لكن هال سيتي فاز بالكعكة بفارق نقطة؛ وبالمناسبة الفوارق في النقاط ليست كبيرة جدا، حيث الفارق بين الأول والسادس مثلا 11 نقطة فقط، ويفصل المتصدر والصاعد ويست برومويتش عن بريستول سيتي 7 نقاط). بالتالي كلها عوامل مؤثرة بشدة على مستوى اللاعبين. حماس زكي ومتعب مهم، لكنه وحده لن يذلل كل عقبات اللاعب المصري المبهور بالنظام الاحترافي الكامل، حتى وإن نقص الكمال عن الكامل.


=====


من النادر احتراف مهاجمين مصريين رأسا إلى دوري متقدم أوروبيا (يمكن الاستثناء الوحيد أحمد صلاح حسني). زكي ومتعب مهاجمين مميزين ... ولكن سوابق احتراف مهاجمين من نفس العينة صادفه بعض مراحل الفشل للأسف (تطابق عينات بشكل عجيب). أحمد صلاح نفسه كمهاجم يجمع كثير من مميزات عمرة والعمدة بمهارات جيدة يساعدها تكوين جسدي وبنيان قوي. لكن فين أبو حميد دلوقت؟ أقل من الثلاثي احترف في دوري أقل من الانجليزي (ولا أجزم بقلة مستواه عن الشامبيونشيب) وهو الدوري التركي بوجود الثنائي بلال وفاروق: الأول تجربة أقل من 3 سنوات، والثاني تجربة الموسم الواحد، وحتى ما كملوش!! فاروق لم يستطع التأقلم على الاجواء التركية والنظام الاحترافي في البلد، وعاد للأهلي شبه محطم، في حين كان شعور بلال بالحطام داخل النادي الأحمر اجبرته على البقاء مدة أطول في بلاد الأناضول، ولم يعد إلا بإشارة من نفس النادي المصدر. جايز نفس الحمية والحماس يدفع زكي. لكن أمثلة سوني واجوال وروقة ليست الوحيدة هنا .. بالذات لو بنتكلم على مهاجمين، لأن متعب وزكي ليسا أول من سافر على دوري شمالي قوي.


مظهر عبد الرحمن هو المهاجم الرابع والرائع انتقل من المقاولون العرب إلى موناكو الفرنسي في صفقة انتقال جيدة. كان رابع فعلا وفتح ع الرابع وانتقل إلى دوري أعلى بكثير من المصري. لم تتوافر لدي مصادر كثيرة حول رحلة الذهاب والعودة للأسف (لوجوده في الظل مع نادي مقاولات)، ولكن من الجمل الحكمة التي وعيتها عن رئيس نادي موناكو عن مستوى مظهر: "مظهر لاعب جيد ومتحرك ويجيد التسجيل، لكن للأسف فهو بحاجة إلى تعلم كرة القدم من جديد!". الشق الأول من الحديث تبعنا احنا .. ويخصنا في كلامنا عن اللاعب وتقييمنا لمستواه ومستوانا عامة. أما الشق الثاني فهو النظرة الأوروبية للمهاجم بمعناها الحَرفي .. بلا انحراف عن الـ18 ولا تحريف من ما يسمى حريف. زكي ومتعب نكاد نكون شبه متفقين على قوة ومهارة الثنائي وتصنيفهم من اللاعبين السوبر، لكننا لنا نظرة تكاد تختلف بشدة مع النظرة الشمالية للاعب مبعوث من عندنا، ولهذا مقال أطول عن تلك الحالة الغريبة التي تابعتها على طول التصاقي بكرة القدم (ممكن أغششك شوية وأفكرك بوليد صلاح الدين مثلا، أو رضا عبد العال وحكايته مع الألمان أو حاليا محمد عبد الله وفتح الله (ونظرة جوزيه و(بوكير) ميشيل لنفس اللاعبين)). خلينا في الجوز اللي معانا الأول.


في يورو 2008 شاهدت وتابعت أدوار جيدة جدا من المهاجمين، وقلت إن طريقة اللعب بـاثنين مهاجمين صرحاء عفى عليها الزمن، مما يضيف أعباء أخرى على راس المثلث ورأس الحربة بوجوده وحيدا. لن أتحدث عن الرود أو بيا أو جوميز أو بليتش أو الرهيب توني أو المبدع بافليوتشينكو، لوجود نفس الفارق ما بين الهجوم المارق وأساليب اللاعب المصري. لا أحب ولا أود الحديث عن الدونية، ولكن كل غرضي هو إيجاد الفارق معروف لك ولي. أظهرت البطولة تحركات مرصودة للمهاجم وقت امتلاك فريقه للكرة وتحركه للهجوم، بالميل على الأطراف أو عند دائرة المنتصف أو التحرك باتجاه واحد إلى مرمى الخصم (بيا (توريس) مثلا كان تحركه إلى الخط المرمى الطولي، وكلاوزه كان تحركه إلى أحد نهايات الملعب على الجانبين، ونفس الحال لبافليوتشينكو الروسي الرهيب، انتظارا لقاعدة مثلث، أو مساندة من الطرف، أو مساندة من العمق من لاعب ارتكاز متقدم (سيماك مثلا، أو شنايدر مثلا، أو شفنشتايجر، أو بالاك، إلخ). أما في حالة الدفاع العكسي يضغط المهاجم على أحد قلبي الدفاع مانعا تقدم أحدهما أو اتخاذ موقع متوسط في المنطقة ما بينهما أو محاولة الضغط لزيادة صعوبة التمرير مما يسهل من مهمة المدافعين في قطع الكرة. شحاتة بين أحد الادوار الاخرى للهجوم في بطولة غانا بإزاحة زكي إلى اليسار لمعاونة معوض أمام الفيل الإيفواري كيتا. هيدينك كان يحرك بافليوتشينكو بإمتاع مبهر، رأيته أمام هولندا وسجل الشاب الوثاب، وتكرر أمام أسبانيا، ولكن بلا تسجيل. هذه بعض من كل تحركات الهجوم التي أفرزتها يورو، وربما بعض ما كان يعنيه رئيس موناكو بتعلم كرة القدم من جديد. (لاحظ إن متعب نفسه لم ينل استحسان مدرب ساترن، أو رجوعه على الطائرة عائدا من بريطانيا، بعد الفشل في اجتياز اختبارات ميدلزبره .. تاركا رفيق الرحلة شوقي).


لا أطلب من زكي أو متعب أن يكونا بانقضاض الفان، أو بسرعة وخفة بافليوتشينكو أو التسجيل بغزارة فيا، أو التحلي بقتال وخفة التوريس، أو التزام كلاوزه الصارم في التحرك. كل هؤلاء تربوا في أوروبا، والثنائي المصري حديثي العهد نسبياً مع أبناء القارة الباردة. على قدر تعلم الثنائي من المدربين الأوروبيين في الدوري المصري، على قدر ما يمكن أن نستشف النجاح. زكي يتفوق هنا بوجود تجربة سابقة أوروبية لم يحالفها النجاح، ممكن تنفعه في التجربة الثانية. متعب فشل في تجارب في الظل دون مشاركة رسمية، بمجرد فشل في اختبارات فقط، إن اعتبرنا تجربة ساترن فاشلة من الاساس.

عند قدوم المهاجم البرازيلي أفونسو ألفيس إلى ميدلزبره، ومعاناته بعض الشيء في التسجيل، حاول ميدو الدفاع عن الصفقة (خصوصا مع علو ثمنها جدا قياسا بقدرات البورو، حوالي 10 مليون جنيه) فقال المهاجم المصري إنه ألفيس لم يعتد بعد أجواء الدوري الانجليزي كما انه لم يتعود على ملاقاة أنواع المدافعين الموجودة في الليج (نظام: لسة مش واخد على الخلق دي). حتى القادم من الليج الهولندي بسكور شيت جيدة وأسلوب لعب مميز، لم يستطع التسجيل في الدوري الانجليزي (بالمناسبة وكما ذكرت قبل ذلك، تتوقع جماهير البورو أن يكون ألفيس أفضل لاعبي الفريق في الموسم الجديد وأغزرهم أهدافا). لا أعرف بأي وجه سيقابل ميدو زملاءه القادمين من الإيج المصري، أو أي نصيحة سيتوجه بها إليهم. ميدو وقع منه زميله الغالي في هولندا والسبيرز، ثم انضم فتحي إلى القائمة بفترة ترانزيت قصيرة، وربنا يستر على شوقي. غالي أقواهم وأكثرهم صمودا (لاحظ انتقاله من هولندا إلى انجلترا). بل ميدو نفسه يكاد لا يأمن على مكانه مع وجود النفاثة ألياديير (كان بودي أراه مع الديوك في اليورو، لكن دومينيك دفع الثمن) او تربص ألفيس، أو وجود تونكاي. ولكن ميدو يعرف موقعه جيدا، وقد يكون الموسم الجديد أحد أفضل مواسمه في الاحتراف لو ابتعد عن الاصابات ونزح عنه الأطباء والطبيبات :-). أرجع تاني لنفس النقطة بإن التمهيد في الانتقال والتمهل في الترحال من دوري إلى أعلى يفيد جدا. ميدو ترحل ما بين البلجيكي والهولندي والايطالي والفرنسي والأسباني والانجليزي، لذا فهو أكثر ثباتا حتى مع سرعة انتقالاته. غالي أقل لنسبة الترحال الأقل، وإن كانت العروض موجودة لكنها قليلة، ومع تلميحه بإحتمالية العودة إلى الأهلي، أفتكر بقاءه في انجلترا بات على المحك. شوقي يكاد يتوارى، وفي انتظار متعب وزكي. علشان كدة قلت إن متعب يكاد يكون أفضل حظا من زكي، بوجوده في مستوى أقل (حتى لو كنت تتخيل إن مستوى الفريق نفسه أقل من متعب، وإن مقاس العمدة أكبر على هؤلاء الخفراء)، لكن تهيئته وإعداده بالشكل الجيد ممكن يفيده مع التفكير في الصعود على مستوى أعلى.


جمهور الأهلي تحدث كثيرا عن تحركات أجوجو في الشامبيونشيب الانجليزي، دون صعود على مستوى أعلى (وهي نقطة ركزت عليها في تحليلي لصفقة انتقاله للزمالك) ليفاجأ الجمهور بانتقال أفضل مهاجميه إلى نفس المرحلة ونفس المستوى، وربما بفارق مادي لصالح أجوجو. لم ينجح الغاني بعضلاته في لفت انتباه الباحثين عن الأسود في غابة الدرجة الثانية. بانتقال متعب واحتمالية صعوده إلى درجة أعلى، ربما سيتعلم عماد من رأس الذئب الطائر إلى الزمالك، ليظهر ذكاء في لعبه دور الثعلب في غابة من الدرجة الثانية. أراح زكي نفسه من عناء لفت الانتباه، بوجوده في زمرة الكبار من أولها، علشان يلعب على مية بيضة. مين عارف؟ ربما ينجح في لعب دور برباتوف، أو اللحاق بتيفيز .. أو ربما يلعب دور فيرون قبل أن يبدأ، ليعود إلى المربع رقم واحد مرة أخرى كما عاد قبل سنتين. اللغة تستمر في التواجد والحضور الجيد كعائق مميز أمام الثنائي، ولا أعلم إلى متى ستظل عائقا أمام لاعبين يتحدثون دوما عن الرحيل والاحتراف. يعني أول مباديء الاحتراف ان تجيد لغته ولغة المحترفين .. إن لم يكن لدخول وكرهم فمن أجل أمان مكرهم . ثالث لاعب من قطاع الناشئين في الاهلي يلعب في انجلترا في أقل من 10 سنوات (وربما طوال تاريخه) الأول لم يتأقلم والثاني يحاول ويحرجم، مين عارف؟ جايز تكون التالتة تابتة


لم تتح لي الصحافة المصرية فرصة قراءة تصريحات رئيس موناكو أو مسؤوليه عن مظهر. والظاهر إن الكلام عن مظهر كان قبيح شوية، وفرصتي وفرصتك الآن في سماع نفس الاسطوانة وأتمنى ألا يكون نفس الكلام .. والمرة دي دوبل. يا ريت فعلا المرة دي تكون أفضل، والصوت أحسن، لأن اللاعبين أميز وأمهر وأقوى .. وربما أشرس. ربما. إتمنى ألا تقصر مدة البقاء في الشمال، لا نريدهم الجنوب الآن. وجود خمسة محترفين مصريين في انجترا أمر جيد جدا في حد ذاته، وإن كان مرشح للتقلص للرقم أربعة، وما ليش نفس أقول ثلاثة. ربما يبقي واحد فقط بنسبة نجاح تكاد تقارب 90% أما الباقي فمستواهم أو حتى بقاءهم في علم الغيب. حين تذهب إلى مكان يجب ان تعلم قواعده جيدا، وبما إن أي من الاثنين لا يعلموا الانجليزية جيدا، فقد لا يأمروا أول علامات مكر الانجليز: الغدر الصارم

Category: |
You can follow any responses to this entry through the RSS 2.0 feed. You can leave a response, or trackback from your own site.

2 اضغط هنا .. واترك تعليقا على المقال:

On July 18, 2008 at 6:43 AM , Hassan&Hana said...

موضوع جااااااااامد ومختلف ولذيذ جدا فى تسلسل الكلام وربطه بين المحترفين القدامى وبين احتراف زكى ومتعب اللى اتمنى انهم يشذو عن القاعدة وينجحو

خصوصا انهم اخدو بطولات مع منتخب مصر وكانو من الجيل الذهبى للمنتخب

فرص نجاح او فشل الاتنين متساوية ولو انى اميل اكتر لنجاح متعب يمكن عشان اهلاوى وعاصرت مراحل تطور وصعود وهبوط ايضا مستوى متعب وشايف انه عنده امكانيات ومهارات كبيرة ممكن تطلع مع فريق جديد بأسلوب جديد فى مناخ جديد بعيدا عن الجو الغريب الموجود فى مصر حاليا
اتمنى كمان نجاح زكى بس شايفها قفزة كبيرة وهو محتاج ثبات ذهنى وتفكير احترافى لنجاح تجربته
==
عموما الموضوع رائع ما شاء الله ولينا عودة مرة تانية مع مقالات وموضوعات اخرى

 
On July 18, 2008 at 11:27 AM , Al-Firjany said...

شكرا لحضرتك اولا .. ويا رب يشذوا عن القاعدة وينشأوا قاعدة جديدة للمحترفين المصريين في بريطانيا

بالفعل متعب عنده امكانات ومهارات كبيرة؟ بس هل هتليق على الدوري الانجليزي؟ وهل هتنفعه في حياة الانجليز؟
من فترة لما حبيت أقرا على انتقال فتحي لشيفيلد قريت جملة جميلة جدا واحد قالها: الدوري الذي يفشل فيه فيرون وشيفيتشينكو صعب انك تحكموا على نجاح لاعب فيه أو فشله
وكان يقصد إنه فشل النجمين دول .. كفيل إن ما حدش يقول إن اللاعب هينجح أو يفشل لأنها صعبة.. وفتحي مثلا الكل توقع له نجاح في شيفيلد، قياسا إلى مستواه معانا
لكن للأسف لم يحجز مكانا في التشكيل الأساسي

==
زكي مع الأسف لم يثبت ثباتا ذهنيا في الزمالك بكثرة مشاكله وخروجه عن النص وأتمنى إنه يثبت أكثر في الخارج
=
أتمنى لحضرتك العودة مرة تانية وتالتة كمان

احنا ورانا إيه يعني