7:41 AM | Author: Al-Firjany

بعد تصريح رئيس موناكو الفرنسي ضد مظهر، ولأسباب أخرى؛ بدأت أتتبع من وقتها تحركات المهاجمين أوروبيا وتنقلاتهم العرضية والطولية، بحثا عن الكرة أو زميل أو المرمى، مع مقارنتها بالتحركات على الملاعب المحلية. لهذا كان تركيزي عليهم في البطولة الأوروبية الاخيرة برغم من سحب البساط منهم لصالح لاعبي الارتكاز، وفوز ألونسو بالكعكة. لكن بعيدا عن الجوائز، استرجعت بعض الشرائط المهمة على طريق يورو 2008 من أجل تركيز أفضل على تحليل المهاجمين هناك. لابد من تحية وفد المهاجمين المصريين الذي يوشك ان يحل في مطار هيثرو وتعريفهم وتعريفنا بنوعية المهاجمين زملاء ميدو ... ومين عارف يمكن يكونوا زملاء زكي، ومستقبلا بإذن الله متعب.

التشكيل النظري للمهاجمين هو وجود رأس حربة صريح، يلعب كرأس مثلث، وتحته قاعدة على الطرفين أو إلى العمق قليلا تتكون من لاعب مراوغ وسريع، إلى جانب سترايكر آخر متأخر. هذا هو التوزيع المثالي، ومعه يتكون المثلث الهجومي (وإن تحرك أحد أفراد القاعدة إلى العمق قليلا لتشكيل مهاجم ثاني إلى جوار الرأس الصريح، كمثال رونالدو مع البرتغال او مانشستر بجوار جوميز وروني، أو هنري بجوار إيتو أو جوفو أو روبين بجوار الرود في هولندا أو الريال). لكن بعض الأهداف بينت أدوار أخرى لرأس الحربة ومنها المساندة المؤثرة مع أحد أفراد قاعدة مثلثه ... أو المساندة مع ارتكاز فريقه إن وجد (نموذج سيماك الروسي حاضر بشدة .. او أحيانا تونكاي في تركيا بإزاحته إلى الوسط .. أو وجود بالاك ومساندة كلاوزه). الهدفين اللي هأعرضهم في المثال التالي تبين تحويل رأس المثلث إلى قاعدة، وتحول القاعدة لتكون رأس .. براسين وأحيانا ثلاثة رؤوس! ازاي؟ أزاح بعض المدربين مهاجمهم إلى منتصف الملعب أو ما بعد المنتصف بقليل في اتجاه مرمى الخصم، ومعه يتحرك أحد قلبي دفاع الخصم لمراقبة المهاجم المبتعد عن منطقة الجزاء. في نفس الوقت يقوم السترايكر بالمساندة مع أحد أفراد مثلثه في الطرف (سواء أيمن أو أيسر) ومع الثغرات الدفاعية الموجودة في المنافس بدافع ترك أحد قلبي الدفاع لموقعه، يصبح التهديد بالتسجيل أسهل بشدة. قد لا تأتي المساندة مع أفراد القاعدة ولكن ممكن مع تقدم ظهير الجنب .. أو أحد أفراد الارتكاز .. باختصار الأقرب والأسرع له جايزة التمريرة.

الجانب الثاني من كوكتيل المهارات لدى المهاجم بصفة عامة، هو ضرورة تحلي المهاجم بالسرعة. مش شرط هنا تكون السرعة خارقة لدى المهاجم .. أو إنها سرعة الركض والعدو باتجاه مرمى الخصم، ولكن للسرعات أوجه كثيرة. فمن سرعة التمرير إلى سرعة الاستلام (بمعنى اتخاذ الموقع الصحيح) وسرعة التسليم .. وسرعة بناء الهجمة. في النقطة دي تحديدا أتذكر كرة رائعة للوكا توني في الدوري الايطالي من حوالي سنتين: ظهره للمرمى والضغط عليه بلاستر من الخصم، ولابد من التمرير إلى أحد القادمين من الخلف بسرعة، وبما إن الكرة لا تزال في الهواء، استلمها لوكا على الصدر وبخفة رائعة حولها خلفية مزدوجة في المكان المناسب للمندفع من الخلف (قضيها وصف بالكلمات دلوقت، لأني مع الأسف لا أجد الفيديو حاليا). باختصار حتى لو لم يكن المهاجم سريعا، فهي ليست حجة للتمرير السريع .. أو الضغط الأسرع، أو التفكير الصاروخي .. أو الجري بالكرة أو بدونها أو معها أو مع زميل، أو سحب مدافع إلى الوسط أو سحب مدافع إلى أحد الطرفين. المهارات أكثر بكثير من أن نحصرها في تسجيل أهداف، وربما كان هذا هدف شحاتة بالاعتماد أكثر على متعب بدلا من زكي في كأس غانا.

لا أقصد المقارنة على الإطلاق ما بين الثنائي المصري وأقرانهم من غير المصريين. ليس هنا مجال الحديث عن الدونية وهم أفضل منا، لأني أكره هذا الحديث بشدة. هؤلاء تربوا على التحرك السليم والتمرير الأسلم، واللعب السلمي، في حين لم يتعرض أي من المهاجرين المصريين إلى نفس التعليم. هجوم لاتيكس لم يستطع التسجيل بأكثر من سبعة، في حين لم يستطع هجوم الروبنز الصعود إلى مستوى اعلى تاركين هال سيتي للصعود إلى البريميير ليج. لكن ما أعنيه هو ما يبدو عليه المهاجم أو مجموعة المهارات اللازمة له من أجل التسجيل والتهديف. لا يعني وجودك في خطوط الفريق الأمامية انتظار بناء الهجمة وساعتها يبدأ دورك، بالعكس، الدور قد يبدأ من لحظة هدم هجمة الخصم، وبناء هجوم فريقك. موقعك في الملعب يحدد ذكاءك ومقدار نجاح الهجمة الجديدة، وربما يحدد أيضا ما إذا كنت لسة شايل الجلخ المصري من عقلك الكروي، أم لا تزال هناك بعض البقايا. بعد أحد مباريات التي لعبها فتحي الموسم قبل الماضي (كانت ضد إيفرتون على ما أذكر) قريت كلام من واحد اعرفه وأثق في بعض تحليلاته، قال إن فتحي لعب مباراة جيدة جدا. في نفس المباراة تحركات وتمريرات فتحي كان يعوزها التركيز وكان واضح عليه التوتر وكتير من عدم الدقة، نتيجة لضغط المساحات وقلتها والحاجة إلى دقة تمرير بالغة، بالذات مع عدم تحرك زملاءه الصحيح له أو علو مستوى الخصم عليه، وبالتالي زيادة الضغط على حامل الكرة في لاعبي شيفيلد ومنهم فتحي. الجميل إنه بعد الأداء الجيد جدا من فتحي اتركن لنهاية الموسم وحتى لم يشارك مع شيفيلد بعد الهبوط (والباقي معروف). نفس المشكلة نقع فيها، نظرتنا إلى اللاعب المصري بالخارج تختلف جداعن نظرة اللي بالخارج للي في الخارج برضه. قلبي معاكم يا زكي ويا متعب، وعليكم




قسم الفيديو للتدعيم ببعض مهارات اللاعبين في التسجيل







Animated Version of Van Persie Goal Vs France -

الهدف الأول المختار هدف فين بيرسي الثاني أمام فرنسا. لاحظ تحرك الرود أولا عند خط المنتصف باتجاه الطرف الأيسر، مع ميل روبين إلى جواره لاستلام الكرة لحظة بداية الهجوم الهولندي الخاطف. بعد استلام الروبين بتمريرة ذكية من الرود، لاحظ انطلاق سهمي منه لبدء هجوم خاطف مع مساندة من شنايدر وعلى الطرف الآخر بيرسي منتظر التمرير. ولاحظ خروج الفان من الكادر مع انتقاله كرأس مثلث مقلوب أمام المثلث المتقدم، ربما للتغطية على شنايدر في حالة قطع الكرة من الفرنسيين. تابلوه فني رائع



الهدف الثاني هو هدف باستيان شفنشتايجر الأول أمام البرتغال في دور الثمانية لليورو 2008. لاحظ هنا كثرة الـــوان-تو (أو وان-فور) ما بين كلاوزا مع بودولوسكي ، ثم ما بين الأخير مع بالاك ثم انطلاق بودولوسكي السهمي بنفس اتجاه الروبين تقريبا، والتمرير إلى شفنشتايجر المنطلق محل كلاوزا الخالي. الفيديو يظهر بوضوح أثر تحرك قلب الدفاع مع ميرو إلى العمق وخلو نصف ملعب البرتغال سوى من ثلاثة لاعبين في هجمة خطرة للألمان

هذه بعض الأهداف التي حاولت تحميلها للتدليل على التكتيك الذي وددت التعبير عنه بالكلمات وتبقى الصورة أصدق من كل المقالات. سأحاول جوضع فيديو آخر وآمل ألا يكون الأخير، حول المهاجمين الأوروبيين، وهو هدف رائع لجيريمي ألياديير (زميل ميدو ومنافسه أيضا) في البورو، في الموسم الماضي من الليج.

برجاء ترك تعليق موافق أو معارض لما تم ذكره في المقال من تكتيكات الهجوم، ويا ريت لو كرة توني المقصودة موجودة عندك، .. باصيها.
Category: |
You can follow any responses to this entry through the RSS 2.0 feed. You can leave a response, or trackback from your own site.

0 اضغط هنا .. واترك تعليقا على المقال: