3:16 PM | Author: Al-Firjany


من قواعد المسرح المصري قدرة لاعب خارج الملعب الفائقة على جذب الأنظار من 22 يرمحوا داخله. ولو مليت من ذكر هاني سعيد كمثال، لاحظ تغطية بشير والسيد مثلا مقارنة بالتغطية على مباريات فريقهم السابق واستعداداته. سيبك منه ومنهم وخلينا مع أولى مراحل التطور والتي ظهرت مع أول ظهور للأهلي التليفيزيوني ... حتى لو كان ضد فريق درجة تانية. أسلوب لعب جوزيه بالأهلي والصفقات الجديدة جيد جدا وإن كاد يصل إلى حد الامتياز نظريا، وفي انتظار تطور الفريق بتتالي المباريات ... والديربيات. أسلوب لعب تميز بالأقواس والمربعات داخل الملعب، مع وجود ثنائيات وتغطيات .. مع ندرة للعرضيات في وجود ثلاثي من أفضل الاطراف في مصر. لكن كالعادة يثبت جوزيه اهتماما فائق بوسط الملعب والارتكاز.

الشوط الأول كان ممل بعض الشيء، ومع تكتل كايزر سلاوترن الدفاعي وتطبيقه الهجوم المعاكس بسرعة، ظهر الأهلي بشيء من الضعف والوهن خصوصا مع اللعب ع الواقف وعدم التحرك للزميل أو اظهار مساحات خلف الفريق الالماني المتكتل؛ لدرجة إن التمرير العرضي كان أكتر بكتير من التمرير الطولي. وكان أشجع لاعبي الأهلي في التمرير الأمامي هو وائل جمعة، ونال الرد بوجود نسبة أخطاء تمرير تعدت 90% في هذا الشوط. كان الغير طبيعي هو ترجمة كايزر لحالة اللا سيطرة لهدف. تقدم بركات أظهر مساحة شاسعة خلفه ظهرت بانقطاع الكرة وتمريرها إلى الجيد كريستوفر لاعب كايزر سلاوترن، ويمر من جمعة ثم عاشور (لاحظ وجود الثنائي بالتحديد خلف بركات)، ثم التمرير وايداع هدف سهل في مرمى عبد الحميد. الهدف ينم عن خطأ دفاعي ساذج، ولكن ما يسترعي الانتباه في التحليل هو تغطية عاشور خلف بركات، حتى وإن كانت فاشلة ولم تؤدي المطلوب. ومضطر أرجعك تاني لنقطة التعاقد مع حسين علي وقتال الأهلي الحالي على هاني سعيد. ركز شوية في الشوط التاني لتعرف السبب.



جوزيه بنى فريقه على التمركز الجيد في الوسط، وبما إن وزير هجومه غير موجود، ووزير دفاعه عنده صليبي، إذن فالحل في الوسط، وهنا طلبات البرتغالي من الوسط، الكثيرة في الأصل، تزداد أكثر وأكثر. حاول جوزيه وضع عاشور كارتكاز خلفي (خلفي أوي) مع تحرك امامي من أي من جلبرتو أو أحمد حسن (وكان المفاجيء بالنسبة لي نقل جوزيه لمركز جلبرتو من اليسار إلى الوسط كما الحال في المنتخب الأنجولي). كالعادة وفي غياب أبو تريكة يلعب جوزيه بثلاثي هاف ديفيندر مع اعطاء مهام هجومية لأحدهما لتمويل ثنائي الهجوم (فلافيو ومتعب أو بلال أو حسني). لكن الجديد السنة دي، هو منح جوزيه لارتكازه حرية التحرك باتجاه الطرف، ونادرا العمق مكان تريكة، مع ادخال ارتكاز (في الأصل أجنحة) للتركيز على الجانبين باتجاه تقدم الطرفين. بمعنى إن حسن يلعب جناح أيمن أو ارتكاز أمامي، ونفس الأمر جلبرتو (أيسر مع ارتكاز) بالتالي ظهر قوس الأهلي الهجومي مبتدئا عند عاشور .. ويمينا بميل حسن للطرف الأيمن أو في العمق .. وجلبرتو للمساندة مع معوض أو مع فلافيو. لو هنتكلم بورقة وقلم .. الطريقة 3 -2 – 1-2 -1 -1 أو 3 – 2 – 3 -2 بميل معوض وبركات للعب كظهيري جنب مع جمعة والسيد، أو التقدم إلى الامام مع جلبر أو حسن وظهور عاشور إن لزم الأمر. ارجع لهدف كايزر الأول .. وشوف اتجاه جلبرتو من اليسار إلى الوسط، وما قبل اختطاف الكرة من بركات، ولاحظ ارتداد عاشور كالسهم خلف بركات ومساندة جمعة. يمرن جوزيه فريقه جيدا على التغطية الهجومية والعكسية في حالة الدفاع، والاندفاع من الأمام إلى الخلف بشكل سهمي. شيء رائع، حتى وإن أُحرز هدف، هو بالفعل خطأ مزدوج، لكن ما يهمني هنا هو تحركات اللاعبين. والأهم إن الخطأ الدفاعي والتحرك والتغطية تم تداركه في الخط الامامي في الشوط الثاني بشكل مبهر.

تحرر الأهلي جدا في الشوط الثاني وبدا أسرع وأخف، والمساحات الخلفية الضيقة في وسط ودفاع كايزر تفسحت بفعل تحركات أسرع من حسن مع تحرر أفضل من بركات في الجانب الأيمن وإزاحة أظرف لجلبرتو إلى اليسار مكان معوض، وترك الوسط لبوجا. قطع الشطرنج زادت بشدة لدى جوزيه، والطابية قد تحل محل حصان، والحصان ممكن يزاح إلى أحد الأجناب متوليا مهام الطابية. بركات بتحرره الايمن قدر يصنع عرضيتين من شبه وضع متحرر في الأولى وتحرر تام في الثانية (الاثنين على رأس البديل حسني) ولاحظ هنا دور أحمد حسن في إيجاد المساحة وسرعة التمرير التي لم تمنح فرصة وحرية الارتداد للألمان. نزول فلافيو إلى المنطقة ما بين حسن (بوجا) وحسني كان لجذب احد قلبي دفاع كايزر وافساح المجال امام أي من جلبرتو المتحرر في طرف الملعب أو بركات. ظهور جلبرتو كثيرا في تلك النقطة من الملعب بلا أي رقيب كان بعد محاولة جوزيه تحريك لاعب غير معروف للخصم إلى الوسط في حين إن الألمان فوجئوا إن اللي كان في النص بقى في الطرف. ومش لاقي تفسير تاني لأن الألمان بعد التعادل منطقتهم اليمنى الدفاعية انفتحت بشكل غريب، والأغرب هو وجود مساحات امام بركات (ولاحظ قيامه بأدوار دفاعية في الشوط الأول ومسمرته في الخط الخلفي). جايز السبب التكتيكي كان في تمدد الدفاع والظهيرين أمام فتح جوزيه الملعب على مصراعيه ببركات وجلبرتو ودفع الانطلاقات من العمق من حسن أو فتح مجال التسديد لفلافيو أو جلبر. لسة ما فهمتش حسين جاي ليه؟!

جوزيه يلعب بطرف واحد في جانبي الملعب، ويحاول مد يد العون له من خلال لاعبي الوسط - مع أدوار أخرى لنفس اللاعبين - وهو دور متعاظم ويزداد جدا علي اللي بص ولقى نفسه مرزوع ارتكاز مع واحد من شياطين المدربين. أثناء رحلة تقدم أحد طرفي الاهلي إلى الأمام، لا تظن إنه يقطع الرحلة وحيدا. ممكن يقابل أحمد حسن يمسي عليه بوان تو .. أو ممكن يلاقي فلافيو تحت ومعاه قلب دفاع مسحوب، وبركات يعبره، لأنه عارف انه في نفس الوقت حسن أخد مكان فلافيو قدام، وبدل الوان تو عند دايرة السنتر نخليها وان من غير تو عند الجون!! (اتفرج كويس أوي على هدف الاهلي تاني، وشوف تحرك فلافيو، وتابع أحمد حسن وهو بيتسحب بدون أن يشعر كلما تقدم بركات إلى خط المرمى). لاحظ أسامة حسني وللمرة التانية يلعب راسية وحيدا داخل منطقة الجزاء، الأولى مرقت فوق العارضة، والثانية في العارضة ثم هدف. سيبك من الهدف وحاول تفتكر تقدم جلبرتو مع معوض ومحاولة السند معاه في الجانب الأيسر، مع ظهور بعض الخطورة من معوض. جوزيه يبني محطات تقوية لظهير الجنب أو الجناح، ولو حصل والارسال تعطل عند منطقة الجزاء، عاشور عارف هيعمل إيه مع قاطع الكرة. ولاحظ وجود عاشور كأحد أول اللاعبين في شرف استقبال هجوم الخصم، ولو حصل وتركه لزميل (أسلوب جوزيه الارتدادي وعدم اللعب رجل لرجل) عاشور صار يجيد الارتكاز الجيد واستشراف نيات المنافس، ولأن إينو لا يزال قيد التجهيز، فجوزيه يحاول اعداده كبديل أو أساسي لو حصل مكروه على مدى مشوار الأحمر الطويل.

باقي نقطتين وبعدها أختم تحليلي القصير للمكير. جوزيه بنى فريق به أكثر من جوكر، بوجود بركات وحسن وجلبرتو واستخدام فلافيو تحت رأس الحربة، او تحريك المحمدي. تغييرات جوزيه حاليا صار يتبعها تغييرات داخل الملعب، بمعنى إن نزول ارتكاز (بوجا) محل جناح (معوض) معناه تغيير داخلي (جلبرتو ليحل محل الخارج). الجانب الثاني بإمكانية تغيير مراكز اللاعبين أكثر من مرة في المباراة الواحدة. المباراة لم تسمح بالتبديل بين حسن وبركات في العمق والاطراف وهو أسلوب لعب قد يظهر في مباريات الدوري القادم كما ظهر في الدوري القديم. جوزيه بنى خط وسط قادر على التبديل الجيد مع الأطراف بوجود اكثر من لاعب قادر على أداء أكثر من دور في أكثر من مركز.

النقطة الثانية هي تخلي حسن عن الاحتفاظ بالكرة أغلب فترات المباراة، واتجاه لعبه إلى الايجابية أكثر عكس المنتخب في كثير من المرات والمباريات، وعكس أسلوب لعبه نفسه. جوزيه لما بييجي لاعب من أي نادي في الدوري (أي نادي بمعنى الكلمة) أول كلمة جوزيه يصبح عليه بيها، بعد "إزيك عامل إيه؟" يتبعها: انسى الكورة اللي اتعلمتها في ناديك، لأن الأهلي أسلوب لعبه مختلف". كنت أظن جوزيه لن يكرر على مسامع حسن نفس الجملة، لأن لكل لاعب مقام ومقال، لكن على ما يبدو إن اللمسة واللعبة معدية جدا، ولم يملك حسن نفسه من رؤية 8 لاعبين يجيدونها، فبعد ما شاب، اتعلم من الشباب. جايز مباراة واحدة غير كافية على تطور أسلوب لعب حسن. ولكن البداية توحي ببدء تخلي أبو حميد عن الاحتفاظ بالكرة.


كالعادة الاهتمام بالصفقات خارج الملعب، وترك متابعة نتيجة الصفقات داخله. غريب جدا هو الاهتمام باللاعبين خارج المستطيل، والقتال والتناحر لدرجة "هل من مبارز؟" ثم لا نتحدث عن أول ظهور لتلك الصفقات وأثرها. أذكر تعليق أحد الصحفيين (أفتكر ياسر أيوب) قبل مباراة الأهلي وريال مدريد وكيف كان اهتمام الاسبان بالمباراة لوجود زين الدين زيدان فيها بعد حصوله على أعلى الصفقات في التاريخ وقتها، ونقل أيوب يومها إن الاهتمام كان لأنها أول مباراة له، ومحاولة للاجابة على سؤال: "هل زيدان يستحق المبلغ المدفوع؟" أو بالبلدي، هل يجوز لزيزو أن يقول للأسبان بعد المباراة: ما تبصوليش بعين رضية، وبصوا للي اندفع في. لكن ما حدش بص على احمد حسن ولا معوض، ولا المحمدي، ولا غيرهم .. واحتمال يفضل أعمى على طول. مباراة الاهلي ودية وغير كافية بالطبع للحكم على الفريق ولا على الأداء .. ولكني حاولت ارواء عطشك إن كنت من هواة التحليلات الفنية، ومن محبي متابعة المقالات الفنية، بعيدا عن الانتقالات غير الفنية، والحركات البهلوانية على المسرح المصري المملوكي والملاكي. تحليل المباريات عيب جدا في الثقافة المصرية أثناء الحديث عن انتقال لاعب. طالما فيه مشكلة انتقال، يبقى لازم الكل يتكلم عن المشكلة، ويسيبه من الماتشات أو الموسم الجديد. تلك عادة قديمة .. والقديمة تحلى. لا أملك نفسي عن التحليل حتى وإن تأخر بعض الشيء. معلش اعذرني، فانا مصري مثلك، ولا أستطيع الفكاك من العرض المسرحي المجاني. حاولت سرقة بعض الوقت من استراحة الممثلين، ولكنها سرقة ليست كسرقة العقود ولا لحس العهود. كان لابد من وضع العدسة على صفقات الأهلي واستشراف الداخل والخارج من وعن قائمة الأحمر السمراء. تقسيم الملعب من جوزيه أمر مبهر، والمجحف عدم الحديث عنه.




حاول الأهلي التسلية بالكايزر .. على أمل الاستمتاع بوجبة أجمل يوم 20
الكايزر أهو قدامك .. ويحيينا ويحييك ربنا ليوم 20 و27، وأهو نتسلى لحد ما نقبض أول الشهر

Category: |
You can follow any responses to this entry through the RSS 2.0 feed. You can leave a response, or trackback from your own site.

0 اضغط هنا .. واترك تعليقا على المقال: